هل يجوز أن أجلس مع خطيبتي وحدنا في غرفة وبابها مفتوح ؟ وهل يجوز أن تكلمني مرات عديدة بالتليفون ؟
الجواب : السؤال تضمن مسألتين :
الأولى : الجلوس منفردا مع خطيبتك في غرفة بابها مفتوح : الخاطب لا يزال أجنبيا عن المخطوبة لأن الخطبة مجرد وعد بالزواج ، وجلوسك معها في غرفة بابها مفتوح يمر منه أهلهاً ذهاباً وإياباً لا يُعتبر خلوة بالمعنى الشرعي ، ولكن هذا الجلوس على انفراد غير جائز أصلاً ، لأن هذه المرأة لا زالت أجنبية عنك والجلوس يستلزم نظراً وانبساطاً في الكلام وهذا غير جائز .
الثانية : حديثك مع خطيبتك بالتليفون : الخطبة هي مجرد وعد بالزواج ، ولا تزال خطيبتك امرأة أجنبية عنك حتى يتم عقد الزواج ، وطالما أنها أجنبية عنك فلا يجوز الحديث معها عبر الهاتف أو غيره ، فحديث الرجل مع امرأة أجنبية عنه عبر الهاتف يجوز إذا كان لغرض شرعي كالزواج ، ولم يكن فيه خضوع بالقول أو خروج عن مصلحة شرعية معتبرة ، وكان بجد ووقار وحشمة وبقدر الحاجة ، ودليل ذلك حديث موسى عليه السلام مع الفتاتين الذي جاء ذكره في سورة القصص : " ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون ووجد من دونهم امرأتين تذودان قال ما خطبكما قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير " [ القصص : 23 ] .
وأيضا لحديث أبي سعيد الخدريرضي الله عنه الذي رواه البخاريقال : قالت النساء للنبي صلى الله عليهوسلم : غلبنا عليك الرجال فاجعل لنا يوما من نفسك ، فوعدهن يوما لقيهن فيه فوعظهن وأمرهن .
ووجه الدلالة هنا هو سماعه صلى الله عليه وسلم من النساء وسماعهن منه .
وعلى المرأة في تلك الحالة أنتنأى عن الخضوع بالقول
وعن كل ما يؤدي الى الفتنة.
أما إذا كان الكلام لمجرد التسلية والتلذذ بالحديث فهذا غير جائز لأنه ذريعة إلى الفتنة والفساد وإثارة الشهوات خاصة أنه لم يتم العقد عليها . قال الله تعالى مخاطبا نساء النبي صلى الله عليه وسلم - وهن أبعد النساء عن الريبة والإثم - :
" فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض ".[ الأحزاب : 32 ] . وفي الصحيحين من حديثأسامة بن زيدرضي اللهعنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما تركتب عدي فتنة اضر على الرجال من النساء " .
وروى مسلم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" فاتقوا الدنيا واتقوا النساء،فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء " . والشيطان يجري من ابن آدم مجرىالدم ، ولا شك أن الخطاب بين الجنسين في الهاتف لغير مصلحة هو من حبائل الشيطان ،وسبب كبير في الفتنة وبالتالي فهو لا يجوز .
هذا مع التأكيد على أن المخطوبة امرأة أجنبية عنك كغيرها من النساء حتى تعقد عليها .
لمزيد من الفائدة يمكن الرجوع إلى هاتين الفتويين بالموقع :
[ فتاوى نسائية رقم : 653 ، 761 ] .
والله تعالى أعلم