كلنا ونحن في الصغر والى وقتنا هذا عندما نسمع أو نقرأ قصة قصيرة نصغي لما سوف نسمع أو يشتد النظر نحو ما سوف نراه ، الحقيقة أنها لحظات رائعة للطفل وللكبار أيضا وهي وقت قراءة القصص وخاصة القصيرة هيا بنا نقرأ بعض منها كي نستفاد ونأخذ العبرة والموعظه :-
حكاية النسر
يُحكى أنّ نسراً كان يعيش في إحدى الجبال، ويضع عشّه على قمة إحدى الأشجار، وكان عشّ النّسر يحتوي على أربع بيضات، ثمّ حدث أن هزّ زلزال عنيف الأرض، فسقطت بيضة من عشّ النّسر، وتدحرجت إلى أن استقرّت في قنّ للدجاج، وظنّت الدّجاجات بأنّ عليها أن تحمي وتعتني ببيضة النّسر هذه، وتطوّعت دجاجة كبيرة في السّن للعناية بالبيضة إلى أن تفقس، وفي أحد الأيام فقست البيضة، وخرج منها نسر صغير جميل. لكنّ هذا النّسر بدأ يتربّى على أنّه دجاجة، وأصبح يعرف أنّه ليس إلا دجاجة، وفي أحد الأيّام وفيما كان يلعب في ساحة قنّ الدّجاج، شاهد مجموعةً من النّسور تحلق عالياً في السّماء، فتمنّى هذا النّسر لو كان يستطيع التّحليق عالياً مثل هؤلاء النّسور، لكنّه قوبل بضحكات الاستهزاء من الدّجاج، قائلين له:” ما أنت سوى دجاجة، ولن تستطيع التّحليق عالياً مثل النّسور “، وبعدها توقّف النّسر عن حلمه بالتّحليق في الأعالي، وآلمه اليأس، ولم يلبث أن مات بعد أن عاش حياةً طويلةً مثل الدّجاج
سر السعادة
يًحكى أنّ أحد التّجار أرسل ابنه لكي يتعلم سرّ السّعادة لدى أحكم رجل في العالم، فمشى الفتى أربعين يوماً حتّى وصل إلى قصر جميل على قمّة جبل، وفيه يسكن الحكيم الذي يسعى إليه، وعندما وصل وجد في قصر الحكيم جمعاً كبيراً من النّاس، فانتظر الشّاب ساعتين ليحين دوره. أنصت الحكيم بانتباه إلى الشّاب، ثمّ قال له: الوقت لا يتّسع الآن، وطلب منه أن يقوم بجولة داخل القصر، ويعود لمقابلته بعد ساعتين، أضاف الحكيم وهو يقدّم للفتى ملعقةً صغيرةً فيها نقطتان من الزّيت: أمسك بهذه الملعقة في يدك طوال جولتك، وحاذر أن ينسكب منها الزّيت! أخذ الفتى يصعد سلالم القصر ويهبط مثبّتاً عينيه على الملعقة، ثمّ رجع لمقابلة الحكيم الذي سأله: هل رأيت السّجاد الفارسيّ في غرفة الطعام؟ والحديقة الجميلة؟ وهل استوقفتك المجلدات الجميلة في مكتبتي؟ ارتبك الفتى واعترف له بأنّه لم يرَ شيئاً، فقد كان همّه الأول ألا يسكب نقطتي الزّيت من الملعقة، فقال الحكيم: ارجع وتعرّف على معالم القصر، فلا يمكنك أن تعتمد على شخص لا يعرف البيت الذي يسكن فيه. عاد الفتى ليتجوّل في القصر منتبهاً إلى الرّوائع الفنيّة المعلقة على الجدران، وشاهد الحديقة والزّهور الجميلة، وعندما رجع إلى الحكيم قصّ عليه بالتّفصيل ما رأى، فسأله الحكيم: ولكن أين قطرتا الزّيت اللتان عهدت بهما إليك؟ نظر الفتى إلى الملعقة، فلاحظ أنّهما قد انسكبتا، فقال له الحكيم: تلك هي النّصيحة التي أستطيع أن أسديها إليك! سرّ السّعادة هو أن ترى روائع الدّنيا، وتستمتع بها، وذلك دون أن تسكب أبداً قطرتي الزّيت. فهم الفتى مغزى القصّة، فالسّعادة هي حاصل ضرب التّوازن بين الأشياء، وقطرتا الزّيت هما السّتر والصّحة، فهما التوليفة النّاجحة ضدّ التّعاسة.