سرعة ترسيب الدم
إنّ سرعة ترسيب الدم (بالإنجليزية: Erythrocyte Sedimentation Rate) فحصٌ مخبريّ يطلبه الطبيب للكشف عن وجود نشاط التهابيّ في الجسم، لكن لا يتم الاعتماد فقط على نتيجة هذا الفحص وحده، كما لا يُشخّص الأمراض اعتماداً عليه، لكن هذا الفحص يعطي الطبيب فكرة عن تقدّمية المرض وتطوّر نشاط الالتهاب، ويمكنه أن يساعد الطبيب على التوصل إلى التشخيص الصحيح، ومبدأ هذا الفحص قائم على سحب عينة دم من المريض، ثم وضع الدم المسحوب في أنبوب رفيع، وقياس سرعة ترسب خلايا الدم الحمراء في قاع الأنبوب، حيث إنّ خلايا الدم الحمراء تترسب بشكل أسرع عندما يكون هناك نشاط التهابي داخل الجسم،[١] حيث تسبب الالتهابات والعدوى تكوّن بروتينات غير طبيعيّة في الدم، مما يؤدّي إلى تجمّع خلايا الدم الحمراء، وترسّبها بسرعة أكبر في حال كانت مفردة،[٢]
كما أن هناك أسباباً تؤدي إلى ترسّب الدم بسرعة أبطأ من الطبيعي، من هذه الأسباب ارتفاع عدد خلايا الدم الحمراء أو زيادة عدد خلايا الدم البيضاء، كما يمكن أن يتسبّب وجود البروتينات غير الطبيعية في الدم بانخفاض في سرعة ترسيب الدم.
أسباب طلب فحص سرعة ترسيب الدم
يطلب الطبيب فحص سرعة ترسّب الدم لأن الفحص يمكن أن يعطي فكرة عن الآتي:
وجود التهاب أو عدوى داخل جسم المريض،[٤] حيث يطلب الطبيب هذا الفحص إذا كان المريض يعاني على سبيل المثال من آلام في العضلات أو حمّى، أو بعض أنواع التهابات المفاصل، وفي حالة وجود أمراض المناعة الذاتية عند المريض، أو أي نوع من أنواع السرطان.[٥]
مدى جدوى العلاج الذي يتم علاج المريض به.
متابعة تقدّمية وتفاقم المرض.
التحضيرات اللازمة للقيام بفحص سرعة ترسيب الدم
يطلب الطبيب التوقّف عن أخذ بعض أنواع الأدوية لفترة مؤقتة إلى حين القيام بالفحص؛ لأن هناك العديد من الأدوية التي يمكن أن تؤثّر في قراءة الفحص، ومنها دواء ميثادون (methadone) ودواء فينوثيازين (Phenothiazines) ودواء بريدنيزون (Prednisone) ودواء الأسبرين (Aspirin) إذا كان يؤخذ على جرعات عالية، كما يجب التوقف عن أخذ دواء فنيتويين (Phenytoin) ودواء حمض الفالبرويك (بالإنجليزية: Valproic acid)، ويجب إخبار الطبيب إذا كان المريض يتناول أي أدوية هرمونية، لأن كل هذه الأدوية قد تؤثّر في قراءة الفحص.[٥]
أما عن كيفية القيام بالفحص فهو كأي فحص دم تقليديّ، يتم تعقيم الجلد في منطقة الذراع قبل إدخال الإبرة في الجلد لأخذ الدم من الوريد، ولا يحتاج الشخص للصيام قبل القيام بالفحص.
ومن الجدير بالذكر أنّ هناك أموراً أخرى يمكنها التأثير في نتيجة الفحص، منها الحمل والقيام بالفحص أثناء أيام الدورة الشهريّة، وإذا كان الشخص يعاني من الأنيميا، كل هذه الأمور تؤثّر في نتيجة فحص سرعة ترسيب الدم.
ليست هناك خطورة في إجراء فحص سرعة ترسيب الدم، فهو فحص دمّ عاديّ، إلا أنه يمكن أن يسبب مضاعفات عند بعض الأشخاص منها النزف من موضع الإبرة، والتهاب الوريد، وحدوث كدمة أو ورم دموي في موضع سحب الدم، كما يمكن أن يشعر بعض المرضى بالضعف والإحساس بالدوار نتيجة الإبرة وسحب الدم.
القيم الطبيعية لفحص سرعة ترسيب الدم
أما عن وحدة قياس سرعة ترسيب الدم فتُقاس المسافة التي تهبطها كريات الدم بالمللمتر في الساعة الواحدة، وتختلف النسب الطبيعيّة حسب جنس الشخص وعمره، حيث يكون المعدل الطبيعيّ لهبوط الكريات الدموية في أنبوب الاختبار الخاص بالفحص خلال ساعة:
أقل من 15 ملم/ساعة عند الذكور البالغين من العمر أقل من خمسين عاماً.
أقل من 20 ملم/ساعة عند الذكور البالغين من العمر أكثر من خمسين عاماً.
أقل من 20 ملم/ساعة عند الإناث البالغات من العمر أقل من خمسين عاماً.
أقل من 30 ملم/ساعة عند الإناث البالغات من العمر أكثر من خمسين عاماً.
0 -2 ملم/ساعة عند الأطفال حديثي الولادة.
3- 13 ملم/ساعة عند الأطفال حتى سن البلوغ.
أسباب زيادة وانخفاض سرعة ترسيب الدم
هناك أسباب كثيرة تؤدّي إلى زيادة سرعة ترسيب الدم أو انخفاضها،[٥] من الأسباب التي تؤدي إلى زيادة سرعة ترسيب الدم ما يلي:
حالات العدوى، من بينها إصابة العظم أو القلب أو صمامات القلب أو الجلد بالعدوى، كما يمكن أن يسبّب مرض السلّ زيادة في سرعة ترسيب الدمّ،[٥] بالإضافة إلى الالتهاب الرئويّ والتهاب الزائدة الدودية.
من الأمراض المناعية التي تؤدي إلى زيادة سرعة ترسيب الدم مرض الذئبة الحمراء الجهازية (بالإنجليزية: Systemic Lupus Erythematosus) والالتهاب المفصلي الروماتويدي (بالإنجليزية: Rheumatoid arthritis).
الأنيميا.
أمراض الكلية.
أمراض الغدّة الدرقية.
السرطان، ومن الأمثلة على السرطانات التي تؤدي إلى زيادة سرعة ترسيب الدم سرطان الغدد الليمفاويّة أو سرطان الخلايا البلازمية (بالإنجليزية: Multiple Myeloma).
التهاب الأوعية الدموية.
التقدم في العمر.
الحمل.
أما من الأسباب التي تؤدي إلى انخفاض سرعة ترسيب الدم، فمنها:
فرط كريات الدم الحمراء(بالإنجليزية: Polycythemia).
فشل القلب الاحتقانيّ (بالإنجليزية: Congestive heart failure).
زيادة نسبة السكّر في الدم.
ارتفاع نسبة الكريات البيضاء.
فقر الدم المنجليّ.
أمراض الكبد الشديدة.
فحوصات قد يطلبها الطبيب مع فحص سرعة ترسيب الدم
يمكن أن يرتبط طلب الطبيب لفحص سرعة ترسيب الدم مع طلبه أيضاً فحوصات أخرى، منها:[٩]
تحليل البروتين المتفاعل C (بالإنجليزية: C – Reactive Protein) واختصار (CRP).
فحص الأجسام المضادة للنواة (Antinuclear Antibodies) واختصاره (ANA).
قياس العامل الروماتويدي في الدم (بالإنجليزية: Rheumatoid Factor) واختصاره (RF)