أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي من وحي آيات الحج - د. عبد الرحمن الشهري(2)


[IMG]https://www.***- /wp-content/uploads/2016/04/%D8%B1%D9%85%D8%B2%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85-%D8%AA%D9%88%D9%8A%D8%AA%D8%B1-5.gif[/IMG]






- من فوائد آيات الحج أن القرآن الكريم لا يمكن فهمه دون الرجوع للسنة النبوية، فقوله (الحج أشهر معلومات) لم يحدد أشهر الحج،
لكن فصلتها السنة وبيّنتها، وهي:شهر شوال، وذو القعدة، وذو الحجة. وأركان الحج وردت في آيات متفرقة، وهي: الوقوف بعرفة، وطواف الإفاضة والسعي، لكن كيفيتها وترتيبها وتفاصيلها أخذت من فعله عليه الصلاة والسلام، ولذلك أمر المسلمين بقوله: (خذوا عني مناسككم). وفي هذا أبلغ رد على المبغضين للسنة النبوية، والداعين للاكتفاء بما ورد في القرآن، ونبذ أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم. والعجيب أن هؤلاء الضالين يسمون أنفسهم «القرآنيون».. فاحذرهم.

- في قول الله تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إلَيْهِ سَبِيلًا} [آل عمران: 97]، جاء الخطاب للناس كافة، أما باقي أركان الإسلام فقد توجه الخطاب فيها إلى المؤمنين، كقوله تعالى في سورة النساء: {إنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْـمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا} [النساء: 103]، وقوله تعالى في سورة التوبة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ} [البقرة: 183]؛ وهذا دليل على عالمية الحج، وأنه قديم جديد؛ قديم لأن أبا الأنبياء إبراهيم - عليه السلام - أول من أعلنه وصدع بأمر الله حين قال
له: {وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْـحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ} [الحج: 27]؛ وجديد لأن خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم ندب إليه وقاد قوافله ووضع مناسكه وبيّن ما رصد الله له من جوائز وربط به من منافع، وكان آخر عهده بالجماهير الحاشدة وهي تصغي إليه في حجة الوداع، يزودهم بآخر وصاياه، وأحفلها بالخير والبر. - الحج كان مفروضاً قبل الإسلام، أي منذ عهد إبراهيم وولده إسماعيل - عليهما السلام -، وأقره الإسلام في الجملة، ونزل في إيجابه وتأكيد فرضيته قول الله - تبارك وتعالى -: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ}، ثم إن هذه الآية المصرحة بفرضية الحج وليس لدينا غيرها، هي إحدى آيات سورة آل عمران التي نزلت عقب غزوة أحد مباشرة، ومن المعروف أن غزوة أحد وقعت في السنة الرابعة من الهجرة، وعلى هذا يمكن القول إن الحج فرض قبل السنة التاسعة، ولم ينفذ إلا فيها؛ لما كان من عجز المسلمين عن ذلك؛ لأن مكة كانت في ذلك الوقت خاضعة لقريش، فلم يُسمح للمسلمين بأداء هذه العبادة، وقد أرادوا العمرة فصدوهم عن المسجد الحرام، فعَجْزُ المسلمين أسقط عنهم هذه الفريضة، كما أن العجز مسقط لفريضة الحج عن كل مسلم، ولما فتح الله - سبحانه وتعالى - على رسوله مكة سنة ثمان من الهجرة، لم يتوانَ الرسول صلى الله عليه وسلم، فأمر الناس بأداء فريضة الحج، وأمر أبا بكر بأن يحج بالناس، فحج بهم في السنة التاسعة المباشرة لعام الفتح. ولهذا نجد أنه لما فتح الله مكة، وجاءت الوفود مسلمين، وغلب الإسلامُ على بلاد العربِ، وتَمَكَّنَ الدينُ فأصبح مرهوباً بأسه؛ مُنع المشركون من الحج، فحج رسول الله صلى الله عليه وسلم في السنة العاشرة وليس معه غير المسلمين، فكان ذلك أجلى مظاهر كمال الدين.


- قوله تعالى في وصف أشهر الحج: {مَعْلُومَاتٌ}، أي: عند المخاطبين، فهن مشهورات بحيث لا تحتاج إلى تخصيص كما احتاج الصيام إلى تعيين شهره، وكما بيَّن تعالى أوقات الصلوات الخمس، وأما الحج فقد كان من ملة إبراهيم التي لم تزل مستمرة في ذريته معروفة بينهم، قال ابن عاشور: ووصف الأشهر بمعلومات حوالة على ما هو معلوم للعرب من قبل، فهي من الموروثة عندهم عن شريعة إبراهيم، وهي من مبدأ شوال إلى نهاية أيام المحرم، وبعضها بعض الأشهر الحرم؛ لأنهم حرموا قبل يوم الحج شهراً وأياماً، وحرموا بعده بقية ذي الحجة والحرام كله لتكون الأشهر الحرم مدة كافية لرجوع الحجيج إلى آفاقهم، وأما رجب فإنما حرمته مضر لأنه شهر العمرة[2]. -


قال تعالى: {فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْـحَجِّ} [البقرة: 197]، فقوله: {فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْـحَجِّ} أي: لا ترفثوا ولا تفسقوا ولا تجادلوا في الحج.وإيراد الأمر بصيغة الخبر أبلغ، فالله سبحانه بعد أن قال: {الْـحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ} قال: {فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْـحَجِّ}، فيكون ذلك تمهيداً له، وتهويناً لمدة ترك الرفث والفسوق والجدال؛ لصعوبة ترك ذلك على الناس؛ ولذلك قللت المدة بجمع القلة. وقد نُفيَ الرفثُ والفسوقُ والجدالُ نَفيَ الجنسِ مبالغةً في النهي عنها وإبعادها عن الحاج، حتى جعلت كأنها قد نهي الحاج عنها فانتهي، فانتفت أجناسها. ولما نهى الله تعالى عن القول والفعل القبيح في الحج من الرفث والفسوق والجدال وما يتبع ذلك، أرشد سبحانه إلى ما يقابل ذلك من القول والفعل الجميل، فقال تعالى: {وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ} [البقرة: 197]، وأخبر سبحانه أنه عليم بما يصدر منهم، ويجازيهم على ذلك، إن خيراً فخير، وإن شراً فشر.


يتبع


اسلاميات


من وحي آيات الحج - د. عبد الرحمن الشهري(2)



#2

افتراضي رد: من وحي آيات الحج - د. عبد الرحمن الشهري(2)

تسلمى ياقمر
إظهار التوقيع
توقيع : حياه الروح 5
#3

افتراضي رد: من وحي آيات الحج - د. عبد الرحمن الشهري(2)

بارك الله فيكى غاليتى

إظهار التوقيع
توقيع : العدولة هدير
#4

افتراضي رد: من وحي آيات الحج - د. عبد الرحمن الشهري(2)

جزاكم الله خيرا



قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
قرآن كريم كامل استماع وتحميل مباشر بصوت اكثر من قارئ جزء 7 سلمى سالم8 القرآن الكريم
قرآن كريم كامل استماع وتحميل مباشر بصوت اكثر من قارئ جزء 2 سلمى سالم2 القرآن الكريم
قرآن كريم كامل استماع وتحميل مباشر بصوت اكثر من قارئ جزء 1 سلمى سالم2 القرآن الكريم
قرآن كريم كامل استماع وتحميل مباشر بصوت اكثر من قارئ جزء 5 سلمى سالم4 القرآن الكريم
قرآن كريم كامل استماع وتحميل مباشر بصوت اكثر من قارئ جزء 6 سلمى سالم4 القرآن الكريم


الساعة الآن 10:48 AM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل