ما هو الشرك الخفي وما الفرق بينه وبين الشرك الأصغر وكيف يتخلص منه المسلم ,تعرفي علي الفرق بين الشرك الخفي والشرك الاصغر
السؤال:
يقول في سؤال الأول: ما هو الشرك الخفي؟ وما الفرق بينه وبين الشرك الأصغر؟ وكيف يمكن أن يتخلص منه المسلم؟
الجواب:
الشيخ: الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين. الشرك: شرك أكبر وشرك أصغر وشرك خفي. أما الشرك الأكبر: فمثل أن يصرف الإنسان شيئاً من العبادة لغير الله عز وجل، ومن العبادة الدعاء فإذا دعا الإنسان غير الله كما لو دعا نبياً أو ولياً أو ملكاً من الملائكة أو دعا الشمس أو القمر لجلب نفع أو دفع ضرر كان مشركاً بالله شركاً أكبر، وكذلك لو سجد لصنم أو للشمس أو للقمر أو لصاحب القبر أو ما أشبه ذلك، فإن ذلك شرك أكبر مخرج عن الملة والعياذ بالله: ﴿إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ﴾، وهذا في الأعمال الظاهرة، وكذلك لو اعتقد بقلبه أن أحداً يشارك الله تعالى في خلقه أو يكون قادراً على ما لا يقدر عليه إلا الله عز وجل فإنه يكون مشركاً شركاً أكبر. أما الشرك الأصغر: فإنه ما دون الشرك الأكبر، مثل: أن يحلف بغير الله غير معتقد أن المحلوف به يستحق من العظمة ما يستحقه الله عز وجل، فيحلف بغير الله تعالى تعظيماً له، أي للمحلوف به ولكنه يعتقد أنه دون الله عز وجل في التعظيم، فهذا يكون شركاً أصغر؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك »، وهو محرم سواء حلف بالنبي أو بجبريل أو بغيرهما من الخلق، ويكون به مشركاً شركاً أصغر. وأما الشرك الخفي: فهو ما يتعلق بالقلب من حيث لا يطلع عليه إلا الله، وهو إما أن يكون أكبر، وإما أن يكون أصغر، فإذا أشرك في قلبه مع الله أحداً يعتقد أنه مساوٍ لله تعالى في الحقوق وفي الأفعال كان مشركاً شركاً أكبر وإن كان لا يظهر للناس شركه، فهو شرك خفي عن الناس لكنه أكبر فيما بينه وبين الله عز وجل، وإذا كان في قلبه رياء في عبادة يتعبد بها لله فإنه يكون مشركاً شركاً خفياً لخفائه عن الناس لكنه أصغر؛ لأن الرياء لا يخرج به الإنسان من الإسلام. نعم.
السؤال: يقول: كيف يمكن أن يتخلص منه المسلم؟
الشيخ: التخلص من الشرك الأصغر أو الأكبر بالرجوع إلي الله عز وجل، والتزام أوامره فعل،اً والتزام اجتناب نواهيه، وبهذه الاستقامة يعفيه الله تعالى من الشرك. نعم.
السؤال الثاني: يقول: مامدى صحة هذين الحديثين: (من لم يكن له شيخ فشيخه شيطانه) و(من لم يكن له شيخ يكون مسخرة للشيطان)، وهل معنى هذا أنه لا بد للمسلم أن يقلد شيخاً ويصدقه في أقواله وأفعاله؟
الشيخ: هذان الحديثان باطلان موضوعان، ولا يجوز نسبتهما للرسول صلى الله عليه وسلم، ولكن على المسلم إذا كان بين قوم اشتهر فيهم هذان الحديثان أن يبين للناس بطلانهما حتى يحذروا منهما، ولا يجب على المسلم أن يقلد أحداً في عباداته ومعاملاته إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن اعتقد من الناس أن أحداً سوى الرسول صلى الله عليه وسلم يجب تقليده فإنه قد أخطأ خطأً عظيماً، وكما قال بعض أهل العلم: يستتاب فإن تاب وإلا قتل؛ لأنه لا أحد يجب تقليده إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ كل أحد من الناس سوى رسول الله صلى الله عليه وسلم معرض للخطأ كما أنه يكون موافقاً للصواب، فهو أي: قائل هذا القول: إنه لا بد للإنسان من شيخ يكون سائراً خلفه، قال قولاً خطأً على إطلاقه، صحيح أن من كان عامياً من الناس لا يعرف ما يقول فإن الله تعالى أمره أن يسأل أهل الذكر كما قال تعالى: ﴿ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ﴾، ولكن هذا لا يلزم منه أن يتخذ شيخاً معيناً يقتدي بأقواله وأفعاله بحيث لا يدع قوله لقول أحد سواه، وإنما يتبع الإنسان من يغلب على ظنه أنه أقرب إلى الصواب، وأعني بذلك: من يغلب على ظنه أنه أقرب للصواب من العلماء الموثوقين بعلمهم ودينهم وأمانتهم دون الشيوخ المزورين الذين يظهرون للناس أنهم شيوخ طريقة، وأن لهم مكاشفات وما أشبه هذا مما يروجه مشايخ أهل البدع فإن هؤلاء المشايخ لا يستحقون أن يتبعوا في شيء من أقوالهم، بل الواجب أن يبين بطلان أقوالهم وما هم عليه من الضلال حتى يحذر الناس منهم. نعم.
السؤال: نعم. أعتقد أيضاً الأمر لا يقتصر على مجرد تقليدهم بل قد يتعدى ذلك إلي تقديسهم والتماس الخير والنفع منهم أيضاً ودفع الضر منهم.
الشيخ: هذا ربما يكون وإذا كان كذلك فإنه يخشى أن يخرج إليهم هذا الاعتقاد إلي الشرك الأكبر. نعم.