العتاب... يفرق الأحباب أم يقربهم؟
كثيراً ما كنا نسمع عبارات العتب والملامة, في مجالس الأصدقاء والأقارب, "كالعتب على قدر المحبة", "العتب صابون القلوب", "العتب بيغسل القلوب",.... وغيرها الكثير الكثير من العبارات التي تركز المفهوم الإيجابي الطيب للمعاتبة, بوصفها تصرفاً يدل على المحبة وعلو المكانة.
لكننا اليوم سنحاول إلقاء الضوء على العتاب, بمزيدٍ من التحليل والتفصيل, مبتدئين بمفهوم العتاب, الذي يعرف بأنه إلقاء اللوم على الطرف الاَخر, باستخدام مجموعةً من الكلمات والنظرات والتصرفات, التي من شأنها أن تشعره أو تدله على سوء تصرفه بموقفٍ أو عدة مواقفٍ, مع التأكيد على الأسلوب اللطيف والواضح, أي بعيداً عن التصرفات الملغومة تحت مسمى العتاب.
وبالنظر لهذا التعريف وبالوقوف عنده, نجد أنه تصرفٌ لبقٌ, ويحاول أن يقرب الأصدقاء والأحباب, بطريقةٍ مريحةٍ لكلا الطرفين, وتكفل لهما أن ينفسا عما بداخلهما, بدلاً من اللجوء للأحاديث الجانبية والدخول في ممرات النميمة والغيبة, المقصودة وغير المقصودة!
إلا أن الأمر الذي لابد أن نهتم به سواءً كنا ملامين أو لائمين, هو أن العتاب الزائد عن الحد والمتكرر بمختلف الظروف والأماكن, ربما ينقلب لصورةٍ سيئةٍ من الملاحقة الفظة والمزعجة, التي تصل في معظم الأحيان لخلافاتٍ ربما يصعب حلها, لأنها تجعل أحد الطرفين مراقباً ومحطاً للأنظار وهدفاً للنقد الجارح وغير الجارح, بحجة العتاب أو المعاتبة!!! وهو الأمر غير المقبول إطلاقاً.
لذا يجب أن نكون أفرادً أكثر نضجاً في علاقاتنا وتعاملاتنا مع الاًخرين, مما يتطلب أن نكون أكثر وعياً وتحكماً في نفسياتنا وردات أفعالنا, وذلك للمحافظة على نغمةٍ لطيفةٍ من اللوم المحبب, هذه النغمة التي ترفع نسبة التقارب وتعزز مفهوم التفاهم والصداقة, مبتعدين عن التكرار المقزز والمنفر, واضعين أمام أعيننا أن اللوم والعتاب جميلٌ في موضعه فقط, وغير ذلك يعتبر مفهوماً فاقداً لمعناه وللغاية منه, فلا داعي له, فهو إن قرب سيقرب ليفرق ليس إلا!!!