السبب الخامس عشر : الإعراض عن وسوسة الشيطان :
إن الشيطان يسعى جاهداً لتحزين الإنسان , وبث الخوف والحزن في قلبه ؛ ليقعده عن العمل الصالح , ويشغله بالهموم والوساوس , قال الله تعالى : ﴿إِنَّمَا ٱلنَّجۡوَىٰ مِنَ ٱلشَّيۡطَٰنِ لِيَحۡزُنَ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَلَيۡسَ بِضَآرِّهِمۡ شَيۡ*ًٔا إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلۡيَتَوَكَّلِ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ١٠﴾[المجادلة:10]
فعلى المؤمن أن يعرض عنه ولا يستجيب لوسوسته حتى لا تثقل عليه نفسه وتغتم بأمور كثير منها سراب وأوهام .
السبب السادس عشر : حسن الظن بالله :
ومما يزيد حسن الظن بالله التأمل في سير الأنبياء , وكيف أن الله عز وجلرعى يوسف في البئر , وموسى عليه السلام في بيت فرعون , ورزق زكريا عليه السلام بعد عقم , وحمى إبراهيم عليه السلام من النار , وحفظ محمد صلى الله عليه وسلم وهو في الغار , ورعى أم إسماعيل وهي في واد غير ذي زرع , فلن يعجزه شئ سبحانه .
السبب السابع عشر : النظر فيمن هم أشد منك بلاء ومحنة وكربة :
السبب الثامن عشر : تذكر حقارة الدنيا :
إن المؤمن يعرف حقارة هذه الدنيا , وخستها , وسرعة زوالها , وأنها ممر , وليست مقر , وأنها فانية , فيهون عليه ما يلاقيه من الهم , والغم , وقد جاءت الآيات والأحاديث التي تقرر حقيقة الدنيا , وتحذر من الاغترار بها , فقال الله تعالى ﴿يَٰقَوۡمِ إِنَّمَا هَٰذِهِ ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَا مَتَٰعٞ وَإِنَّ ٱلۡأٓخِرَةَ هِيَ دَارُ ٱلۡقَرَارِ ٣٩﴾[غافر:39]
وقال الله تعالى : ﴿فَمَا مَتَٰعُ ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا فِي ٱلۡأٓخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ ٣٨﴾[التوبة:38]
السبب التاسع عشر : التوقع المستمر لجميع الحالات :
السبب العشرون : أن يوقن المؤمن بأن المصائب والابتلاءات دليل على محبة الله للعبد :
السبب الحادي والعشرون : أن يستشعر المؤمن أن هذا الهم كفارات ورفعة في الدرجات :
إن كثير من الناس يظن المصائب التي يصاب بها نقمة عليه , والحقيقة عكس هذا ؛ لأن في ثنايا المصائب نعم كثيرة ؛ لأن المصائب إذا نزلت لها ثلاث أحوال [7]:
1. أن تكون عقوبة معجلة , وعذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة
2. أن تكون كفارات للذنوب سالفة كما جاء في حديث عائشة -رضي الله عنها- قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله بها عنه حتى الشوكة يشاكها).[8]
3. أن تكون المصيبة رفعة لك وعلواً في منزلتك عند الله تعالى , فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عظم الجزاء مع عظم البلاء ).[9]
السبب الثاني والعشرون : الرضا بالقضاء والقدر :
وقال تعالى : ﴿مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۗ وَمَن يُؤۡمِنۢ بِٱللَّهِ يَهۡدِ قَلۡبَهُۥۚ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيۡءٍ عَلِيمٞ ١١﴾[التغابن:11]
إن القناعة بما قسمه الله للعبد هو عين السعادة والرضا , وعنوان الأنس والسكينة ؛ لأنه عندما يرضى بما قسمه الله له من مسكن , وموهبة , وعلم , ومال فإن نفسه تسكن , وتطمئن , ويخرج من الشقاء , والعذاب الذي يعيشه في داخل نفسه , وهذا منطق القرآن : ﴿قَالَ يَٰمُوسَىٰٓ إِنِّي ٱصۡطَفَيۡتُكَ عَلَى ٱلنَّاسِ بِرِسَٰلَٰتِي وَبِكَلَٰمِي فَخُذۡ مَآ ءَاتَيۡتُكَ وَكُن مِّنَ ٱلشَّٰكِرِينَ ١٤٤﴾[الأعراف:144]
السبب الثالث والعشرون : شغل الوقت بأمر نافع من أمور الدنيا والآخرة :
السبب الرابع والعشرون : اتخاذ الأنبياء والصالحين أسوة وقدوة :
السبب الخامس والعشرون : مجالسة الصالحين والعلماء وطلبة العلم :
السبب السادس والعشرون : محاسبة النفس :
السبب السابع والعشرون : اليقين باليوم الآخر :
إن يقين المؤمن باليوم الآخر , وما فيها من أهوال وشدائد تهون على الإنسان ما يجده في الحياة الدنيا من الألم والهم , ومن يؤمن بقلبه باليوم الآخر يقيناً حقيقياً يعلم أن هذه الدنيا لا تساوي شيئاً فهي قصيرة جداً.
السبب الثامن والعشرون : انتظار الفرج من الله :
وعن بن عباس -رضي الله عنهما- قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم
واعلم أن النصر مع الصبر , وأن الفرج مع الكرب , وأن مع العسر يسراً ).[10]
السبب التاسع والعشرون : الشكوى إلى أهل العلم والدين وطلب النصح والمشورة لهم :
ولكنكم فعن خباب بن الأرت رضي الله عنه قال : شكونا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة , قلنا له : ألا تستنصر لنا ألا تدعو الله لنا ؟ قال
كان قبلكم يحفر له في الأرض فيجعل فيه فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيشق باثنتين وما يصده ذلك عن دينه , ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه من عظم أو عصب وما يصده ذلك عن دينه , والله ليتمن هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله أو الذئب على غنمه تستعجلون ). [11]
ومن هذا الباب : اللجوء إلى إخوان الصدق العقلاء والأزواج والزوجات الأوفياء والوفيات :
فعن عبد الله بن عمر –رضي الله عنهما- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى فاطمة –رضي الله عنها - فوجد على بابها ستراً , فلم يدخل عليها , وقلما كان يدخل إلا بدأ بها , قال : فجاء علي رضي الله عنه فرآها مهتمة , فقال : مالك ؟ فقالت : جاء إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يدخل علي , فأتاه علي رضي الله عنه , فقال : يا رسول الله , إن فاطمة اشتد عليها أنك جئتها , فلم تدخل عليها , فقال وما أنا والدنيا وما أنا والرقم ) قال : فذهب إلى فاطمة فأخبرها بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : فقل لرسول الله صلى الله عليه وسلم فما تأمرني به , فقال : قل لها ترسل به إلى بني فلان). [12]
د.قذلة بنت محمد القحطاني
نقلا من موقع صيد الفوائد
المـراجــع :
1. علاج الهموم : للشيخ/ محمد صالح المنجد .
2. الحزن والاكتئاب في ضوء الكتاب والسنة . د/ عبد الله الخاطر .
3. من أسباب السعادة . د/ عبد العزيز السدحان .
4. ثلاثون سبباً للسعادة . د/ عائض القرني .
8. خطوات إلى السعادة , عبد المحسن القاسم .
----------------------------------------------
(4) أخرجه البخاري 3/1059 ,رقم:2736 .
(5) أخرجه أحمد 1/391 ,رقم: 3712 , والحاكم 1/690 , رقم:1877 , وابن حبان 3/253 ,رقم:972 , وابن شيبة 6:40 , رقم: 29318 , والطبراني في المعجم الكبير 10/169 ,رقم:10352 , وأبو يعلى 9/199 ,رقم:5297 , والبزار 5/363 , رقم:1994 , وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (199) , وفي صحيح الترغيب والترهيب (1822)
[1] الوسائل المفيدة للحياة السعيدة , لابن السعدي ص:9
[2] ثلاثون سبباً للسعادة . د. عائض القرني ص:12
[3] أخرجه أحمد 1/248,رقم:2234 , والنسائي في السنن الكبرى 6/118,رقم:10290 , وأبو داود 2/85 , رقم: 1518 , وابن ماجه 2/1254, رقم: 3819 , والطبراني في المعجم الأوسط 6/240 , رقم: 6291 , والحاكم 4/291 ,رقم:7677 , وضعفه الألباني في السلسلة الصحيحة (705) , وفي ضعيف الجامع الصغير (5829) ، وفي ضعيف ابن ماجه (834)
[4] رواه البخاري 5/2384 , رقم: 6137
[5] رواه البخاري 1/197 , رقم:505 ؛ رواه مسلم 1/462 , رقم: 667
[6] أخرجه أحمد 37/392 , رقم: 22719 , والبيهقي في السنن الكبرى 9/20 , رقم: 17577 , والحاكم 2/84 ,رقم: 2404 , والطبراني في الأوسط 8/181 ,رقم: 8334 , صححه الألباني في السلسلة الصحيحة (1941)
[7] انظر من أسباب السعادة . د/ عبد العزيز السدحان ص/ 14, 15
[8] رواه البخاري 5/2137, رقم: 5317 ؛ رواه مسلم 4/1992 , رقم: 2572
[9] سبق تخريجه
[10] أخرجه أحمد 1/307 ,رقم:2804 , والحاكم 3/624 , رقم :6304 , والطبراني في المعجم الكبير 11/123 , رقم : 11243 , والبيهقي في الشعب 2/27 ,رقم:1074 , صححه الألباني في السلسلة الصحيحة (2382)
[11] رواه البخاري 3/1322 ,رقم:3416
[12] رواه أحمد 2/21 , رقم : 4727 , وأبو داود 2/470 ,رقم:4149 , وابن حبان 14/266 ,رقم:6353 , صححه الألباني في السلسلة الصحيحة (2421)
[/color]