إنَّ أكثر ما يواجهه الفرد في شهر رمضان الكريم هو الإعياء البدني، والشُّعور بالخمول، وعدم القدرة على الاستمرار، ويصاحبها أيضًا الشُّعور بالإنهاك، وعدم التَّركيز، سواء في العمل، أو في المنزل، مما قد يسبب عدم القدرة على الاستمرار والعمل باقي اليوم، وقد يتسبب ذلك للبعض في هبوط الدورة الدمويَّة، أو الإغماء، خصوصًا في الأيَّام شديدة الحرارة، ويرجع ذلك إلى عدم تنظيم أوقات العمل في نهار رمضان بما يتناسب مع الجسد لتحمُّل باقي اليوم.
وللحفاظ على صحَّتك في رمضان، نقدِّم لك فيما يلي بعض النَّصائح الطبيَّة، التي تلقي الضَّوء عليها أخصائيَّة العلاج الطَّبيعي الدُّكتورة لمى سعد الدين:
- عدم استهلاك الطَّاقة: يجب بدء العمل في رمضان بهدوء لتوفير طاقة جسدك، وللمحافظة على لياقتك البدنيَّة لوقت أطول، ولمنع سرعة حرق مخزون النشويَّات والسكريَّات، والذي يؤدِّي نقصه إلى الشُّعور بالخمول، والتَّعب السَّريع، وأيضًا يجب تجنُّب ممارسة الأنشطة ذات الحركة الكثيرة؛ لتجنُّب فقد المياه على هيئة عرق، مما يؤدِّي إلى الشُّعور بالعطش والجفاف.
- البدء بالأعمال البسيطة: سواء كنتِ ربَّة منزل، أو سيِّدة عاملة، عليك جعل الأعمال، التي تتطلَّب مجهودًا وتفكيرًا كبيرًا، إلى نهاية اليوم، بالطَّبع قد تشعرين بالنَّشاط في بداية اليوم، وترين أنَّ في مقدورك العمل بطاقة كبيرة، ولكن احذري، فسرعان ما سيزول ذلك الشُّعور إذا قمتِ باستهلاك طاقتك بشكل كبير.
- جسدك بحاجة إلى إعادة شحن: تعاملي مع جسدك كبطاريَّة هاتفك، فإذا كنتِ في رحلة، ولا تريدين أن تنفد البطاريَّة، بالطَّبع لن تقومي بتشغيل الألعاب أو البرامج، التي تستهلك طاقة كبيرة؛ خوفًا من استنزاف البطاريَّة، وكذلك جسدك؛ فهو يحتاج إلى تعاملك معه بحذر وحرص.
- السُّحور الجيِّد: من الأخطاء التي يرتكبها البعض عدم تناول وجبة السُّحور، والتي لها أهميَّة كبيرة في إمداد الجسد بالطَّاقة على مدار اليوم، لذلك يجب أن تكون تلك الوجبة متكاملة، وتحتوي على العديد من العناصر الغذائيَّة، التي يستفيد منها الجسم على مدار اليوم.
في نهار رمضان، يبدأ الجسد في استهلاك مخزونه من الطَّاقة، فيبدأ السُّكر في الانخفاض، وكذلك الأملاح، ويتعرَّض الجسد لإرهاق كبير، خصوصًا في ظلِّ الحرارة المرتفعة وساعات الصِّيام الطَّويلة، والصِّيام يفقد الجسم الكثير من الأملاح المعدنيَّة المهمَّة، لذلك التزوُّد بها أمر في غاية الأهميَّة، وينصح بالاعتماد على الأطعمة الغنيَّة بالكالسيوم والبوتاسيوم والمغنيسيوم خلال وجبة السُّحور.