السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الثابت في الحديث الشريف أن المسجد الأقصى هو
ثاني مسجد وضع في الأرض، عن أبي ذر الغفاري، رضي الله تعالى عنه، قال: قلت يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أول؟ قال:” المسجد الحرام” ، قال: قلت ثم أي؟ قال:” المسجد الأقصى”، قلت: كم كان بينهما؟ قال:”أربعون سنة، ثم أينما أدركتك الصلاة فصله، فان الفضل فيه.”(رواه البخاري).
والأرجح أن أول من بناه هو
آدم عليه السلام، اختط حدوده بعد أربعين سنة من إرسائه قواعد البيت الحرام، بأمر من الله تعالى، دون أن يكون قبلهما كنيس ولا كنيسة ولا هيكل ولا معبد. وذكر بعض الفقهاء أن الملائكة هم أول من بنوا المسجد الأقصى.
وكما تتابعت عمليات البناء والتعمير على المسجد الحرام، تتابعت على الأقصى المبارك. فقد عمره ورممه سيدنا
إبراهيم عليه السلام ، ثم تولى المهمة أبناؤه
إسحاق ويعقوب عليهم السلام من بعده، كما جدد سيدنا
سليمان عليه السلام بناءه وتذكر بعض الروايات أن
داود بدأ بناؤه وأكمله سليمان عليهما السلام.
عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:” لما فرغ سليمان بن داود من بناء بيت المقدس سأل الله ثلاثا حكما يصادف حكمه وملكا لا ينبغي لأحد من بعده وألا يأتي هذا المسجد أحد لا يريد إلا الصلاة فيه إلا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه” فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “أما اثنتان فقد أعطيهما وأرجو أن يكون قد أعطي الثالثة”.(صحيح رواه ابن ماجه والنسائي وأحمد).
لابد من التذكير بحقيقة كون كثير من معالم المسجد الأقصى المبارك، خاصة الجدار والأبواب موغلة في القدم. فأول بانٍ للمسجد الأقصى المبارك هو آدم عليه السلام على الأرجح، والحديث الشريف ينص على أنه وضع بعد المسجد الحرام بـ”أربعين سنة”. ومنذ ذلك الحين، تتابعت يد العمران على الأقصى قديما وحديثا، قبل وبعد الفتح الإسلامي للقدس. وعليه، فوجود أحجار تعود للفترة الرومانية في جدار الأقصى لا يعني أنه معبد روماني أو يهودي، إ
ذ هو بيت لعبادة الله منذ أسس لأول مرة. فضلا عن ذلك، فإن العثور على آثار تعود للفترة اليبوسية (3000 ق.م) في أسواره تدل بشكل قاطع على أن الأقصى كان
قائما حتى قبل بعثة إبراهيم (1900 ق.م ) وموسى وعيسى عليهم السلام.
في رعايه الله