شارك الآلاف من المعطلين المؤطَّرين ضمن الجنازة التي عرفتها مدينة سلا، عشية الثلاثاء، لتشييع عبد الوهاب زيدون، المعطّل المتوفّي متأثرا بحروق نشبت في بدنه منتصف الأسبوع الماضي، ومرافقته إلى مثواه الأخير بمقبرة "الضاوي" من قرية أولاد موسى.
الجنازة انطلقت من أمام بيت أسرة الفقيد بـ "دوار جبالة"، وسط إقبال كثيف من المنتمين لمختلف تنظيمات المعطلين بعموم مناطق المملكة.. حيث أدّيت صلاة الجنازة بالهواء الطلق فور وصول جثمان زيدون من الدار البيضاء، وبعدها ووري الثرى وسط تأثر كبير من الحاضرين.
دفن الفقيد عبد الوهاب زيدون أعقبته مسيرة حاشدة جابت مختلف شوارع "القرية"، وبُصمت بإعلان الفقيد "شهيدا" كما عرفت رفع المتظاهرين المعطّلين لشعارات معظمها مبد لعزم الاستمرار في ذات توجه المطالب التي "دفع زيدون حياته ثمنا من أجل محاولة تحقيقها بمعية زملائه".. مع تحميل النظام كامل مسؤولية الواقعة التي أفضت لوفاة المعطّل المُشيّع.
حري بالذكر أن زيدون كان من بين المصابين الثلاثة الذين نشبت فيهم النيران حين عمدهم إلى التهديد عبر إفراغ البنزين على أبدانهم ومحاولة كسر الحصار الأمني المانع لوصول التموين للمعطلون المعتصمون وسط ملحقة وزارة التربية الوطنية بحي الليمون.. إلّا أن نشوب النيران أسقط المقدمين على هذه الخطوة مصابين.
الفقيد عبد الوهاب زيدون هو أيضا خريج ماستر القضاء والتوثيق من جامعة فاس، وكان يتلقّى العلاجات بمستشفى ابن رشد بالدار البيضاء عن الحروق التي طالته، وانتمى قيد مساهمته في الحراك الاجتماعي لمجموعة الأطر العليا "المقصية من محضر 20 يوليوز".