خندق ماريانا
يُعرف أنّ أعمق نقطة في ال
محيطات، لا بل على سطح الكرة الأرضيّة، وتقع في ال
محيط الهادي، وتحديداً إلى الجهة الغربيّة منه، ويطلق على هذه النقطة خندق ماريانا، ويقع هذا الخندق في الجهة الشرقيّة لجزر ماريانا الشماليّة، حيث يقدّر طول الخندق بـ 2550 كيلو متراً، أمّا عرضه فإنّه يساوي الـ 69 كيلو متراً، ويأتي على شكل مستطيلٍ.
إنّ النقطة الأعمق في هذا الخندق يُطلق عليها اسم تشالنجر، ويبلغ عمقها ما يساوي الـ 11.03 كيلو متراً عن مستوى سطح البحر.
ما يلفت في الأمر أو ما يثير، هو المقارنة التي أجراها بعض الدارسين عن أعلى نقطة في سطح الكرة الأرضيّة وأعمق نقطة، وقد لفت لأمر مدهش حقاً، هو أنّ قمة إيفيريست تُعدّ الأعلى على سطح الأرض، وإذا كان لنا أن نضعها في خندق مارينا، فإنّ الماء ستغمرها بالكامل ويبقى لدينا قرابة الـ 2.076 متراً من ماء البحر فوق هذه القمّة.
تسميته
إنّ سبب تسمية خندق ماريانا بهذا الاسم، يُنسب بالأصل للملكة النمساوية ماريانا، وهي أرملة الملك فيليب الرّابع ملك إسبانيا، وقد كانت قديماً جزر زنجي مستعمرةً من قِبَل إسبانيا، وكان إطلاق اسم الملكة على هذا الخندق نوع من التكريم للملكة.
الحياة في ماريانا
هل يوجد حياة في خندق ماريانا؟ إنّه سؤال أجابت عليّه بعض الدراسات التي قام بها مجموعة من العلماء والمهمتمين، حيث قاموا بدراسة للتعرّف على أشكال الحياة في خندق ماريانا وكان ذلك في الأشهر الأولى من عام 2025 م، وعملوا على أخذه بعض العيّنات من المركّبات الموجودة هناك والتي تعرف بكالكاريوس، التي تقع في عمق تشالنجر، وهي صفائحٌ ممّا يُعرف بكربونات الكالسيوم، وهي أساساً لطحالب ذات حجم صغير وتُعرف باسم الكوكولثوفورات، وأيضاً أخذت عيّنات من بعض الشظايا من أشكال العوالق، ووجد بأن هذه المخلوقات التي لا ترّى إلاّ بالمجهر، قد بنت بيوتها من المعادن والسيلكا مثل الكوارتز، ويُرجّح العلماء إلى أنّ هذه الأحياء قد وصلت لهذا المكان العميق جداً بواسطة ما يعرف بالثلج البحريّ، والذي وصل إلى عمق الخندق نتيجة لغرقه السريع إذ كان الانجراف في
المحيط.
تجدر الإشارة إلى أنّه بسبب عدم كرويّة الأرض بصورة تامّة، فإنّ خندق ماريانا ليس الجزء الأقرب لمركز الأرض في قاع البحر، حيث يُسجّل جزءٌ من القاع الموجود في
المحيط المتجمّد الشمالي هو الأقرب لمركز الأرض حيث يزيد عمقه عن عمق خندق ماريانا بـ 13 كيلو متراً.