«الاهتمام لا يُطلب».. عبارة اعتاد العديد من الأزواج على سماعها، واعتادت العديد من الزَّوجات على ترديدها، وتقع تلك العبارة على الزَّوج كأنَّها لغز أو طلسم صعب معرفة مغزاه، وإذا حاول الاستفسار، يأتيه الرَّد بعبارة أخرى، وهي «اعرف بمفردك»، ويظلُّ الزَّوج هنا يدور في دائرة مغلقة، وقد لا يصل إلى نتيجة، وقد يكون ما تعنيه الزَّوجة بعيداً تماماً وغير متوقع، وهنا يطرح السؤال: لماذا النِّساء دائماً يرددن تلك العبارة؟ وما سر الاهتمام الضَّائع؟
ولكشف طلاسم تلك العبارات، الأخصائيَّة الاجتماعيَّة ومدرِّبة التَّنمية البشريَّة
قامت بطرح بعض الإجابات لفك تلك الألغاز من خلال التَّالي:
عدم تقبُّل التغيير: العالم يتغيَّر، ولكنَّ مشاعر النِّساء لا تتغيَّر، فالمرأة تود أن يظل زوجها كاللحظة الأولى التي عرفها بها، أي أن يعاملها بنفس الاهتمام، والسُّؤال الدَّائم عن أحوالها، وبنفس الطَّريقة التي جعلتها تنجذب إليه، ويلاحظ أدقَّ تفاصيلها، أمَّا الرَّجل فتقسم حياته إلى مراحل متغيِّرة، ولكل مرحلة سياستها، بعكس النِّساء اللواتي يفضِّلن أن يبقى الوضع كما كان في اللحظة الأولى.
لف ودوران واكتشاف وقارئ أفكار: نعم، نحن كنساء نفضِّل أن يكتشف الرَّجل، وأن يبادر دائماً بمعرفة ما يسبب لنا الضِّيق أو الحزن، وما يدور في أنفسنا دون أن نكشف عنه؛ لذلك نمتنع عن الإجابة حتى نرى مدى اهتمام الزَّوج في معرفة الأمر، وعلى مدى إلحاحه يكون مقياس حبِّه، ومن هنا نشأت عبارة «اعرف بمفردك»، ليظلَّ الرَّجل يلف ويدور حول نفسه لمعرفة الأسباب.
الرجال ليسوا ملائكة: أنتم الرِّجال تظنون أنَّ واجبكم هو جمع النُّقود وتوفير احتياجات الأسرة فقط، وهو ما يجعل الرَّجل يهمل مشاعر زوجته بحجة أنَّه يعمل ويتعب من أجل إسعادها، طبعاً المرأة تعيش مرتاحة مادياً، وهذا أمر جيد، لكن مع الوقت تشعر بأن عمل زوجها بمثابة ضرَّة أتى بها عليها، وتبدأ تعاستها، فهي تريد فقط بعض الوقت للتحدُّث مع زوجها، وتريد أن يبين لها زوجها أنَّها أهمُّ من عمله.
الصبر مفتاح الفرج: حتى يقوم الرَّجل بحل تلك الطَّلاسم عليه أن يصبر، ويمسك أعصابه إلى أن تهدأ العاصفة، وكما ذكرت سابقاً، يجب أن يبين أنَّه فعلاً مهتم، وليس أن يسأل حتى يريح نفسه ويعمل الواجب الذي عليه.
للسيدات أقول: حلماً بالرِّجال، فعقولهم لا تتسع لاستيعاب كل ما يدور في أذهاننا، وللرِّجال أقول: صبراً على النِّساء.