انا ياسيدى سيدة فى الرابعة والثلاثين من عمرى، فى سنواتى الأولى بكليتى العملية بدأ الخطاب يتهافتون على لجمالى اللافت للنظر لكن ابى وامى اصرا على رفض اية خطبة قبل ان اتم تعلمي وفى عامى الدراسى الأخير تقدم لى شاب وسيم ومركزه مرموق ومن اسرة طيبة فعرضته على ابى وامى فرفضاه فى البداية لأنه فى بداية طريقه ولا يملك شقة لكنى استطعت بعد محاولات شاقة اقناعهما به فقبلاه على مضض واشترطا تأجيل الخطبة وكنت سعيدة بها لكن المشاكل بدأت على الفور بين خطيبى وبين ابى وامى على مسائل نافهة جدا سبها الحقيقى عدم قبولهما له من الأصل وتغيرت النفوس مع تراكم المشاكل حتى بدأت الخلافات بينى وبينه لأول مرة وتصاعدت حتى جاءت مناقشة عابر بيننا كانت نهاية خطبتنا فأعدت اليه شبكته وهداياه ولم اندم على تجربة استغرقت من عمرى عامين.
وبعد فسخ خطبتى تقدم لى غيره لكنى اصبحت اتردد كثيرا فى قبول الاربتاط بأى شخص حتى لا اتعرض للفشل مرة اخرى..فمضت السنوات حتى بلغت السادسة والعشرين من عمرى فجن جنون ابى وامى كأنى قد بلغت الاربعين وأصبح لا هم لهما الا زواجى وبأسرع وقت فانطلقا يحضران لى الخطاب من كل مكان لكنى اصررت على الا اقبل الا من احس بالراحة النفسية تجاهه وتعرضت لغضبهما ولومها طويلا وفى هذه الايام كنت اعمل فى الشركة من التاسعة صباحا وحتى الخامسة مساء وتتخلل ساعات العمل ساعة راحة بين الواحدة والثانية نقضيها فى الغذاء والحديث مع الزملاء والزميلات وكان من بينهم زميل ارتحت اليه وارتاح لى وروى كل منا للآخر ظروفه كاملة ثم فاتحنى برغبته فى الزواج منى ووجدتنى فى لحظة واحدة اتخلص من كل ترددى واقبله على الفور بل ووجدتنى احبه حبا جنونيا وأراه الرجل الذى اتمناه فهو شاب طيب ووسيم ومكافح واخلاقه ممتازة واعتاد تحمل المسئولية منذ صغره لأن ابويه مكافحان وله اخوة فى مراكز طيبة وعنده شقة مؤجرة مناسبة وكان قد بدأ الى جانب عمله فى الشركة تجارة صغيرة لحسابه تشبر بالنجاح وقد سعدت به وبكل ظروفه بالرغم من ان راتبه يقل عن راتبى مائة جنيه. وحملت سعادتى الى ابى وامى و فاتحتهما فى أمره ففوجئت بهما يرفضانه لأنهما غير مقتنعين بأنى قد بلغت السن التى تسمح لى بالاختيار الصحيح ولأنه لا يملك شقة تمليك كالذى تقدم لى ورفضته ولا يملك سيارة كفلان، ولأن شقته المؤجرة بعيدة عن مسكننا فكيف سنزولك .. الخ، وسمعت هذه الأسباب ذاهلة ومتعجبة من انهما لا يعرفان ان اقصى ما تريده الفناة من الحياة هو ان تعيش مع رجلها الذى اختاره قلبها واختاره قلبه والذى يغمرها بحبه وحنانه وحمايته فى اى مكان سواء امان شقة تمليك ام مؤجرة وان المهم هو ان يبدأ معا ويكبرا معا ويحافظا على ما بنياه لأن ما يأتى سهلا يضيع غالبا سهلا.
وناقشتهما طويلا فذكرانى بأنى قد اسأت الاختيار من قبل وكانت النتيجة هى الفشل، وان من حقها على ان التزم برأيهما فى هذا الأمر الهام حتى لا اتجرع كأس الندم مرة اخرى. وخلال هذه المشاورات تقدم شاب يعمل باحدى الدول العربية عنده كل المؤهلات التى يراها ابواى جديرة بى من شقة تميليك قريبة الى سيارة الى بعض الاملاك الخاصة الى الراتب المغرى الى الاسرة المماثلة لأسرتنا، فعرضاه على فرفضته بغير تردد وأعلنت تمسكى بفتاى الذى احبه فلم ييأسا منى ودخلا الى من المدخل الدينى لعلمهما بتدينى وخشيتى لربى فراحا يلحان على بقبوله ارضاء لهما لأن رضاء الأبوين من رضاء الله اما الحب فسوف يأتى على مهل بعد الزواج ولن تعرفى الندم ولا الفشل وازداد تركيزهما على الناحية الدينية ووسط حيرتنى وتمزقى بين رغبتى فى ارضاء اسرتى ورغبتى فى التمسك بحبيبى عرضت عليه ان نتزوج سرا ونضع اسرتى امام الأمر الواقع فرفض غاضبا وقال لى أنه يتمنى الزواج منى من اعماق قلبه لكن زواجنا ليس جريمة لكى نتستر عليها ونخفيها لهذا فهو لن يتزوجنى الا بموافقة اسرتى علنا وامام الله والناس .. فأكبرته فى داخلى وان كنت تمنيت لو كان وافقنى لكى يرحمنى من حيرتى وعذابى وازدادت ضغوط أسرتى على يوما بعد يوم حتى بدأت استسلم وجاء يوم كئيب فى حياتى كان على فيه ان اودع فتاى فى نفس المكان الذى كنا نلتقى فيه خلال ايامنا السعيدة فى بهو احد فنادق القاهرة فودعته بدموعى وودعنى هو بكلمات دامعة قال لى فيها انه يتنازل عنى مرغما وعلى غير ارادته وانه لن يتزوج بعدى مهما طال الزمن ولم اتحمل اكثر من ذلك فانفجرت باكية وهرولت من امامه وعدت الى بيتى ومشاعرى تجاه ابوى متضاربة لا أعرف هل يديدان لى السعادة حقا .. ام يريدان لنفسيهما الراحة والشقة التمليك القريبة والزوج الجاهز ماديا وحصلت على اجازة من العمل حاولت خلالها ان اهيىء نفسى للمرحلة الجديدة التى سأبدؤها بعد ايام .. وراح ابواى يرقبان حزنى بقلق ويتساءلان عما وراءه .. وبعد عدة ايام كئيبة عدت الى العمل فلم اجد فتاى فيه وسألت عنه فعلمت من زملائى انه استقال ليتفرغ لتجارته رغم رفض المدير لاستقالته وانه ودع الزملاء وتمنى لهم جميعا حياة سعيدة ولم ينس ان يترك لى معهم تنمياته الطيبة فازددت اكتئابا..
وعدت الى بيتى فوجدت ابى وامى مشغولين بأمر الخطيب الجديد وفشلت فى ان اشراكهما الاهتمام بأى شىء حتى عابا على فتورى وتمت الخطبة ووجدت خطيبى شابا مهذبا كريما للغاية ويحبنى جدا وتحبنى اسرته وهى اسرة محافظة كريمة.
وبعد 6 شهور تم عقد القران وبالغ خطيبى فى كرمه فكتب لى فى العقد مبلغ 15 أل جنيه كمؤخر صداق وتم الزفاف فى اكبر فنادق القاهرة .. وشهد حفل الزفاف اجمل الفقرات وطوال فقرات الحفل كانت صورة فتاى الذى وأدت حبى معه تطاردنى فأرى فى مخيلتى دموعه فى اللقاء الأخير واسمع صوته الهامس وهو يؤكد لى انه لن يتزوج بعدى .. فلا احس بدموعى ويراها زوجى فيظنها دموع الفرح فيمسك بيدى ويقبها ويقبلنى امام الجميع فأفيق من غفوتى واتذكر انى زوجة لرجل ينبغى الا يكون فى خيالى غيره فأهز راسى بعنف كأنى اطرد منها صورة فتاى وهكذا طوال الليل وحتى الفجر وانتهى حفل الزفاف وبدأنا شهر العسل واخترت ان اكمل ايمانى بارتداء الحجاب وبعد ايام سافرت مع زوجى الى مقر علمه فى الدولة العربية وواظب ابواى على الاتصال بى تليفونيا وبالبريد وعلى السؤال عن الحمل.. فأجيبهما كل مرة انه لم يحدث وكان زوجى الكريم قد استصدر لى رخصة قيادة لكى اقود سيارته الفارهة فى أى وقت وأغدق على بهدايا الذهب والماس وبالنزهات فضت ايامنا هادئة جميلة ثم فجأة ياسيدى وبعد 3 شهور فقط من الزفاف انقلب زوجى الى شخص آخر لا علاقة له بالخطيب الذى جاء يطرق بابى ويبالغ فى رعايتى وتكريمى كأنما قد استبدل الله فجأة به شخصا آخر يحمل نفس الاسم والملامح ومازلت لا أعرف حتى الآن متى يتغير الانسان هكذا فجأة وقد بدأ الانقلاب بأن سحب منى رخصة القيادة ثم بحرمانى من الخروج معه ثم بدأ بلا مقدمات يسب ويلعن ابوى واهلى لأى سبب تافه كأن يعود ظهرا فيجدنى فائمة فى غفوة قصيرة من ارهاق العمل لأنى اعمل مثله وفى مجال مماثل لمجاله وغلبنى النوم وانا فى انتظاره. او يعود فلا يجد الطعام ساخنا فينهال على سبا وتقريعا الى ان جاء يوم عدت ظهرا من عملى متعبة فطهوت وتركت الطعام على السفرة وغلبنى النوم فاذا بى استيقظ على وقع ضربات مؤلمة تنهال على فانتبهت مفزعة فاذا بزوجى المحب الكريم يربنى بحذاء العمل ذى الكعب الثقيل لأنى نائمة والأكل غير ساخن .. فلم ازد عن ان رددت بلا وعى وبانفعال شديد حسبى الله ونعم الوكيل.. فتركنى وخرج ووجدت نفسى ابكى بلا انقطاع لمدة ساعتين ..
وتكررت اعتداءاته على بالضرب ولم اكن اقف ساكتة كما فعلت يوم صحوت من نومى على حذائه .. وانما كنت ادافع عن نفسى بكل قوة لكنه كان يغلبنى فى النهاية فلا املك الا ان اذكره بما امره الله به من حسن معاملة زوجته فلا يرتدع واكتب لأهلى بما يجرى فيشكوان لأبوية فلا يصدقان وأصبر نفسى بأننا سنعود لبلادنا بعد قليل وهى آخر سنة لنا فى الغربة ويجب ان اتحمل وعدت فعلا فى اجازة الصيف بلا حمل ولا اطفال لكن شتان بين ذهابى وعودتى .. فلقد سافرت عروسة شابة جميلة محبوبة من زوجها الرقيق اللطيف وعدت سيدة محطمة نفسيا وجسديا ذابلة الوجه والبشرة ورغم ذلك لم افكر فى الانفصال خوفا من الفشل والندم واستقررت فى شقتى المجهزة بأفخر الأثاث والكماليات وأملت ان اتهدأ اعصابه بعد انتهاء غربتنا وفعلا تحسنت معاملته لى بعض الشىء وعشنا اياما هادئة ثم حدث نفس الانقلاب المفاجىء بعد شهرين وبنفس الصورة وضربنى من جديد ضربا مبرحا فحملت جروحى وغادرت شقتى الى بيت اهله القريب واشهدتهم على ما يفعله بى ثم ذهبت الى بيت اهلى واعتصمت به طالبة منهم ومن ربى حلا لهذا العذاب فلم تمض ساعة حتى جاء ودخل الشقة فلم يسلم على احد وانما جذبنى بلا كلام من شعرى يريد ان يعيدنى معه هكذا امام ابى وامى واخى كأنى انسانه من العصر الحجرى ولست الفتاة المتعلمة بنت الناس فلم يتمالك اخى نفسه وهجم عليه يلكمه ويخلص شعرى منه فأنفجر بالتهديد والوعيد فطرده أبى من البيت وبعد تفاصيل مؤلمة طويلة طلبت الطلاق فطالبنى برد الشبكة الماسية والذهب وبالتنازل عن مؤخر الصداق وعن نفقةالمتعة وكل حقوقى ففاجأته بقبولى كل ذلك وتنازلت له عن كل شىء .. كل شىء وتركت له الشقة الفاخرة بما فيها من ذهب ومجوهرات ماسية وتم الطلاق وكان يوم تسلمى لورقة الطلاق يوما اسعد عندى من يوم زواجى وفوجئت يومها ببشرتى المصفرة الذابلة تنتعش فجأة وتسترد نضارتها وحمرتها القديمة فى نفس اليوم والله العظيم كأنما مستها عصا ساحرة .. وعدت الى عملى القديم فى نفس الشركة واحتفل بى زميلاتى وزملائى وبعد ايام من عودتى للعمل ارادوا ان يدعوننى للغذاء فى نفس الفندق الذى شهد لقاءاتى القديمة ووداعى الأخير لزميلى السابق وذهبنا الى هناك وما ان دخلته حتى استعدت ذكرياتى فى المكان .. وقد كان دائما مكانه المفضل الذى يمضى فيه اوقات فراغه .. وظللت طوال الغذاء اعايش صورته وانتهى الغداء وبدأت اشرب الشاى فسمعت احدى زميلاتى تتساءل: اليس هذا هو فلانا؟ فرفعت رأسى فاذا به واقف قريبا منا ينظر تجاهنا فما ان رأيته حتى مسنى تيار من الكهرباء فانتفضت واقفة وهرولت اليه وهرول هو حتى تصافحنا ضاحكين بلا سبب واقترب معى الى مائدة الزميلات وهو يقول لى مبروك الزواج يامدام فقلت له بلا وعى: بارك لى على الطلاق! فانفجرت الزميلات ضاحكات وضحكنا كلنا فى سعادة .ومرت الايام بعدها سريعة سعيدة واذا بى اكتشفت انه لم يتزوج كما قال وكنت أظنها وقتها مجاملة رومانسية رقيقة منه واذا به مازال نفسه الحبيب الذى احبنى ومازال. ويريدنى وتقدم يخطبنى فلم يستطع ابواى الاعتراض هذه المرة ولم اسمح لأحد بأن يتحدث عن شقة قريبة او شقة بعيدة او شقة تمليك او سيارة .. الخ .. وتمسكت بالا اتزوج الا فى شقته البعيدة التى لم تكن تعجب اهلى واردت ان نتزوج بلا احتفال فأصر على ان نحتفل بزفافنا فى نفس الفندق الذى شهد قصتنا بكل فصولها ..
ولأول مرة فى حياتى اعرف فرحة الزفاف الحقيقة ودموع الفرح الصادقة وانتقلنا الى عشنا البعيد وعرفت معنى الحياة الزوجية الصحيحة كما ارادها الله سبحانه وتعالى سكنا ومودة ورحمة ورغم بعد شقتى عن مسكن اهلى فلقد قصرت ـ بقدرة قادر المسافات بيننا واصبحوا يزوروننى كثيرا ويحبون زيارتى فهم يجدوننى فى كل مرة سعيدة ازقزق كالعصافير ويجدون فى بيتى الراحة والانسان الطيب الكريم الذى يحبهم ويحسن استقابلهم ولم تمض على زواجى اسابيع حتى حملت من زوجى الحبيب وتعجبت بلطف الله الذى اكرمنى بالا احمل فى زواجى الأول لكيلا يزداد عذابى وأنجبت طفلا جميلا وبعده بسنة ونصف السنة انجبت طفلة آية فى الجمال ورغم نجاح زوجى فى تجارته الخاصة فقد عاد الى عمله السابق ورحبت به الشركة لنكون شفى مكان واحد نذهب اليه معا نعوج معا وأيامنا تمضى بحمد الله سعيدة ونربى طشفلينا على طاعة الله وحب ابويهما واحترامهما وما اردت برواية قصتى هذه الا ان اتوسل لكل اب وام عن طريقك ان يتركوا لبناتهم واولادهم حرية الاختيار مادموا قد وصلوا للسن التى تسمح لهم بحسن الاختيار وهى فى رايى بعد العشرين لآنها سن النضج النفسى والعقلى واناشدهم الا يجبروهم على الزواج بمن لا يرضونه ولا يحبونه لكيلا يندموا كما ندمت ولكيلا يدفعوا مادفعت من ثمن لأن حكاية الحب الذى يأتى بعد الزواج وبالعشرة هذه كذب وافتراء وهراء!
◙ ولكاتبة هذه الرسالة أقول:
لو استطاع الانسان ان يستعيد حياته ويشكلها من جديد لأعفى نفسه من تجارب السعادة والتوفيق والنجاح لكن من يستيطيع ان يفعل ذلك ونحن لا نتعلم الحكمة الا بالثمن الغالى من ايامنا وشقائنا وتجاربنا الأليمة؟ او من يستطيع ذلك
والشاعر الانجليزى شيلى يقول: "علمتنا الاحزان نظم القصيد فقدمنا للناس فى انغام الشعر ما تلقيناه من ضربات الألم والشقاء!"
على ان السعادة الحقيقية والحب الصادق يمكن ان يعلما الانسان ايضا نظم القصيد كما تؤكد رسالتك هذه فأنت تنسجين ما يشبه الشعر فى وصفك لمشاعرك بعد ان جمع الله بينك وبين من اخ"ات الطريق اليه من البداية.. وبعض الناس ياسيدتى ينطبق عليهم
تصور الشاعر الأغريقى ارستوفانس من ان ابشر كانوا فى البدء واحدا صحيحا ثم قسمته آلهة الأغريق نصفين فراح كل نصف منهما يمضى عمره باحثا عن نصفه الآخر الملائم حتى اذا التقى به عادا واحدا صحيحا متكاملا من جديد
ونحن حين نلتقى بهذا النص المقسوم كما التقيت به انت بعد تجربتك الأليمة تغرد العصافير التى كانت خرساء فى تجاربنا التعسة .. ولا يهم اعشنا فى شقة تمليك ام فى شقة مؤجرة فاخرة ام بسيطة .. قريبة ام بعيدة لأن معانى الأشياء تختلف حنيئذ ويصبح للعشرة البسيطة بل حتى مجرد الوجود الصامت فى رحاب من نحب ويحبنا متعته العميقة المؤثرة.
وحالك خير دليل على ذلك فلقد تفتحت انسجتك التى كانت مسدودة مع من احببت فانجبت واستشعرت السعادة فى الشقة البعيدة التى قد لا تقارن بالشقة الفاخرة السابقة لأننا لا نسعد بالمكان ولا بالمنقولات وانما بالبشر الذين يعيشون فيه وعليها معنا. وفى الحب الحقيقى الذى يستتع فيه القلب والعقل والروح يصبح" خشب جرير" أفضل من "تنقيح الفرزدق" فقد كان الشاعر العربى الفرزدق ينقح الشعر أى يراجعه ويغير ويبدل شفيهن وكان منافسه وخصمه جرير "يخشب" اى يرسل الشعر ارسالا وبلا مراجعة ولا تنقيح ومع ذلك فلقد كان النقاد يفضلون خشب جرير الأكثر موعبة على تنقيح الفرزذق.
ولهذا ايضا فقد ظلمت نفسك حين قبلت الزواج الأول وظلمت زوجك السابق ايضا وظلمك له قد يكون اد لأن من تقبل الارتباط بمن تتوافر لديها ادنى درجات القبول النفسى والعاطفى له انما تظلمه قبل ان تظلم نفسها لأن :تنقيحه" مهما بلغ لن يعجبها ولن يسعدها وسوف يستشعر بعد قليل او كثير فتورها وجفاف مشاعرها فتضطرب علاقته بها .. وربما يدفعه ذلك الى رغبة خفية فى الانتقام منها بغير ان يدرك ذلك احيانا ولعل هذا هو سر الانقلاب الذى دهشت له بعد شهور قليلة من الزواج فهو فى ظنى لم ينقلب وانما صدم فى فتور مشاعرك رغم اجتهادك فى حسن معاشرته بما امرك به الله فلم يتصرف تصرف الفرسان ويعرض عليك الانفصال.. ولم يصبر الى ان يكسب مشاعرك مع الزمن وانما تسلطت عليه نزعاته فآذاك بوحشية لا تليق بالرجال.
وعموما فان رسالتك مفيدة جدا فى فهم كثير من الحقائق الحياة كما انها مفيدة ايضا لكل اب وام يمارسان ضغطا غير انسانى على ابنائهما لارغامهم على قبول مالا يحبون لأنفسهم ولا يرضون به رغم نضجهم وحقهم المشروع فى الاحتيار لأنفسهم ماداموا راشدين فشكرا لك رسالتك وتنمياتى القلبية لك ولزوجك بكل شىء جميل فى الحياة.