أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي إنما العبرة بالتدبر


إنما العبرة بالتدبر
ليست العبرة في التلاوة وإنما العبرة بالتدبر

هذا هو المعنى الذي ندندن حوله، هذا هو المعنى الذي نريد أن يكون راسخًا عند كل واحدٍ منا
إن الله عز وجل أنزل هذا الكتاب ليُتَدَبَّر ليُفْهَم عنه سبحانه وتعالى،
وقد ندد الله تعالى بصورة الاستفهام بمن لا يفتح قلبه وعقله لتفهم القرآن من أجل إدراك ما فيه من الحكم والأسرار والمواعظ والتشريعات فقال جلَّ وعلا: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا}[محمد : 24]

**إن الذي يقرأ القرآن بلا فهم شأنه كشأن المذياع يرتل قرآنًا دون أن يفهم مما رتل شيئًا وهذه مخالفة ما بعدها مخالفة لهدف القرآن العظيم
الله جلَّ وعلا يقول: {كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}[البقرة : 242]
يقول: { كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}[يونس : 24]
يقول: { إنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ}[يوسف : 2]

**أما الذي تسمع أذنه ولا يسمع عقله، أو تنظر عينه ولا يبصر قلبه، أو يلغو لسانه ولا يعي فكره
فسامحوني إنه أصم أبكم أعمى
قال جل وعلا: {وَمِنهُم مَّن يَنظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُواْ لاَ يُبْصِرُونَ}[يونس : 43]
ففي هذه الآية إشارة واضحة إلى أن سماع القرآن أو تلاوته ليس هدفًا بذاته بل هو وسيلة لهدف



كان المشركين يستمعون إلى القرآن ثم ينصرفون لا يحرك فيهم ساكنًا، تماما كما يفعل بعض المسلمين اليوم يستمعون إلى القرآن كل يوم من المذياع ثم ينصرفون لا يحرك فيهم ساكنًا
ويبقى الكاذب كاذبًا،ويستمر المرابي بمراباته ويواصل الفاسق فسوقه.

إنما العبرة بالتدبر


القرآن ليس وسيلة للتبرك!

القرآن لم ينزله الله عز وجل ليكون وسيلة للتبرك وإنما للتحرك،
-- لقد ذم الله هؤلاء المشركين مع استماعهم للقرآن لأنهم لا يعقلون، لأنهم لا يبصرون، لأنهم لا يغيرون من أنفسهم، لأنهم لا يخالفون أهوائهم، وأخطاؤهم مازالت هي هي لا تتغير ولا تتبدل
قال جلَّ وعلا {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ}[الأعراف : 146]
قال سفيان بن عُيَيْنة كما ذكر ذلك السيوطي في الإتقان قال: أنزع عنهم فهم القرآن


هؤلاء سيعاقبهم ربنا سبحانه وتعالى بأن يكونوا منصرفين عن القرآن
--لما النبي صلى الله عليه وسلم يخبر أن الكبر ذرة منه تُحَرِّم عليك دخول الجنة فيقول "لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر" [صحيح مسلم]
وربنا هنا يقول أن الذين يتكبرون في الأرض من علاماتهم أنهم لا يفهموا القرآن
لأن ربنا معاقب لهم أنهم منصرفين عن القرآن
فهذا خطر وما بعده من خطر
ياااه من لا يفهم القرآن ممكن أن يكون من الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق،
من لا يتفاعل مع القرآن،
من لا يعطي القرآن حقه من التدبر
ممكن أن يكون هذا جزاؤه

تدبر القرآن هو بداية الحقيقية لنصرة هذه الأمة


إنما العبرة بالتدبر

الإيمان تفاعل


الإيمان ليس مجرد اعتقاد قلبي، الإيمان لابد أن يصدقه العمل.
الإيمان ليس مجرد تفاعل وجداني دون أعمال حقيقية.
الإيمان ليس مجرد أن أقف في الصلاة وأسمع القرآن وأبكي عندما أسمع آية العذاب هذه،وعندما وقفت موقف الحياء هذا فحسب
ولكن الإيمـــان تـــفاعــل، والتدبر يحقق هذا التفاعل.
التفاعل هو تفاعل القلب مع القرآن.

ولكن كــــــــــــــــيف؟؟؟
عندما يقول ربنا سبحانه وتعالى: {لَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمن يَكْفُرْ بِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ}[البقرة: 121]
تفاعل قلبي
أنا أعلم أن هذا هو الحق المبين
فلا يصح لي بعد أن أذكر شيء من حقائق القرآن يظل هناك محل للشك،
إذًا فالقرآن يقين، وأنا لابد أن أتعامل مع القرآن من هذا المنطلق،
ولذلك هو تبيان لكل شيء،
هو شفاء للصدور،
هو علاج لكل مشاكلنا في الحياة .


قال مالك بن دينار: أقسم لكم لا يؤمن عبدٌ بهذا القرآن إلا صدَّع قلبه.


نعم، والله {لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ} [الحشر:21]
هذا هو التفاعل، أن أظل ألح على قلبي بالآية حتى يتصدع قلبي وأنا أتدبر هذه الآيات.
قال الإمام البخاري:لا يجد طعم القرآن ونفعه إلا من آمن بالقرآن، ولا يحمله بحقه إلا الموقن.


إنما العبرة بالتدبر

نريد اليوم درسًا عمليًا أن ندرس كيف يمكن تحقيق اليقين
كيف نحقق اليقين


لأنه كلما ازداد اليقين في قلوبنا
ازددنا تدبرًا وتفهمًا للقرآن
سوف نقوم بتطبيق عملي مباشر، إذًا كيف يتم تحقيق اليقين؟!
³ نجد آيات تتكلم عن أن المفتاح مثلاً في التفكر:
{وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ} [الانعام:75]
كيف يصبح الواحد منا موقن؟! بالتفكر .
وكيف يكون التفكر؟!

كما ذكرنا هناك علاقة بينه وبين التدبر، إذًا فلا يصح السرحان"شرود الذهن"، لا يصح أن نعيش هكذا، لا يصح أن يصبح كل واحد منا مشغول بحظ النفس (من يريد أن يتزوج، ومن يريد أن يزيد مرتبه،ومن يريد....).
هذه الأشياء لا يصح أن تستغرق القلب في التفكير،
إنما يشغلني القضية الحقيقة التي أعيش من أجلها،
هذا التفكر يزيدني يقين،
التفكر في الجنة والنار، التفكر في آلاء الله، التفكر في أسماء الله تعالى وصفاته، التفكر في بديع خلق الله جلَّ وعلا، التفكر فيما أسداه الله عزّ وجلّ إليَّ من رسائل حتى أفهم عنه وأزيد.

حسنًا، فما هي الموانع التي سوف تقف بيني وبين اليقين
ما هو أكبر شيء يمنعني عن اليقين،
عرفتُ أين المفتاح، وعرفت كيف أحققه،
عرفت البداية وهي أنها يجب أن تكون بالتفكّر في آلاء الله وشكر الله على النعمة، فإذا حققت هذه الوصفة القرآنية سأكون عرفت كيف أحقق اليقين،
فإذا حققت هذا اليقين سأزداد فهمًا وعلمًا،
ويزداد التفاعل،
وبالتالي يكون التدبّر محققًا لثمرته


انظروا ؛إذًا ماهي الوصفة للتدبّر؟!
قال الحسن:" وإن من كان قبلكم رأوه رسائل من ربهم فكانوا يتدبّرونه بالليل، وينفّذونه بالنّهار"


يجلسون طوال الليل يتأمّلون ثم يخرجون بالوصفة ...

أعطيتكم اليوم وصفة لليقين،
إذًا أنا محتاج أن أتفكّر في آلاء الله عليّ
فأعمل كرّاس "للنِعم" وأكتب أهم الأشياء التي أستشعرها فعلاً من نِعم ربنا عليّ
وأتأمل فيها فيزداد حبّي لربّنا ويزداد شكري له وهذا الشكر
يجعلني أكثر إيمانًا بالله سبحانه وتعالى فيزداد يقيني،
أنا محتاج أن أعرف كيف أنفض الدنيا من قلبي؛
لأنها هي التي تُوهن اليقين في قلبي،
هذا هو الطريق ياجماعة للتدبّر الأمثل.

إنما العبرة بالتدبر

القرآن يخاطبني أنا

قال الإمام الغزّالي عند حديثه عما سمّاه (التخصيص) قال: أن يقدر قارئ القرآن أنه المقصود بكل خطاب ورد فيه

هل رأيتم كيف يحدث التفاعل؟؟؟
هذه الآية تُخاطبكَ أنتَ!
وهذه الآية تُكلمكِ أنتِ!

هذه الآية تخاطبنا جميعًا، هذه الآية،
الآية التي تتكلم عن هؤلاء المنافقين، وما أكثر خصال النّفاق تُخاطبني أنا!! وتقول لي، إيّاك وهذا الخط الأحمر! وتخبرني عن صفات ينبغي لو فيّ شيء منها يجب أن أتخلّص منها،
القرآن يتحدّث معي ويُحاورني!!
ويُشعرني بخطورة أمور كثيرة في حياتي!
"فإن سمع أمرًا أو نهيًا قدّر أنه المنهيّ والمأمور،وإن سمع وعدًا أو وعيدًا فكمثل ذلك".


هذا هو التفاعل مع كل آية كما قلتُ لكم، وسأظلّ أكرر هذا المعنى حتّى لا تتجاوزوا آية، أي آية من آيات القرآن إلا بسؤال : وهذه الآية خاطبتني أنا بأي شيء؟ وما واجبي تجاه هذه الآية؟ كلّ آية في القرآن .....
قال ابن قدامة :"ينبغي لتالي القرآن أن يعلم أنه المقصود بخطاب القرآن ووعيده، وأن القصص لم يُرَد بها السمر"

أول شيء درسناه اليوم هو:
لزوم التفاعل مع الآيات، تفاعل بالقلب عن طريق الإيمان به .
والأمر الثاني: عن طريق تعظيم هذا الكلام،
فقد وصف ربّنا سبحانه وتعالى كتابه بأنه قرآن عظيم، هذا الكتاب العظيم من لدُن ربٍّ عظيم،وتعظيم القرآن من تعظيم الله تبارك وتعالى .
حال النبي عند نزول القرآن

تأمّلوا كيف كان حال النّبيّ صلى الله عليه وسلم عند نزول القرآن عليه؟!!!
كانت أمّنا عائشة رضي الله عنها تقول: سأل الحارث بن هشام رضي الله عنه النّبيّ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله كيف يأتيك الوحي؟ فقال صلى الله عليه وسلم :" أحياناً يأتيني مثل صلصلة الجرس وهو أشدّه عليّ فيُفصم عنّي وقد وعيتُ عنه" [البخاري ومسلم]،
يكون النّبيُ صلى الله عليه وسلم في حال غير الحال، وكأنه ليس معنا على الأرض،
وكأنه لامس الغيب، يعني عالم الغيب فيكون في حال غير الحال تمامًا، ويشتدّ عليه ويظهر عليه تصبّب العرق، ويصبح في محنة شديدة صلى الله عليه وسلم ،
{إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا}المزمل5،

فانظروا كيف كان عِظم أمر الوحي في نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وتأملوا قول الله جلّ وعلا في سورة الزّمَر:{اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ}[الزمر: 23].
إذًا بهذا نتعلم أن التدبُّر لا يكون إلا بالتعظيم وإلى هذا أشار الغزّالي في كلامه عن التدبّر،
فقال "فالأول فهم عظمة الكلام


لابد أن نكون مستشعرين أننا نتعامل مع كلام الله جلَّ وعلا
وعلوه وفضل الله سبحانه وتعالى ولطفه بخلقه في نزوله عن عرش جلاله البخاري ومسلم إلى درجة إفهام خلقه فإذًا الذي يعظم الكلام هذا هو أكثرالناس انتفاعًا بالقرآن ويكون ذلك بتعظيم القارئ لكلام ربه سبحانه وتعالى بتعظيمه لله جلَّ وعلا.
استحضار عظمة الله سبحانه وتعالى عند القراءة






فالقارئ عند البداية بتلاوة القرآن ينبغي أن يحضر في قلبه عظمة الرب تبارك وتعالى عظمة المتكلم ويعلم أنما يقرؤه ليس من كلام البشر وأن في تلاوة كلام الله عزَّ وجلغاية الخطر


إنما العبرة بالتدبر

تفاعل بالقلب يكون عن طريق أمران


الأمر الأول : الإيمان وقد ذكرنا كيف يتحقق واليقين
والمعنى الثاني : التعظيم للقرآن بتعظيم الله تبارك وتعالى
الأمر الثاني التفاعل باللسان


وهذا يكون بعدة أمور:
أولاً:تحسين القراءة وترتيلها والتغني بها من غيرتمطيطٍ مُفَرِّط أو مُفْرِط
وإنما يتبع خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم الذي أخبرنا كما ذكر أصحاب السنن من حديث البراء بن عازب أخبرنا بلزوم تزيين القرآن بالأصوات قال صلى الله عليه وسلم " حسنوا القرآن بأصواتكم"[صححه الألباني]
و من حديث أبي هريرة أيضًا أنه قال " ليس منا من لم يتغنَّ بالقرآن " [رواه البخاري]
وقيل في معنى ذلك أن يترنم ويردد القرآن بصوت عذب

إذًا ترتيل القرآن وتزيين القرآن بالأصوات يساعد على التأمل والتدبر إنما القراءة السريعة قراءة الحدرالتي ليس فيها هذا المعنى لا تُحقق المعنى هذا أبدًا قراءة الحدر هذه قلنا متى وقتها ... وقتها وأنت غافل مثل بالضبط أنت تأتي وتقول لي أنا أريد أن أقوم أصلي ما تيسر لي ولا أقدر ماذا أفعل ؟؟
نعم اقرأ هذا وأنت تتفاعل تقرأ هذا وأنت متفاعل متأمل تجلس تقرأ ..
بهذه الطريقة ولو وقفت معك آية أترك نفسك تتفاعل مع القرآن، فإذًا القراءة المسترسلة القراءة بتمهل القراءة بتحسين الصوت هي أوقع في هذا التأثير وهذا التفاعل

إنما العبرة بالتدبر

قراءة القرآن على مُكث

الأمر الثاني في التفاعل اللساني قراءة القرآن على مُكْث بترتيل وترسل مثل ما كنا نقول جاء القرآن بهذا الأمر لما قال الله جلَّ وعلا في أول بعثة النبي صلى الله عليه وسلم لما أنزل سورة المزمل وهي من أوائل ما نزل من القرآن قال {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً } [المزّمِّل : 4[
وكان هدي النبي صلى الله عليه وسلم كذلك
كانت أمنا حفصة تخبر أن النبي صلى الله عليه وسلم : "كان يقرأ السورة فيرتلها حتى تكون أطول من أطول منها" [صحيح مسلم] مثلاً السورة هذه ستأخذ منا لو قرأناها قراءة عادية ستأخذ معنا نصف ساعة أو عشر دقائق ممكن تجد النبي صلى الله عليه وسلم قرأها في ثلث ساعة يقرأ على مُكْث على ترسل على تمهل وفي صحيح البخاري من حديث أنس أنه سئل عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فقال " كانت مدًا " [رواه البخاري]
ثم قرأ { بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ } يمد بسم الله

والمد ليس بمثل بعض الناس عندما يقرأ هذه الآيات يقول هذا مد لازم أو مد عارض وهذا مد كذا لا معناها أن نستشعر أن الحرف يأخذ حقه ومستحقه كما يقول أهل التجويد أخذ حقه
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ تبدأ تشعر بالرحمن وأنت تنطق الاسم وتشعر باسمه الرحيم وتستشعر الرحمة
قال جُرَيْج عن ابن أم مليكة عن أم سلمة أنها سُئِلَت عن قراءة النبي صلى الله عليه وسلم فقالت " كان يقطع قراءته آية .. آية _ أي يقف عند رؤوس الآياتصلى الله عليه وسلم _ فيقول الحمد الله رب العالمين . ثم يقف . ثم يقول : الرحمن الرحيم . ثم يقف . وكان يقرأ مالك يوم الدين " [صححه الألباني]
هكذا تكون القراءة بترسل ونقف عند رؤوس الآيات هذا هو معنى الترتيل

يقول الإمام الطاهر بن عاشور: "والترتيل جعل الشيء مرتلاً أى مفرقًا، وأُريد بترتيل القرآن أي قراءتهُ أي التمهل في ذلك .. وفائدة هذا أن يرسخ حفظه ويتلقاه السامعون فيعلق بحوافظهم ويتدبر قارئه وسامعه معانيه كي لا يسبق لفظ اللسان عمل الفهم


لذا فأي إنسان يخالف هذا الهدي و يباعدنا عن ذلك فنحن آسفون ما هكذا ولا بهذا جاء القرآن قال الله جلَّ وعلا في سورة الإسراء
{وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلًا} [الإسراء: 106]
قال مجاهد عَلَى مُكْثٍ أي على تؤدة، فكانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم كما نعتتها أم سلمة قراءة مفسِرة ومفسَرة حرفًا حرفًا
وعن حفصة رضى الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت كان صلى الله عليه وسلم يقرأ فى السورة فيرتلها حتى تكون أطول من أطول منها كما قلنا
وقال إسحاق بن إبراهيم عن الفضيل بن عياض قال كانت قراءته حزينة
يااا الله استمعوا فقط إلى هذا الوصف لأن هذا هو التدبر وهذا هو التفاعل ..


قال كان الفُضَيْل يقرأ إذا مر بآية فيها ذكر الجنة يردد فيها ويسأل نعم اقرأ هكذا الآيات من سورة الإنسان مثلاً وعِش هذا الإحساس ..
{وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا } [الإنسان : 20]
ماذا يفعل الفُضَيْل ؟؟ يقول
أسأل الله الجنة،
أسأل الله نعيم الجنة،
اللهم أدخلنا الجنة وهكذا...
يسأل إذا ذكر القرآن الجنة يردد فيها ويسأل،
تفاعُل حوار مع القرآن،
إذا مررنا بآية فيها عذاب استعذنا بالله عزَّ وجلَّ
القراءة{ هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ } [الرحمن : 43]
نعوذ بالله عزَّ وجلَّ من جهنم
{يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ}[الرحمن : 44]
{حَمِيمٍ آنٍ} طازج،

يا رب اللهم إنا نعوذ بك من النار
اللهم أعتق رقابنا من النار
هكذا الحوار، تعايش ....تفاعل
قال الآجُري :القليل من الدرس للقرآن مع التفكر فيه وتدبره أحب إلي من قراءة الكثير من القرآن بغير تدبر ولا تفكر فيه فظاهر القرآن يدل على ذلك والسنة وأقوال أئمة المسلمين


أقل شيء في الترتيل ترك العجلة في القرآن عن الإبانة
وأكمله أن يُرتل القراءة ويتوقف فيها

ذكرنا أمرين في التفاعل اللساني:
1- تحسين التلاوة، تحسين القراءة" ليس منا من لم يتغنَّ بالقرآن "
2- نقرأ بترتيل وترسل وعلى مكث
3- نقرأ بتحزن وتباكي كما قلنا عن الفُضيل كيف كان يقرأ .

ولكن تعالوا ننظر على أدلة هذه المسألة:
أن يقرأ الإنسان بتحزن وتباكي وأن هذا من التفاعل مع القرآن وله أثر بالغ في التدبر
· انظروا إلى ما ذُكِرَ عن سعد بن أبي وقاص: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن هذا القرآن نزل بحَزَن فإذا قرأتموه فابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا وتغنوا به فمن لم يتغنَّ به فليس منا "[ضعفه الألباني]
· وما جاء عن ابن عمر: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إن القرآن نزل بحزن فإذا قرأتموه فتحازنوا "[سنده ضعيف]
· قال الإمام الغزالي : البكاء مستحب مع القراءة وإنما طريق تكلف البكاء أن يحضر قلبه الحزن فمن الحزن ينشأ البكاء
فالأمر الثالث: أن يقرأ بتحزن وتباكي

الأمر الرابع: أن يردد الآية ويكررها، فللتكرار أعظم الأثر في حضور القلب واستحضار الآيات،
· يقول ذلك الزمخشري في تفسيره:إن في التكرار تقريرًا للمعاني في الأنفس وتثبيتًا لها في الصدور
· ويقول صاحب كتاب التعبير القرآني والدلالة النفسية :إن الذين تحدثوا عن علم النفس أشاروا إلى أنه متى كثُر تكرار أمر تولد تيار فكري وعاطفي يتلوه ذلك المؤثر العظيم في الأفراد والجماعات


· وقد ورد عن الحبيب صلى الله عليه وسلم وعن السلف ذلك عن أبي ذر قال: "قام رسول الله صلى الله عليه وسلم بنا ليلة فقام بآية يرددها وهي قول الله جلَّ وعلا {إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [المائدة: 118]" [أخرجه الإمام النسائي وابن ماجة وحسنه الألباني]


· وذُكِرَ أن الحسن قام ليلة كاملة بآية {وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ } [النحل : 18] فلما قيل له في ذلك قال: إن فيها معتبرة ما نرفع طرفًا ولا نرده إلا وقع عليَّ نعمة فكلما يتجاوز الآية .. يعد نعمة كلما يحب أن يقول .. يعد نعمة فأخذ يعدد النعم وهو قائم بهذه الآية .
وهكذا كانت عادة السلف كما يقول ابن القيم : يردد أحدهم الآية حتى يُصبح،


إنما العبرة بالتدبر

الطرق العملية للتدبر


أخذنا اليوم بعض الوسائل العملية للتفاعل مع القرآن:
التفاعل بالقلب:عن طريق الإيمان واليقين وعن طريق التعظيم
التفاعل باللسان: عن طريق القراءة سواء بتحسين الصوت أو بالترتيل والقراءة على مهل ومكث وكذلك القراءة بتحزن وتباكي وأخيرًا القراءة بالتكرار للآية حتى يقع أثرها في القلب.


فهذه ست أمور علينا أن نُوليها الاهتمام بين يدي تدبرنا للقرآن.
من درس "تفاعلوا مع القرآن"
للشيخ / هاني حلمي


إنما العبرة بالتدبر



#2

افتراضي رد: إنما العبرة بالتدبر

يسلمووووووووووووووووووووووووو
#3

افتراضي رد: إنما العبرة بالتدبر

بارك الله فيك



قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
إنما يخشى الله من عباده العلماء ...!!! شذى الجوري المنتدي الاسلامي العام
الزمان لم يتغير إنما النفوس تغيرت سحورة الامورة المنتدي الادبي
إنما الدنيا لأربعة نفر اماني 2011 المنتدي الاسلامي العام
ليست العبرة بكثرة الاصحاب.. رحيق الفردوس مكتبة عدلات
إنما العبرة بــــــــــــــــ لؤلؤة الايمان منوعات x منوعات - مواضيع مختلفة


الساعة الآن 04:26 PM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل