وَرَد عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال : «الحِكْمَة ضَالَّةُ المُؤْمِنِ ، فَحَيْثُ وَجَدَهَا أَخَذَهَا »
سَواءً قُلنـا أن الحـــكمة (هنا) هي العلم النافعُ ، أو قلنا أنها إصابة الحق بالعلم و العقل .. أو غير ذلك من الوجوه ، فكلها تحوم حول معنًى واحد و هو "العلم".
هو أنشودة المؤمن و غاية مُناه ، لأنه به يشرف و يسعد و ينال الدرجات العلا ، و أشرفه ما يبلغ به إلى معرفة (مالك الملك) جل جلاله على يقيــنٍ ، فكل علم يزداد به اليقين هو علم حكمةٍ ..
يلتقطها المؤمن أينما وجدها و لا غُبار عليه متى وجد علما نافعًا من العلوم التي لا ضرر فيها على الدين عند أي شخص وأخذه منه ، و قد جرى هذا على العلماءِ قديماً و حديثًا ...
يقول - صلى الله عليه و سلم - : (الحِكمةُ ضَالَّةُ المُؤْمِنِ فَهُوَ أحَقُّ بِها إِذَا وَجَدَها)
و المراد بذلك أن الحكمة قد يستفيد منها غير أهلها ، كما يقال (رُبَّ رَمْيَةٍ مِنْ غَيْرِ رَامٍ)
و هذا لا يخص علما واحدًا من العلوم ، بل يقع في كل علم ..
و في بعض الروايات للحديث ، (حيث) لعموم الأمكنة و ليست لمكان معين ، فتفيد أخذ كل علم نافع لا ضرر فيه شرعًا من أي إنسان وجده عنده .
عن كتاب [الدعاية إلى سبيل المؤمن] للكاتب [عبدُ ربِّـــه أبي إسحاق إبراهيم آل يوسف أطفيش الجزائري] الصفحتان [92/93] المطبعة السلفية / مصر 1923