دعوة قرآنية استوقفتني ، لهج بها موسى عليه السلام، حينما وكز القبطي فمات،، فظللت فيها متأملا،،، حيث غفر الله له وأكرمه بالعلم والحكمة، فقال
((رب بما أنعمت علي فلن اكون ظهيرا للمجرمين)) ،،،!سورة القصص.
كيف بعد هذه النعم، أن أقف مع ظالم، أو أدافع عن مبير متجبر؟!
لم تحبسنا ذنوبنا، أو تكفنا خطيئاتنا، حتى بتنا موآزرين للباطل، صافين مع الظلمة،
مشاركين في الرزية،،،!!
ان الظلم وهو ظلم شنيع اسود، يشتد اسوداده ، حينما أشارك ظالما في ظلمه، وأعين طاغية في طغيانه، حيث اغتصب، او استحل، او استباح،،!! كالمنطق العربي الهمجي القديم:
لا يسألون أخاهم حين يندبهم// في النائبات على ما قال برهانا،،!!
يُهرعون الى المساندة، ويهبون للموآزرة بدون برهان، او قسطاس،،!!
كل ذلك لا يجوز،،، !! حتى مع من اختلف معهم فكريا او مذهبيا، بل الواجب ، دفع الظلم وزجر الظالم،،
وقد صح في الحديث المشهور (( انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً، فقال: رجل يا رسول الله-صلى الله عليه وسلم- ، أنصره إذ كان مظلوماً، أفرأيت إذا كان ظالماً كيف أنصره؟! قال: تحجزه أو تمنعه من الظلم، فإن ذلك نصره)) . أخرجاه في الصحيحين.
ولهذا المعنى نظائر في كتاب الله تعالى،،،،
كقوله (( ولا تركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم النار)) سورة هود.
وكقوله (( وما كنت متخذ المضلين عَضدا )) سورة الكهف.
وكقوله (( ولا تكن للخائنين خصيما )) اي ظهيرا ومعينا. سورة النساء.
وكقوله (( قال ومن ذريتي، قال لا ينال عهدي الظالمين )) سورة البقرة.
واذا لم ينزجر، وأصر وكابر، فالمتعين تركه وخذلانه، فان الله سينتقم منه ويقتص للمظلوم قال تعالى (( ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون )) سورة ابراهيم
إذا ظالمٌ أبدى من الظلم مذهبا *** وَلَجّ عتواً في قبيح اكتسابهِ!
فَكِِلْه إلى ريب الزمان فإنّها *** ستبدي له ما لم يكن في حسابهِ!
فكم قد رأينا ظالما متجبراً *** يرى النجم تِيهاً تحت ظل ركابه!
فلما تمادى واستطال بظلمهِ ***أناخَتْ صروفُ الحادثات ببابهِ!
فأصبح لا مالٌ ولا جاهُ يُرتجى *** ولا حسناتٌ تُلتقى في كتابهِ!
وعوقب بالظلم الذي كان يقتفي *** وصَبّ عليهِ اللهُ سوطَ عذابهِ\"
،،،للإمام الشافعي رحمه الله،،،،
والظالم اذا لم نستطع إيقاف ظلمه، فلا اقل من هجره، والتباعد عنه، وعدم إعطائه اي مصداقية، لانه شنار وعدوان، وهم متوعدون من الله بالهلاك كما قل تعالى(( وقل رب اما تريني ما يوعدون. رب فلا تجعلني قي القوم الظالمين )) اي اعاين هلاكهم ،، سورة المؤمنون.
ومن صور المظاهرة والإعانة المحرمة:
1- شهادة الزور، المثبتة لباطل، او المانعة من حق
2- التعاضد مع الأحلاف ولو كانوا ظلمة .
3- المحاماة عن اللصوص والقتلة والمعتدين.
4- الإشادة بالمجرمين والفاسدين كلاما او تأليفا وخطابة او اعلاما.
5- السكوت عن السرقة والناهبين، لمشاركتهم في القسمة.
6- ايجاد الذرائع للمجرم لكي يفعل ما يريد.