أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي شرح حديث (لا تحاسَدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا)



شرح حديث (لا تحاسَدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا)

شرح حديث
(لا تحاسَدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا)



شرح حديث (لا تحاسَدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا)



شرح حديث (لا تحاسَدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا)

شرح حديث (لا تحاسَدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا)منزلة الحديث:
هذا الحديث اشتمل على أحكام كثيرة وفوائد عظيمة لبلوغ هذه الغاية الإسلامية النبيلة، وحمايتها من كل عيب أو خلل، حتى لا تصبح الأخوة كلامًا يهتف به الناس، وخيالًا يحلمون به ولا يلمسون له في واقع حياتهم أي أثر[1].
قال ابن حجر الهيتمي رحمه الله: هو حديث كثير الفوائد، مشير إلى جل المبادئ والمقاصد، بل هو عند تأمل معناه وفهم مغزاه حاوٍ لجميع أحكام الإسلام منطوقًا ومفهومًا، ومشتمل على جميع الآداب أيضًا إيماءً وتحقيقًا[2].
قال الجرداني رحمه الله: هذا حديث عظيم الفوائد، ومن جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم[3].
قال الفشني رحمه الله: إن هذا الحديث عظيم الفوائد، كثير العوائد[4].
قال الإمام النووي رحمه الله: ما أعظمَ نفعَ هذا الحديث، وأكثرَ فوائدَه![5].

شرح حديث (لا تحاسَدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا)

شرح حديث (لا تحاسَدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا)سبب ورود الحديث:
عن سويد بن حنظلة قال: خرجنا نريد رسول الله ومعنا وائل بن حُجر، فأخذه عدو له، فتحرج القوم أن يحلفوا، وحلفت أنه أخي فخُلِّي سبيله، فأتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته أن القوم تحرجوا أن يحلفوا، وحلفت إنه أخي، قال: ((صدقتَ، المسلم أخو المسلم))، وأخرج أحمد عن سويد بنحوه، ولفظه: ((كنتَ أبَرَّهم وأصدقهم، صدقتَ، المسلمُ أخو المسلم))[6].

شرح حديث (لا تحاسَدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا)

شرح حديث (لا تحاسَدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا)غريب الحديث:
لا تحاسدوا: أصله لا تتحاسدوا، حذفت إحدى التاءين تخفيفًا؛ أي: لا يتمَنَّ بعضكم زوال نعمة بعض.
لا تناجشوا: وهو أن يمدح السلعة لينفِّقها ويروجها، أو يزيد في ثمنها وهو لا يريد شراءها؛ ليقع غيره فيها.
ولا تدابروا: أي لا يعطِ كل واحد منكم أخاه دبره وقفاه فيعرض عنه ويهجره.
ولا يحقره: لا يستصغر شأنه ويضع من قدره.
وعِرضه: العِرض: هو موضع المدح والذم من الإنسان.
شرح حديث (لا تحاسَدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا)
شرح حديث (لا تحاسَدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا)شرح الحديث:
((لا تحاسدوا)) والحسد هو تمني زوال نعمة المحسود إلى الحاسد، والمعنى: لا يحسد بعضكم بعضًا، والحسد مركوز في طباع البشر، وهو أن الإنسان يكره أن يفوقه أحد من جنسه في شيء من الفضائل.

شرح حديث (لا تحاسَدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا)ثم ينقسم الناس بعد هذا إلى أقسام:
الأول: من يسعى في إزالة نعمة عن المحسود فقط من غير نقلٍ إلى نفسه، وهو شرهما وأخبثهما، وهذا هو الحسد المذموم المنهي عنه.
الثاني: من يحدث نفسه بذلك اختيارًا ويعيده ويبديه في نفسه مستروحًا إلى تمني زوال نعمة أخيه، فهذا شبيه بالعزم المصمم على المعصية.
الثالث: إذا حسد لم يتمَنَّ زوال نعمة المحسود، بل يسعى في اكتساب مثل فضائله، ويتمنى أن يكون مثله.

فإن قيل: ما معنى قوله عليه السلام: ((لا حسد إلا في اثنتين))،


هل هو إباحة للحسد في الخَصلتين المذكورتين أو لا؟
قال العلماء: الحسد لا يباح بوجه من الوجوه، وأما قوله: ((لا حسد إلا في اثنتين))، فالمراد به الغِبطة؛ أي: ليس شيء في الدنيا حقيقًا بالغبطة عليه إلا هاتان الخَصلتان: إنفاق المال والعلم في سبيل الله عز وجل.

والفرق بين الحسد والغبطة أن الحسد تمني زوال النعمة عن الغير، والغبطة تمني الإنسان مثل ما لغيره، من غير أن يزول عن الغير ما له.

والحاسد في غم لا ينقطع، ومصيبة لا يؤجر عليها، ومذمة لا يحمد بها، ويسخط عليه الرب، ويغلق عنه أبواب التوفيق.

((ولا تناجشوا)) اشتقاقه من نجشت الصيد إذا أثرته، كأن الناجش يثير كثرة الثمن بنجشه، والمناجشة: أن يزيد في السلعة - أي: في ثمنها - في المناداة، وهو لا يريد شراءها، وإنما يريد نفع البائع، أو الإضرار بالمشتري.

((ولا تباغضوا))؛ أي: لا تتعاطوا أسباب البغضاء؛ فالبغض حرام إلا في الله تعالى؛ فإنه واجب، ومن كمال الإيمان؛ كما قال عليه الصلاة والسلام: ((من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله - فقد استكمل الإيمان))[7].

((ولا تدابروا))؛ أي: لا يهجر أحدكم أخاه، وإن رآه أعطاه دبره أو ظهره؛ قال صلى الله عليه وسلم: ((لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام))[8].

((ولا يبع بعضكم على بيع بعضٍ))، وصورته أن يقول الرجل لمن اشترى سلعة في زمن خيار المجلس أو خيار الشرط: افسخ لأبيعك خيرًا منها بمثل ثمنها، أو مثلها بأنقص، ومثل ذلك الشراء على الشراء، كأن يقول للبائع: افسخ البيع لأشتري منك بأكثر، وقد أجمع العلماء على أن البيعَ على البيع والشراءَ على الشراء حرامٌ[9].

((وكونوا - عباد الله - إخوانًا))؛ أي: تعاملوا وتعاشروا معاملة الإخوة ومعاشرتهم في المودة والرفق والشفقة والملاطفة والتعاون في الخير، مع صفاء القلوب والنصيحة بكل حال.

((المسلم أخو المسلم))؛ أي: في الدين؛




قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ﴾ [الحجرات: 10].
((لا يظلمه))؛ أي: لا يتعدى عليه، ولا يدخل عليه الضرر.
((ولا يخذله)) في مقام يحب أن ينتصر فيه.
((ولا يَكْذِبه))؛ أي: لا يخبره بأمر على خلاف ما هو عليه؛ لأنه غش وخيانة.
((ولا يحقره))؛ أي: لا يستهين به، ولا يستصغره وينظر إليه بعين الاحتقار.

((التقوى)) اجتناب غضب الله وعقابه؛ بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، وهو الميزان الذي يتفاضل به الناس عند الله تعالى؛

قال الله جل وعلا: ﴿ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ﴾ [الحجرات: 13].

((ها هنا - ويشير إلى صدره - ثلاث مراتٍ))؛ لأنه محل القلب الذي هو بمنزلة الملك للجسد، إذا صلح صلح الجسد كله، وإذا فسد فسد الجسد كله، كما مر، وتكرار الإشارة للدلالة على عِظَم المشار إليه في الحقيقة، وهو القلب.

((بحَسْب امرئٍ من الشر أن يحقر أخاه المسلم)) يعني: يكفيه من الشر احتقاره أخاه المسلم؛ فإنه إنما يحقر أخاه المسلم لتكبره عليه، والكِبْر من أعظم خصال الشر؛ ففي صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((لا يدخل الجنة مَن في قلبه مثقال حبةٍ من كبر)).

((كل المسلم على المسلم حرامٌ: دمُه))؛ أي: لا يجوز أن يتعدى عليه بقتل أو فيما دونه، ((وماله))؛ أي: أخذه بغير وجه حق؛ بسرقة أو نهب أو غير ذلك، ((وعِرضه))؛ أي: هتكه وذمه والوقوع فيه بالغيبة ونحوها.
شرح حديث (لا تحاسَدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا)
شرح حديث (لا تحاسَدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا)الفوائد من الحديث:
1- أن الإسلام ليس عقيدة وعبادة فحسب، بل هو أخلاق ومعاملة أيضًا.
2- تحريم الحسد، والتناجش، والتباغض، والتدابر، وبيع المسلم على بيع أخيه، وشرائِه على شرائه.
3- وجوب تنمية الأخوة الإيمانية؛ لقوله: (وكونوا - عباد الله - إخوانًا).
4- الأخلاق المذمومة في شريعة الإسلام جريمة ممقوتة.
5- النية والعمل هما المقياس الدقيق الذي يزن الله به عباده، ويحكم عليهم بمقتضاه.
6- القلبُ هو منبع خشية الله والخوف منه.
_______________________________________________
[1] الوافي (283).
[2] فتح المبين (227).
[3] الجواهر اللؤلؤية شرح الأربعين النووية (328).
[4] المجالس السنية (220).
[5] الأذكار للنووي (426).
[6] أخرجه أبو داود (3/ 224 ح 3256) البيان والتعريف (3/ 251 ح 1609) أسباب ورود الحديث للسيوطي (269 ح 70).
[7] أخرجه أبو داود (4/ 220 ح 4681) عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه.
[8] رواه البخاري (4/ 105 ح 6077).
[9] الوافي (289).
-----------------------------
المراجع
عبدالعال بن سعد الرشيدي
الالوكة

شرح حديث (لا تحاسَدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا)





إظهار التوقيع
توقيع : أم أمة الله
#2

افتراضي رد: شرح حديث (لا تحاسَدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا)

مشكوره يا جميل
إظهار التوقيع
توقيع : ظلام اليل
#3

افتراضي رد: شرح حديث (لا تحاسَدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا)

تسلمي

#4

افتراضي رد: شرح حديث (لا تحاسَدوا ولا تناجشوا ولا تباغضوا)


اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
بارك الله فيكِ و جعله في ميزان حسناتكِ
جزاك الله كل خير

إظهار التوقيع
توقيع : بشرى على


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
60 سؤالا في أحكام الحيض والنفاس للشيخ بن عثيمين رحمه الله شوشو السكرة فتاوي وفقه المرأة المسلمة
كيف تتخلص من الوسواس شيماء شيموو العيادة النفسية والتنمية البشرية
أحاديث مشهورة لا تصح أسانيدها لخير البرية lolo_lola احاديث ضعيفة او خاطئة
بعض الأحاديث الموضوعه التي أوردها الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه الله 2 الملكة نفرتيتي احاديث ضعيفة او خاطئة
تعالوا ورايا يا رجاله عمرحبيب مامي فرفشة عدلات


الساعة الآن 09:26 PM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل