اكتشف العلماء في مختبرات (أوك ريدج الوطنية) ، في ولاية تينيسي الأمريكية, أن أوراق
السبانخ الخضراء المتواضعة ، قد تحمل سر الشفاء من بعض أشكال العمى وأمراض العيون.
وأوضح الباحثون , أن السبانخ تحتوي علي صبغات خاصة حساسة للضوء , لذا يقومون
بتطوير تقنية عالية لاستخلاص هذه الصبغات الممتصة للضوء من النبات ، وإضافتها إلى الخلايا العصبية في شبكية العين ؛ لتحفيز نشاط الأعصاب عند تعرضها للضوء.
وأكد هؤلاء في مجلة (نيوساينتست) العلمية , أن هذه التقنية قد تعيد جزءا محدودا من
البصر، خصوصا للأشخاص المصابين بعمى الألوان, مشيرين إلى أنها تقدم بديلا فعالا لمزروعات الشبكية الإلكترونية ، والتي يتم تطويرها أيضا.
وأشار الأطباء ، إلى أن أمراض الشبكية التحللية - كالتهاب الشبكية الصبغي ، وتحلل الماكيولا- من بين أكثر أشكال العمى شيوعا في البلدان المتقدمة, وهي تؤثر على الخلايا العصوية والمخروطية المستقبلة للضوء والتي تقع خلف الشبكية ، دون أن تصيب الخلايا العصبية أمامها.
وأظهر البحث أيضاً ، أنه من الممكن استعادة جزء من البصر ، بتحفيز هذه الخلايا العصبية بمزروعات كهربائية ، وهو ما اعتمدت عليه التقنية الجديدة ، والتي تستغل قدرة النباتات على إنتاج نبضات كهربية عند تعرضها للضوء ، كجزء من عملية التمثيل الضوئي الطبيعية.
وقد قام الباحثون بعزل البروتينات الصبغية المطلوبة من السبانخ ، وزراعتها في أغشية كرات دهنية ، تعرف بالجسيمات الشحمية المستخدمة في نقل الأدوية أو العلاجات للخلايا.
ووجد هؤلاء ، أن الفولتية المتولدة عند تعرض الجسيمات الشحمية للضوء ، كانت عالية بشكل يكفي لعمل الخلايا العصبية, وقد ثبتت فعاليتها في الاستجابة الضوئية ، عند زراعتها في أغشية خلايا سرطان العين أيضا.
ومع ذلك , فلم يحدد الباحثون بعد ، طريقة عملها في خلايا الإنسان ، وتأثيراتها الجانبية على الخلايا العصبية ، وإذا ما كانت تسبب رفض مناعي في الجسم , ولا يزالون غير متأكدين من نوعية الرؤية التي سيستعيدها المريض ، من تنشيط الأعصاب فقط ، خصوصا أن المعالجة البصرية الرئيسة تحدث بين المستقبلات الضوئية والخلايا العصبية.
هذا ، وتشير الإحصاءات ، إلى أن أكثر من 100 شخص في بريطانيا يفقدون بصرهم كل يوم ، ويمكن مساعدة الكثير منهم ، سواء بوسائل علاجية متطورة ، أو بأساليب وقائية خاصة.