[mention=132293]ربيعة القلب[/mention];
أختي الكريمة بارك الله فيكِ لا يوجد هناك حل حقيقة لمشكلتك إلا الصبر على هذه التصرفات، الصبر الجميل، وأن نعلم أن هذه أمنا، وأن منزلة الأم عظيمة، وأن الجنة تحت قدميها كما ورد في كلام النبي الكريم محمد عليه الصلاة والسلام، وأننا مطالبون بإكرامها والإحسان إليها غاية الإحسان، كما أمر الله تبارك وتعالى، ولذلك قال الله تبارك وتعالى: {وقضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانًا} ونحن مطالبون بالإحسان غاية الإحسان للوالدين، بل إن النبي صلى الله عليه وسلم بيّن أن حق الأم أولى من حق الاب عندما سُئل صلى الله عليه وسلم: (أي الناس أحق بحسن صحابتي يا رسول الله؟ فقال: أمك ثم أمك ثم أمك).
_فإذاً أوصيك بالصبر الجميل وعدم إزعاجها وعدم الإنكار عليها، ولكن لفت نظرها إلى التصرفات التي قد تُزعج، وتنبيهها بلطف ورقة وحنان، ثم بعد ذلك الدعاء لها كما ذكرت بأن يصلح الله تبارك وتعالى حالها، وأن يحسن أخلاقها، واعلمي أن هذا ابتلاء وامتحان واختبار ولعل الله تبارك وتعالى أن يعافيها ببركة دعائك أو على الأقل يرزقكم الصبر و الحلم والأناة وسعة الصدر والتماس الأعذار لها.
_وثقي وتأكدي أنها لو كانت قادرة على التغيير لغيّرت، ولكنها لعلها أصبحت عاجزة عن ذلك، إما لعدم قدرتها على ذلك أصلاً أو لاعتقادها أنها على صواب.
_فهناك أمور أختي الفاضلة يصعب على الناس تغييرها، ومن هذه الأمور تغيير الصغار للكبار. أنا لا أقول يستحيل وإنما أقول يصعب، وأحيانًا يتعذر، لأن أمك ضحية تربية تلقتها منذ نعومة أظفارها عندما كانت في بيت والديها، نشأت على هذه النشأة وتلك التربية، وقد تكون لديها ميول فطرية أيضًا لأن تكون مستعدة لمثل هذه التصرفات، لأن بعض النفوس نجدها بطبيعتها تميل للشح والبخل، وبعض النفوس تميل للكرم والرحمة واللطف والحنان، وبعض النفوس تميل إلى ركوب المخاطر، وبعض النفوس تؤثر السلامة، والله تبارك وتعالى جعل هذه أرزاقاً، كما جعل الأموال أرزاقًا والأولاد أرزاقًا أيضًا جعل الله الأخلاق أرزاقًا، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله قسم بينكم أخلاقكم).
أسأل الله تعالى أن يصلح أخلاق أمكم وأخلاقكم وأخلاقنا جميعًا كما أحسن خلقنا، وأن يؤتي نفوسنا تقواها، وأن يزكها هو خير من زكاها، هو وليُّها ومولاها.