تكمن أهمية العلم في التقدم والتطور، فهو المفتاح السحري لجميع حلول الحياة التي تنقل الناس والمجتمع من ظلام الجهل إلى نور العلم والحياة، فهو النبراس الذي لا ينطفئ أبداً، لأنه يستمد نوره من نور الله تعالى الذي هيّأ للإنسان القدرة على طلب العلم، وأوجب عليه أن يجدّ ويجتهد ليصل إلى أعلى مراتب العلم، لأن من يعرف قيمة الأشياء التي سيبلغها بالعلم، يعرف جيداً أنه دونه سيصبحُ إنساناً ناقص المعرفة تختلط عليه الكثير من الأمور، ويغرق في تحدياتٍ كثيرة لا يُعرف آخرها.لا يُمكن لأي أحدٍ أن يحصر أهمية العلم في بضع سطور، فلولا العلم لانتشرت الأمراض والأوبئة، لأن من اخترع العلاج والدواء هو شخصٌ تلقى العلم ليصل إلى ما هو عليه، وبالعلم أيضاً استطاع الإنسان أن يتطور في حياته وأن يُغير أسلوبه فيها، حيث أن العلم سهّل الحياة على الناس، وجعل كل رفاهيتها تحت أيديهم، فتعالت البنيان الكبيرة، وانتشرت التكنولوجيا التي جعلت من كل شيءٍ أجمل وأقرب.
تنبع روعة العلم بأنه شيءٌ لا نهائي، ولا يُوضع له حد، ولا يُمكن لأي أحد أن يُنكر مآثر العلم ومحاسنه، أو أن ينسى ما يقدم العلم له، فمن أهميته البالغة أنه قرّب المسافات بين دول العالم، وجعل التواصل سهلاً ومتاحاً في كل وقت، كما اخترعت بفضله وسائل النقل الحديثة من سيارة وطائرة وغيره، كما استطاع العلم أن يُجد وسائل ترفيهٍ حديثة ومميزة للناس، وغير ذلك الكثير من منافع العلم التي زادت من أهميته.
يستطيع الإنسان بالعلم أن يصل إلى أحلامه دائماً، خصوصاً أن كل الاختراعات المعروفة كانت مدعومةً بالعلم، ومن أجمل هبات الله للإنسان، أنه هيّأ له طريق الأجر والثواب واكتساب الحسنات على طلب العلم، فمنزلة العالم عند الله تعالى أعلى من منزلة العابد، وهذا إن دلّ على شيءٍ فإنما يدلّ على أن العلم هو الخيار الأمثل الذي ينتشل الخير من قاع الحياة ويضعه في الواجهة، كما أنه طوق نجاةٍ كبيرٍ من براثن الجهل والسذاجة.
يُعتبر العلم امتدادٌ لمكارم الأخلاق أيضاً، لأن مرتبة العلماء بعد مرتبة الأنبياء، كما أن احترام العالم وطاعته ضرورية وملزمة، لذلك يُعتبر العلم بمثابة منهج كامل وواضح يمدّ الدرب للعابرين، ويفتح باب مكارمه على مصراعيه لمن يُريد أن يستزيد منه دائماً.
من فضل الله تعالى أنه يُهيئ لنا الأسباب دائماً لطلب العلم، ويجعله قريباً من قلوبنا، لأن من ينوي تحقيق النفع والفائدة من العلم، فعليه أن يضع نفسه في المكان الصحيح له.