القطّة
القطط حيواناتٌ تنتمي إلى مجموعة السنوريّات التي تشملُ أيضاً الأسد والنّمر والببر والوَشَق، وهي كائناتٌ لاحمة صغيرة الحجم مُغطّاة بالفرو، تَشتَهر بقُدرتها على التآلفُ مع الإنسان والعيش في مُدُنِه، وتُوجد حوالي 70 سلالةٍ من القطط المُستأنسة في أنحاء العالم. لدى القطط مخالب قويّة تستطيعُ فردها أو سحبها إلى تحت الجلد متى ما رغبت، وكذلك فإنَّ فكّها مليءٌ بالأسنان الحادّة، ممَّا يجعلُها مُهيّئة لمُطاردة وقتل الحيوانات الصّغيرة، مثل الفئران والطّيور والزّواحف. تمتازُ آذان القطط بحساسيَّة عاليةٍ للأصوات، فهي تستطيعُ التقاط تردّدات الموجات الصوتيّة الأعلى والأخفضَ ممَّا تلتقطُه أذن الإنسان، كما أنَّ لعيونها طبقةً عاكسةً خلفها تُساعدها على الرّؤية حتى في الظّلام شبه الدّامس، وهي لا تستطيعُ تمييز الألوان جيّداً، إلا أنَّ لديها حاسّة شم قويّة. تعيشُ القطط وحيدةً في مناطق تُدافع عنها ضدّ الدُّخلاءِ من بني جنسها بحيث لا تتعرّض للمُنافسة على صيد الطّرائد في المنطقة التي تملكُها، ومع ذلك فإنَّ القطط كائناتٌ اجتماعيّة، فعندما تُقابِل بعضها فإنّها تتواصلُ بمجموعة كبيرة من الأصوات والحركات الجسديّة.
تحتاجُ القطط الصغيرة المنزليّة، وخُصوصاً الصّغيرة منها لو لم تكُن لها أمٌّ ترعاها، إلى مقدارٍ لا يُستهان به من الرّعاية والاهتمام. وثمّة للقطط الصّغيرة حاجاتٌ كثيرة تتفاوتُ حسب عمرها، فطوال أول شهرين من حياة القطة لن تستطيعَ العيش إلا مع أمّها وإخوتها، والسّببُ في ذلك أنّ أجسادها تفتقرُ للقدرة على تنظيم الحرارة، لذا فهي تعتمدُ على التّلاصق مع بعضها لإبقاء نفسها دافئة قدر الإمكان، كما تحتاجُ إلى عناية خاصّة، مثل إطعامها مرّة كل ساعتين، ويتوجَّب استشارة طبيبٍ بيطري بهذا الخُصوص بسبب خطورة العناية بقطّة صغيرة جداً، لكن بعدَ أن تبلغ القطّة سنّ الثّمانية أسابيع تُصبح قويّةً بعض الشّيء وقادرةً على البقاء بمقدارٍ طبيعيّ من العناية، ويُمكن مُعاملتها صحيّاً وغذائيّاً بنفسِ طريقة القطط البالغة. تشرع جراءَ القطط بتناول الطّعام من عمر خمسةٍ وأربعين يوماً، وقبل ذلك لا تستطيع الأكل أو تناول الطّعام. وتحتاجُ القطط الصّغيرة إلى تناول كميّات إضافيّة من الغذاء عندما يترواحُ عمرها بين الشّهرين والأربعة أشهر، وذلك لأنّها تنمو بسرعة شديدة في تلك المرحلة، وأما بعدَ ذلك فهي تُعَامل مثل القطط البالغة تماماً.
الطعام
يُمكن إطعام القططِ البالغة من العمر شهرين العديد من أنواع الغذاء، ويُستحسن أن تُقدّم لها أطعمة القطط المُتوفّرة في المحال التجاريّة من شركات معروفة، فهي تمتازُ بمستوى عالٍ من الجودة، ويستطيع الطّبيب البيطريّ المُساعدة في اقتراح أفضل أنواع الغذاء التي يجبُ تقديمها للقطّة، فذلك قد يختلفُ قليلاً حسبَ عُمرها ونشاطها وحالتها الصحيّة. يجب الموازنة في غذاء القطط بين العناصر الغذائيّة المُختلفة، فعلى سبيلِ المثال، تحتاجُ القطط إلى حمض أمينيّ يُسمّى التّورين للحفاظ على صحّة عيونها وقلبها، والذي لا يُمكنها الحُصول عليه إلا بغذاء مدروس ومُتوازن. يجبُ الحرص على تقديم الماء باستمرارٍ للقطّة وإعادة ملء وعائه كُلَّما نقص. من جهةٍ أخرى، يتوجَّب الحذر من تقديم كميّات زائدة من الطّعام للقطّة، وإذا ما ظهرت عليها علاماتُ المرض أو رفض الطّعام لأكثر من يومين، فيُستحسن اصطحابُها إلى الطّبيب البيطريّ.
العناية الصحيّة
غالباً لا تحتاجُ القطط المنزليّة إلى تنظيفٍ على الإطلاق، فهي قادرةٌ على العناية بجسدها وحدها والحفاظ على نظافتها بدرجةٍ مقبولة، إلا أنّ تمسيح فروها بفرشاة بين الفينة والأُخرى قد يكونُ مُفيداً لضماناتٍ إضافيّة، ولتخفيف كميّة الشّعر المُتساقط التي تتركُه في المنزل. ولدى جميع القطط عادة غرز مخالبها في الأشياء من حولها وخدشها باستمرار، وهي حاجةٌ طبيعيّة تصعُب السَّيطرة عليها، وقد تكون سبباً في إتلاف الأثاث المنزليّ، مثل السّتائر، والأرائك، والسجّاد وغير ذلك، ولمنع القطّة من فعل ذلك فلا بُدّ من تقليم مخالبها مرّة كل أسبوعين أو ثلاثة.[٣] تُفضّل القططُ الحصول على بُقعةٍ خاصّة بها في المنزل بحيث تكون جافّة ونظيفة، وفيها طبقٌ مُخصَّص لوضع الطّعام، وذلك لتستطيع الانكفاء فيها للرّاحة متى ما أرادت، أمّا خارج المنزل فقد تنجح القطّة بتأمين مكانٍ مُناسبٍ لنفسها دُون تدخّلٍ من صاحبها. وفي الإجمال، يميلُ العديد من أصحاب القطط إلى إبقاء حيواناتهم الأليفة داخل المنزل وعدم السّماح لها بالخُروج، والسّبب في ذلك أنّ فترة حياة هذه الكائنات تكونُ دائماً أطول عندما تعيشُ داخل منزل، فخُروجها يزيد من إمكانيّات تعرّضها لحوادث السّير، أو دخولها في عراك مع قطط أُخرى، أو في التقاطها للأمراض. في حال السّماح للقطة بالخُروج من المنزل من المُستحسن تعليق بطاقة على رقبتها تحملُ اسم صاحبها وعُنوانه، كي يُعيدها أحدهم لو وجدها ضالَّة لطريقها. ويجب أخذ القطط المنزليّة إلى الطّبيب البيطريّ لإجراءٍ فحصٍ عامّ لها مرّة واحدة في العام على الأقل.
الخواصّ الأحيائية للقطط
يعودُ أصل جميع القطط المُستأنسة (أو القطط الأليفة أو المنزليّة كما تُسمّى تمييزاً لها عن الأنواع البريّة) إلى نوعٍ من السنوريّات بدأت علاقتُه مع البشر في مصر القديمة قبل أربعة آلاف عامٍ تقريباً، وقد كان المصريُّون القدماء يتّخذون القطط كحيواناتٍ أليفة لأسبابٍ مُختلفة، قد يكونُ من أهمِّها قُدرتها على مُطاردة وصيد القوارض من الفئران والجرذان التي تضرُّ بمحاصيلهم الزراعيّة. عدا عن ذلك، اتّخذ المصريّون إحدى آلهتهم على شكل قطّة، وقد اكتُشفت بعضُ جثث القطط التي قاموا بتحنيطها مثلما كان يُحنَّط البشر. تستطيعُ القطط صيد القوارض بكفاءةٍ عالية، وهي غالباً ما تُفضِّل البحث عن الطّرائد بعدَ حُلول الظّلام؛ لقُدرتها (بفضل الطبقة العاكسةِ خلفَ عُيونها) على الرّؤية أفضل من فريستها نفسها، وبالتّالي اللَّحاقَ بها بسهولة. تتواصلُ جميع القطط مع بعضها بإصدار الكثير من المُواء، وهي تضعُ علاماتٍ حول مناطقها بنثرِ مُخلَّفاتها أو آثار مخالبها على الأشجار والأسيجة والأثاثِ المُحيط بها، وبذلك عندما تقتربُ قطّة أخرى وتشمّ الرّائحة أو ترى العلامات فهي تبتعدُ من تلقاء نفسها.