إِلَهي لا تُعَذِّبني ... فَإِنّي مُقِرٌّ بِالَّذي قَد كانَ مِنّي من أجمل اشعار ابي العتاهية
الشعر الإسلامي _ عُرف الشعر في التاريخ العربي مند العصر الجاهلي،
وأجمع المؤرخون أن الشعر لم ينطلق منذ العصر الجاهلي،
إذ إنّه عُرف ما قبل ذلك، لكن لم يردنا منه شيئاً، _وبهذا يبدأ التاريخ الشعري العربي منذ العصر الجاهلي. _وبظهور الإسلام اختلفت المواضيع الشعرية عمّا عرفه العرب،
واختفت الكثير منها بسبب تعارضها والتعاليم الإسلامية،
وعليه، يمكننا التّحدث عن الشعر الإسلامي من ناحيتين:
من الناحية التاريخية، وتعني الشعر في عصر صدر الإسلام،
وهي الفترة الفاصلة بين حكم الرسول عيه السلام والعصر الأموي، _وضمّت حكم الخلفاء الراشدين الأربعة، وفيها ثبتت القواعد الإسلامية واتّضحت؛ لأن المسلمين عملوا بها والتزموا فيها بعد وفاة الرسول عليه السلام.
_أمّا الناحية الثانية فكما اختفت الموضوعات الشعرية التي تتعارض والمبادئ الإسلامية، ظهرت موضوعات جديدة تتحدّث عن الأخلاق الإسلامية، والابتهالات إلى الله، والتحبّب إلى الرسول عليه السلام، ومن هذا شعر ابى العتاهيــــــة
أبو العتاهيــــــــــــة
_هوإسماعيل بن القاسم بن سويد العيني، أبو إسحاق، ولد في عين التمر سنة 130هـ/747م، ثم أنتقل إلى الكوفة، كان بائعا للجرار، مال إلى العلم والأدب ونظم الشعر حتى نبغ فيه، ثم انتقل إلى بغداد، وأتصل بالخلفاء، فمدح الخليفة المهدي والهادي وهارون الرشيد. _أغر مكثر، سريع الخاطر، في شعره إبداع، يعد من مقدمي المولدين، من طبقة بشار بن برد وأبي نواس وأمثالهما. _كان يجيد القول في الزهد والمديح وأكثر أنواع الشعر في عصره. _وأبو العتاهية كُنية غلبت عليه لما عرف به في شبابه من مجون ولكنه كف عن حياة اللهو والمجون وتاب، ومال إلى التنسك والزهد، وانصرف عن ملذات الدنيا والحياة، وشغل بخواطر الموت، ودعا الناس إلى التزوّد من دار الفناء إلى دار البقاء ويتميز شعره بسهولة الألفاظ ووضوح المعاني ويمثل روحية فقير هجر الحياة وملذاتها وسلك طريق الاخرة. ومن اشعاره
إلهي لا تعذبني إِلَهي لا تُعَذِّبنــــــــــــــي ....... فَإِنّي مُقِرٌّ بِالَّذي قَد كانَ مِنّي
وَما لي حيلَةٌ إِلا رَجائــــي ..... وَعَفوُكَ إِن عَفَوتَ وَحُسنُ ظَنّي
فَكَم مِن زِلَّةٍ لي في البَرايا.. وَأَنتَ عَلَيَّ ذو فَضلٍ وَمَنِّ إِذا فَكَّرتُ في نَدَمي عَلَيها ... عَضَضتُ أَنامِلي وَقَرَعتُ سِنّي يَظُنُّ الناسُ بي خَيراً وَإِنّي ... لَشَرُّ الناس إِن لَم تَعفُ عَنّي أُجَنُّ بِزَهرَةِ الدُنيا جُنوناً ... وَأُفني العُمرَ فيها بِالتَمَنّي وَبَينَ يَدَيَّ مُحتَبَسٌ طَويلٌ ...كَأَنّي قَد دُعيتُ لَهُ كَأَنّي وَلَو أَنّي صَدَقتُ الزُهدَ فيها ... قَلَبتُ لاهلِها ظَهرَ المِجَنِّ
ومعني"قَلَبَ له ظهرَ المِجَنّ" أي عاداه من بعد مودّة وهذا مثل
يُضرب لمن كان لصاحبه على مودة ورعاية ثم حال عن العهد.
والمعنى يقول لوأنى زهدت حقاً في الدنيا لعاديت أهلها بعد المحبة
وزهدت فيها وفيهم