إذا دعيت إلى حفلة أو إلى عشاء أو إلى أي مناسبة أخرى، فهناك دومًا أصولٌ وقواعد يفرضها فنّ الإتيكيت بشأن البقاء في الحفل أو الإستئذان للخروج منه بطريقة ناعمة مهذّبة.
حاول دومًا أن تكون إنسانًا كريمًا شفافًّا خفيف الظل يرتاح إليك الناس من حولك، وخصوصًا أصحاب الدعوة. وتجنّب أي محاولة لإفساد الحفل. وإذا لاحظت أن المضيف أو المضيفة يحاولان إنهاء الحفل بسبب الإرهاق والتعب، فلا تنتظر منهما أيّة بادرة توحي بذلك، بل بادر أنت إلى الإعتذار والإستئذان للانسحاب وذلك طبعًا بعد أن تشكرهما على حسن الضيافة والاستقبال.
فمن آداب البقاء في الحفل أن تحدّد بنفسك موعد المغادرة التي تكون عادة بعد ساعة على تناول الطعام. فإذا كان من غير اللائق أن تأكل ثم تترك الحفل مباشرة، فمن غير اللائق أيضًا أن تطيل فترة بقائك وتؤخّر موعد مغادرتك، وخصوصًا بعد مغادرة معظم المدعوين وبقاء قلة منهم ليس لديها رغبة بالمغادرة، رغم التعب الظاهر على وجوه أصحاب المنزل.
لذا حدّد الموعد المناسب لطلب الإستئذان والمغادرة من المضيفة أو المضيف من دون الإطالة في تقديم كلمات الشكر على هذه الدعوة اللطيفة، أو إرهاقهم بالوقوف طويلًا عند باب المنزل. ويستحسن أيضًا إلقاء تحية الوداع على الموجودين وتوجيه الشكر المباشر لأصحاب المنزل والتمنّي عليهم بالبقاء إلى جانب ضيوفهم وعدم اصطحابك إلى عتبة الدار.
في حال طلب منك أصحاب الدعوة البقاء قليلًا وعدم المغادرة، فهذا دليل على محبّتهم وعلى رغبتهم في أن تبقى لبعض الوقت للاستمتاع بصحبتك. والبقاء في هذه الحالة مستحبٌّ ما لم يكن الوقت متأخّرًا جدًّا، أو كان هناك أطفال في المنزل ينتظرون عودة والديهما. عندئذٍ يفترض أن تستأذن منهم وتتمنّى عليهم التحضير للقاء قريب يجمع العائلتين.