أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي الخطوات العملية للتخلُّص من الذنـــــوب

الخطوات العملية للتخلُّص من الذنـــــوب


إنَّ التخلية لابد أن تأتي دومًا قبل التحلية .. فعلى المرء أن يُقلِع عن ذنـــوبه قبل التفكير في الارتقاء بمنزلته عند الله جلَّ وعلا .. لأنك لن تستطيع أن تتقرب إلى الله عزَّ وجلَّ وتزداد محبتك له سبحانه، وأنت مازلت مصرًا على الوقوع في بعض الذنـــوب ..
كان الحسن البصري يقول "ما عُبِّدَ العابدون بشيءٍ أفضل من ترك ما نهاهم الله عنه" [جامع العلوم والحكم (11:22)]
وإن قلت: أنك ترغب في الإقلاع عن المعاصي، لكن كلما حاولت فشلت ..
عليك أن تسأل نفسك: هل تكره الذنب بالفعل وتكره أن تقع فيما يُغضِب الله عزَّ وجلَّ عليك؟!
أم أنك تخشى أعين الناس ولا تخشى عينه الناظرة إليك؟!!
وهو الرقيــب الشهيــد البصيـــر .. يسمع كلامك ويرى مكانك ويعلم سرك وعلانيتـــك،،

عن بكر بن عبد الله المزني، قال: "من يأت الخطيئة وهو يضحك، دخل النار وهو يبكي" [حلية الأولياء (1:312)]
فلا يوجد ذنب بلا عقوبة، إلا ذنبٍ استدرك العبد منه نفسه في الحال فتـــاب من قريب ..
فأوقف نزيــــف المعاصي والذنـــوب، حتى تخرج من ذل المعصية إلى عز الطاعة ..
كان داود الطائي يقول "ما أخرج الله عبداً من ذل المعاصي إلى عز التقوى إلا أغناه بلا مال، وأعزه بلا عشيرة، وآنسه بلا أنيس" [حلية الأولياء (3:324)]
وحينها فقط تتذوق طعم الحيـــاة الطيــبة ..



الخطوات العملية للتخلُّص من الذنـــــوب


الخطوات العملية للتخلُّص من الذنـــــوب

الخطوة الأولى: كراهيــــة الذنـــب ..
فتُكثــِر من الدعــاء؛ حتى يُكَرِه الله تعالى إليـــك الذنــوب ويحفظك منها ويُطَهِّر قلبك من آثـــارها ..

الخطوة الثانية: معرفة عقوبــات الذنـــوب ..
فتعرف أن كل بلية وكل همِّ وكل ضيق وكل عسر، إنما هو بسبب المعاصي والذنـــوب ..
وإليـــك العقوبــات لبعض الذنــوب التي يتهاون الكثير من الناس في الوقوع بها::


1) التهاون في الصلاة ...
وليس المقصود تارك الصلاة بالكلية، إنما من يتهاون في صلاة الفجر أو شهود صلاة الجماعة .. أما تاركها فمصيبته أعظم والعياذ بالله ..
قَالَ النَّبِيِّ "أَمَّا الَّذِي يُثْلَغُ رَأْسُهُ بِالْحَجَرِ فَإِنَّهُ يَأْخُذُ الْقُرْآنَ فَيَرْفِضُهُ وَيَنَامُ عَنْ الصَّلَاةِ الْمَكْتُوبَةِ" [صحيح البخاري]


2) الكذب ..
" فأتينا على رجل مستلق على قفاه وإذا آخر قائم عليه بكلوب من حديد، وإذا هو يأتي أحد شقي وجهه فيشرشر شدقه إلى قفاه ومنخره إلى قفاه وعينه إلى قفاه، قال: ثم يتحول إلى الجانب الآخر فيفعل به مثل ما فعل بالجانب الأول، قال: فما يفرغ من ذلك الجانب حتى يصح ذلك الجانب كما كان ثم يعود عليه فيفعل مثل ما فعل في المرة الأولى" .. فلما سأل النبي عن حال هذا الرجل، قالوا ".. فإنه الرجل يغدو من بيته فيكذب الكذبة تبلغ الآفاق" [صحيح الترغيب والترهيب (578)] .. كالذي يُكثِر من المزاح، فيكذب ويخوض في أعراض النــاس وتنتشر هذه الأكاذيب .. فيكون هذا عذابه في القبر والعياذ بالله.

3) الزنــــا ..
قال "فانطلقنا فأتينا على مثل التنور (أي: الموقد الكبير)، قال: فأحسب أنه كان يقول فإذا فيه لغط وأصوات. قال: فاطلعنا فيه فإذا فيه رجال ونساء عراة، وإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم، فإذا أتاهم ذلك اللهب ضوضوا (أي: صرخوا)" .. فقالوا للنبي "إنهم الزناة والزواني" [صحيح الترغيب والترهيب (578)]
وفي هذا العصر انتشر الزنا الذي هو من أكبر الكبائر، وأعظم الموبقات التي تمحق الإيمان وتستوجب غضب الرحمن .. ومن يقع فيه تُعجَّل عقوبته في الدنيا، ويُعاقب من جنس عمله.

4) مقدمــات الزنــــا ..
فلا يتورع الناس عن النظر الحرام، فيتساهلون في الدخول إلى المواقع الإباحية، ومشاهدة الأفلام والمسلسلات والأغاني السيئة الخبيثة.
ولا يعلمون أن العين تزني وزناها النظر .. عَنْ النَّبِيِّ "إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ حَظَّهُ مِنْ الزِّنَا أَدْرَكَ ذَلِكَ لَا مَحَالَةَ؛ فَزِنَا الْعَيْنِ النَّظَرُ، وَزِنَا اللِّسَانِ الْمَنْطِقُ، وَالنَّفْسُ تَمَنَّى وَتَشْتَهِي وَالْفَرْجُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ كُلَّهُ وَيُكَذِّبُهُ" [صحيح البخاري]

5) العـــادة السيئــة ..
وقد قال تعالى { وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (*) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (*) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ} [المؤمنون: 5,7] .. والْعَادُونَ: هم الذين يتعدون حدود الله ويتجاوزون الخطوط الحمراء ..

6) السماع المحرَّم للأغاني والموسيقى ..
وقد توعَّد النبي من يستمع الغناء بالمسخ والقذف، فقال "ليكونن في هذه الأمة خسف وقذف ومسخ؛ وذلك إذا شربوا الخمور واتخذوا القينات وضربوا بالمعازف" [رواه ابن أبي الدنيا في ذم الملاهي وصححه الألباني، صحيح الجامع (5467)]
عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله "صوتان ملعونان في الدنيا والآخرة: مزمار عند نعمة، ورنة عند مصيبة" [رواه البزار وحسنه الألباني، صحيح الترغيب والترهيب (3527)]

7) الاختلاط والصحوبيــــة ..
قال النبي "خَيْرُ صُفُوفِ الرِّجَالِ أَوَّلُهَا وَشَرُّهَا آخِرُهَا وَخَيْرُ صُفُوفِ النِّسَاءِ آخِرُهَا وَشَرُّهَا أَوَّلُهَا" [صحيح مسلم] .. وهذا من أعظم الأدلة على منع الشريعة للاختلاط، وأنه كلّما كان الرجل أبعد عن صفوف النساء كان أفضل وكلما كانت المرأة أبعد عن صفوف الرّجال كان أفضل لها . وإذا كانت هذه الضوابط قد اتخذت في المسجد وهو مكان العبادة الطاهر الذي يكون فيه النساء والرجال أبعد ما يكون عن ثوران الشهوات، فاتخاذها في غيره ولا شك من باب أولى.

8) التبـــرج ..
والنبي قال ".. شر نسائكم المتبرجات المتخيلات وهن المنافقات، لا يدخل الجنة منهن إلا مثل الغراب الأعصم" [رواه البيهقي وصححه الألباني ]
فهل يوجد مجال للمكابرة والمجادلة بعد معرفة تلك العقوبـــات؟!


9) الربـــــــا ..
كمن يتعاملون مع البنوك الربوية، وصناديق التوفير .. عن أنس بن مالك قال: خطبنا رسول الله فذكر أمر الربا وعظم شأنه، وقال "إن الدرهم يصيبه الرجل من الربا أعظم عند الله في الخطيئة من ست وثلاثين زنية يزنيها الرجل .." [رواه ابن أبي الدنيا وصححه الألباني، صحيح الترغيب والترهيب (2831)]


10) الرشــــوة ..
عن عبد الله بن عمرو قال: لعن رسول الله الراشي والمرتشي. [رواه أبو داود وصححه الألباني]

11) الحقد والحســـد ..
فبعض الناس ذنوبهم داخل قلوبهم، مما يُضيِّع عليهم دينهم .. عن الزبير بن العوام أن النبي قال "دب إليكم داء الأمم الحسد والبغضاء هي الحالقة لا أقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا .." [رواه الترمذي وحسنه الألباني، صحيح الجامع (1/3361)]

12) الغيــبة والنميمة ..
وهو من أشد الذنــوب تفشيًّا في هذا الزمان، ولم يسلم منه حتى المتدينون .. فيقعون في كبائر بخوضهم في أعراض الناس بحقٍ أو بباطل .. وقد قال رسول الله "من قال في مؤمن ما ليس فيه أسكنه الله ردغة الخبال (أي: عصارة أهل النار) حتى يخرج مما قال وليس بخارج " [رواه أبو داووه وصححه الألباني، صحيح الجامع (6196)]

13) الجدال ..
وهو دليل الضلال بعد الهدى .. عن أبي أمامة قال: قال رسول الله "ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل". ثم قرأ {.. مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ} [الزخرف: 58] [رواه الترمذي وحسنه الألباني، صحيح الجامع (5633)]
فكلنا نحتـــاج إلى حل عـــاجــل لإيقــاف نزيـــف الذنـــوب ..
واحذر من الاستهانة بالذنب .. فقد قال تعالى {وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [الزلزلة: 8]
فينبغي أن تستحي من الله قبل أن يَحِلَّ العذاب بالعصــاة،،


الخطوة الثالثة: عظِّم ربَّك في قلبك ..
استشعر عظمة ربَّك في قلبك قبل أن تنطق على لسانك: الله أكبر .. وإذا عظمت ربَّك بحق، ستحتقر الذنـوب التي تبعدك عنه.






الخطوة الرابعة: مشاهدة صور من انتقام الله عزَّ وجلَّ من العصــاة ..
فحين ترى أقوامًا قد ابتلوا بعقوبات على معاصيهم، ستَحمَد ربَّك وتعترف بنعمته وحِلمه عليك .. وتعلم أن ربَّك قد يُمْهِل لكنه لا يُهْمِل.


الخطوة الخامسة: ترك كل ما تكره أن تموت عليه ..
قال سلمة بن دينار "انْظُرْ كُلَّ عَملٍ كَرهتَ المَوْتَ مِنْ أَجْلِهِ، فَاترُكْهُ، ثُمَّ لاَ يَضرُّكَ مَتَى مِتَّ" [سير أعلام النبلاء (11:120)]
فهل تتمنى أن تموت على ذنبٍ أم على طاعة؟!


الخطوة السادسة: قل لنفسك: حتى متى ؟ ..
كان إبراهيم بن أدهم يقول "وَاللهِ مَا الحَيَاةُ بِثِقَةٍ، فَيُرْجَى نَوْمُهَا، وَلاَ المَنِيَّةُ بِعُذرٍ، فَيُؤمَنُ عُذْرُهَا، فَفِيْمَ التَّفْرِيطُ وَالتَّقْصِيْرُ وَالاتِّكَالُ وَالإِبطَاءُ؟ قَدْ رَضِينَا مِنْ أَعْمَالِنَا بِالمَعَانِي، وَمِنْ طَلَبِ التَّوبَةِ بِالتَّوَانِي، وَمِنَ العَيْشِ البَاقِي بِالعَيْشِ الفَانِي" [سير أعلام النبلاء (13:441)]


واجبــات عملية للتوبـــة::


1) ورد استغفـــار لا يقل من 100 مرة يوميًا.
2) شدة المحافظة على الصلاة في أول الوقت .. بالأخص صلاة الفجر.
3) تحصيــن النفس من الشيطان بالذكر والقرآن .. عن طريق قراءة الورد اليومي، والمحافظة على أذكار الصباح والمساء.
4) التصدُّق بصدقة كبيــرة في السر .. لتطفيء بها غضب الربِّ.
5) احفظ نفسك من عقوبات المعاصي بصنائع المعروف .. كما قال "صنائع المعروف تقي مصارع السوء والآفات والهلكات .." [رواه الحاكم وصححه الألباني، صحيح الجامع (3795)]
وذلك عن طريق:: السعي في مساعدة فقير أو مسكين من إطعام أو كسوة، من كفالة يتيم، كفالة في علاج مدمن، مساعدة طالب علم؛ لكي ينشر دين الله .. إعانة مظلوم، إغاثة ملهوف، السعي في قضاء حاجة مسلم، السعي في زواج مسلم أو مسلمة في زمن الفتن، المساعدة في بناء مسجد أو مستشفى.
اعمل عمل خيـــر خالصًا لله، يحفظك من عقابه ..
واعلم أنه كما أنك تأثم إذا وقعت في ذنبٍ ما .. فإنك تؤجر على تركك للذنــب، طالما قد تركته امتثالاً لأمر الله تبــارك وتعالى ..
ففي كل يومٍ تطلع عليك شمسه، احتسب أجر اجتنابك للوقوع فيما حرَّم الله عزَّ وجلَّ ..
فتحتسب أجر غضك لبصرك، وعدم وقوعك في الغيبة أو النميمة، وغيرها من المُحرمــات.
خذ الخطوة لله وابدأ من جديد ..
سنوقف نزيــــف المعاصي بحول الله وقوته،،



تزكية النفس للشيخ هانى حلمى

الكلم الطيب




الخطوات العملية للتخلُّص من الذنـــــوب



#2

افتراضي رد: الخطوات العملية للتخلُّص من الذنـــــوب

أحسنتِ أحسن الله اليكِ وبارك فيكِ
إظهار التوقيع
توقيع : أم أمة الله
#3

افتراضي رد: الخطوات العملية للتخلُّص من الذنـــــوب

جزاكي الله خيرا
إظهار التوقيع
توقيع : Do★do


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
0نصائح للمحافظة على جهازك ♥ احبك ربى ♥ الكمبيوتر والانترنت
عملية شفط الدهون مايا علي العيادة الطبية
لتغلب على الغيرة.. إليك بعض الخطوات العملية الحوراء25 الحياة الزوجية والاسرية
جراحة شفط الدهون في سؤال وجواب لؤلؤة الايمان العيادة الطبية
العملية القيصرية الاميرة الحائرة مرحلة الحمل والولاده


الساعة الآن 07:09 AM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل