قاعدة إتمام الحركات
تعريف الحركة:
•هي الفتحة أو الكسرة أو الضمة
•هي الزمن الذي يُنطق فيه حرف متحرك
•و عندما نقول حركتان فالمقصود هو: الزمن اللازم لنطق حرفين متتاليين متحركين.
• مثل : قَ >> فهذا زمن حركة واحدة
• أما : قَ قَ >> فهذا الزمن يساوي حركتين = ألفا
• أما : قَا >> هذا زمن حركتين
* الألف = حركتين
أي أنّ الألف ضعف الفتحة.
* الفتحة = 1/2 الألف لذلك سميت الفتحة بنت الألف.
* الكسرة = 1/2 الياء و الكسرة بنت الياء.
* الضمة = 1/2 الواو و الضمة بنت الواو.
و ميزان الحركات هو في الأصل ميزان مرن يخضع لمرتبة التلاوة سواء كانت تحقيقاًم تدويرًا أم حدراً، ولا يُضبط إلا مشافهةً.
أما ما يُقال عن الحركة أنها حركة الإصبع من قبض أو بسط، فهو للتسهيل على المبتدئين فقط وليس له أي أساس علمي.
موازين ضبط و إتمام الحركات:
لإتمام حركات الحروف موازين تعرف بها إن كانت قد تمّت أم لا، وهذه الموازين هي :
1- ميزان بصري:
- لإتمام حركة الفتحة يجب على القارئ أن يفتح ما بين الفكين عند النطق بالحرف المفتوح كما ينطق بالألف، مع تصعّد الصوت إلى الحنك الأعلى و فتح مخرج الجوف (و نقول عنها للتسهيل فتحة طولية).
-لإتمام حركة الضمة يجب ضم الشفتين عند النطق بالحرف المضموم كما ينطق بالواو، وضمّ الحرف في مخرجه مع اعتراض الصوت و مشاركة الجوف (و يقال عنها ضم الشفاه و يجب أن يكون هذا الضم محكماً حتى يخرج صوت الواو العربية و ليس "الأوو" الأعجمية).
- لإتمام الكسرة يجب خفض الفك الأسفل عند النطق بالحرف المكسور كهيئة النطق بالياء، وكسرُ الحرف في مخرجه مع تسفّل الصوت و مشاركة الجوف (و يقال عنها للتسهيل فتحة عرضية، تشبه وضعية الشفاه أثناء الابتسام ).
2- ميزان سمعي:
- بما أن الفتحة بنت الألف، فإذا أطلنا صوتها يجب أن ينتج عنها ألف صحيحة دون إمالة.
- وبما أن الضمة بنت الواو فإذا أطلنا صوتها يجب أن ينتج عنها واو عربية و ليست أعجمية.
- وبما أن الكسرة بنت الياء فإذا أطلنا صوتها يجب أن ينتج عنها ياء سليمة ليست ممالة للألف.
ملاحظة :
1- لا بدّ من تجنب زيادة زمن الحركة حتى لا يتولد منها حرف مد.
2- أن نتجنب بخس زمن الحركة حتى تخرج صحيحة.
وهذه أبيات إتمام الحركات للشيخ الطيبي رحمه الله تعالى:
-وَكُـلُّ مَضْمُـومٍ فَلَـنْ يَتِـمَّا * إِلَّا بِـضَـمِّ الشَّفَتَـيْنِ ضَـمَّـا
2-وَذُو انْخِفَاضٍ بِانْخِفَاضٍ لِلْفَـمِ * يَتِـمُّ وَالْمَفْتُوحُ بِالْفَتْـحِ افْهَـمِ
3-إِذِ الْحُرُوفُ إِنْ تَكُنْ مُحَرَّكَـهْ * يَشْرَكُهَا مَخْرَجُ أَصْلِ الْحَـرَكَهْ
4-أَيْ مَخْرَجُ الْوَاوِ وَمَخْرَجُ الْأَلِفْ * وَالْيَاءُ فِي مَخْرَجِهَا الَّذِي عُـرِفْ
5-فَـإِنْ تَـرَ الْقَارِئَ لَـنْ تَنْطَبِقَا * شِفَاهُـهُ بِالضَّمِّ كُـنْ مُحَقِّـقَا
6-بِأَنَّـهُ مُنْتَـقِـصٌ مَـا ضَـمَّ * وَالْـوَاجِبُ النُّـطْقُ بِـهِ مُتَمَّـا
7-كَذَاكَ ذُو فَتْحٍ وَذُو كَسْرٍ يَجِبْ * إِتْـمَامُ كُـلٍّ مِنْهُمَا افْهَمْهُ تُصِبْ
8-فَالنَّقْصُ فِي هَـذَا لَـدَى التَّأَمُّلِ * أَقْبَحُ فِي الْمَعْنَى مِنَ اللَّحْنِ الْجَلِي
9-إِذْ هُـوَ تَغْيِيرٌ لِـذَاتِ الْحَرْفِ * وَاللَّحْنُ تَغْيِيرٌ لَـهُ بِالْـوَصْـفِأ
هذه الأبيات جزء من منظومة (المفيد في علم التجويد ) للإمام المقرئ الفقيه الشيخ العلامة الطيبي [شهاب الدين أحمد بن أحمد بن بدر الدين بن إبراهيم الطيبي (910-979 هـ)]
وهي منظومة من بحر الرَّجَزِ في (193 بيتًا وهي من الأهمية بمكان بالنسبة لعلم التجويد .
فمِن الأخطاء الشائعة في قراءة القرءان:
عدم ضمّ الشفتين عند النطق بالحرف المضموم، إذ أنّ كل حرفٍ مضموم لا يتمّ ضمُّه إلا بضم الشفتين، وإلاّ كان ضمُّه ناقصا. ولا يتم الحرف إلا بتمام حركته، فإن لم تتم الحركة لايتم الحرف.
وكذلك الحرف المكسور لايتم إلا بخفض الفك السفلي وإلا كان كسره ناقصا.
وكذلك الحرف المفتوح لا يتم إلا بفتح الفم وإلا كان فتحه ناقصا.
1- وَكُـلُّ مَضْمُـومٍ فَلَـنْ يَتِـمَّا * إِلَّا بِـضَـمِّ الشَّفَتَـيْنِ ضَـمَّـا
أي عند النطق بالباء المضمومة مثلا (بُ) نضم الشفتين فنقول ( بُو) فيزداد ضم الشفتين لأنّ الضمة عبارة عن واو قصيرة.
كذلك عند نطقنا لكلمة (كُنتُم) لابد من ضم الشفتين مثل نطقنا بكلمة (كُونوا). أي لابدّ أن يتساوى صوت الضمة في الحالتين لأنّ القاعدة (واللفظ في نظيره كمثله) كما قال بن الجزري في مقدمته.
2- وَذُو انْخِفَاضٍ بِانْخِفَاضٍ لِلْفَـمِ * يَتِـمُّ وَالْمَفْتُوحُ بِالْفَتْـحِ افْهَـمِ
وكذلك الحرف المكسور ( وهو ما يعبر عنه بالانخفاض) لابد من تحقيق الكسر، ولاننطقها بين الكسرة والفتحة مثل (بِسمِ اللهِ) لأنّ الكسرة عبارة عن ياء قصيرة.
أيضا لابدّ من تحقيق كسرة الراء في (المشرِق والمغرِب) ونطقها مكسورة كسرًا تامًّا مثل نطق كلمة (رِيحٍ).
وكذلك الحرف المفتوح فلابدّ من فتح مابين الشفتين عند النطق به مثل ( كَتَبَ ) لأنّ الفتحة عبارة عن ألف قصيرة.
3- إِذِ الْحُرُوفُ إِنْ تَكُنْ مُحَرَّكَـهْ * يَشْرَكُهَا مَخْرَجُ أَصْلِ الْحَـرَكَهْ
4- أَيْ مَخْرَجُ الْوَاوِ وَمَخْرَجُ الْأَلِفْ * وَالْيَاءُ فِي مَخْرَجِهَا الَّذِي عُـرِفْ
قال بن جنى: "اعلم أنّ الحركات أبعاض حروف المد. فالفتحة بعض الألف، والكسرة بعض الياء، والضمة بعض الواو" – (راجع كتاب: دراسات في علم الأصوات، د.صبري المتولي)
نقول ببساطة شديدة أنّ الفتحة هي بنت الألف، أي تشترك معها في نفس المخرج. وأصل مخرجهما واحد. والكسرة بنت الياء والضمة بنت الواو كذلك.
5- فَـإِنْ تَـرَ الْقَارِئَ لَـنْ تَنْطَبِقَا * شِفَاهُـهُ بِالضَّمِّ كُـنْ مُحَقِّـقَا
6- بِأَنَّـهُ مُنْتَـقِـصٌ مَـا ضَـمَّ * وَالْـوَاجِبُ النُّـطْقُ بِـهِ مُتَمَّـا
8- كَذَاكَ ذُو فَتْحٍ وَذُو كَسْرٍ يَجِبْ * إِتْـمَامُ كُـلٍّ مِنْهُمَا افْهَمْهُ تُصِبْ
يجب على القارئ:
1- أن يضمّ الشفتين عند النطق بالحرف المضموم كما ينطق الواو.
2- أن يفتح ما بين الفكين عند النطق بالحرف المفتوح كما ينطق الألف.
3- أن يخفض الفك الأسفل عند النطق بالكسرة كهيئة النطق بالياء.
4- أما الحرف الساكن فيخرج مجردًا عن الضم والفتح والكسر.
5- يجب عند تحقيق هذه الحركات مراعاة عدم المبالغة وتحقيقها بلطف ودون تعسف، كما أشار بن الجزري في المقدمة:
مكملاً من غيرِ ما تَكَلُفِ باللطفِ في النطقِ بلا تعسفِ
وإن تفهم ذلك تكون قد أصبت في قراءتك القرءان الكريم.
8- فَالنَّقْصُ فِي هَـذَا لَـدَى التَّأَمُّلِ * أَقْبَحُ فِي الْمَعْنَى مِنَ اللَّحْنِ الْجَلِي
9- إِذْ هُـوَ تَغْيِيرٌ لِـذَاتِ الْحَرْفِ * وَاللَّحْنُ تَغْيِيرٌ لَـهُ بِالْـوَصْـفِ
معنى هذا الكلام أنّ الحروف تنقص بنقص الحركات، فتكون حينئذ أقبح من اللّحن الجليّ، لأنّ النقص من ذات الحرف أقبح من ترك الصفات.
أي أنّ النقص في تحقيق هذه الحركات قد يغيّر الحرف نفسه من حرف عربي إلى حرف أعجمي مثل (كَ ) إذا لم يتمّ تحقيق الفتحة جيدًا اصبحت (k).
وهذا حرف أعجمي ليس من حروف القرءان الكريم، فيصبح أقبح من اللّحن الجلي.
ومن المعروف أنّ من اللحن الجلي تغيير لوصف الحرف. كأن يكون مفتوحا وينطقه القارئ مكسورًا أو مضمومًا، وهذا يأثم القارئُ بفعله. فما بالكم لو غير ذات الحرف من عربي إلى أعجمي!