إنّ تسمية بحر تطلق على تجمّع المياه المالحة بشكل كبير ، بحيث تكون متّصلة بالمحيطات ، أو البحيرات المالحة منها غير المتّصلة بالمحيطات أو البحار ، وأيضاً تطلق هذه التسمية على أيّ تجمّع يكون أصغر من محيط وأكبر من خور، لم تكن معروفة قديماً عند العرب تسمية محيطات ، وإنّما كانوا يطلقون كلمة بحر على كل التجمّعات الكبيرة للمياه المالحة، وعادة ما تكون البحار أكثر متأثّرة بالظواهر الطبيعيّة كالمدّ والجزر ، وأشدّ تأثراً بظاهرة الاحتباس الحراري ، وذلك يعود لاختلاف عمق البحار بالنسبة للمحيطات .
إنّ أغلب البحار تصبّ في
المحيطات ، إلاّ أنّ بعض البحار المغلقة والتي تأخذ في شكلها وخصائصها كل صفات البحار ، وفي الدرجة الأولى صفات المدّ والجزر ، ووجود الكائنات البحرّية بكافة أنواعها وأشكالها وأحجامها وألوانها من أسماك ومحار وقشريات وأصداف ، وأيضاً النباتات البحريّة الهامّة كالطحالب التي يتمّ جرفها بواسطة التيارات ، وتُمارس فيها الملاحة البحريّة ، حيث تعتبر مصدراً للثروة البحرية ، ولكن هنالك بحار مغلقة تنعدم منها سبل الحياة نظراً لنسبة الكبريت العالية الموجودة في المياه مثل البحر الميّت في الأردن .
إنّ عدد البحار المغلقة في العالم ليست بقليلة ، أوردها فيما يلي*:
( بحر آرال ، بحر قزوين ، شط ملغيغ ، البحر الميت ، البحيرات العظمى ، بحيرة الملح الكبرى ، إسيك كول ، بحيرة بلخاش ، بحيرة بايكال ، بحيرة تشاد ، بحيرة طبريا ، بحيرة جلوة ، بحيرة سيفان ، بحيرة توركانا ، بحيرة أرومية ، بحيرة وان ، بحيرة نامتسو ، بحيرة بيراميد ، بحيرة جينغ هاي ، بحر سالتون ، بحر تونله ساب ) .
تلعب البيئة البحريّة دوراً اقتصاديّاً هاماً ، إذ تحوي الثروات المعدنيّة من الغاز والنفط ، إضافة للثروات الغذائية بمخزونٍ ضخمٍ جداً ، حيث تؤثّر في استراتيجيّة البلاد ، حيث تتمتّع البلاد التي تشرف على البحار بأهميّة سياحيّة على وجه الخصوص ، إضافة لأهميّتها الاقتصادية، تعدّ البحار أيضاً أفضل طرق المواصلات ، إذ لها الدور الأكبر في عمليات النقل البحري للسلع وخاصةً ذات الأحجام الكبيرة ولمسافات طويلة ، فيتم تبادل السلع ونقلها ، إضافة لنقل الركّاب في رحلات بحريّة مميّزة ، إن كانت لهدف العمل أم للسياحة البحريّة، تهتم أغلب بلدان العالم في إقامة الندوات والمحاضرات كتوعيّة للمحافظة على سلامة البحار من التلوّث ، لما له من آثار ضارة في حياة الكائنات