أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

129878 يكفيك حب الله عز وجل

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
إن مما يتمناه كل مؤمن في هذه يكفيك حب الله عز وجل الدنيا التيقن من حب الله -عز وجل-، فتجده في كل مواقف حياته يتلمس هذا يكفيك حب الله عز وجل الحب ويبحث عنه، فإذا وقع في أمرٍ, ما تدبّره وحاول الوقوف على خفاياه باحثاً دون ملل عن أثر حب الله له، فإذا أصابته مصيبة صبر لله -تعالى- واستشعر لطف الله -عز وجل- فيها حيث كان يمكن أن يأتي وقعها أشد مما أتت عليه، وإذا أصابته منحة خير وعطاء شكر الله -سبحانه وتعالى- خائفاً من أن يكون هذا العطاء استدراجاً منه -عز وجل-، فقديماً قيل: "كل منحة وافقت هواك فهي محنة وكل محنة خالفت هواك فهي منحة".
لهذا فإن المؤمن في حال من الترقب والمحاسبة لا تكاد تفارقه في نهاره وليله، ففيما يظن الكافر أن عطاء الله إنما هو دليل محبة وتكريم، يؤمن المسلم أن لا علاقة للمنع والعطاء بيكفيك حب الله عز وجل الحب والبغض لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله يعطي يكفيك حب الله عز وجل الدنيا من يحب ومن لا يحب ولا يعطي الدين إلا من يحب"رواه الترمذي.
بل إن حب الله لا يُستجلب إلا بمتابعة منهجه الذي ورد ذكره في يكفيك حب الله عز وجل القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، فإن اتباع هذا المنهج هو الذي يوصل إلى محبته -تعالى-: "لأن حقيقة المحبة لا تتم إلا بموالاة المحبوب، وهي موافقته في ما يُحب ويُبغض ما يبغض، والله يحب يكفيك حب الله عز وجل الإيمان ويكفيك حب الله عز وجل التقوى ويبغض الكفر والفسوق والعصيان" طب يكفيك حب الله عز وجل القلوب، يكفيك حب الله عز وجل ابن تيمية، ص183.
والوصول إلى محبة الله -عز وجل- يستوجب أيضاً أن يترافق حب العبد لله مع حبه لرسوله -عليه الصلاة والسلام-، قال -تعالى-: "قل إن كنتم تحبون الله فأتبعوني يحببكم الله" آل عمران 31.
مراتب حب الله -عز وجل-:
إن حب الله لعباده هو على مراتب ودرجات متصلة بحب العبد لله، فكلما زاد حب العبد لله ورسوله زاد حب الله -عز وجل- لهذا العبد، وأول من يستحق هذايكفيك حب الله عز وجل الحب هم أنبياء الله -سبحانه وتعالى- الذين جعلهم الله -سبحانه وتعالى- أخلاّءه فقال -عز وجل-: "واتخذ الله إبراهيم خليلاً" يكفيك حب الله عز وجل النساء، 125.
وقال رسول الله -عليه الصلاة والسلام-: "إن الله اتخذني خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً" أخرجه الحاكم.
والخُلّة "اخصٌّ من مطلق المحبة بحيث هي من كمالها، وتخلّلها يكفيك حب الله عز وجل الحب حتى يكون المحبوب بها محبوباً لذاته لا شيء آخر". طب يكفيك حب الله عز وجل القلوب، ص229.
ويأتي بعد ذلك حب المؤمنين وهم أولياء الله المتقين.
ويتفاوت المؤمنون في هذا يكفيك حب الله عز وجل الحب بتفاوت أعميكفيك حب الله عز وجل الهم التي تقربهم إلى الله -عز وجل-، قال -سبحانه وتعالى- في الحديث يكفيك حب الله عز وجل القدسي: "من تقرب إليّ شبراً تقربت إليه ذراعاً، ومن تقرّب إليّ ذراعاً تقربت إليه باعاً، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة" رواه يكفيك حب الله عز وجل البخاري.
وهذا التقرب يدرك العبد كيفيته بالإطلاع على أوامر الله ونواهيه، فينفذ الأمر ويتجنب النهي، ويترك المكروه، كما يفعل المحبوب، جاء في الحديث يكفيك حب الله عز وجل القدسي "وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه".
وقال -عز وجل- في تتمة هذا الحديث يكفيك حب الله عز وجل القدسي "ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به" رواه يكفيك حب الله عز وجل البخاري.
وقد عدّد يكفيك حب الله عز وجل القرآن الكريم الخصال التي تقرب المؤمنين إلى الله وتجعلهم يفوزون بحبه، فورد في كتابه الكريم أنه -سبحانه وتعالى- يحب التوّابين ويحب المتطهّرين، ويحب المتقين، ويحب الصابرين ويحب المتوكلين، ويحب المقسطين، ويحب المحسنين ...
فعلى العبد أن ينمّي علاقته بربه وان يحاول جاهداً أن يتصف بالصفات التي تقربه منه -عز وجل- وتقوّي في نفسه محبته، فإذا قويت هذه المحبة أصبح ممن يستحقون حب الله ورضوانه.
التماس حب الله -عز وجل-:
يستطيع المؤمن الذي اتخذ من القرآن والسنة منهجاً لحياته أن يتلمس أثر حب الله ورضاه في نفسه، وذلك بطرق مختلفة أهمها رضاه عن الله -عز وجل-، فمن كان راضياً عن الله -عز وجل- كان ذلك من أبلغ الدلائل على رضا الله عنه.
وقد أكّد ابن قيم الجوزية أن العبد يستطيع أن يتلمس أثر حب الله في قلبه في مواطن عديدة منها:
"الموطن الأول: عند أخذ المضجع حيث لا ينام إلا على ذكر من يحبه وشغل قلبه به.
الموطن الثاني: عند انتباهه من النوم، فأول شيء يسبق إلى قلبه ذكر محبوبه.
الموطن الثالث: عند دخوله في الصلاة، فإنها محكُ الأحوال وميزان يكفيك حب الله عز وجل الإيمان... فلا شيء أهم عند المؤمن من الصلاة، كأنه في سجن وغمّ حتى تحضر الصلاة، فتجد قلبه قد انفسح وانشرح واستراح، كما قال يكفيك حب الله عز وجل النبي -صلى الله عليه وسلم- لبلال: "يا بلال أرحنا بالصلاة".
الموطن الرابع: عند الشدائد والأهوال، فإن يكفيك حب الله عز وجل القلب في هذا الموطن لا يذكر إلا أحب الأشياء إليه ولا يهرب إلا إلى محبوبه الأعظم عنده".
وتزداد الحاجة إلى يكفيك حب الله عز وجل الثبات في هذا الموطن الأخير لكون المؤمن أشد عرضة للبلاء من غيره من البشر، خاصة إذا أراد أن يصل إلى يكفيك حب الله عز وجل الحب المتبادل بينه وبين الله -عز وجل-.
فوائد حب الله -عز وجل-:
إن أول فائدة تعود على المؤمن الذي يحبه الله -عز وجل- هي أن يجعله من عباده المخلصين، فيصرف بذلك عنه السوء والفحشاء، قال -تعالى-: "كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين" يوسف: 24.
وهذا يكفيك حب الله عز وجل الإخلاص يحصل للمقربين الذين جاهدوا في الله حق جهاده، أما المؤمن فينال من هذا يكفيك حب الله عز وجل الإخلاص على قدر قربه من الله، إلا أن علامات حب الله -عز وجل- أن يجعل الله له المحبة في أهل الأرض، جاء في يكفيك حب الله عز وجل صحيح مسلم تعليقاً على قوله -تعالى-: "إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودّاً" يكفيك حب الله عز وجل مريم، 96. أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال في هذه الآية: "إذا أحب الله عبداً نادى جبريل: إني أحببت فلاناً فأحبه فينادي في السماء ثم ينزل له المحبة في أهل الأرض".
ومن فوائد حب الله -عز وجل- التي يجنبها المؤمن في الآخرة غفران يكفيك حب الله عز وجل الذنوب، لقوله -تعالى-: "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم" آل عمران، 31.
ومنها الفوز والنجاة من عذاب يكفيك حب الله عز وجل يوم القيامة، يروى انه سئل يعض يكفيك حب الله عز وجل العلماء أين تجد في القرآن ان يكفيك حب الله عز وجل الحبيب لا يعذب حبيبه؟ فقال في قوله -تعالى-: (وقالت يكفيك حب الله عز وجل اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذ1نوبكم؟! بل أنتم بشر ممن خلق يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء) المائدة، 18.
لهذا أدرك علماء الإسلام أهمية حب الله -عز وجل- فكانوا يسألونه -تعالى- هذا يكفيك حب الله عز وجل الحب في دعائهم، ومن أدعيتهم في هذا المجال: "اللهم إني أسألك حبك وحب من يحبك وحب عمل يقربني إلى حبك، اللهم ما رزقتني مما أحب فأجعله قوة لي فيما تحب، وما زويت عني مما أحب فأجعله فراغاً لي فيما تحب، اللهم اجعل حبك أحبّ إليّ من أهلي ومالي ومن الماء البارد على الظمأ، اللهم حببني إلى ملائكتك وأنبيائك ورسلك وعبادك الصالحين، اللهم اجعلني أحبك بقلبي كله وأرضيك بجهدي كله، اللهم اجعل حبي كله لك، وسعيي كله من مرضاتك".
فليس بعد هذا يكفيك حب الله عز وجل الدعاء إلا التأكيد على أن من لم يكفه حب الله فلا شيء يكفيه، ومن لم يستغن بالله فلا شيء يغنيه.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين







إظهار التوقيع
توقيع : نسيم آڸدکَريآت
#2

افتراضي رد: يكفيك حب الله عز وجل

بارك الله فيك حبيبتي

إظهار التوقيع
توقيع : جنا حبيبة ماما
#3

افتراضي رد: يكفيك حب الله عز وجل

تسلم ايدك
إظهار التوقيع
توقيع : حياه الروح 5
#4

افتراضي رد: يكفيك حب الله عز وجل

رد: يكفيك حب الله عز وجل

إظهار التوقيع
توقيع : ام سيف 22
#5

افتراضي رد: يكفيك حب الله عز وجل

سبحانه ، بارك الله فيــــــــــــك


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
تفسير ايات من سورة ال عمران رنيم القرآن القرآن الكريم
يكفيك حب الله عز وجل محبة القرآن الحملات الدعوية
اختبار قياس الخوف من الله تعالى SHARMOON المنتدي الاسلامي العام
اختبار قياس الخوف من الله تعالى lovely_ girl المنتدي الاسلامي العام
قصة سيدنا يونس عليه السلام بالكامل ريموووو قصص الانبياء والرسل والصحابه


الساعة الآن 03:23 AM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل