أسلم حجر في مقتبل شبابه حينما قدم إلى المدينة مع اخيه هاني بن عدي إلى الرسول محمد (عليه الصلاة و السلام. وكان حجر أحد المعدودين الذي شاركوا في دفن أبي ذر الغفاري بالربذة حينما أبعده الخليفة الثالث عثمان بن عفان إليها، وذلك بسبب انتقادات وجهها أبو ذر الغفاري إليه حول سياسته وطريقة حكمه في النصف الثاني من خلافته. وكان حجر أحد قادة الفتوحات الإسلامية في بلاد الشام حيث فتح عدرا التي قتل فيها فيما بعد وشارك في القادسية. وكان حجر يلقب ب"حجر الخير" لشدة ورعه بينما كان له ابن عم اسمه حجر أيضا و اسمه حجر بن يزيد كان يلقب ب"حجر الشر" وكان من جنود معاوية في صفين.
كان حجر من انصار علي بن ابي طالب وشيعته حيث أسرع إلى مبايعته حينما تولى الخلافة وبقي ملازما له لا يتركه. وحارب معه في معركة صفين وكان من قيادات الجيش حيث كان قائد مذحج و الأشعريّين. وكان من قيادات جيش أمير المؤمنين علي في صفين أيضا، فكان قائدا على كندة و حضرموت و قضاعة و مهرة. وأوّل فارسين برزا والتقيا بصفّين في السابع من شهر صفر سنة 37 هـ هما حجر بن يزيد من معسكر معاوية بن أبى سفيان الذي طلب ابن عمّه حجر الخير حجر بن عدي الكندي للقتال. فتبارزا وكاد حجر بن عدي يقتل ابن عمه لولا تدخل خزيمة بن ثابت الأسدي من معسكر معاوية الذي ضرب حجر الخير ضربة كسر بها رمحه. وقتل حجر بعد ذلك الكثير من قيادات جيش معاوية بالمبارزة وحارب مع علي بن أبي طالب في النهروان فكان قائدا لميمنه الجيش.
وكان معاوية قد ارسل الضحاك بن قيس بثلاثة آلاف مقاتل ليشن الغارات على المناطق الواقعة في طاعة علي سنة 39 هـ.فنهب الأموال، وقتل من لقي من الاعراب حتى مر بالثعلبية فأغار على الحجاج فاخذ أمتعتهم، ثم أقبل فلقي عمرو بن عميس بن مسعود الهذلي (ابن أخي عبد الله بن مسعود صاحب رسول الله) فقتله في طريق الحج. فارسل علي حجر بن عدي قائدا لجيش قوامه أربعة آلاف مقاتل تمكن من الاصدام بجيش الضحاك وانتصر عليهم فهرب الضحاك إلى الشام.
اقوال بعض علماء الشيعة فيه
قال الفضل بن شاذان النيشابوري «فمن التابعين الكبار ورؤسائهم وزهّادهم... وحُجر بن عَدِي»
قال الشيخ الطوسي: «وكان من الأبدال»
قال السيّد علي خان المدني: «يُعدّ من الرؤساء والزهّاد، ومحبّته وإخلاصه لأمير المؤمنين(عليه السلام) أشهر من أن تُذكر»
قال السيّد محسن الأمين: «هو من خيار الصحابة، رئيس، قائد، شجاع، أبيّ النفس، عابد، زاهد، مستجاب الدعوة، عارف بالله تعالى، مسلّم لأمره، مطيع له، مجاهر بالحق، مقاوم للظلم، لا يبالي بالموت في سبيل ذلك»
قال الشيخ عبد الله المامقاني: «مقتضى ما سمعت كلّه، أنّ الرجل فوق الوثاقة، وفي غاية الجلالة» .
قال الشيخ محيي الدين المامقاني: «فلا مجال إلّا لتوثيقه، بل هو في قمّة الوثاقة والجلالة، وإنّي أعدّه ثقة ثقة، وثقة جليلاً»
اقوال بعض علماء السنة فيه
قال ابن سعد : «وكان ثقة معروفاً»
قال ابن حبان (ت:354ه): «حُجر بن عدي الكندي,واسم عدي هو الأدبر,وهو الذي يقال له حجر بن الأدبر من عباد التابعين,ممن شهد صفين مع علي بن أبي طالب,قتل سنة ثلاث وخمسين»
قال الحاكم النيسابوري : «هو راهب أصحاب محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)»
قال ابن عبد البر : «كان حُجر من فضلاء الصحابة» .
قال ابن الأثير فيه: «وهو المعروف بحجر الخیر.. وفد عَلَی النَّبِیّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَسَلَّمَ هو وأخوه هانئ، وشهد القادسیة، وکان من فضلاء الصحابة»
قال الذهبي فيه: حجر بن عدي، وهو حجر الخير أبو عبد الرحمن الشهيد, له صحبة ووفادة . وكان شريفا ، أميرا مطاعا ، أمارا بالمعروف ، مقدما على الإنكار ، من شيعة علي - رضي الله عنهما - . شهد صفين أميرا ، وكان ذا صلاح وتعبد .
مقتله
قام معاوية بن أبي سفيان بقتل المحتجین من الشيعة بما فيهم حجر بن عدي.بعدما توفى الإمام الحسن بن علي قام معاوية بن أبي سفيان بتشنج الأوضاع ضد الشيعة خاصة الشيعة في الكوفة و قتل بعض الشخصيات الشيعية .لقد قتله معاوية بن أبي سفيان بعدما فتحت مرج عذرا بيد حجر بن عدي ودفن في تلك المنطقة وقبره معروف هناك.