أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

129770 الأم , مقال عن الأم , مكانة الأم , الأم في القرآن الكريم


الأم , مقال عن الأم , مكانة الأم , الأم في القرآن الكريم




الأم , مقال عن الأم , مكانة الأم , الأم في القرآن الكريم


الأم هي المعجزة التي وهبها الله عز وجل للبشرية، وهي مَن وضِعت الجنة تحت أقدامها، ومَن تعبت لتحتضن جنينها بعد احتوائه تسعة أشهر بعد الثِقل الذي صاحبها أثناء الحمل، لم تتأثّر بما تركه الحمل من علاماتٍ مزعجةٍ على جسدها وما رافقه من سهرٍ طويل، فهي التي لم تشتكي بل قابلت التعب بالحب
.

الأم زهرة الحياة، رضاها يحدّد المصير، لا راحة في الدنيا دون ابتسامتها، ولا جنةٌ في الآخرةِ عند غضبها، تُعلّم العطاء بأفعالها، وهي التي تُقدم دون أن تأخذ، ولا تنتظر إلّا أن ترى النتيجة بالتقدم والنجاح لأبنائها، هي الصانعة للأجيال والمثابرة، ومصدر الحنان ينبع من قلبها دون توقفٍ، وهي نموذج من الرحمة، وكتلة من الصبر، قَدرُها عظيم لا يُقدّر بثمنٍ، ومكانتها كبيرةٌ لا يمكن وصفها .

هي مَن يُشكى لها الهمُّ بعد الله، ودعاؤها يهزّ السماء لشدة قوته على الرّغم من أن صوتها رقيقٌ وحنون، هي صانعة الرجال ومربّية لغيرها من الأمهات، وهي أساس الاستمرار في هذا الكون، وسبب الإحساس بالأمان هو وجودها، وغيابها مؤلمٌ ومظلمٌ، باختصار لا حياة دونها
.

معجزات الأم كثيرة أهمّها العطاء؛ فهي تظلِم نفسها لتُنصف أبناءها، وتُتعب نفسها لراحتهم، وهي تعرف ما يدور داخلهم وما يواجههم في الحياةِ دون أن يفصحوا بذلك، هي قارئة أفكارهم، ومن أشد الصابرين عليهم، الإحسان إليها أمرٌ لا يحق التهاون به .

من أجمل معاني الحبّ هو حبّها، ووفاؤها لأبنائها لا يمكن أن تُغيّره ظروفٌ أو مصاعب، بل يزيد مع الأيام
.

الأم هي البذرة التي تنشأ بها الأمة جميعها، فإن صلحت تلك البذرة صلحت الأمة جميعها، وإن فسدت فسدت الأمة واتّجهت لطريق الضلال والكفر والعياذ بالله
.

إنّ للأم دورٌ بالغ الأهمية في تربية الأبناء حيث إنّها إمّا أن تكون أداة بناءٍ أو معول هدم، وقد أثنى الإسلام على دور الأم في الأسرة ودعا لبرّها واحترامها وطاعتها والرضوخ والتذلّل لها حبّاً ورحمة، كيف لا وقد قال تعالى في كتابه العزيز: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا*وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً) .

ولذلك نهيَ الأبناء عن النطق بأدنى ما يؤثّر في نفسية الأمهات، ولو كان ذلك شطر كلمة أو حتى نظرة تَكبّر واحتقار واستهتار
.

إن الأم لها دور كبير في حياة الأبناء، حيث أن الأم هي التي حملت أبنائها تسعة أشهر في بطنها كما سهرت الليالي من أجل توفير الراحة لهم ولا تهتم بوجعها وألمها، كما أنها لا تمل من رعايتهم، لذا يجب على الأبناء المحافظة على رضائها وسعادتها، لأنها تعمل على إفداء أبنائها بروحها ودمها، وأن يقدموا لها كل ما تريده وترغبه، فرضائها ضروري للغاية لرضا الله .


تحصل الأم على مكانة كبيرة وعظيمة في الإسلام، وكرمها الله عز وجل ووصى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما أن الله أمر الأبناء بمعاملة الوالدين معاملة حسنة والتعامل بلطف وأدب، ووصى الله ببر الوالدين، كما أن دعاء الأم هو من سيصل الأبناء إلى الجنة، لذا يجب أن تنال الأمر رفعة في الدولة أكثر من ذلك لأن دورها فعال
.



مكانة الأم بين القرآن والسنة


الآيات الواردة في فضل الأم ومكانتها في الإسلام

وردت في فضل الأم ووجوب احترامها وتقديرها العديد من الآيات، فمنها على سبيل المثال الآتي
: قوله تعالى: (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا)، فقد أوصى الله سبحانه وتعالى الناس جميعاً بأمهاتهم على اختلاف أديانهم وأحزابهم ومذاهبهم، وعلل ذلك بشقاء الأم في والإرضاع، ولذلك خص الأم عن الأب في هذه الآية بقوله: (حملته أمه كرهاً ووضعته كرهاً) أي إنّ حمله وولادته كانت عليها بمشقة وتعب.قوله تعالى: (ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهناً على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إليّ المصير وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تُطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً، واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون)، حوت هذه الآية الكثير من الأحكام والآداب في التعامل بين الأبناء وآبائهم وخصوصاً حين التعامل مع الأمهات .

وقد أورد الإمام القرطبي بعضاً من تلك الأحكام والآداب والفضائل في تفسيره فقال: إنّ هذا ممّا أوصى به لقمان ابنه، وأخبر الله به عنه، حيث قال لابنه: لا تشرك بالله ولا تطع والديك في الشرك، فإنّ الله وصى بطاعتهما شريطة أن لا يكون فيما أمَراً شركاً أو مَعصية له سبحانه وتعالى، وطاعة الأبوين لا تُراعى في فعل الكَبائر ولا في ترك الفرئض، وتلزم طاعتهما في الأمور المُباحة فحسب، ويجوز تَرك الجهاد طاعةً لأبويه، وإجابة الأم في الصلاة إذا أمكنه إعادتها، وكل ذلك دليلٌ على أهميّة طاعة الأم واحترامها إذ لا تقطع الصلاة لغير ضرورة، وقد جعل الله سبحانه وتعالى طاعة الأم من ضرورات قطع الصلوات إذا أمكن الإعادة، وقد خصّ الله سبحانه وتعالى الأم بذكر الحمل والإرضاع وتعبها فيهما ومعاناتها مما رفع رصيدها على الأب في وجوب الطاعة وتلبية النداء .

أمّا قوله تعالى: (وهناً على وهن) فيعني أنّها حملته في بطنها وهي تزداد كل يوم ضعفاً على ضعف عمّا قبله فيزداد ألمها وتحملها، وقيل: إنّ المرأة ضعيفة بطبيعتها وخلقتها ثم يأتي الحمل ليضعفها ضعفاً زائداً عن ضعفها الفطري، وقد جمع الله عزّ وجل أمر شكر الناس له بشكرهم لآبائهم وأمهاتهم وذلك لما تحمّلوا لأجلهم من عناء التربية ولما للأم من آلام حملٍ وإنجابٍ وغير ذلك .



الأحاديث الواردة في فضل ومكانة الأم في الإسلام


من الأحاديث الواردة في فضل الأم وأهمية طاعتها وبرّها الآتي
:

ما رواه الصحابي الجليل معاوية بن جاهمة السلمي حيث روى قوله: (يا رسولَ اللَّهِ إنِّي كنتُ أردتُ الجِهادَ معَكَ أبتغي بذلِكَ وجْهَ اللَّهِ والدَّارَ الآخرةَ قالَ ويحَكَ أحيَّةٌ أمُّكَ قُلتُ نعَم قالَ ارجَع فبِرَّها ثمَّ أتيتُهُ منَ الجانبِ الآخَرِ فقلتُ يا رسولَ اللَّهِ إنِّي كنتُ أردتُ الجِهادَ معَكَ أبتغي بذلِكَ وجهَ اللَّهِ والدَّارَ الآخرَةَ قالَ وَيحَكَ أحيَّةٌ أمُّكَ قلتُ نعَم يا رسولَ اللَّهِ قالَ فارجِع إليْها فبِرَّها ثمَّ أتيتُهُ من أمامِهِ فقُلتُ يا رسولَ اللَّهِ إنِّي كنتُ أردتُ الجِهادَ معَكَ أبتغي بذلِكَ وجْهَ اللَّهِ والدَّارَ الآخرةَ قالَ ويحَكَ أحيَّةٌ أمُّكَ قُلتُ نعَم يا رَسولَ اللَّهِ قالَ ويحَكَ الزَم رِجلَها فثمَّ الجنَّةُ) .


ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن سؤال أحد الصحابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم عن فضل الأم، حيث قال رضي الله عنه: (جاء رجلٌ إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسولَ اللهِ، من أحقُّ الناسِ بحُسنِ صَحابتي؟ قال: أُمُّك. قال: ثم من؟ قال: ثم أُمُّك. قال: ثم من؟ قال: ثم أُمُّك
. قال: ثم من؟ قال: ثم أبوك)، وإنما فضل الله الأم على الأب في هذا الحديث لما تجد من ألمٍ في مرحلة الحمل وعند الولادة أثنائها وبعدها، فجعل البر أربعة أقسام ثلاثة أرباعه للأم، وربعه الأخير للأب حفظاً منها لما وجدت من ألم العناية بأولادها، وتقديراً لفضلها عليهم وامتيازها على الآباء بتلك الخصال .

فعن أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: سألت النبي
: أي العمل أحب إلى الله تعالى؟ قال: (( الصلاة على وقتها ))، قلت:ثم أي؟ قال: (( بر الوالدين ))، قلت: ثم أي؟ قال: (( الجهاد في سبيل الله )) .


عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله : (( لا يجزي ولدٌ والداً ، إلا أن يجده مملوكاً فيشتريه فيُعتقه
)) .


عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي قال: (( رضى الرب في رضى الوالد، وسخط الرب في سخط الوالد
)) .



الأم مدرسة


لعل الكتابة في التعبير عن الأم مسألة سامية عظيمة لها ما لها، وعليها ما عليها، فإن الأم هي الأصل الذي يبدأ منه وعليه ارتكاز بناء كل كتلة المجتمع والأسرة والدولة والوطن، فهي الحاضن للرجال، وهي مربية الأجيال الصاعدة، فهي كل المجتمع إذ الأصل في وجود الرجال وتربيتهم ليكونوا رجالاً، وهي نصفه الآخر من النساء بالعمل على تقديم الخير لمجتمعها وأسرتها والعالم كله
.

الأم كلمة يحويها من الجمال ما لا يحوي غيرها معه، ولا يضاهي في وصفها أمر من الحياة آخر نستطيع الإرتكاز عليه غيرها، فالجنة تحت أقدامها، وجنة الدنيا بين ضلوعها وأطرافها، إنها سر الوجود الذي حملنا في جسده ورعانا باللطف وتحمل ألمنا وألم ولادتنا، وكانت الحنونة على بقاءنا وإدامة حياتنا حتى أصبحنا بهذه القوة التي نحن عليها، فسهرها الطويل طول تلك الليالي لأجلنا، وكل ذلك الذي قدمته من أجل أن نحيا حياة سعيدة آمنة لا نخاف من البرد ولا الجوع ولا الضياع، فساعدتنا للوصول إلى بر الأمان في الدنيا والأخرة، كيف لا وهي سر الوجود الأعظم الذي رافق قلوبنا منذ تلك النعومة التي كانت بأجسادنا، حتى قوي ذلك الجسد وأصبح قادراً على العطاء والإنتاج، فهي المنشأ لهذا الجسم الذي تكونت خلاياه من طعامها ومن دمها، وتلك العظام التي آلمتها وهو ينمو ويكبر يوما بعد يوم في بطنها، ولتلك اللحظة التي شعرت بألم يفوق تكسر عظام الإنسان عظمة عظمة لتخرجه إلى نور الحياة، ابنها وفلذة كبدها ودنيتها، لترعاه فتطعمه حليباً سائغاً مما تأكل وتطعم نفسها لتدعه يشعر بالامتلاء والشبع، وتسهر الليل على راحته لتجعله الأسعد والأكثر راحة في الدنيا، فتطعمه وتحضنه وتدعو له في نومه، وتدفئه من البرد وتنفخ عليه من ريحها البارد؛ ليذهب عنه شر الحر وحماوة اليوم، حتى يصبح ما يصبح في سن رشده وقوته .

إنها الأم التي تغفر ما بدر من ابنها وتسامحه وتعفو عنه، إنها الأم التي لا تطلب من ابنها غير أن يكون سعيداً حتى لو كان على حساب سعادتها ويومها وليلها .

إنها الأم التي تستعد أن تفدي روحها بدلاً عنه وتدفع دمها لتحميه وتحافظ عليه، إنه القلب الذي لا يخذل أبداً في حبه، إنه الحب الأسمى والقلب الأعذب والرحيق الأطيب، إنها الأم التي تسهر وتربي وترعى وتكبر .

إنها الأم التي ترحم وتدلل وتعطف، في قلبها كل الحب ومنها انبثق جمال العالم في الدنيا، وفي الجنة هي السحر والممر الأوحد للعبور إلى الجنة، فمن كانت له أم فليحفظ عهدها ولا يحزنها أبداً، فإنها سر الجنة وبوابتها الأولى والأقوى والأمتن .

إنها الجنة في الآخرة وجنة الحب والرحمة والطيبة في الدنيا، لا ينسى فضلها ولا يستطيع أحد مكافئتها عليه، فقط تذكر بأنها الأم لتشعر بحجم عطائها عليك .




دور الأم


الأم نصف الدنيا، هي نصف المجتمع بأسره، وعماده وأساسه؛ فهي مَن تُربّي وتهتم بالأطفال، ومَن تهتم بشئون المنزل، ترعى زوجها وأطفالها، تسهر على راحتهم ووقت تعبهم، وتفكر في مستقبلهم .

يبدأ دور الأم منذ بداية حياة الطفل، فمنذ أن تنزل به الروح وهو جنين بعد أن يتم في رحم أمه أربعين يوماً تبدأ الأم بالاهتمام والتعب من أجل صحة وراحة جنينها، فهي تتعرض لمتاعب الحمل المختلفة، تتحمل الوجع والألم بكل حب، تنتظر بفارغ الصبر كي ترى وليدها بين ذراعيها لتضمه في حضنها ويصبح هو شغلها الشاغل، وتتحمل كل ذلك بكل حب .


هل تعلم أن آلام الولادة تصل إلى حد الشعور بتكسير عشرين عظمة فى جسم الانسان؟ كل هذا الألم تتحمله الأم، ورغم ذلك بمجرد أن ترى وليدها تنسى كل آلالم الحمل والولادة وتضمّه إليها، وتعطيه من الحب والحنان في هذه الحظة ما يكفيه عمره .

مَن في الدنيا سوف يتحمل كل هذا غير الأم؟ ونحن لا ننكر دور الأب فى المجتمع على الاطلاق بينما نوضح مدى عظمة وأهمية دور الأم في المجتمع، ولهذا فعلينا تذكّر كلمات الله تعالى عز وجل عن الوالدين قوله تعالى: (وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ) .

كما أوصانا الحبيب عليه أفضل الصلاة والسلام بالأم؛ فهو خصّها في الحديث الكريم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (جاء رجلٌ إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال : يا رسول الله، من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: (أمك)، قال: ثم من؟ قال: (أمك)، قال: ثم من؟ قال: (أمك)، قال: ثم من؟ قال: (أبوك)) .

مهما تحدثنا عن الأم وردوها العظيم في المجمتع لن نوفيها حقها، يكفيك أن تنظر إلى عائلة بلا أُم لترى حالهم وكيف كان قبل رحيل هذه الأم عن الدنيا، فنحمد الله على نعمة الأم ولنعمل على برّها وإرضاءها .




الأم العظيمة


الأم لها دور أساسي في تربية ونشأة أطفالها، حيث إن العبء كله يقع على أكتافها منذ أن حملت وليدها في بطنها ما يقارب من تسعة أشهر، وهي مدة طويلة تنهكها وتشعرها بالتعب والإرهاق الشديدين، وكل هذا في سبيل خروج مولودها إلى الحياة، ثم يأتي دورها بعد ذلك برعاية كل ما يخص طفلها من مأكل، ومشرب، وملبس، حتى النظافة الشخصية لطفلها تقوم بها له دون أن تشعر بالاشمئزاز، فهو قطعة من جسدها فلن تنفر منه أبداً .

ثم تتوالي السنين ويكبر طفلها أمام عينيها الحنونة، تفرح لفرحه وتحزن إذا أصابه أي مكروه، تعلم كل شيء عنه دون أن يدري، حتى وإن حدثت له مشكلة خارجاً وعاد إلى البيت، فإن أول مَن يسأله عما يضايقه هي أمه، لا يغمض جفنها إلا بعد أن تطمئنّ أن أبناءها ينعمون بالنوم العميق، تسهر الليالي في حالة مرض أحد أطفالها، وتتمنى ألف مرّة أن يصيبها ذلك المرض بدلاً من أطفالها، تدعو بكل نفس يتردد في صدرها بالسعادة والصحة لأبنائها، وتتمنى لهم الخير حيثما كان، فهي الوحيدة التي تتمنى أن ترى أطفالها أفضل حالاً حتى من نفسها .

تربّي أبناءها تربية فاضلة، وتقوم بتوعيتهم وتربيتهم بطريقة صحيحة، تعاتبهم على أخطائهم وترجوهم ألا يكرّروها، فهي أسمى درجات الحب والحنان والعطف، ومهما كتبنا من سطور أو أصدرنا كتباً فلن نقدر ان نوصف الأم وأهمية دورها العظيم .



تقدير الأم


رد الجميل للأم أمرٌ صعب لا يمكن إتمامه على أكمل وجه، مهما قُدِّم لها لن يصلها حقها بما قدمته هي، ولكن لا بأس من تقديرها بتقديم هدية في عيد ميلادها، أو دعوتها للخروج والتنزه، وزيارتها والاستماع لكلامها وأحاديثها، وتجنّب أي كلمةٍ أو فعلٍ يؤذيها أو يؤذي مشاعرها، وطاعتها وعدم جدالها، ومساعدتها عند الكِبَر والشيخوخة؛ فتجاعيد يدها تدلّ على عملها لإنشاء وتقديم ما يحبّ أبناؤها من طعامٍ وترتيبهم وتعليمهم، وتجاعيد وجهها تدلّ على سهرها في مرضهم ووقت اختباراتهم، وألم ظهرها وقدميها يدلّ على وقوفها بجانبهم وتمريرهم بالحياة وإزالة العقبات والمشاكل عنهم قبل أن يعرفوها، وصوتها المتعب يدلّ على شدّة دعائها لهم خوفاً عليهم ورفقا ًبهم .





لن نصل إلى ما تستحقّه الأم، فبسبب عظمتها أوصى بها الله ورسوله، ففضلها لا يمكن أن يُنسى لقوّته وتأثيره في الحياة، مهما ابتعدنا تكون هي سبب الوصول إلى المراد .




أشكال البرّ بالأم


توجد الكثير من الطرق لبر الأم وطاعتها وإرضائها وردّ شيءٍ بسيطٍ مما قدمت لأبنائها، مع أنّ الأبناء مهما قدّموا لآبائهم وأمهاتهم تحديداً فلن يجزوهم شيئاً مما فعلوا لأجلهم، ومن تلك الطرق: الإحسان إلى الأم والوالدين عموماً وعدم رفع الصوت بحضورها، وذلك لقوله عزَّ وجل: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً* وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً) .

الإنفاق على الأم وسد حاجتها حتى إن كانت غنية : حيث إنّ ذلك مما يجعل السعادة تغمر قلبها؛ إذ تنعم برزق ابنها وتشعر بقيمتها لديه، وتجب النفقة على الأبناء لأمهاتهم سواءً كنَّ بحاجة أم لا، وإن الأم تفرح بإنفاق ابنها عليها، حيث يقول المصطفى - صلى الله عليه وسلم - قال: (إنَّ أطيبَ ما أكلَ الرَّجلُ من كسبِهِ وإنَّ ولدَهُ من كسبِهِ) .

طاعة الأم في كل حالٍ ما لم يكن فيه شرك أو معصية: فإن بر الأم يقتضي إطاعتها بالمعروف، فإذا أمرت ابنها بأمرٍ معين مشروع، وجب عليه السعي لإنفاذ ما طلبت فوراً، دون تمهل أو تأفف، ولكن تلك الطّاعة مَقرونة بما يُرضي الله سبحانه وتعالى، فلا تجوز طاعة مخلوقٍ أياً كان إن كان يأمر بما فيه معصية أو شرك أو حرام أو ترك فريضة، قال عز وجل: (وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا) .

ومع أنّ الله سُبحانه وتعالى قد أمر الأولاد بعدم طاعة الأمهات إن طلبن منهم شيئاً فيه إثمٌ أو شرك فإنه يجب على الأبناء احترام أمهاتهم ولا يجوز عقوقهن بحال، بل عليهم أن لا يخرجوا عن إطاعتهنّ والإساءة إليهن، وفي هذه الحالة أمر الله الأبناء بأن يُصحبوا أمهاتهم ويعينوهن على الخير .

الدعاء للأم في حياتها وبعد وفاتها، حيث قال تعالى: (وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً) .


قال ابن جرير الطبري في تفسير هذه الآية: ادع الله لوالديك بالرحمة والمغفرة، وقل رب ارحمهما وتعطف عليهما كما تعطفا عليك عندما كنت طفلاً، فرحماك وربياك وتعبا في ذلك حتى استغنيت عنهما لما كبرت .


الأم , مقال عن الأم , مكانة الأم , الأم في القرآن الكريم




إظهار التوقيع
توقيع : سارة سرسور
#2

افتراضي رد: الأم , مقال عن الأم , مكانة الأم , الأم في القرآن الكريم

الكثيرين لا يعرفون حقيقة الام حتى تتوفى
#3

افتراضي رد: الأم , مقال عن الأم , مكانة الأم , الأم في القرآن الكريم

رد: الأم , مقال عن الأم , مكانة الأم , الأم في القرآن الكريم
رد: الأم , مقال عن الأم , مكانة الأم , الأم في القرآن الكريمرد: الأم , مقال عن الأم , مكانة الأم , الأم في القرآن الكريم


إظهار التوقيع
توقيع : حياه الروح 5


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
كيف يكون القرآن العربي معجزًا للأعجمي؟ وغارت الحوراء الاعجاز العلمي
تعريف الإعجاز العلمي للقرآن الكريم وغارت الحوراء الاعجاز العلمي
أثر القرآن الكريم في سلوك العرب وغير العرب لؤلؤة الحَياة القرآن الكريم
الإعجاز العددي و العلمي المدهل في سورة الفاتحة عاشقة جواد الاعجاز العلمي
إعجاز القرآن الكريم للجنة اسعى❤ العقيدة الإسلامية


الساعة الآن 09:17 PM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل