أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

130003 مهمة الإسلام في العالم

مهمة الإسلام في العالم

الكتاب: مهمة الإسلام في العالم

تأليف: محمد فريد وجدي

الناشر: مجمع البحوث الإسلامية، مصر، 1422هـ/ 2002م

عرض: أيمن حمودة


..........................

مهمة الإسلام في العالم
- دعا الإسلام إلى الألفة العامة بين الشعوب لا فرق بين أبعدها وأقربها.. ولا بين أسودها وأبيضها

مهمة الإسلام في العالم- أكد الإسلام على وحدة العقيدة الدينية مبينا أن أصل الأديان واحد، وهدم مبدأ التقليد الأعمى للآباء والأجداد ، فخلص الضعفاء من العبودية للأقوياء.

مهمة الإسلام في العالم- لا يوجد دين من الأديان ولا نظام اجتماعي قديم أو حديث رفع من شأن العلم والتنويه بقيمته والدعوة إليه مثل الإسلام.

مهمة الإسلام في العالم- طالب الإسلام أتباعه بمراعاة الآداب الإنسانية الرفيعة وقت الحروب، فحرَّم عليهم قتل الشيوخ والنساء والأطفال، ونهاهم عن هدم
البيوت وحرق المزروعات، ودعاهم لحسن معاملة أسري العدو.

مهمة الإسلام في العالم- نادي مفكرو الغرب بالأخذ بتعاليم الإسلام لإصلاح أحوال مجتمعاتهم المنهارة خلقيا واجتماعيا.


...........................


مهمة الإسلام في العالمللإسلام رسالة واضحة في إنقاذ البشرية مما تعانيه من ويلات ومشكلات ماحقة، فقد أرسل الله نبيه الكريم محمدًا (صلى الله عليه وسلم) ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، ويهديهم إلى الطريق القويم، مع أن كتاب الله قد بسط هذه الرسالة بسطاً لا شبهة فيه.

مهمة الإسلام في العالمومع أن الرسول صلى الله عليه وسلم ـ بأعماله وأخلاقه ومواقفه الساطعة ـ كان تطبيقاً واعياً لما جاءت به تلك الرسالة، إلا أن هناك بعض الكارهين للإسلام أرادوا أن يطمسوا هذه الحقيقة بما افتروا على الإسلام من افتراءات وأكاذيب وشبهات باطلة الإسلام منها بريء.

مهمة الإسلام في العالموقد نهض ذوو الغيرة من أبناء المسلمين من أرباب الضمائر الحية؛ ليدفعوا عن الإسلام تلك الشبهات والأكاذيب؛ فكتبوا العديد من المؤلفات الصادقة عن رسالة الإسلام ومهمته في العالم مؤيدة بالدليل القاطع، ومسددة بالوقائع الثابتة والمؤكدة.

مهمة الإسلام في العالمومن هؤلاء المجاهدين العلامة الكبير الأستاذ محمد فريد وجدي، الذي ملأ حياته المباركة بالدعوة الطاهرة إلى فضائل الإسلام، والزود عنه، والرد عما أثير ضده من شبهات وأكاذيب باطلة.





مهمة الإسلام في العالموفي هذا الكتاب القيم يتناول المؤلف دعوة الإسلام ومهمته في إنقاذ البشرية والعالم مما يعانيه من اضطرابات ومشكلات، مؤكدًا بالدليل القاطع أن العالم لو أخذ بمنهج الإسلام في كافة مناحي الحياة لتعافي مما يعاني من مشكلات وأزمات أخلاقية واجتماعية واقتصادية... إلخ.


مهمة الإسلام في العالم1 ـ الإسلام وإعلانه للألفة العامة بين الشعوبمهمة الإسلام في العالم

مهمة الإسلام في العالم

يذكر المؤلف أن العالم قبل الإسلام كانت تسوده حالة من الفوضى والحروب والاضرابات الوحشية في كل مكان، حيث كان هدف القوي هو الفتك بالضعيف، معتقداً أنه أرقي منه عنصراً وأوفى عقلاً، وأكثر أهلية للاستعلاء والحكم والرياسة، وفي هذا الجو المشحون بالحروب والفواجع أوحى الله لرسوله الكريم صلى الله عليه وسلم أن يرفع علم الألفة العالمية بين جميع شعوب العالم من خلال تذكيرهم بوحدة أصلهم جميعا، فهم وإن اختلفوا بيئة ولوناً ومعيشة ولغة فإنهم جميعاً أولاد آدم وحواء، وأن الله جعلهم شعوباً وقبائل متنوعة لا ليتناحروا ويقتل بعضهم بعضاً، ولكن ليتعارفوا فيسود بينهم الحب والتواد والتآلف وتبتعد عنهم نوازع العصبية الجاهلة، ولا تجنح كل جماعة للزعامة تحت زعم علو الجنس أو نقاء الدم، وجعل الإسلام معيار التمايز والتفاضل هو تقوى الله والعمل الصالح. قال تعالى: "إن أكرمكم عند الله أتقاكم" (الحجرات:13)، وبهذا الأصل الواحد السامي أصيبت العصبية في مقتل، ولم يبق أمام الناس إلا أن يعيشوا إخوانا متعارفين، كما أخبر بذلك رب العزة بقوله: " يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا" (الحجرات: 13).
ولم يكتف الإسلام بالتأكيد على وحدة الجنس البشري لإنقاذ البشرية من التناحر والخلافات، بل دعا لتطبيق ذلك علي أرض الواقع، وقد سعدت الحقبة الأولى في صدر الإسلام بالتنفيذ المباشر لتلك التعليمات حيث كان المسلمون الأوائل كأسنان المشط لا فرق بين عبد وحر، ولا بين عربي وأعجمي، وبهذه المساواة ساد بين المسلمين الشعور بالأخوة، فأصبح المسلم العربي لا يسأل أخاه من أي القبائل أنت، ومن شذ في لحظة فافتخر بنسبه وجد المعارضة اللائمة، فاعتذر عن شذوذه وخطئه سريعاً وتاب إلى الله، مما أجرم، متذكرًا قول رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "لقد أذهب الله عنكم رجس الجاهلية وتفاخرها بالأنساب، ليس لعربي على أعجمي فضل إلا بالتقوى" (أخرجه الإمام أحمد).

مهمة الإسلام في العالم2ـ دعوته لوحدة العقيدة الدينيةمهمة الإسلام في العالم
مهمة الإسلام في العالم
دعا الإسلام إلي وحدة العقيدة الدينية بين جميع البشر، ومن الحقائق التاريخية التي استند إليها الإسلام لجعل تلك الدعوى سائغة في العقول:
(أ) قدر الإسلام أن دين الله واحد في جميع العصور، وأنه أوحاه إلى أول رسول أرسله الله للبشر، ثم والى إنزاله علي المرسلين في فترات من تاريخ الأمم تجديدًا لما طمس من معالمه، قال تعالى: "شرع لكم الدين ما وصي به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه" (الشورى: 13).
(ب) قدر الإسلام أن الدين وضع إلهي غرزه الله في صميم الفطرة البشرية لا تشذ عنه نفس إنسانية قال تعالى: "فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله" (الروم: 30).
(ج) التأكيد علي أن الإسلام الذي أوحاه الله إلي خاتم أنبيائه محمد (صلي الله عليه وسلم) هو ذلك الدين الأول أرسله الله به علي فترة من الرسل إلي الناس كافة ليبلغهم هذه الحقائق، ويرفع من بينهم الخلافات التي قضت عليهم بها أهواؤهم البعيدة عن مقتضيات العقل وحقائق العلم، قال تعالى: "إن الدين عند الله الإسلام" ، فهو الدين الخاتم الذي يلزم كل البشر الإيمان به واتباع ما جاء فيه.

وبعد أن قرر الإسلام وحدة العقيدة الدينية تصدى لعادة التقليد الأعمى للآباء والأجداد، وأيقظ الشعور بالشخصية والمسئولية بعيدًا عن ضلال الأسلاف الأولين الذين لا يعقلون شيئا، قال تعالى: "وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا أو لو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون" (البقرة: 170).

مهمة الإسلام في العالم3ـ الدعوة إلي العلم والنظر والتفكير مهمة الإسلام في العالم
مهمة الإسلام في العالم
يذكر المؤلف أنه لا يوجد دين من الأديان ولا نظام اجتماعي من النظم، المعروفة قديماً وحديثاً، يبلغ شأن الإسلام في رفع شأن العلم والتنويه بقيمته والدعوة إليه والرفع من شأن العلماء، قال تعالى: "يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات" (المجادلة: 11)، وقد جعل الإسلام طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة، كما أخبر بذلك نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم.
ولا تقتصر دعوة الإسلام للعلم علي طلب العلم الديني فقط، ولكن تعلم كل العلوم النافعة التي تنفع الإنسان في حياته ومعيشته من فلك ورياضة وطب وصيدلة وزراعة وكيمياء... إلخ.
وقد قام المسلمون بدافع من دينهم بتلمس العلم من جميع مظانه، وشغفوا بطلبه والبحث عنه حتى أصبحت لهم زعامة العلم في العالم، وخاصة في القرون الوسطي التي كان العالم الإسلامي فيها، وخاصة في الأندلس، منارة للعلم في الوقت الذي كانت تعيش فيه أوروبا والغرب في عصور من الجهل والظلام.
فقد اشتملت مكتبة خلفاء الأندلس علي ستمائة ألف مجلد، كما كان بالأندلس سبعون مكتبة عامة، والكثير من المكتبات الخاصة، وقد قامت نهضة الغرب بالاستفادة من علوم المسلمين في الأندلس من خلال حركات الترجمة والبعثات العلمية.
ولم تقتصر دعوة الإسلام للعلم فقط، بل دعا معتنقيه للنظر والتفكر فيما بين أيديهم من كائنات حية ومخلوقات، والنظر والتفكر في ملكوت السماء والأرض والجبال، والنظر في النفس البشرية لمعرفة ميولها وأصلها وغرائزها، بل والنظر لأحب الأشياء للإنسان، وهو الطعام لمعرفة كيفية وجوده، قال تعالى: " فلينظر الإنسان إلى طعامه"... الآيات. (عبس: 24).
كما دعا المسلمين للبحث فيما كانت عليه الأمم السابقة من قوة سلطان واتساع عمران، وما كان لهم من نحل وأديان، ثم ما آلوا إليه باتباع الشهوات ليأخذوا العظة والعبرة، قال تعالى: "أو لم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم" (الروم: 9).
وهذا البحث والتعرف على أحوال الأمم السابقة هو ما يبحثه علم الاجتماع والتاريخ بكل ما يحتملانه من بحوث وتحقيقات ونظر في أسباب تكون الأمم وانحلالها ورقيها وانحطاطها وعمرانها وخرابها.

مهمة الإسلام في العالم4ـ دعوته لنشر المبادئ الإنسانية ومحو آثار الجاهليةمهمة الإسلام في العالم
مهمة الإسلام في العالم
يشير المؤلف إلي أن مقومات الإسلام الأساسية التي ساعدت علي انتشاره في ربوع العالم أجمع شموله لأرقي المبادئ الإنسانية السامية والرفيعة التي تنهض بالعالم إلى ذروة الاستقرار والتعايش السلمي، وتبعده عن نوازع القلق والاضطراب.
من أهم هذه المبادئ دعوة الإسلام لأتباعه لحسن التعامل مع غير المسلمين، قال تعالى: " لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين "(الممتحنة: 8).
ولم تعهد البشرية قبل الإسلام هذا المبدأ الإنساني الرفيع، فقد كان أهل كل دين يعتبرون الخارج عنه عدوا مهدور الدم فكانوا إذا وقع في أيديهم استعبدوه أو قتلوه، كما فعل الرومان، أما الإسلام فقد وفر الحرية الدينية لغير المسلم، وجعله آمنا علي نفسه وماله، وجعل دعوة غير المسلمين للإسلام أساسها الحكمة والموعظة الحسنة بلا إكراه، بل وطالب الإسلام أتباعه بمراعاة الآداب الإنسانية في مواطن الحرب؛ فأوجب عليهم ألا يسرفوا من القتل تشفياً من العدو، وأن لا يجهزوا على جريح ولا يقتلوا من يستسلم من جنود العدو، وأن يحسنوا لأسرى العدو، وإذا دخلوا بلاد العدو حرم عليهم الإسلام قتل الشيوخ وأهل الذمة ورجال الدين والنساء والأطفال.
وبفضل هذه المبادئ الإنسانية الرفيعة دخل الناس في دين الله أفواجا، وبلغت الأمة الإسلامية في أقل من قرن ما لم تبلغه الدولة الرومانية في ثمانية قرون.
وقد دعا الإسلام أيضا لمحو آثار الجاهلية التي كانت منتشرة بين الناس في الجاهلية فحرَّم الخمر وجعلها أم الخبائث، وحرَّم الربا والزنا والتبرج والفجور للمحافظة على طهارة المجتمع الإسلامي، وما يعانيه العالم اليوم من مشكلات اجتماعية واقتصادية هو من نتاج بقايا الجاهلية وانتشارها فيه.

مهمة الإسلام في العالم5 ـ دعوته لتطهير القلوب وتجريد العمل للهمهمة الإسلام في العالم
مهمة الإسلام في العالم
عني الإسلام بالعمل على طهارة القلب ونقاء العاطفة، وإذا كان لكل إنسان عقل مدرك وقلب عاطف فقد اهتم الإسلام بتربية القلب والعقل معا فكما منح العقل سلطاته في التمييز بين الحق والباطل أعطى القلب سلطانه ليقود الإنسان إلى العواطف النبيلة.
فقد قال سبحانه وتعالى: "إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب " (ق: 37)، ولم يقل لمن كان له عقل إيذانا بسلطان القلب في الردع وعدم كفاية العقل وحده لقيادة النفس البشرية فقد يصادف أن يعقل الإنسان ما تجره عليه المنكرات من أضرار، ومع ذلك يقارف هذه المنكرات مع اعتقاده بأضرارها، وسبب ذلك أنه لم يرزق القلب السليم النقي الذي يبعده عن الموبقات، فكم من أناس يقارفون الربا والخمر والزنا وغيرهما من الموبقات وهم يدركون بعقولهم أضرارها السيئة والمهلكة لهم ولمجتمعهم.
وقد نبه الإسلام إلي أن عدم إذعان الإنسان للحق والصواب يرجع لمرض في قلبه، قال تعالى: "في قلوبهم مرض" (البقرة: 10).
وأكد أن صلاح النفس البشرية ينبع من صلاح القلب، قال رسول الله (صلي الله عليه وسلم):" ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب".
ونبه الإسلام أن نجاة المرء يوم القيامة مرهون بامتلاك صاحبه لقلب سليم، قال تعالى: " يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم" (الشعراء: 88، 89).
وقد نبه الإسلام أتباعه إلى ضرورة تجديد أعمالهم كلها، صغيرها وكبيرها، لوجه الله وابتغاء مرضاته بعيدًا عن الرياء والسمعة والمكاسب الدنيوية الوضيعة.
فالأمة التي تجرد أعمالها لوجه الله يسهل عليها أن تصير على السمت الذي يرسمه الله لها من الصدق والأمانة والعطف والرحمة والإنصاف وإحقاق الحق وإزهاق الباطل والتعاون على البر ومجانبة الآثام الظاهرة والباطنة والبغي والفسوق، ولم يكن غريبا أن ينادي كبار مفكري الغرب بالأخذ بتعاليم الإسلام لإصلاح مجتمعاتهم، فالفيلسوف البريطاني الشهير برناردشو يقول: "إن العالم لا محيد له عن الإسلام ليأسوا به جراحه ويعدل به معوجه، ويقوم من أمره على سداد تتطلبه حياته ويقتضيه صلاحه

مهمة الإسلام في العالم6ـ دعوته لقرن العلم والعمل والتوفيق بين مطالب الروح والعقلمهمة الإسلام في العالم
مهمة الإسلام في العالم
لم يكتف الإسلام بدعوة أتباعه لتحصيل العلم النافع الذي يفيدهم في أمور الدين والدنيا، ولكنه أكد على ضرورة أن يلازم تحصيل العلم ضرورة العمل به. فالمسلمون مكلفون بالعمل بما يعملون تكليفًا لا هوادة فيه، فإن أطاعوا وعدهم الله بأن يبارك لهم في أعمالهم، ويفتح لهم علومًا جديدة لم يكونوا يحلمون بها كما يروى عن النبي (صلى الله عليه وسلم): "من عمل بما علم ورَّثه الله علم ما لم يعلم". وقبله قول الله تعالى : " واتقوا الله ويعلمكم الله "، وإن هم عصوا واكتفوا من العلم بتحصيله دون العمل به أوعدهم الله بفتح باب الفتن عليهم ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون.
وقد امتاز المسلمون الأوائل بقرن العلم بالعمل في الناحية الروحية والعبادات، كما امتازوا بتطبيق النظريات الكونية على التجارب العملية في شتى العلوم حتى بلغوا منزلة رفيعة في العلم، وهو ما اعترف به مفكرو الغرب.
فقد قال العلامة الفرنسي جوستاف لوبون في كتابه "تمدن العرب": "لقد طبق العرب العلوم التي اقتبسوها على العمل، فمع ولوعهم بالأبحاث النظرية لم يهملوا تطبيقها على الصنائع فبلغوا بذلك شأنا عظيما".
ولا يزال الإسلام إلى يومنا هذا يدعو الأمة قاطبة إلى قرن العلم بالعمل، وإلى أن يكونوا رقباء على أنفسهم وغيرهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر فيدفعون الناس إلى الخير ويجنبونهم مزالق الشرور ومهاوي الموبقات.
وقد دعاها الإسلام كذلك إلى التوازن بين مطالب الروح ومطالب العقل؛ حتى يحافظ المسلم على شخصية متوازنة، ولذلك لم يحصر الإسلام الرقي الروحي في أعمال العبادات، ولكنه عممه في جميع الأعمال، فقد رفع الإسلام من شأن الأعمال التي يتعدى نفعها للغير وفضلها على الأعمال التي تقتصر فوائدها على العامل وحده، فالذي يعمل لإحقاق الحق أو يبتكر وسائل يدفع بها عن الناس ويلات الحاجة أو يسهل لهم العلاج من الأمراض الفتاكة يُعَد متقربًا إلى الله بأفضل أنواع العبادة.


مهمة الإسلام في العالم7ـ الإسلام وأغراضه الاجتماعيةمهمة الإسلام في العالم
مهمة الإسلام في العالم
جاء الإسلام فوجد أمما قوية قد ترابطت فيما بينها على الحياة والفتح وتسخير الأمم الضعيفة، وكانت عقائد هذه الأمم عقائد خرافية، فجاء الإسلام بأرقي الروابط الاجتماعية القائمة على أحكم الأصول الأدبية لينتشر في بقاع الأرض كلها، وقد زعم البعض أن مرجع ذلك هو أن الإسلام انتشر بحد السيف، وأنه يدفع أتباعه للجهاد ويوعدهم مقابل ذلك بالجنة.
وزعم آخرون أن سبب ذلك هو تفكك روابط الأمم التي كانت معاصرة للمسلمين الأوائل، أي الرومان والفرس وكلا الرأيين خطأ.
فالسبب القوي الذي جعل الإسلام ينتشر في بقاع الأرض، ويربط بين الأمم التي فتحها بروابط قوية، ويحتل في نفوس أفرادها مكانة سامية لم تصل إليها أية عقيدة أخري هو أن الروابط الإسلامية بين أفراد أمة الإسلام كانت أرقي وأقوي من جميع روابط الجماعات التي نازعتها الحياة، هذه الروابط تستمد وجودها من أعلى المبادئ الاجتماعية التي جاء بها القرآن الكريم والسنة المطهرة، وهذا التعليل وحده هو الذي يفسر ثبات طائفة إسلامية صغيرة أمام جماعات تفوقها عددًا بأضعاف مضاعفة، فالروابط الاجتماعية التي سادت الأمم قبل مجيء وظهور الإسلام كانت تنحصر في التعاون على تحصيل مقومات الحياة المادية من خلال إثارة الحروب على الأمم المجاورة، وشن الغارات عليهم، فإذا كتب لجماعة منها الفوز والانتصار في تلك الحرب جعلت همها تجريد المقهورين من أموالهم واستعباد رجالهم ونسائهم، وكان أساس هذه الروابط الجنس واللون واللغة وغايتها تسويد ورفعة الجنس الغالب على جميع الأجناس البشرية الأخرى.

أما الإسلام فجاء بروابط إسلامية وأصول أدبية هي أرفع ما يصل إليه العقل من معنى العدل الإلهي، من هذه المبادئ: المساواة بين جميع الخلق; لأن أصلهم واحد، فهم جميعهم أبناء لآدم وحواء، والتفاضل بينهم ليس على أساس الجنس واللون واللغة، ولكن على أساس التقوى والعمل الصالح، تسويد الحق في جميع المواقف على القوة، التأكيد على أن الشعوب والقبائل خلقت لتتعارف لا لتتحارب وتتفاخر.
هذه الروابط والمبادئ الإسلامية تصلح لأن تضم جميع الأمم والبشر، وتمحو ما بينهم من أحقاد جاهلية وثارات قومية، وتجعل العالم كله أمة واحدة.

مهمة الإسلام في العالم8ـ دعوته إلى الصراط المستقيممهمة الإسلام في العالم

مهمة الإسلام في العالم

عني الإسلام عناية خاصة ببيان الصراط المستقيم ودعوة أتباعه إلى لزومه، ونبه إلى أن المقصود به هو الالتزام بكل ما أمر الله به، والبعد عما نهى عنه في كتابه الكريم; لأنه الطريق الموصل لرضا الله، قال تعالى: "وهُدوا إلى الطيب من القول وهدوا إلى صراط الحميد" (الحج: 24)، وقد امتن الله على رسله بأن هداهم إلى الصراط المستقيم، فقال تعالى في حق موسى وهارون: "وهديناهما الصراط المستقيم " (الصافات: 118)، وقال في حق خاتم رسله (صلى الله عليه وسلم): " وإنك لتدعوهم إلى صراط مستقيم" (المؤمنون: 73).
وقد دعا الإسلام أتباعه للسير على الصراط المستقيم طلبًا لترقيتهم وتكميلهم لا لتعبيدهم وتسخيرهم، مؤكدًا على أن السائر على الصراط المستقيم هو سائر على طريق الاستقامة طريق الله، وأن ما عدا ذلك من طرق وسبل هي طرق شيطانية لا توصل إلى الخير. قال تعالى: "وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله " (الأنعام: 153).
ولا يزال الإسلام يدعو العالم إلى الصراط المستقيم، وهم لن يجدوا أمامهم سوى تلبية دعوة الإسلام لإنقاذ العالم مما يعانيه من أزمات ومشكلات.

مهمة الإسلام في العالم9 دعوته إلى تعرف السنن الإلهية في الجماعات البشريةمهمة الإسلام في العالم

مهمة الإسلام في العالم

كشف الإسلام سرًّا مهمّا من أسرار الاجتماع البشري، وهو أن للاجتماع البشري سنناً إلهية لا تتخلف ولا تتبدل، فالأمة التي كتب لها النجاة من علل الاجتماع والشفاء منها هي الأمة التي تعرفت على هذه السنن وطبقتها على أعمالها، والأمة التي قدر عليها الاضطراب أو الفناء هي التي ابتعدت عن الالتزام بهذه السنن. قال تعالى: " سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا " (الأحزاب: 62).
وقد حرص المسلمون الأوائل على تلمس هذه السنن الإلهية من مظانها حرصا على بقاء وجودهم وسلامة كيانهم، وقد دفع بهم هذا الحرص إلى تحرِّي الصراط السوي في جميع أعمالهم ومعاملاتهم، وقيام بعضهم رقباء على بعض في سيرهم وتصرفاتهم التزاماً بما رسمه الله لهم في قوله تعالى: "ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون " (آل عمران: 104).
وقد أدى التزام المسلمين بتلك السنن الإلهية إلى أن أصبحوا أمة تقوم على جادة الحق بعكس المجتمعات الغربية التي أطلقت العنان لمبدأ الحرية الشخصية بلا ضابط وقيد، فأباحت تلك المجتمعات لأفرادها تعاطي الخمور والزنا ولعب القمار والربا، فعانت تلك المجتمعات من مشكلات اجتماعية عديدة وانتشار الأمراض الفتاكة.
أما الإسلام فمع إقراره واحترامه لمبدأ الحرية الشخصية وتقديسه له فإنه أباح للإنسان أن يفعل كل ما يعود عليه بالنفع والصلاح، ونهاه عن ارتكاب ما يضره ويهلكه باعتباره إنسانا مكرَّما وهو خليفة الله في الأرض. وقد أكد الإسلام أن سنن الله في الكون تسري على الكافة، فلا مجال للمحاباة والمصانعة، كما نص على ذلك حديث قدسي كريم.

مهمة الإسلام في العالم10ـ الإسلام ودعوته لتأسيس مدينة عالمية فاضلةمهمة الإسلام في العالم

مهمة الإسلام في العالم

يذكر المؤلف أن الإسلام يدعو لتأسيس مدينة فاضلة، فلا تعارض بين الدين الحق والمدينة الفاضلة، فهما يتفقان في المبدأ والغاية، وهو سعادة الإنسان ورفاهيته فالدين الإسلامي هو المثل الأعلى لأرقي مدينة عرفها التاريخ البشري. فإذا كانت المدنية هي ثمرة الجهود التي يبذلها الإنسان لتحسين حياته المادية، وتسهيل حياته المعيشية، وترقية وسائله الحيوية وحاجاته الأدبية والفنية بمقتضى العلم فإن الإسلام يدعو لتلك المدنية الصحيحة.
أما أن تدعو تلك المدنية إلى مذهب فلسفي يدعو لمعتقدات وأفكار تتعارض مع ما يقرره الدين أو يدعو للبعد عن الدين، فإن الإسلام يعارض هذه المدينة الفاسدة.
وإذا كانت المدنية هي دعوة للإنسان ـ تحت زعم الحرية الشخصية ـ لارتكاب وفعل ما يحلو له من موبقات مهلكة له ولصحته ولماله ، مثل شرب الخمر ولعب القمار وارتكاب فاحشة الزنا، فإن الإسلام يعارض هذه المدنية ويحاربها حرباً لا هوادة فيها، كما يحرمها العلم الصحيح، فالعلم يجرم كل ما يجرمه الدين. فهناك مدنية تتفق والعلم، ومتى اتفقت والعلم فقد اتفقت والدين؛ لأن العلم الصحيح لا يعقل أن يخالف الدين الحق على أي وجه من الوجوه.

مهمة الإسلام في العالم11ـ دعوته لإقامة العمران وخلافة الله في الأرضمهمة الإسلام في العالم

مهمة الإسلام في العالم

يؤكد المؤلف أنه لا يوجد دين من الأديان اهتم بالحث على العمران وعمارة الأرض مثل دين الإسلام، حتى إنه يسوغ للباحث في الإسلام أن يلقبه بدين العمران، فقد حث الله (سبحانه وتعالى) عباده في آيات كثيرة من القرآن الكريم على عمارة الأرض ونهاهم عن الفساد فيها، وذلك تحقيقا لمبدأ الخلافة في الأرض، قال تعالى: "هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها" (هود: 61)، أي طلب منكم عمارتها. وقال تعالى: " ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها" (الأعراف: 55)، وأكد المولى (عز وجل) أنه لم يهلك القرى بسبب كراهيته للعمران معاذ الله، ولكن بسبب انحراف أهلها عن الصراط المستقيم وكفرهم بنعم الله، وعدم الاعتداد بها واستخفافهم بها، قال تعالى: "وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها" (القصص: 85)، وقال تعالى: "وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون" (هود: 117).
ومن أكبر الدلائل على اهتمام الإسلام بالعمران أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان ينهى أصحابه حين يبعثهم للغزو عن هدم البيوت وإحراق المزروعات، وقد التزم الصحابة والتابعون والفاتحون بعدهم بتلك التوجيهات فلم يدخلوا مدينة أو قرية إلا ولم يمسوها بسوء، بل زادوا في عمرانها، ولم يدع المسلمون علما ولا فنا ولا صناعة لتكميل صرح العمران إلا وأخذوا به وزادوه رقيا حتى وصلوا لمكانة علمية رفيعة.
ففي الأندلس أسس الملوك بها منارة علمية رائعة حتى أصبحت جامعاتها شعاعا للعلم يفد إليها أهل الغرب، وهو ما ساعد في إقامة نهضة الغرب بعد أن كان يعيش في عصور من الظلام والجهل في القرون الوسط

ـــــــــــــــــــــــــــ
المرجع
اسلام ويب


مهمة الإسلام في العالم



إظهار التوقيع
توقيع : لؤلؤة الحَياة
#2

افتراضي رد: مهمة الإسلام في العالم

مشكورة ياقمر
إظهار التوقيع
توقيع : رنيم القرآن
#3

افتراضي رد: مهمة الإسلام في العالم

مشكورة يا عسل



قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
الدعوة إلى الله وأثرها في انتشار الإسلام لؤلؤة الحَياة الحملات الدعوية
لماذا اعتنقنا الاسلام واحببناااااااااااااا اااااااه sho_sho المنتدي الاسلامي العام
وأن احكم بينهم بما أنزل الله حڸآۉة آڸرۉح المنتدي الاسلامي العام
هل انتشر الإسلام بحد السيف ؟ لؤلؤة الحَياة المنتدي الاسلامي العام
حقيقة خوف الكفار من الإسلام اماني 2011 العقيدة الإسلامية


الساعة الآن 07:11 PM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل