كيف تحدّد المرأة انتهاء فترة الحيض لتصلي
~~~~~~~~~~~~~~~~
السؤال :
كيف تحدد المرأة متى تبدأ الصلاة بعد انتهاء فترة الحيض ؟ ماذا يجب أن تفعل إذا اعتقدت بأنها انتهت وبدأت الصلاة ثم اكتشفت المزيد من الدم أو إخراج سائل بني ؟.
الجواب :الحمدلله
أولاً : إذا حاضت المرأة فإن طهرها يكون بانقطاع الدم قلَّ ذلك أو كثر وقد ذهب كثير من الفقهاء إلى أن أقلَّه يوم وليلة وأكثره خمسة عشر يوماً .
وذهب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله رحمه الله إلى أنه :
• لاحدّ لأقلّه وأكثره بل متى وُجد بصفاته المعلومة فهو حيض قلّ أو كَثُر ،
قال رحمه الله :
الحيض ، علَّق الله به أحكاماً متعددة في الكتاب والسنَّة ، ولم يقدِّر لا أقله ولا أكثره ، ولا الطهر بين الحيضتين مع عموم بلوى الأمَّة بذلك واحتياجهم إليه .. "
ثم قال :
" والعلماء منهم من يحدُّ أكثرَه وأقلَّه ، ثمَّ يختلفون في التحديد ، ومنهم من يحد أكثره دون أقله والقول الثالث أصح : أنَّه لا حدَّ لا لأقله ولا لأكثره ."
مجموع الفتاوى " ( 19 / 237 ) ."
---------------------
والأصل في الدم النازل أنه دم حيض إلا إذا استمر وأطبق عامة الشهر على قول شيخ الإسلام ، أو جاوز أكثرة مدة الحيض وهي خمسة عشر يوماً عند الجمهور ، فيكون حينئذ دم استحاضة .
فما هي الإستحاضة؟؟
هناك دم يسمى الاستحاضة يكون مختلفاً بصفاته عن دم الحيض
• وله أحكام تختلف عن أحكام الحيض
• ويمكن تمييز هذا الدم عن الحيض بما يأتي :
اللون : دم الحيض أسود والاستحاضة دمها أحمر .
الرِّقَّة : فدم الحيض ثخين غليظ والاستحاضة دمها رقيق .
الرائحة : دم الحيض منتن كريه والاستحاضة دمها غير منتن لأنه دم عرق عادي .
التجمد : دم الحيض لا يتجمد إذا ظهر والاستحاضة دمها يتجمد لأنه دم عرق .
والحيض يمنع الصلاة ،
والاستحاضة لا تمنع الصلاة ،
وإنما تكتفي بالتحفّظ والوضوء لكل صلاة
إذا استمر نزول الدم إلى الصلاة التي بعدها ،
وإن نزل الدم خلال الصلاة فلا يضر
-----------------------------
تعرف المرأة الطّهر بأحد أمرين :
• نزول القصّة البيضاء وهو سائل أبيض يخرج من الرّحم علامة على الطّهر
• الجفاف التام إذا لم يكن للمرأة هذه القصّة البيضاء فعند ذلك تعرف أنها قد طَهُرت إذا أدخلت في مكان خروج الدم قطنة بيضاء مثلا فخرجت نظيفة فتكون قد طهرت فتغتسل ، ثم تصلي .
••• وإن خرجت القطنة حمراء أو صفراء أو بنية : فلا تصلي .
وقد كانت النساء يبعثن إلى عائشة بالدّرجة فيها الكرسف فيه الصفرة فتقول : لا تعجلن حتى ترين القصة البيضاء .
رواه البخاري معلقاً ( كتاب الحيض ، باب إقبال المحيض وإدباره ) ومالك ( 130 ) .
والدُّرْجة : هو الوعاء التي تضع المرأة طيبها ومتاعها .
والكرسف : القطن .
والقَصَّة : ماء أبيض يخرج عند انتهاء الحيض .
ومعنى الصفرة : أي ماء أصفر .
وأما إن جاءت صُفْرة أو كُدرة في أيام طهر المرأة فإنه لا يُعدّ شيئاً ولا تترك المرأة صلاتها ولا تغتسل لأنه لا يوجب الغسل ولا تكون منه الجنابة .
لحديث أم عطية رضي الله عنها : كنا لا نعد الصفرة والكدرة بعد الطهر شيئاً .
رواه أبو داود (307 ) ، ورواه البخاري ( 320 ) ولم يذكر " بعد الطهر " .
ومعنى الكدرة : هي الماء البني الذي يشبه الماء الوسخ .
ومعنى لا نعده شيئاً : أي لا نعده حيضاً ولكنه يوجب الوضوء .
• وأما إذا اتّصلت الكدرة أو الصفرة بالحيض فهي من الحيض .
• إذا اعتقدت المرأة أنها طهرت ثم عاد لها الدم ، فهو حيض مالم يطبق عليه عامة الشهر .
والله أعلم.
---------------------
توضيح آخر
اشتبه عليها الطهر من الحيض ... فماذا يلزمها فعله ؟
السؤال:
عندما كان يأتيني الحيض زمان من سنين ، كنت أحيانا أطهر ، ثم تنزل علي الدورة مرة أخرى ، وأيضا كنت أحيانا لا أعرف الطهر ( يختلط علي ) ، وأسأل أمي : أهذا طهر أم لا ؟ وكان ينزل علي إفراز أصفر ، وكنت أنتظر حتى يخف الصفار ويصبح أبيض ، حتى أغتسل ، وأحيانا لا ينزل الأبيض ، فكنت أنتظر حتى 15 يوما ، ثم أغتسل ، لأن أمي سألت شيخا فقال لها ذلك ، وقال لها : لا تغتسل حتى ترى القصة البيضاء ، ولكن بعد ذلك بفترة طويلة سألتني أختي عن إفرازي العادي في الطهر ، فأخبرتها بأنه مصفر ، وليس أبيض ، فقالت لي عليك أن تغتسلي عندما ينزل عليك الإفراز العادي الذي ينزل عليك في الطهر (الأصفر) ، فأصبحت أفعل ذلك .
فهل علي قضاء الصلوات السابقة ؟ وكيف أعرف عددها ؟ وما كيفية قضائها ؟
علما بأني موسوسة وسواسا شديدا ، وأخاف أيضا أن أكون اغتسلت وأنا حائض ، وأفكر في قضاء هذه الصلوات ، ولست متأكدة ، وأنا خائفة جدا ، ادع لي بالهداية .
وكذلك أخشى أني في بداية بلوغي لم أكن أقضي الوقت الذي تأتيني فيه الدورة ولم أصله بعد ، كأن يأتيني في العصر وأنا لم أصله ، ولكني لست متأكدة .
فهل أقضي هذه الصلوات ؟ وما كيفية قضائها ؟
--------------------------------------------
الجواب :
الحمد لله
الطهر له علامتان عند النساء :
الأولى : نزول القصة البيضاء .
الثانية : انقطاع دم الحيض ، بحيث لو احتشت المرأة بقطنة ونحوها خرجت نظيفة ، لا أثر عليها من دم أو صفرة أو كدرة .
فبعض النساء تعرف طهرها بالقصة البيضاء ، والبعض الآخر لا يرين القصة ، بل يكون الجفاف التام علامة على طهرها .
والْقَصَّةُ البيضاء : هي شَيْءٌ يُشْبِهُ الْخَيْطَ الأَبْيَضَ يَخْرُجُ مِنْ قُبُلِ النِّسَاءِ فِي آخِرِ أَيَّامِهِنَّ يَكُونُ عَلامَةً عَلَى طُهْرِهِنَّ .
وَقِيلَ : هُوَ مَاءٌ أَبْيَضُ يَخْرُجُ فِي آخِرِ الْحَيْضِ .
ينظر : "الموسوعة الفقهية الكويتية" (23/279) .
ثانياً :
إذا انقطع دم الحيض وجف المحل من الدم ، جفافاً تاماً ، فقد طهرت من حيضك ، ثم لا تبالي بما ينزل عليك من ماء أصفر أو غيره ؛
لحديث أم عطية رضي الله عنها قالت :
" كُنَّا لَا نَعُدُّ الْكُدْرَةَ وَالصُّفْرَةَ بَعْدَ الطُّهْرِ شَيْئًا "
رواه أبو داود(307) وصححه الشيخ الألباني.
قال النووي رحمه الله : " علامة انقطاع الحيض ووجود الطهر : أن ينقطع خروج الدم ، وخروج الصفرة والكدرة , فإذا انقطع طهرت سواء خرجت بعده رطوبة بيضاء أم لا " .
انتهى من "المجموع" (2/562).
وسئل علماء " اللجنة الدائمة " (4/206) :
" ترى المرأة بعد انتهاء دم الحيض لوناً يميل للبني ، صغير البقعة ، قليل الكمية ، دون أن ترى علامة للحيض ، وقد يستمر يومين أو أكثر ، فماذا يكون عليها ؛ هل تصلي وتصوم ؟
أم تنتظر إلى أن ترى الطهر الجاف أو العلامة ؟
فأجابوا: "
_إذا طهرت المرأة من حيضتها ، فرأت - بعد الطهر وعلامة الجفاف أو القصة البيضاء - بعض الإفرازات ؛ فإنها لا تعدها حيضاً ،
وإنما حكمها حكم البول ،
عليها الاستنجاء منها ،
والوضوء الشرعي ،
وهذا أمر يحصل لكثير من النساء ،
وتمضي في طهرها بأداء الصلوات وصيام رمضان ،
وقد صح عن أم عطية رضي الله عنها أنها قالت :
( كنا لا نعد الصفرة والكدرة بعد الطهر شيئا )
رواه أبو داود بسند صحيح ، ورواه البخاري لكن دون قولها بعد الطهر " انتهى .
وجاء أيضاً : في فتاوى "اللجنة الدائمة" :
(4/222)
المجموعة الثانية :
" نعرف أن الطهر يتبين بحالتين : الجفاف أولاً أو القصة البيضاء ، ومشكلتي أنني أرى الجفاف ثم بعد أيام أرى القصة البيضاء ، وأحياناً أرى القصة البيضاء ثم أرى بعده الكدرة والصفرة ..
فأجابوا : إذا رأت الحائض الطهر التام واغتسلت من حيضها فإنها لا تلتفت لما يحصل بعد ذلك من الكدرة والصفرة ؛ لقول أم عطية رضي الله عنها ( كنا لا نعد الكدرة والصفرة بعد الطهر شيئاً ) " انتهى.
_أما إذا نزلت صفرة أو كدرة متصلة بدم الحيض ، فلا تعجل المرأة بالاغتسال؛ لأن الصفرة المتصلة بالدم دليل على عدم النقاء من الحيض ؛ ولهذا قالت أم عطية : ( بعد الطهر ) ؛
فدل على أن للصفرة والكدرة قبل تحقق الطهر ، أثرا ؛
فهي دليل على عدم النقاء من الحيض .
_وأما الانتظار مدة خمسة عشر يوما ، فهو في حق من لم تر واحدة من العلامتين السابقتين للطهر ؛ بل استمر الدم معها ، فإنها تمكث خمسة عشر يوما ، ثم تتطهر ، وتصلي وتصوم ، عند جمهور الفقهاء .
وأما قبل ذلك : فإنها متى رأت الطهر ، تطهرت ، وصلت وصامت ، على ما سبق .
وينظر : "المغني" ، لابن قدامة (1/214) ، وأيضا : جواب السؤال رقم : (
95421) .
ثالثاً:
أما قضاء ما فاتك من الصلوات ، لأنك معذورة في ذلك بالجهل بالحكم الشرعي ،
خاصة لو كنت سألت أحدا من المشايخ أو المفتين ، فأفتاك بشيء ،
فهذا أدعى للعذر ، ولو كان ما عملت ، أو ما أفتاك به : خطأ في واقع الأمر .
وللاستزادة ينظر جواب سؤال رقم
: (45885) .
والذي ننصحك به : ألا تلتفي لكثرة الوساوس والشكوك ،
فإن من شأنها أن تفسد عليك عبادك ، وتكدر عليك عيشك ، ثم إن فتح بابها ،
لا ينتهي عند حد ، ولا يتوقف على حال ؛ بل متى استرسلت وراء الشكوك في شيء
، فتح عليك الشيطان غيره .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
" إذا كَثُرت الشُّكوك مع الإِنسان ، حتى صار لا يفعل فِعْلاً إلا شَكَّ فيه : إنْ توضأ شَكَّ ، وإنْ صَلَّى شَكَّ ، وإن صام شَكَّ ، فهذا أيضاً لا عِبْرَة به ؛ لأن هذا مرض وعِلَّة ، والكلام مع الإِنسان الصَّحيح السَّليم مِن المرض ، والإِنسان الشكّاك هذا يعتبر ذهنه غير مستقر ، فلا عِبْرَة به " انتهى من " الشرح الممتع "(3/379) .
نسأل الله أن ييسر لك أمرك ، ويعافيك مما ابتلاك به .
والله أعلم .
-----------------------
المراجع
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد