مكة المكرمة أطهر بقاع الأرض وأجملها ، فيها يتجمع الناس من أجل الحج والعمرة وفيها الكعبة المكرمة ، واليها يتجه الناس حيث أنها قبلة المسلمين للصلاة ، مهما قلنا عن هذا البلد الطاهرة لن نوفيها قدرها ، وكما قال الرسول صلى الله عليه وسلم إنها لأحب البلاد إلى قلبه ، ونحن كذلك يا رسول الله ما تحب نحن أيضا نحب ونعشق ، دعونا الآن نرى أفضل ما قاله الشعراء في حق مكة المكرمة وهذا سوف يتم طرحه خلال السطور الآتية
من أقدم ما قيل في مكة المكرمة وفيها قال الجرهمي وهو من أوائل من بكوا على المدن
وقائلة والدمع ســـكـــــــبٌ مبادر…………………وقد شرقت بالدمع منها المحاجرُ
كأن لم يكن بالحجون إلى الصفا………………..أنيسٌ ولم يســمر بمكّة ســـــــامرُ
ولم يتربع واســطاً فـــــــجــنوبه……………..إلى المنحنى من ذي الأراكة حاضرُ
فقلت لها والقلب منّي كـــــــأنّما………………..يُلجــلجــــه بين الجـــناحين طائر
بلى نحن كنا أهـــــلها فأزالنا(وتروى فأبادنا)………………صروف الليالي والجدود العــــواثر
وكنا ولاة البيت من بعد نابتٍ………………بعزٍّ فما يحظى لدينا المكاثر
ملكنا فعزّزنا فأعظم بملكنا………………..فليس لحيٍّ غيرنا ثمَّ فاخر
ألم تنكحوا من خير شخصٍ علمته……………….فأبناؤه منّا ونحن الأصاهر
فإن تنثن الدنيا علينا بحالها………………..فإنّ لها حالاً وفيها التشاجر
فأخرجنا منها المليك بقدرةٍ……………….كذلك ياللناس تجري المقادر
أقول إذا نام الخلي ولم أنم:………………أذا العرش لا يبعد سهيل وعامر
وبدلت منها أوجهاً لا أحبها………………قبائل منها حمير ويحابر
وصرنا أحاديثاً وكنا بغبطةٍ……………..بذلك عضتنا السنون الغوابر
فسحّت دموع العين تبكي لبلدةٍ…………….بها حرم أمنٌ وفيها المشاعر
وتبكي لبيتٍ ليس يؤذي حمامه…………….يظلّ بها أمنا وفيه العصافر
وفيه وحوش لا تُرابُ أنيسةٌ……………إذا خرجت منه فليست تغادر
وكما قال الشاعر محمد حسن فقي رحمه الله عليه
مكّتي لا جلالٌ على الأرضِ يداني جلالَها أو يفوقُ
ما تبالينَ بالرشاقةِ و السحرِ فمعناكِ ساحرٌ و رشيقُ
سجدت عندهُ المعاني فما ثمَّ جليلٌ سواهُ أو مرموقُ
و مشى الخلدُ في رحابِكِ مختالاً يمدُّ الجديدُ منهُ العتيقُ
أنتِ عندي معشوقةٌ ليسَ يخزي العشقُ منها و لا يُضِلُّ الطريقُ
ما أُباهي بالحسنِ فيكِ على كثرة ما فيكِ من مغانٍ تشوقُ
أنتِ قدسٌ فليسَ للهيكلِ الفاني بقاءٌ كمثلِهِ و سموقُ
كلّ حسنٍ يبلى و حسنكِ يا مكّةُ رغمَ البلى الفتيُّ العريقُ
دَرَجَ المصطفى عليكِ فأغلاكِ و أعلاكِ بعدهُ الصّدّيقُ
وَ شكوكٌ من الرّجالِ سبوقُ جدٍّ من خلفِهِ فجلّى سبوقُ
إن أرادوا القتالَ أرجفتِ الأرضُ و ضاقت على العدوِّ الطريقُ
أو أرادوا السّلامَ رحّبَ بالسّلمِ عدوٌّ أصابهُ التمزيقُ
ليسَ بغياً قتالُهُم إنه الرشدُ ينيرُ السبيلَ و التوفيقُ
كانَ في اللهِ حربهم و العداواتُ و في اللهِ سلمهم و الوثوقُ
نَجِدُ الأنسَ في رحابِكِ و البسطةَ حتّى كأنّنا ما نضيقُ
و يشدّ القلوبَ نحوكِ يا مكّةُ حبٌّ يطوي القلوبَ وثيقُ
ما نطيقُ الفراقَ عنكِ و هل يحملُ قلبٌ في الحبِّ ما لا يطيقُ
يا نفوساً تطوفُ بالبيتِ لولا حرمة البيتِ ميّزتها الفروقُ
أنتِ لولا الإسلامُ كنّا نرى السابقَ منّا يفوتهُ المسبوقُ
وقال فيها عبد الله بن الزبعرى بن عدي بن قيس بن عدي بن سعيد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر :
تنكلوا عن بطن مكة إنها * كانت قديما لا يرام حريمها
لم تخلق الشعرى ليالي حرمت * إذ لا عزيز من الأنام يرومها
سائل أمير الجيش عنها ما رأى * ولسوف يُنبي الجاهلين عليمها
ستون ألفا لم يئوبوا أرضهم * ولم يعش بعد الإياب سقيمها
كانت بها عاد وجرهم قبلهم * والله من فوق العباد يقيمها
وقال أبو قيس بن الأسلت الأنصاري ثم الخطمي ، واسمه صيفي .
قال ابن هشام : أبو قيس : صيفي بن الأسلت بن جشم بن وائل بن زيد بن قيس بن عامرة بن مرة بن مالك بن الأوس
ومن صنعه يوم فيل الحبُو ش * إذ كلما بعثوه رزمْ
محاجنهم تحت أقرابه * وقد شرموا أنفه فانخرم
وقد جعلوا سوطه مغولا * إذا يمموه قفاه كلم
فولى وأدبر أدراجه * وقد باء بالظلم من كان ثم
فأرسل من فوقهم حاصبا * فلفهم مثل لف القزم
تحض على الصبر أحبارهم * وقد ثأجوا كثؤاج الغنم
و قال فيها الإمــــام جــــار الله الـزمـخـشـري :
أنا الجار جار الله مكة مركزي ومضرب أوتادي ومعقد أطنابـي
وما كان إلا زورة نهضتني إلي بلاد بها أوطان أهلي وأحبابـي
فلما قضت نفسي ولله درهـا لبانـة وار زندهـا غيـر هيـاب
كررت إلى بطحاء مكة راجعا كأني أبو شبلين كر إلـى الغـاب
فمن يلق في بعض القريات رحله فأم القرى ملقى رحالي ومنتابي
إذا التصقت في آخر الليل لبتي بملتزم الأبرار من أيمـن البـاب
أو التصقت بالمستجار أو التفتت على الركن أجفاني بسح وتسكابي
فقل لملوك الأرض يلهوا ويلعبوا فذلك لهوي ما حييت وتلعابـي
وقال عنها الشيخ محمد أمين كتبي
تجلى لنـا الميـلاد نـورا مجسمـا واضحى اسم طه يملأ الأرض والسما
سرى نوره في الكائنـات فأشرقـتواسفر فـي وجـه الدجـى فتبسمـا
وشرف ارضـا كـان مولـده بهـاوناهيـك بيـت الله بيتـا محـرمـا
وكرمهـا اذ كـان مبعـثـه بـهـايُطلُّ علـى الآفـاق دِينـا مُعظمـا
بـلادٌ حباهـا الله أمـنـا وكعـبـةًيُصلّيِ إليها النـاس فرضـا مُحَتمـا
وآياتهـا مـا دام للـنـاس قِبـلـةٌبهـا بينـاتٌ تَنثُـرُ الأفـق أَنجمـا
مقـام خليـل الله فيـهـا محجـبـاومشربُ اسماعيل من بئـر زمزمـا
ومَنْ أَمهـا مِـنْ اي قُطـرٍ وبلـدةٍومرَّ على الميقـات لبَّـى وأحرمـا
وفيها نـزول الوحـي أولُ سـورةٍبها اقرأْ ويا مدثـرُ اصـدع لِيُعلمـا
وَضُوعفتِ الأعْمـالُ فيهـا تَفضـلاًمن الله ذي العرش الذي قـد تَكرَّمـا
وليستْ تَمرُّ الطيرُ من فَوق سطحهـاتَـزاوَرُ عنـه سانحـاتٍ وَحُـو