سم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبيّ بعده نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
أيتها الأخت:
أُقلب طرفي أتأملُ، فيتألم القلب ويأمل، ويحزن ويفرح، ويسعد ويشقى. من أجلك أنت، فأنا كغيري من الناصحين أحمل همك في الليل والنهار، وفي اليقظة والمنام .. أيْ والله
فما طَوَّفَتْ بالقلبِ مني سحابةٌ ... من الحزنِ إلا كنتِ منها على وعدي
ولا رقصتْ في القلبِ أطيافُ فرحةٍ ... فغنّتْ إلا كنتِ طالعةَ السّعدِ
أثرتِ ابتسامتي وأحييتِ لوعتي ... فمن أنتِ يا اُنسي ومن أنتِ يا وَجْدِي
إنها أنت أيها الأمل: فالقلب يشقى ويحزن ويتألم عندما أراك أُلعوبة تتأرجح، وسلعة رخيصة، وفتاة لعوبا لا هم لها سوى اللذات والشهوات. ويسعد القلب ويفرح، ويعقد الآمال وأنت تصارعين طوفان الفساد، وتصرخين في وجه الرذيلة: أنا مسلمة مستقيمة، وبنت أصيلة، أعرف أن للمكر ألف صورة وحيلة.
أختاه .. أيتها الغالية .. يا نسمة العبير، أنت بسمتنا المنشودة، وأنت شمسنا التي تبدد الظلام، فا سمعي هذه الكلمات .. إنها ليست مجرد كلمات .. بل هي وربي آهات قلب المؤمن الغيور .. فيا أيتها الأمل: تعالي قبل فوات الأوان فاسمعي هذا النداء، فربما عرفت الداء، والدواء ..
تعاليْ هذه الأيامُ لا تَرْجِعْ
ولا تُصغي لنا الدنيا ولا تَسمعْ
ولا تُجدي شِكاةُ الدهرِ أو تنفعْ
********
تعالي نحن بعثرنا السُّويعَات
وضحَّينا بأيامٍ عَزيزات
فيا أُختاه يكفينا حَماقات
********
أجلْ يا أختْ ما قد ضاع يكفينا
فَعُودي هاهو العمرُ يُنادينا
فلا نُخْرِبْه يا أُختُ بأيدينا
(1/2)
--------------------------------------------------------------------------------
أخيتي: اسمعي هذه الكلمات، بعيدا عن إله الهوى والشهوات، فربما رق القلب فانقلب بعواطفه وأشجانه، وربما صحا الضمير فيحس بآلامه وآماله، وربما تنبه العقل ليتحرر بأفكاره وآرائه، إنها إشراقة لتشرقي في سمائنا يا شروق!!.وهي الحنان من نبع لا يجف يا حنان!!.إنها الأمل الذي نرجوه يا أمل!! فهل أنت أمل فنعقد عليك الآمال؟ أم أنت ألم فتزيدين الآلام آلاما.
** كتبت فتاة رسالة ـ بعد سماعها للشباب ألم وأمل ـ وكانت رسالتها ستاً وعشرون صفحة، وعنونت لها (الفتاة ألم بلا أمل) وقد كتبتها بدم قلبها، ووقعتها باسم: أمل، وهي أمل إن شاء الله رغم كل ما كتبته، فقلب يشتعل حرقة وندماً سيصل في النهاية مهما طال الطريق، ومما قالت فيها:" المثيرات تحاصرني من كل مكان ... قنوات فضائية .. أفلام هابطة .. أغانٍ وأشرطة تحوي كلام ساقط، إلى من ألجأ في مثل هذه الظروف، ارحموني نهايتي تقترب .. أوجدوا حلا لمعاناتي .. اسمعوا صرخاتي .. من قلبي .. من أعماقي .. أسرعوا في إيجاد الحل فها أنا اقفل حقائبي وألملم شتات نفسي للرحيل .. لقد عزمت على الرحيل .. " الخ كلامها الذي سأعود إلى بعضه في هذا الدرس وغيره.
** وتتحسر أخرى فتقول: "أبحث عما يريح نفسي من الهم الذي أثقلها .. لم أجد في الأفلام أو الأغاني أو القصص ما ينسيني ما أنا فيه .. لا أدري، ما الذي أفعله؟ وما نهاية هذا الطريق الذي أسير فيه .. " [المعاكسات .. من التسلية إلى الزنا ص 72].
** وثالثة تبث همومها وأحزانها كما ذكرت، وتقول:" أعيش في موج من الكدر يحرم عيني المنام، فأنا دائماً أُفكر في حالي، وكيف أبحث عن السعادة، فأنا كما يقولون: غريبة، والغربة هنا ليست غربة المكان، ولكنها غربة الروح، وغربة المشاعر الحزينة، التي تشتكي بين ضلوعي لما أفعله تجاه ربي ونفسي والناس، فلقد طال صبري كثيراً على حالي، فمتى وقت رجوعي.؟ *!." [من الاستبانة]
(1/3)
--------------------------------------------------------------------------------
**ورابعة تصرخ فتقول: "أُقسم بالله أن أياماً مرت عليَ حاولت فيها الانتحار، ولكن كل محاولة تفشل، لا أعلم لماذا؟ هل الله يريد أن يُطيل بعذابي، أم أن أجلي لم يحن بعد؟ ولكن ما أعرفه أنني أموت كل يوم وليلة .. " [الاستبانة 107 الشرقية]
وهكذا تتوالى الآهات والحسرات من الكثير الكثير من الفتيات الغافلات.
أيها الاخوة والأخوات: ارحموا الفتيات
أيها المجتمع: رويداً رويداً بالفتاة
أيها الآباء والأمهات: حناناً وعطفاً للفتاة
أيها الإعلاميون: رفقاً بالقوارير
أيها الشباب: اتقوا الله في الأزهار والورود
لم يبقَ من ظلِّ الحياةِ سوى رَمقْ ... وحُطامُ قلبٍ عاشَ مشبوبَ القلقْ
قد أشرقَ المصباحُ يوماً .. واحترقْ ... جفتْ به آمالُهُ حتىَّ اختنق
هذه حال الفتاة، فالمشاكل والأخطار تفترسها: (فراغ وسهر، انحراف وفساد، عشق وغرام تبرج وسفور، عجب وغرور، عقوق للوالدين، ترك للصلاة، تبذير للأموال، تقليد للغرب، ضياع للشخصية، سفر لبلاد الكفر والإباحية، جلساء السوء، الكذب والغيبة وبذاءة اللسان، التدخين والمخدرات، العادة السرية، التشبه بالرجال، أفلام وقنوات، فُحْش وروايات، غناء ومجلات، معاكسات ومقابلات، جنس وشهوة وإثارة للغرائز .. ) وغيرها من مشاكل الفتاة.
إنه الألم الذي تعيشه الكثير من المجتمعات العربية والإسلامية، وشان بين الألم والأمل
معاشر الأخوات:
لماذا بعض الفتيات حياتها من وحل إلى وحل، ومن مستنقع إلى مستنقع؟ مرة مع القنوات الفضائية، ومرة مع المجلات الهابطة، ومرة في المعاكسات، وربما الزنا، فهي غارقة في أوحال الفساد والشهوات!
تقول صاحبة الرسالة: (لم أجد بابا إلا طرقته، ولا معصية وخطيئةً إلا جربتها، والنهايةُ أسوأُ من البداية، ألم وضياع، وحرقة واكتئاب).
أيتها الأخوات:
(1/4)
--------------------------------------------------------------------------------
قلب تفرق بين هذه المشاكل، فإذا مل هذه انتقل إلى تلك، قلب في الشهوات منغمس، وعقل في اللذات منتكس، همته مع السفليات، ودينُه مستهلك بالمعاصي والمخالفات، كيف حاله؟ كيف سيكون؟
فيا أختاه:
شدّي وَثاق الطّهر لا تتغرّبي ... عن عالمِ الدينِ الحنيفِ الأَرْحبِ
شُدُّي وَثاق الطُّهْرِ سِيري حُرّةً ... لا تُخْدَعِي بِحَدِيثِ كُلِّ مُخرّبِ
لكِ من رحالِ المجدِ أَخْصَبُ بُقْعَةٍ ... وَلِغَيرِكِ الأرضُ التّي لمْ تُخْصَبِ
لكِ من عُيونِ الحَقِّ أصْفَى مَشْرَبٍ ... ولِعِاشِقَاتِ الوهْمِ أَسْوأُ مَشْرَبِ
هُزّي إليك بجذعِ نخْلَتِنَا التّي ... تُعْطِي عَطَاءَ الخَيْرِ، دُونَ تَهيّبِ
وقِفِي عَلى نَهْرِ المروءةِ إنّه ... يُرْوي العِطَاشَ بمائه المستعذبِ
وإذا رأيتِ الهَابِطاتِ فَحَوْقِلِي ... وَقِفِي عِلى قِمَمِ الهُدَى، وتحَجّبي
إنّ الحجَابَ هو التحرّرُ من هَوى ... "ولاّدة " ذاتِ الهَوى المتَذبذبِ
وهو الطريقُ إلى صَفاءِ سريرةٍ ... وعلوّ منزلةٍ ورفعةِ مَنْصِبِ
ولعلك تتساءلين ماذا نريد .. ؟:
(1/5)
--------------------------------------------------------------------------------
فأقول: إن لك تأثيرا كبيرا في المجتمع، وقد يكون التأثير سلباً أو إيجاباً، فإن كنت ذا عقل ناضج كان لك تأثيرك البناء الفعال، وإن كنت ذا عقل خفيف طائش، أو عقل فاسد منحرف كنت بؤرة فساد وإفساد للمجتمع وهدمه. أخيتي أرجو أن لا تُزعجك صراحتي: فوالله إننا نستطيع كغيرنا أن نتلاعب بالعواطف، وأن ندغدغ المشاعر بكلمات الحب والغرام، وأن نجعلك تعشين في عالم الأحلام، نعم لا تُعجزنا كلمات الغزل، ولا همسات العشاق، بل نتحدى كل من يعزف على أوتار المحبين .. ولكن ماذا بعد؟! شتان بين من يريدك لشهوته، وبين من يريدك لأمته، نعم نريدك أن تكوني أكبر من هذا، أن تنفعين، أن تساهمين في بناء المجتمع ونهضته، لا كما يريدك الآخرين للغزل والحب والشهوة، والغناء والرقص والطرب. ألهذا خلقتِ فقط؟ وهل الحياة حب وعشق فقط؟ لماذا ننام على الشهوة، ونصحوا عليها؟ إن من النساء من لا تنام ولا تقوم إلا على غناء العاشق الولهان؟! أوقات لمشاهدة لقطات الحب والتقبيل؟! وأوقات لقراءة روايات العشق والغرام؟! وأوقات لتصفح مجلات الفن والغناء؟! وأوقات للهمسات والمعاكسات؟! لماذا عواطف فقط؟ أين العقل؟ وأين الإيمان؟ وأين المروءة؟ بل أين البناء والتربية والفكر، والمبادئ والأهداف في حياة المرأة؟!
أيتها الأخت:
(1/6)
--------------------------------------------------------------------------------
هل تعلمين وتفهمين أن هناك من يريد إبعاد المرأة عن دينها، وصدها عن كتاب ربها؟ وإن كنت لا تعلمين، فيكفي ما تشاهدين من ذاك الركام الذي يزكم الأنوف من المجلات والأفلام والقنوات، والأقلام والروايات، والتي لا هم لها إلا عبادة جسد المرأة، من فن وطرب، وشهوة وجنس، ومساحيق وموضات فلماذا الاهتمام بالصورة لا بالحقيقة، وبالجسد لا بالروح؟ كم أتمنى _ أخيتي _ أن تفرقين بين من يحترم عقلك لا جسدك، ويهتم بملء الفراغ الروحي والفكري لديك لا من يهتم بالشهوة والجسد والطرب. فهل عرفت ماذا نريد؟ وأنت تقرأين القرآن قفي وتأملي قول الحق عز وجل {إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا}
فهل عرفت إذاً: إنه ابتلاء وامتحان، فاسألي نفسك: هل نجحت أم رسبت في الامتحان؟!
(1/7)
--------------------------------------------------------------------------------
إنني ممن يطالب وبقوة بحقوق المرأة، وبالعدل بينها وبين الرجل، نعم بحقوق المرأة التي جاء بها الإسلام ليكرمها، وبخسها بعض الرجال بجهله وظلمه وتسلطه. أقول بالعدل لا بالمساواة، أتدرون ما تعني المساواة؟:أن نجعل المرأة رجلاً، والرجل امرأة، وهذا انتكاس بالفطرة، وجهل بحقيقة الخِلقة لكل منهما، فإن الله تبارك وتعالى خلقهما وجعل لكل منهما وظيفة، وأعمالا، لكل منهما دور في الأسرة والمجتمع يجب أن يقوم به في الحياة، " .. وقد سبقتِ المرأةُ المسلمةُ غيرها في الإسهامِ الحضاري بمئات السنين، لكنها لم تخرج عن وظيفتها ولا عن طبيعتها، لم تطلب أن تتشبه بالرجال أو تتساوى بهم في الطبيعة والوظيفة لأن ذلك غير ممكن، غير مستطاع .. " بل محال إلا إذا انتكست الفطرة، وانقلبت الموازين وتداخلت الأدوار، وفي هذا اضطراب للمجتمع وتفكك وشقاء. وإياك إياك أن تنسي الوظيفة الأولى والأصلية التي جعل الله لك: أن تكوني ملكة بيت، ومربية أجيال ورجال. فالزمي بيتك لتسعدي، ولِنَهَبَ لك قلباً تحبينه ويحبك، فيريحك من النفقة، ويشبع غريزتك، ويصونك عن الذئاب المسعورة. وإذا كان لديك فضل من وقت، ونشاط وهمة، فالمجتمع وبنات جنسك بأمس الحاجة إليك، وإلى مَوَاهِبَكِ، وبشرط الستر والعفاف، لكن تذكري دائماً، وكرري دائماً: بيتي أولاً. أما جعل الوظيفة أولاً، وإهمال البيت والأولاد، والتبرج والسفور، والاختلاط، وباسم الحرية المزعومة، فهذا والله خلل في المفاهيم .. انتكاس في الفطرة، وتجربة البلاد المجاورة تُصدقُ ما يكذبه سفهاء الأحلام. فما أعظم الخطب!! وما أشد المصيبة!! إذا اختل المنطق، وانتكست المفاهيم، وأصبحت العبودية للشهوات واللذات حرية ندعوا لها. [بعض الكلمات مقتبسة من رسالة: المرأة وذئاب تخنق ولا تأكل ص 28 بتصرف].
(1/8)
--------------------------------------------------------------------------------
هذا ما نريد باختصار. وإذا أردت أن تعرفي ماذا يريدون هم، فاقرئي كتاباً نفيساً جداً بعنوان: ماذا يريدون من المرأة؟ لعبد السلام بسيوني. (وهو أحد كتب مجلة الأسرة، وهي مجلة جميلة، إضافة إلى مجلة الشقائق، فهما شمعتان في طريق المرأة) (وكتابا آخر بعنوان: يا فتاة الإسلام اقرأي حتى لا تخدعي لفضية الشيخ صالح البليهي _ رحمه الله _)، اقرأي أمثال هذه الكتب، وأمثال هذه المجلات؛ لتتضح لك الحقيقة.
- صناعة الفكر، وتوجيه الع ... أيتها الغالية: اسألي نفسك بصراحة: من يصنع أفكارك ويبنيها؟ أهو العلم والثقافة، والتربية الصالحة وتوجيه الأبوين؟! أم هو الإعلام ومجلات وروايات ومسلسلات الحب والغرام؟!
أجاب 32% _ من فتيات الاستبانة _ بأن توجيه الأبوين والأسرة هو الذي يصنع العقل والفكر. وأجاب 30% بأنه العلم والتعليم. وأما التربية الذاتية فـ 26%.وقال 12% بأن الذي يصنع الفكر هو الإعلام.
(1/9)
--------------------------------------------------------------------------------
وعن سؤال آخر أجاب 50% أن للإعلام والمجلات ومسلسلات الحب والغرام أثرا في حياتهن وعلى أفكارهن وعقولهن. وقال 46% أنه ليس لذلك أثر في حياتنا ولا على الفكر والعقل. وربما استغرب البعض وهو يسمع هذه النسب الخاصة بالإعلام، فإن المشهور أن للإعلام اليوم أثر كبير في حياة الناس، ولعل السر هنا أن الكثير من الناس، لا يشعرون أن ما يشاهدونه ويقرءونه عبر وسائل الإعلام له أثر، وأثر كبير في حياتهم، أو أن البعض يشعر لكنه يتصنع الشخصية المستقلة التي لا تتأثر، خوفاً من الاتهام بالتَّبَعِيةِ والتقليد. والعجيب لو سألت هؤلاء هل للإعلام أثر على الآخرين؟، لأجاب وبسرعة: بنعم ,وهذا ما حصل: فقد أجاب 60% بلا عندما سئلن: هل للقنوات تأثير عليك؟! وعندما سئلن: هل للقنوات تأثير على الآخرين؟ أجاب:93% بنعم، منهم 55% ذكرن أن الآثار سلبية. و 38% ذكرن أن الآثار سلبية وإيجابية. وهكذا فنحن نجيد فن اتهام الآخرين، أما اتهامُ النفسِ والشجاعةُ في مواجهتِها ومصارحتها فآخر ما يفكر به الحيارى وضعاف النفوس.
أما البحوث والدراسات فقد أثبتت أن الذين يتعرضون لفترات طويلة لوسائل الإعلام يُتصور لديهم عالم خاص من صنعهم، وهو في الواقع عالم مزيف، مليء بالحقائق والأرقام الوهمية. وأما الاعترافات بأن للإعلام أثر في الحياة وعلى الفكر والعقل فاسمعي بعضاً منها: ومن مجلة تحت العشرين في عددها (27) تقول فتاة:" أحلم أن أُصبح فنانة مشهورة تملأ صوري الصحفَ والمجلات، ويشير المجتمع إليَّ في كل مكان، ولهذا فإنني أُتابع بحرص شديد كلَّ أخبار فنانتي المفضلة والتي أعتبرها مثلي الأعلى، وأُراقب بدقة حركاتها وأسلوبها سواء في التمثيل أو في الحياة، ومن يدري قد أُصبح يوماً في مثل شهرتها! ".
وتقول فتاة أخرى:" أنها تحب هذا الفنان كثيراً، فصوره تملأ كل مكان في غرفتي، وأرفض أن ينتقده أي إنسان، ولو كانت صديقتي المقربة ".
(1/10)
--------------------------------------------------------------------------------
وتقول ثالثة:" أنا أعشق عالم الموضة والأزياء، وتبهرني كثيراً عارضات الأزياء برشاقتهن وطريقتهن في الحركة والمشي، وأحاول قدر الإمكان تقليدهن في حركاتهن حتى أنني أتبع رجيماً قاسياً لأصل لنفس القوام الذي يتمتعن به ".ولا أدري أقرأتْ هذه وأمثالها توبة "فابيان " أشهر عارضة أزياء فرنسية؟،وهل هي سمعتْ قولها: " إن بيوت الأزياء جعلت مني مجرد صنماً متحرك، مهمته العبث بالقلوب والعقول .. فقد تعلمت كيف أكون باردةً قاسيةً مغرورةً فارغةً من الداخل، لا أكون سوى إطار يرتدي الملابس، فكنت جماداً يتحرك ويبتسم ولكنه لا يشعر .. كنا نحيى في عالم الرذيلة بكل أبعادها، والويل لمن تعترض عليها وتحاول الاكتفاء بعملها فقط "الخ حديثها. [المسلمون عدد 238،عن العائدون إلى الله 3/ 39 - 40] فهل نستيقظ
هل نستفيد من تجارب الآخرين الذين سبقونا في مثل هذا الطريق؟
وحول سؤال عن الآثار السلبية للقنوات الفضائية ذكر 38% الانحراف والانحلال الخلقي. وذكر 25% التقليد. و 21% ضياع الوقت. وذكر 15% البعد عن الدين الإسلامي. و 13% ذكرن عدم احترام المجتمع وزرع الأفكار السيئة. وذكر 6% أنها تُلهي عن الصلاة. و 4% أنها تُثير الغرائز الجنسية .. وغير ذلك من الآثار السلبية التي ذُكرت على لسان الفتيات من عينة الاستبانة. وكل ما نراه الآن من الآثار التخريبية للحرب الفضائية _ أو الفضائحية _ إنما هي مقدمات فقط، ستتضح آثارها المدمرة على المجتمعات الإسلامية والعربية في الأجيال القادمة، بل أقول: في الجيل القريب، نسأل الله أن يحفظ المسلمين من كل سوء، وأن يرد كيد الكائدين في نحورهم.
(1/11)
--------------------------------------------------------------------------------
إذاً فصياغة الإعلام للأفكار والمفاهيم لا ينكره عاقل "حتى كاد العيب أن يختفي من قاموس القيم والتقاليد العربية والآداب الإسلامية النقية " [مقتبس من كتيب مسؤولية الإعلام .. ص 17] واسألي نفسك بكل صراحة: لماذا سلمت أفكارك وعواطفك للتجار الفن ودعاة الرذيلة، يتلاعبون بها لمصالحهم وشهواتهم كيف شاءوا؟! لم لا نَزِنِي ما نقرأين وتشاهدين وتسمعين بميزان شرعنا وعقيدتنا فما وافقه قبلناه، وما أنكره رفضناه. أتقبلين _ يا أختاه _ أن يجعلوك أداة لهو لهم، وتتركي لهم الصدارة في العلم والتربية والثقافة والأدب والفكر!! إن صلاح المرأة من أهم العناصر لبناء المجتمع، فأين هؤلاء _ اسألي نفسك أنت وفكري _عن توجيه المرأة لصلاح دينها ودنياها؟ أين هم عن المرأة فوق الأربعين، وهمومها ومشاكلها؟ لم نقرأ أو نسمع من يحمل همها، ويُشاطرها أحزانها، ويطالب بحقوقها. وكذلك الفتاة الصغيرة ذات السبع، والتسع، والثنتي عشر، لماذا لا يهتم أولئك بهؤلاء؟! أين هم عنها معاقة، ومطلقة، ومسجونة؟ أم أنهم يحملون هَم فتاة الخامسة عشر، والعشرين، والثلاثين، وربما أيضاً بشرط أن تكون جميلة، وبيضاء، وطويلة وأنيقة؟! نعم .. هذه هي المرأة التي يطالبون بحقوقها وتحريرها؟! حتى هذه أين هم من فكرها، وأدبها، وخلقها، وثقافتها؟! حتى المحتشمة، والتائبة لم يتركوها؟! _ سبحان الله _ أليسوا يطالبون بحريتها كما يزعمون!! هاهي تريد أن تتوب، أن تحتشم فلم يرحموها؟! ولم يتركوها!! أليست هذه حرية؟! أم أنها الحرية التي يرسمونها هم؟! ولهؤلاء قال المنفلوطي:" إنكم لا ترثون لها بل ترثون لأنفسكم، ولا تبكون عليها بل على أيام قضيتموها في ديار يسيل جوها تبرجاً وسفوراً، ويتدفق خلاعة واستهتاراً، وتودون بجدع الأنف لو ظفرتم هنا بذلك العيش الذي خلفتموه هناك ... "الخ كلام المنفلوطي في [العبرات ص 744] هذا خطاب المنفلوطي لهم، وخطابي ليس لهم بل لك أنت أيتها الفتاة فتنبهي وأفيقي.
(1/12)
--------------------------------------------------------------------------------
وفكري.
- الحياء بين العربية والغربية:
أخيتي: أتذكرين يوم كنت بنت تلك القرية الصغيرة؟ أتذكرين يوم كنت تلعبين وتمرحين مع أبناء الحي ببراءة الصغار وطهارة القلب؟ أتذكرين يوم كنت تستحين أشد الحياء من استعمال الأصباغ والعطور والزينة، قبل أن يأخذ الزوج بيدك؟
ما أجمل نعمة الحياء ووازع الدين والخلق، وما أحسن عادات وتقاليد البيئة العربية الأصيلة، فلماذا تتنكرين لها؟ ولماذا التعالي عليها بحجة اتباع الموضات والصيحات؟ لماذا نترك الآداب الإسلامية الأصيلة بعفتها وطهارتها؟ ونتجه إلى التقليعات الغربية الدخيلة بنتنها ونجاستها {أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ}؟.يا ابنة الإسلام، يا ابنة العرب، أيتها العفيفة الطاهرة لماذا هذا التميع؟ أين قوة الشخصية؟ لماذا هذه الهزيمة النفسية؟ أين العزة بالآداب الإسلامية، أين الفخر بالتقاليد العربية؟ اصرخي بأعلى صوتك، قوليها وبكل فخر واعتزاز: نعم أنا مسلمة عربية، مستمسكة بديني وآدابي وأخلاقي.
قولي للمرأة الغربية: إن كنت تفخرين بالمخترعات والتقنيات والحضارة العلمية، فإني أفخر بالآداب والأخلاق والحضارة الإسلامية، والعادات العربية.
قولي لها: إن هان عليك دينك، أو كنت بلا دين، فأنا أعز شيء علي ديني وعقيدتي.
قولي لها: إن كنت جارية كالمجاري لكل الرجال هناك، فأنا ملكة لمملكتي الصغيرة، عفيفة حصينة بزوج يرعى لي حقي وحق أولادي كله.
قولي لها: إن ما أنت فيه من عبودية للشهوة والإباحية، حررني منها حبيبي وقدوتي - صلى الله عليه وسلم - وجعلها عبودية لله بيضاء نقية.
(1/13)
--------------------------------------------------------------------------------
قولي لها: أنا في بلادي وفي شبابي ملكة للقلوب أنْعُمُ بزوجِي وينْعُمُ بي، وإذا كبرت وذبلت؛ فسيدة للمنزل، لا يصدر أحد في البيت إلا عن أمري، يتسابق الجميع لإسعادي وكسب ودي. أما أنت ففي شبابك أسيرة للشهوة والمعامل والمصانع، خادمة في المطاعم والفنادق، حمالة في الأسواق والطرقات، سائقة للعربات والعجلات، وفي الشيخوخة فمكدودة منبوذة مهجورة. هكذا المرأة الغربية تبدو حرة وهي مقيدة _ نعم والله، لا أقول حُدِّثْتُ، بل رأيتُها بِأُمِّ عَيْنَيَّ ـ تُرى معززة وهي مهانة. حتى قالت إحداهن: " أن ثمن عنقود العنب في باريس يفوق ثمن امرأة "!!
ذكر أحد الأدباء أنه كان يتكلم عن المرأة المسلمة، في إحدى محاضراته في أمريكا، وذكر فيها استقلال المرأة المسلمة في شئون المال، وأنه لا ولاية عليها في مالها .. وإن تزوجَتْ كُلِفَ زَوْجُهَا بنفقتها، ولو كانت تملك الملايين، ولو كان زوجها عاملاً لا يملك شيئاً، إلى غير ذلك مما نعرفه نحن المسلمين ويجهلونه هم عنا. قال: فقامت سيدة أمريكية من الأديبات المشهورات وقالت: " إذا كانت المرأة عندكم على ما تقول فخذوني أعيش عندكم ستة أشهر ثم اقتلوني ".
هكذا هن يتحسرن ويرغبن أن يعشن كما تعيشين، ففكري أختاه.
الفتيات والقنوات والتقليد:
(1/14)
--------------------------------------------------------------------------------
هل تشاهدين القنوات الفضائية؟ هذا سؤال من الأسئلة المطروحة في الاستبانة، وقد أجاب 63% بنعم، ويحرص على مشاهدة الأفلام والمسلسلات والأغاني وأخبار الفن 59%، و 12% على كل شيء، أما نسبة اللاتي يحرصن على البرامج الثقافية 6%،وعلى البرامج الدينية 4%،وأما الأخبار والبرامج العلمية والوثائقية فـ 9%.ولعل هذه الأرقام تكشف لك أختي الفاضلة عن المصدر الأساسي لثقافة المرأة اليوم، الأفلام والأغاني وأخبار الفن. وأنا أسأل: أفكار ومفاهيم زادها كل ليلة "أغانٍ ساقطة، وأفلام آثمة، وسهرات فاضحة، وقصص داعرة، وملابس خالعة، وعبارات مثيرة، وحركات فاجرة " [من الغيرة على الأعراض ابن حميد ص 4] كيف ستعيش زوجة؟ وكيف تكون أماً؟ وهل تصلح مربية ومعلمة؟ ولنا أن نتخيل أمهات ومعلمات، وزوجات تربية قنوات فضائية. إنها رحلة الخداع إلى دنيا الضياع؟! وأما المسلسلات المكسيكية المدبلجة والتي أقصر مسلسل فيها يزيد على خمسين حلقة، فحدث ولا حرج عن دورها في ضياع الحياء، وتمزيق الأسرة، فهي تقوم كل ليلة بغسيل المخ للكثير من بنات عقيدتنا، تقول مجلة تحت العشرين في عددها الرابع " قمنا بإجراء استبيان لـ (90) فتاة تحت سن العشرين، حول هذه المسلسلات، وقد أظهرت نتائج هذا الاستبيان أن 70% من الفتيات يحرصن على مشاهدتها يومياً، ولما سألنا الفتيات عما يُعجبهن في هذه المسلسلات وجدنا أن القصة والحوار والأحداث إلى جانب الأزياء التي ترتديها الممثلات هي أهم ما تُعجب به الفتيات .. وتراوحت نسبة الإعجاب بهذه الأشياء مابين 75%إلى 80%" اهـ. وأقول: هذه المسلسلات تطبيع تدريجي تستمرئه العقول والأفكار، على مدار الليالي والأيام. نعم فهي مسلسلات مليئة بالخيانة، والتعري، والخموروالاغتصاب، والعنف.
(1/15)
--------------------------------------------------------------------------------
والعلاقات الجنسية فيها مباحة للجميع، حتى بين المحارم كالأخ وأخته، وزوجات الأصدقاء، وهي تؤكد أنه لا يمكن للمرأة أن تعيش بدون عشيق وصديق، وتُعرض على الشاشات العربية على أنها عواطف ومشاعر، وحب وإعجاب، وعلاقات، ورغبات. حتى تثور براكين العواطف لدى الفتاة، وتتفجر الغرائز، وتتصادم مع القيم العربية، والآداب الإسلامية، فيجن جنون الفتاة، وتعيش في صراع وقلق، وأوهام اليقظة وأحلامها، وربما تلعب بالنار لتحرق كل شيء بعد ذلك؟! إنه تدمير للقيم العربية، والأخلاق الإسلامية؟!
أختاه: وأنت تتحدثين مع الزميلات عن أحداث هذا المسلسلات، والأفلام هل نسيت أنها تتحدث عن واقع مجتمعاتهم الكافرة، وأنك مسلمة ذات أخلاق وآداب. هل سألت يوماً: لماذا تُعرض هذه المسلسلات؟ ولمصلحة من؟ فكري بعقلك.
أختاه لماذا النظر لنساء قذرات دنسات سيئات الأخلاق، خبيثات. لماذا لم نعد نفرق بين مسلمة وكافرة؟ وبين صالحة وفاسقة؟ _ سبحان الله _ الألبومات لكثير من الأخوات مليئة بالصور لكثير من الكافرين والكافرات! لماذا بعض الأخوات لم تعد تُفرق بين الفضيلة والرذيلة؟! حتى تعلقت قلوب الكثير من الفتيات بما يعرض ويشاهد على الشاشات من مناظر الجمال والخضرة، ومشاهد الزينة والفتنة المزيفة بالمساحيق والمكاييج، حتى اقتنع الكثير من الأخوات أن أولئك يعيشون في جنة الدنيا، وأنه في غاية السعادة، والأنس والانبساط، ونسينا أن اسم هذا تمثيل لبضع لحظات وقت الوقوف خلف الشاشات، وأنها أجساد تشترى، وصور تنتقى ببضع ريالات أعوزهم لهذا الفقر والحاجة، أو فساد الدين والمعتقد
اسمعي، اسمعي إن كنتِ تعقلين: كتبت إحدى الكاتبات في الأيام. العدد / 3300، تقول تحت عنوان (جواري الفيديو كليب)
فقالت:
(1/16)
--------------------------------------------------------------------------------
(قرأت تحقيقاً مصورا حول سوق لفتيات الفيديو كليب، كان تحقيقا مخزيا بمعنى الكلمة! كان عبارة عن سوق للرقيق سوق نخاسة يمارسه البعض تحت اسم الفن والإعلام! .. إلى أن قالت: فذكروا: أن هناك أسعار متنوعة للفتيات، و هناك قوائم مصنفة للفتيات، وكاتلوجات جاهزة للعرض .. فالسمراء لها سعر، والشقراء لها سعر، والطول الفارع له سعر، والسن له سعر، ونسبة الجمال لها سعر، والجنسيات لها سعر، وإجادة الرقص لها سعر، وهناك فتيات (رخيصات) التكلفة للتصوير السريع وللميزانية التي على (قد حالها) .. الخ المقال".أرأيتِ _ أخيتي _ إنه سوق لبيع الجواري، إنه امتهان واحتقار لكرامة المرأة، والأمثلة كثيرة، والوقت يضيق، ولا أحب أن أوذي مشاعرك بكثرة الغثاء، فتنبهي أيتها الغافلة، وأفيقي أيتها العاقلة فشتان بين الواقع والخيال، وبين الوهم والحقيقة، هل سألت نفسك بصدق: هل تلك النسوة اللاتي يعرضن أنفسهن بالليل والنهار على صفحات المجلات والشاشات، وهن يُظهرن الأفخاذ والنحور، ويبتسمن وكأنهن أسعد الخلق، هل هن في حياتهن بسعادة حقيقية؟ ولا يعرفن المشاكل والهموم والأحزان؟ هيهات هيهات لو فطنت للحقيقة: هي لو علمتِ ضحيّةُ لعصابةٍ ... ذهبتْ لجني المال أسوأ مذهبِ
هي صورةٌ لمجلّة، هي لعبةٌ ... لعبت بها كفّ القصيّ المذنبِ
هي لوحة قد علِّقت في حائطٍ ... هي سلعةٌ بيعتْ لكلّ مخرّبِ
هي شهوةٌ وقتيّة لمسافرٍ ... هي آلةٌ مصنوعةٌ لمهرّبِ
هي رغبةٌ في ليلةٍ مأفونة ... تُرمَى وراءَ البابِ بعد تحبُّبِ
هي دُميَةٌ لمسابقات جمالهم ... جُلبت، ولو عصت الهوى لم تجلبِ
ياربّة البيت الكريم ـ لواؤها ... بالطّهر مرفوع عظيم الموكبِ
البيت مملكة الفتاة وحصنُها ... تحميه من لصِّ العفاف الأجنبي
لاتركني لقرار مؤتمر الهوى ... فسجيّة الداعي سجيّة ثعلبِ
لا تخدعنّك لفظة معسولةٌ ... مُزجت معانيها بسمِّ العقربِ
(1/17)
--------------------------------------------------------------------------------
فما بالك أخيتي؟ ما بالك تخدعين بمعسول الكلام؟ وتلهثن خلف وسائل الإعلام بدون عقل ولا تفكير؟ وأسمعك ترددين: (هذه هي الحياة! أتمنى أن أسافر لكذا!! .. كذا الدنيا ولا بلاش!! من يُخرجني مما أنا فيه، طفش وضيق؟!)).وغيرها من العبارات التي نسمعها من بعض الغافلات؟!
إليك أختاه _ هذه الدراسة فقد قامت مجلة " ماري كير " الفرنسية باستفتاء للفتيات الفرنسيات من جميع الأعمار والمستويات الاجتماعية والثقافية، شمل (5 ,2) مليون من الفتيات عن رأيهن في (الزواج من العرب ولزوم البيت) فكانت الإجابة المذهلة، أجابت 90% منهن بنعم _ للزواج من العرب ولزوم البيت _ .. والأسباب كما قالتها النتيجة هي الآتي:
1 - ملّت المساواة مع الرجل.
2 - ملّت حالة التوتر الدائم ليل نهار.
3 - ملّت الاستيقاظ عند الفجر للجري وراء القطار.
4 - ملّت الحياة الزوجية التي لا يرى الزوج زوجته فيها إلا عند النوم.
5 - ملّت الحياة العائلية التي لا ترى الأم فيها أطفالها إلا حول مائدة الطعام.
ولقد كان عنوان الاستفتاء "وداعاً عصر الحرية وأهلاً بعصر الحريم ". [رسالة إلى حواء ص 19].
يا ابنة الإسلام: هذه هي الفتاة التي تحلمين أن تكوني مثلها، هي تحلم أيضاً وتتمنى أن تكون مثلك. فأيكما على حق؟!
أخيتي أيتها الغالية: كوني عاقلة فطنة، واعلمي أن ما أنت فيه من أمن وإيمان، ومال وخيرات حسان، وقرب من الوالدين والأهل والإخوان، وبيت وزوج وولد في المستقبل أو الآن، وستر وعفاف، ودين وأخلاق، وراحة واستقرار في هذه البلاد المباركة لهي أمنية للكثرين، هذا أولاً. وثانياً: هل نسيت أنك في الدنيا، وأنها مليئة بالهموم والآلام، وأنها حقيرة لا تُساوي عند الله جناح بعوضة، هل نسيت أن هناك شيء اسمه الزهد والورع وترك الشبهات، فضلاً عن ترك المحرمات، وأن هناك آخرة وموتا وقبرًا، وحسن أو سوء خاتمة، وجنة ونار، وجزاء وحساب.
(1/18)
--------------------------------------------------------------------------------
أخيتي: تمني ما شئتِ، واعملي ما شئتِ ولكن اعلمي أن الله يراكِ، وأن اللحظات معدودة، والأنفاس محسوبة، والذي يذهب لا يرجع، ومطايا الليل والنهار بنا تسرع، فماذا قدمت لحياتك؟ .. اسألي نفسك: ماذا قدمتِ لحياتك؟ ..
وأنتِ أخيتي: وكيف تقضين يومك؟ أجاب على هذا السؤال 36%، أمام الدش والتلفاز والفيديو. و 30% في قراءة الكتب النافعة. و 21% متابعة كل جديد. و 20% في قراءة الصحف والمجلات. وغيرها مما ذكر هناك، فأقول: اعلمي _ أخيتي _ أن النظر رائدُ الشهوة ورسولُها:
فلماذا أطلقت لبصرك العنان ينظر لكل شيء؟ أو ما علمت أن أخطر شيء على القلب إطلاق العنان للنظر؟ فالنظرة تجرح القلب جرحاً، وأكثر ما تَدخل المعاصي على العبد من هذا الباب، والنظرة سهم مسموم من سهام إبليس، ألم تقرأي في القرآن قول ربك: {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ .. } وكم اسْتُحِلَ من الفروج، والسبب إطلاق العنان للنظر {إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولا.} وانظر الداء والدواء لابن القيم ص 235.
فاتقي الله .. اتقي الله في سمعك وبصرك .. فهما نعمتان عظيمتان .. فربما ابتليتِ بفقدهما أو أحدهما!
الفراغ العاطفي: [معاكسات وإعجاب]
أجاب 37% أن السبب الرئيس في انتشار مثل هذه الظواهر _ المعاكسات والعشق والتعلق _ هو: الفراغ العاطفي. وذكر 30% أنه الجهل وعدم الخوف من الله. وقال 19% أن السبب هي: وسائل الإعلام. وقال 5%:انشغال الأهل عن المراقبة. وقال 4%:التقليد والشعور بالنقص.
والفراغ أقسام أربعة: فراغ عاطفي، وزمني، وفكري، وروحي أو إيماني. وسأتحدث بمشيئة الله عنها، وعن ظاهرة المعاكسات والتعلق والإعجاب بالتفصيل في درس قادم بعنوان [عاطفة أم عاصفة].
المعاكسات:
(1/19)
--------------------------------------------------------------------------------
فالمعاكسات من نتائج الفراغ العاطفي، والفراغ الإيماني _ كما أسلفت _ فهل هذه الظاهرة موجودة وبكثرة؟ أجاب 78%: بنعم، و 21%: بلا أدري، وأجاب (بلا) أقل من 1%.
أيتها الفتاة:
هل صحيح ما يدعيه بعض الشباب، أن الهاتف يقول: هيت لك في كل لحظة؟! وأنك أنت التي تبدأين؟! ولو لم تبدئي هل صحيح أنك مهما غضبت في المكالمة الأولى أو الثانية فإن بشاراً يقول لا تيأس؟! أخيتي لا تأمني على نفسك الفتنة مهما بلغتِ، فإن كانت النظرات سهم من سهام إبليس، فإن الكلمات من سهام شياطين الإنس.
قالت وهي تذرف دموع الندم: كانت البداية مكالمة هاتفية عفوية، تطورت إلى قصة حب وهمية، أوهمني أنه يحبني وسيتقدم لخطبتي، طلب رؤيتي، رفضت، هددني بالهجر، بقطع العلاقة!! ضعفت، أرسلت له صورتي مع رسالة وردية معطرة! توالت الرسائل، طلب مني أن أخرج معه، رفضت بشدة، هددني بالصور، بالرسائل المعطرة، بصوتي في الهاتف، وقد كان يسجله، خرجت معه على أن أعود في أسرع وقت ممكن .. لقد عدت ولكن، وأنا أحمل العار .. قلت له الزواج .. الفضيحة .. قال لي بكل احتقار وسخرية: إني لا أتزوج فاجرة .. [الهاربات إلى الأسواق للقاسم ص 17]
(1/20)
--------------------------------------------------------------------------------
إيهٍ أيتها الفتاة إن من يمشي وراء قلبه يُضله، فإذا لم يكن في قلبك خوف من الله، فأين عقلك فأنت تريدين أن تكوني زوجة، وأما، وسيدةً لبيت فهل الطيش والعبث الذي تفعلينه الآن يؤهلك لهذا؟ أجزم بأن الإجابة: لا، لأنه لا يمكن أن يرضى بك أحد وأنت على هذه الحال، حتى هذا الذي يدعي محبتك فهو أول من يحتقرك ويسخر بك، خاصة عندما يعلن البحث عن شريكة الحياة، فهو يعلم أنك لا تصلحين زوجة، ولا أماً وقد قالها أحدهم لما عرضتُ عليه الجمع بينه وبين محبوبة الهاتف في الحلال .. أتدرين ماذا قال؟!! اسمعي يا أخيتي، قالها بالحرف الواحد، وبهذا اللفظ:" أعوذ بالله، والله لو تقولي بلاش "، وآخر قال لها لما عرضتْ عليه الزواج:"أُريدها عذراء العواطف، وأنت لست كذلك، وكيف أثق بك وقد أخذت رقمك من الشارع " [تحت العشرين 13/ 15] إلى هذا الحد فقط يريدوها بنتاً لهواه، ومحطة مؤقتة لشهوته؟!! فأين العقل؟ وهكذا هم الذئاب يريدونها سافرة متبرجة خراجة ولاجة وقت نزواتهم وشهواتهم، وذات دين وخلق بل ومحافظة وقت جِدهم وحياتهم؟! لسان حاله يقول: إنها تكلمني وتضحك معي وربما تخرج معي وليس بيني وبينها أي رابط، فما الذي يضمن لي أن لا تكلم غيري غداً؟ وأن لا تخرج مع غيري؟ لا فأنا ألهو معها اليوم، وغداً أظفر بذات الدين، ولن أخسر شيئاً!! كما قال أحدهم:"ليس عندي أي استعداد للزواج من فتاة كنت أعاكسها لأنني على يقين تام بأنها كما استجابت لي فقد سبق لها أن استجابت لغيري، وستستجيب لآخر، فضلا عن أني أحتقر كل فتاة تسمح لنفسها بالمعاكسة، وأنا أكلمها في الهاتف لأحقق غرضي، ولكني في داخلي أنظر لها بكل احتقار ".ذُكِرَ ذلك في تحقيق لمجلة الدعوة في العدد (1622).
(1/21)
--------------------------------------------------------------------------------
وقال شاب آخر وبكل وقاحة:" أنا شاب عمري خمسة وعشرون سنة، بكل صراحة وأنت تقرأ ورقتي ولا تعرف اسمي، إن في المعاكسة بديلاً عن الزواج، أي بإمكاني أن أتزوج عشر فتيات من غير تكاليف ".اهـ كلامه القبيح."
وهذا شاب يستهزئ فيقول: أنه مرتبط بعلاقات مع نصف درزن فتيات " [تحت العشرين 13/ 1] أسمعت جيداً للذل التي وصلتِ إليه أيتها المعاكسة، أترضين أن تكوني بعد هذا كله أداة لهو وعبث، أو من بنات الهوى لأمثال هؤلاء؟! اسأليه فقط: هل يرضى هذا لأخته؟ قال أحدهم:"عندما أتخيل أن شقيقتي هي التي تقوم بذلك أشعر بأنني سأجن ".والغريب أن بعض المعاكِسَات تعرف أنه يخدعها، ويكذب عليها ولكنها تواصل العبث بالنار بحجة التسلية وإضاعة الوقت، أو أنه سعار الشهوة المحموم.
تقول صاحبة الرسالة: " في خمسة أشهر فقط، عقدت صداقة، وأقمت علاقة، مع قرابة ستة عشر شابا "
(1/22)
--------------------------------------------------------------------------------
ولها ولكل معاكسة أقول: هَبي أن الخوف من الله غاب، أو حتى الحياء والخوف من الناس غاب؟ وهبي أن الخوف من الفضيحة وعلى الشرف والمستقبل غاب أيضاً، كل هذه التضحيات من أجل ماذا؟ من أجل عبث وطيش؟ من أجل صديقة سوء، من أجل شهوة مؤقتة أنت التي أوقعتِ نفسك فيها بالاستسلام لجميع وسائل الإباحية والشهوة من قنوات ومجلات، وأفلام وصور وروايات؟ المهم الشهوة وتلبية رغبات النفس، المهم إعجاب الآخرين بي، إنه شعور بالنقص، وعبادة للهوى والشهوة، حتى رضيتِ أن تكوني من بنات الهوى والمعاكسات، بل ربما وصل الأمر أن تكوني جارية كالمجاري كل يقضي فيها وطره وشهوته؟! أيتها الغافلة: لماذا هذا التهور واللامبالاة، أهو الجهل وعدم العلم، أم هو عدم الخوف من الله وموت الضمير، أم هي المراهقة وخفة العقل وطيش الشباب، أم هو الشعور بالنقص وضعف الشخصية؟ ألا تشعرين بالأسى وتأنيب الضمير، ألا تشعرين بالألم والحزن، اختفيت عن أعين الأبوين، فهل اختفيت عن عين الجبار الذي يغار، ألا تخافين من الله أن ينتقم من جرأتك عليه؟!!!
عجباً لك أيتها المعاكسة المشاكسة: كيف تجرأت على خيانة أبوين فاضلين سهرا وتعبا من أجلك، ووثقا فيك؟! كيف تجرأت على خيانة زوج قرع الباب وأخذك بحق الله، كيف تُغامرين بالعرض والشرف والذي هو ملك للأسرة كلها وليس لك وحدك؟! إنها أنانية وخيانة أن تُفكري بنفسك فقط.
يا مَحْضِن الآلام: رضعت صدر أم حنون، أم لم تعرف إلا الستر والعفاف والحياء. فهل ترضين أن تُرضعي طفلك الخيانة والتبرج والسفور.
(1/23)
--------------------------------------------------------------------------------
يا مَحْضِن الآلام: رضعت صدر أم لا يفتر لسانها من ذكر الله، ولا جسدها من ركوع وسجود، فهل ترضين أن تُرضعي طفلك كلمات الغناء والمجون؟! فمن أكثر الأسباب المشجعة على المعاكسات وإثارة العواطف، والتلاعب بالمشاعر، الغناء والطرب، ألم تسمعي أنه بريد الزنا وداع من دواعيه؟! لاسيما إذا صاحبه كلمات الحب والغرام. وقد أجاب 67% بأنهن يسمعن الغناء، واعترف بعضهن: بأنه يثير العاطفة والغريزة والميل إلى الجنس الآخر، والتفكير بالعشق والهيام. وأنه يشجع على المعاكسات. وقالت 41% أنهن يعلمن حرمة الغناء، ويبتعدن عنه، وأما 57% فيعلمن حرمته ويسمعنه، وماذا عساي أن أقول، ولكن اسمعي: {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ (22) وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23) يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24)}
فهل تستجيبين لله؟ وهل تسمعين، وتطيعين ربك؟ أم تطيعين هواك ورغباتك؟
وأخيراً في المعاكسات أقول: أيتها الفتاة ليس حل المشاكل والهموم الاجتماعية هو الهروب إلى المعاكسات كما تقول كثير من الفتيات، والشكوى إلى الذئاب الحانية، فالذئب يأكل كل شاة صادها في خفية. والحل للمشاكل هو مواجهتا بشجاعة، والاستعانة بالله، ثم بمن تثقين فيها من الناصحات.
موضات وصرعات .. ووقفات:
سؤال في الاستبانة يقول: هل تتبعين الموضة في اللباس والشكل؟ فأجاب (56%) بنادراً. و
(1/24)
--------------------------------------------------------------------------------
(32%) بنعم، وبنحو (12%) بلا. وكيف تعرف الفتاة الجديد في عالم الموضة؟ أجاب (32%) عن طريق وسائل الإعلام، و (27%) عن طريق المناسبات، و 27%عن طريق الزميلات، وذُكر أسباب أخرى بنسب ضئيلة جداً: كالسفر للخارج، وما يستجد في السوق، والابتكار والتصميم الذاتي، وغيرها. وأنا أقول: الأناقة والشياكة صفة جميلة في الفتاة لاكنها لا تعني التعالى على الآداب الإسلامية والقيم العربية الأصيلة، ولا تعني الغرور والعجب بالنفس، واحتقار الآخرين، ولا تعني التقليد لكل جديد وتعطيل العقل وضياع الشخصية. لكن بحدود وضوابط ديننا وعقيدتنا. وأقول هذا وأؤكد عليه وخاصة حين أرى في الاستبانة ما يقرب من 48% من فتيات الاستبانة تراعي العادات والتقاليد فقط أو ما يتناسب مع حياتها وقدراتها فقط بدون أي مراعاة لضوابط الشريعة، بينما أجابت (52%) أنها تراعي ضوابط الشرع عند اتباعها للموضة، وتنبهي أخيتي لقضية ربما تغفل عنها الكثير من نسائنا اليوم وهي: أن اللباس له آداب وأحكام في الإسلام، فانظري مثلاً لكتاب اللباس في صحيح البخاري، أو صحيح مسلم، وغيرهما من كتب السنة، ارجعي إليها قبل أن تنظري لبرامج الموضة في القنوات أو في مجلات الأزياء والبردة لتعلمي كيف جاء الإسلام بأعظم الآداب والأحكام في اللباس، ليرفع من قيمتك، ويحفظ حيائك وعفتك، إذاً ..
(1/25)
--------------------------------------------------------------------------------
فأنت تنطلقين عن دين وعقيدة يأمرك بالستر والعفاف، ولا يمنعك من التجمل والاعتناء بالمظهر، أما الذين ينطلقون عن عبادة الدينار والدرهم، والشهوات والجنس، ويسخرون بالمرأة فيتعاملون مع شعرها وجسدها وجفونها، بالأقمشة والألوان والأصباغ وكأنها دمية تتقاذفها الأيدي، حتى شكى القبح من قيح شكلها، ثم يدفعونها للجمهور لتعرض جنونهم وهوسهم أمام الأعين والشاشات، فالمرأة بالنسبة لهم مصدر ثراء وربح، وأسألك بالله وبكل صدق وإخلاص أليس هذا احتقار وإهانة للمرأة؟! لا تتعجلي الإجابة فكري فأنت بنفسك الحكم، وأنا على يقين أن نداء الفطرة والعقل سينتصر في النهاية، ثم اسألي نفسك: هل لك شخصية مستقلة؟ وهل لك عقل وهوية؟ لا تتعجبي من سؤالي فكم تمارس بعض الأخوات قتل شخصيتها، وتأجير عقلها، وبيع هويتها بتفاهات لا قيمة لها فماذا تقولين إذاً عن العشرات اللاتي يتهافتن وبجنون على ذلك الموديل، أو طريقة ذلك اللباس، لمجرد أن مطربة أو فنانة أو مذيعة لبست ذلك اللباس أو تلك الحركة؟؟
يقول الكثير من تجار الملابس: لا تتخيل حين تظهر إحدى المذيعات بأي فستان! تجد الفتيات يتهافتن على المحل يسألن عن نفس الفستان، وإذا كان لدينا نفس الموديل نبيع كل الكمية في يوم واحد .. [مجلة المنار الكويتية 9%98]،بل إن من المضحك المبكي أن نسمع من بعض تجار الملابس، أن بعض النساء يسألن وبإلحاح عن إحدى الملابس الداخلية لفنانة ما، لأنها ظهرت فيها بإحدى القنوات لتبرز مفاتنها، ولكثرة الطلب ارتفع سعر تلك القطعة إلى ثلاثة أضعاف قيمتها الأصلية. "
فنّانةٌ " نسيَ المكابرُ أنها ... كبهيمةٍ جَرَّ البُغاةُ خطامَها
مشوارُها الفني رحلةُ غِرَّةٍ ... قد حكّمتْ في عقلها أوهامَها
ما الفنُّ إلا خطَّةٌ مشؤومة ... نارٌ يرى المستبصرون ضِرامَها
أخيتي:
(1/26)
--------------------------------------------------------------------------------
إن الحديث عن عالم الموضات والملابس والإكسسوارات غريب وعجيب، والأغرب والأعجب خفة العقل والطيش، وتبذير الأموال وقلة الحياء لدى بعض النساء ومن مختلف الأعمار والطبقات!! ويعلم الله يأبى علي الحياء أن أذكر المواقف والأحداث التي سطرتها أو حكتها بنات جنسك، أو أن أصف تلك الملابس العارية التي رأيتها بأم عيني، والخلاصة: من النقاب والبنطال والعباءة الفرنسية ـ إلى اللثام وكشف الوجه وإظهار الساقين والركبتين والكاب والعباءة المطرزة والشفافة ـ إلى موضة اللف والغجري والثياب القصيرة والشفافة كالشيفون، والدانيل، والجوبير، والفتحات السفلية والعلوية والوسطى لإظهار البطن
والظهر، أو الصدر، أو بدون أكمام، حتى أصبحت حفلات الأعراس، وصالات الولائم والمناسبات، والملاهي، والتجمعات العائلية أماكن لعرض الأجساد العارية من قبل بعضهن ـ وإن كن قلة ـ ممن باعت الحياء، والدين، والمبادئ، والعادات، والتقاليد. لكنه _ مرة أخرى _ الشعور بالنقص والتقليد، وضياع الشخصية، وتعطيل العقل مسكينة تلك الأخت تظنها تخطف نظرات الإعجاب والإطراء من الحاضرات، وما علمت أنها نظرات الاحتقار والازدراء، والشفقة على قلة العقل والإيمان. إنه لباس الشهرة الذي قال عنه الحبيب - صلى الله عليه وسلم -:"من لبس ثوب شهرة ألبسه الله إياه يوم القيامة ثم أُلهب في النار .. " كما في السنن لأبي داود (ح 4029)،وهو صحيح.
(1/27)
--------------------------------------------------------------------------------
** ولم يقف العبث والجنون عند الملابس والإكسسوارات، بل تعداه إلى الصفات الخَلْقية فقد قيل لي _ ولعله ليس صحيحاً _:عن تلك التي تحلق الحاجبين، وتضع مكانه خطا بالقلم الأسود!! وتأخذ من رموشها لتضع الرموش الصناعية!! وتضر عينيها من أجل العدسات الملونة!! وتقص أظفارها لتضع أظفاراً صناعية؟! وتقص شعر رأسها لتصله بعد ذلك بشعر مستعار؟! أوتقشر جلد وجهها ليكون أبيضاً ناصعاً!!.أسمع هذا القول مبهوتاً، فإن كان حقاً ما يقولون كله أو بعضه
فرحمة الله عليك؟!
أخيتي أهذا صحيح؟! أيعقل هذا؟!! ما رأيك هل أتركه بدون تعليق؟! أم أعلق، فماذا سأقول أظافر صناعية، وشعر مستعار، ورموش صناعية، وعدسات لاصقة ملونة، وعمليات لتضخيم الشفاه، ورسم الحواجب، وتكبير أو تصغير للصدر، ووشم وعمل حبة الخال، وعمليات تجميل لا نهاية لها، أهو تجميل أم تزييف؟!،أهو فن وذوق؟! أم كذب وحمق؟! أهو انتكاس في الفطرة؟! أو تبديل لخلق الله؟! أهو خفة في العقل؟! أم تقليد أعمى؟! لقد حكاها القرآن على لسان إبليس: {ولآمرنهم فليُغَيِّرُنَّ خَلْقَ الله} .. ولعنهن الله فقال على لسان رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:" لعَنَ اللَّهُ الْوَاشِمَاتِ وَالْمُسْتَوْشِمَاتِ ... ،وَالنَّامِصَاتِ وَالْمُتَنَمِّصَاتِ، وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ، الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللَّهِ ". كما البخاري ومسلم." ويلعن الحبيب - صلى الله عليه وسلم - القاشرة والمقشورة .. والواصلة والموصولة " كما في المسند لأحمد. والقاشرة: التي تقشر وجهها أو وجه غيرها ليصفوا لونها. [النهاية 4/ 64].
واسمعيها أخيتي وبدون مجاملة: إن من ينظر إليك بهذا الشكل الغريب عن طبيعتك، يسخر بك ويزدريك؟! لقد أصبحت أضحوكة للحاضرات دون أن تشعرين. إنها الحيرة والازدواجية، والتردد وضياع الهوية لدى الكثير من بنات المسلمين
(1/28)
--------------------------------------------------------------------------------
من أين هذا الزَّي، ما عرفتْ ... أرض الحجاز ولا رأتْ نَجْدُ
هذا التبُّذُّل يا محدثتي ... سَهْمٌ من الإلحادِ مرتدُّ
ضدّان يا أختاه، ما اجتمعا ... دين الهدى والفِسْقُ والصَّدُّ
والله ما أزرى بأمتنا ... إلا ازدواجٌ ماله حَدُّ
*******
أما الحجاب العبادة العظيمة، ونهر الحسنات الجاري ما تمسكت به الجواري!! عزنا وفخرنا نحن المسلمين رجالاً ونساء!!
أما الحجاب الذي نزل به الأمر من السماء، فشرق به الأعداء، وغص به السفهاء!! السلاح الذي هز الأرض، وأرعب الغرب!!
أما الحجاب الذي جعل المرأة درة مصونة، وجوهرة مكنونة، حتى جن جنون أهل النظرات الجائعة للظفر بنظرة ولو لبنان تلك اللؤلؤة الثمينة!!
الحجاب القضية الكبرى، والمسألة العظمى التي جهلها بعض النساء فظنت أن الأمر لباس يُلبس، لها الحرية في اختيار شكله، أو لها الحرية في نزعه، وغفلت أو تغافلت عن: ... {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ} (الأحزاب 59).
ونسيت أو تناست:: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ.}. (النور 31) ثم عدد المحارم لها.
هل سمعتِ لعائشة رضي الله عنها وهي تقول:"رحم الله نساء المهاجرين الأول لما نزل: {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} شققن أُزرهن فاختمرن بها " كما في صحيح البخاري (ح 4758).
(1/29)
--------------------------------------------------------------------------------
وهل جهلت أو تجاهلت قول عائشة:" كَانَ الرُّكْبَانُ يَمُرُّونَ بِنَا وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مُحْرِمَاتٌ فَإِذَا حَاذَوْا بِنَا سَدَلَتْ إِحْدَانَا جِلْبَابَهَا مِنْ رَأْسِهَا عَلَى وَجْهِهَا فَإِذَا جَاوَزُونَا كَشَفْنَاهُ " كما في أحمد وأبي داود وابن ماجه. وقول فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ " كُنَّا نُخَمِّرُ وُجُوهَنَا وَنَحْنُ مُحْرِمَاتٌ وَنَحْنُ مَعَ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ " كما في الموطأ لمالك.
هل قرأت أو تعاميت عن قول ابن عباس وعبيدة السلماني رضي الله عنهما:"أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يُغطين وجوههن من فوق رؤوسهن بالجلابيب ويبدين عيناً واحدة ".اهـ كلامهما من تفسير الطبري (12%49).؟؟
إنها الدلائل البينات، والبراهين الواضحات، للمسلمات العاقلات اللاتي رضين بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد - صلى الله عليه وسلم - رسولا. أما اللاتي في قلوبهن مرض فقد أغلقت قلبها وسمعها عن نداء الكتاب والسنة ... " لقد تركت فيكم أمرين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي: كتاب الله وسنتي " كما قال الحبيب - صلى الله عليه وسلم - وهو على فراش الموت.
أيها الغيد: إنه الحجاب الأمر السماوي، نزل من السماء وليس من فرنسا، عز وفخر لكل مسلم ومسلمة، إنه الإسلام الذي لا يتغير بتغير الحدود، ولا يهتز بركوب طائرة اتجهت للغرب أو للشرق، مسكينة تلك التي في الطائرة ركبت، وحجابها نزعت، وعن شعر رأسها حَسَرَت، إنها الحضارة والتطور زعمت، وهي ليست بالطائرة فقط بل أصبحنا نراها ـ وللأسف ـ في الأسواق والمناسبات وإن كانت نشاز.
أختاه من قال لك أنك لن تبلغي قمة المجد، ولن ترقي سلم الحضارة، ولن تحققي السعادة، حتى تخوني الحجاب، وتكسرين الباب، وتصرخين هاأنا يا شباب.
(1/30)
--------------------------------------------------------------------------------
أختاه من كان يعبد الله فإن الله معه في كل مكان يراه ويطلع عليه، ومن كان يعبد البلاد والعادات فهو التردد والحيرة وعدم الثبات.
أختاه _ وبكل صراحة _:هل نريد شرع الله؟! أم نريد اتباع أهوائنا؟ فقط تأملي: فتاة تضع على رأسها منديل، فتهتز أكبر دولة في أوروبا؟! ألا تهزك هذه الحادثة؟ فقط تأملي: فتاة صغيرة تمشي في وسط شوارع لندن بحجابها بكل ثقة وفخر، ألا يدعوك هذا لتصحيح المفاهيم، وإعادة النظر في حياتك؟
يا شعري، ليلانا خرجتْ ... كاشفةَ الَّلبَّةِ والنَّحرِ
قصّتْ بالوهم ضفائرها ... وانطلقتْ كالهائم تجري
بسمتُها الصّفراءُ بيانٌ ... عن قُبْح البسماتِ الصُّفْرِ
ليلانا ما عادتْ ترضى ... أن تُلْحَقَ بذوات الخَدْرِ
ليلانا باعتْ طرحتَها ... في سوق الوهم بلا سعر
غايتُها أن تُصبح وجهاً ... مصبوغاً يصلح للنشر
تركتْ شاطئها وانطلقتْ ... لعبور البحر بلا جسر
ألقت في البحر قلائدها ... وانتظرتْ عالمَها السحري
... أيتها المرأة ماذا يعني لك الحجاب؟ أُسر وأفرح كثيراً عندما أجاب 94% من فتيات الاستبانة أنه: عقيدة ودين. و 85% يرفضن تماماً دخول الموضة في شكل الحجاب. و 18% ينتقدن دخول الموضة في شكل الحجاب. ويراه حرية شخصية نحو 20%. و 5% يرين أن الحجاب لا علاقة له بالدين، وإنما هو من العادات والتقاليد. وقال 2% أنهن يشعرن بالضيق معه.
(1/31)
--------------------------------------------------------------------------------
وكما أننا نفرح ونسر بتمسك الكثير من أخواتنا بالحجاب، وعدم المساومة عليه بحال من الأحوال فإننا نحزن ونخاف ونحن نرى الحال الذي وصل إليه تخريق الحجاب باسم الموضة والموديل، متى تفهمين أيتها العفيفة أنها معركة الحجاب؟!!! هدفهم نزعه وإحراقه، كما قال الصليبي غلادستون:"لن يستقيم حال الشرق ما لم يُرفع الحجاب من وجه المرأة ويُغطى به القرآن ".ألا تثير فيك هذه الكلمات مشاعر التحدي والمسؤولية؟ ألا تحرك فيك العزة والفخر بالعقيدة الإسلامية؟ .. وهاهي البداية تمييع الحجاب كلبس الحرير والرقيق والشفاف والمزركش والملون، ثم النقاب واللثام، عندها وعندها فقط يرفعون راية الانتصار، فهل تكوني أنت الجندي الجبان، وبوابة الهزيمة. أبداً .. فثقتي فيك أكبر:
يا أخت فاطمة وبنت خديجة ... ووريثة الخلق الكريم الطيب
إن العفاف هو السماء فحلقي ... وبطيب أخلاق الكرام تطيبي
فكوني شجاعة، وذا همة وعزيمة، وقوليها بصراحة: حجابي عبادة _ أتقرب بها إلى ربي _ له شروط وهذه العبادة لها شروط: أن يكون ساتراً، واسعاً، متيناً، ليس فيه زينة ولا طيب، ولا يشبه لباس الرجال أو الكفار، أو لباس شهرة، وإنما لباس ستر وعفاف.
هذه شروط الحجاب الشرعي، والأدلة عليها متظافرة في الكتاب والسنة، ليس هذا مقامها وهي في مظانها معلومة. والكلام عن الحجاب ولباس المرأة، وعالم الموضات يطول، وحسبي ما ذكرت هنا للعاقلات.
السعادة والإيمان:
(1/32)
--------------------------------------------------------------------------------
يتوهم الكثير من الناس أن السعادة في المال والشهرة والجمال، ثالوث السعادة كما يقال فاندفع الكثير من الفتيات تجري وراء بريقه، وتسعى وراء تحقيقه، وربما غرّها حصول الكثير من الشهيرات الجميلات الغنيات على هذا الثالوث، لكن هل وجدن السعادة الحقيقية؟!!.أخيتي أيتها الفتاة، اسمعي الإجابة منهن نطقنها بألسنتهن، وكتبنها بأيديهن، فهذه إحداهن كتبت رسالتها .. من هي؟؟ مارلين مونرو .. امرأة وصلت لحد الشهرة العالمية، اسمعيها في النهاية تقول: " احذري المجد. احذري كل من يخدعك بالأضواء، إني أتعس امرأة على هذه الأرض، لم أستطع أن أكون أماً. إني امرأة أفضل البيت والحياة العائلية، على كل شيء، إن سعادة المرأة الحقيقية في الحياة العائلية الشريفة الطاهرة، بل إن هذه الحياة لهي رمز سعادة المرأة .. "اهـ[مارلين مونرو رسالة إلى حواء ص 70]
أيتها الأخت: كوني فتاة عاقلة واستفيدي من تجارب الآخرين، اسمعي لأقوال بعض الفنانات التائبات فهذه تقول:" لأول مرة أذوق طعم النوم قريرة العين، مطمئنة البال، مرتاحة الضمير ".وتلك تقول:" لم أكن أحيا قبل أن يهديني الله .. لقد عرفت الحياة الحقيقية بعد الهداية ". وثالثة تقول:" ما أحلى حلاوة الإيمان .. وعلى من تذوقتها أن تدل الناس عليها .. أشعر الآن بالأمان الحقيقي في ظل الإيمان ".هؤلاء الممثلات وصلن للشهرة والمال، وما تحلم به الكثير من الفتيات، فهل وجدن السعادة والرضا والطمأنينة؟؟.أبداً إلا بالإيمان حياة الروح، وروح الحياة.
أيتها الأمل: إن السعادة أمامك وأنت تبحثين عنها، وطريقها سهل واضح لصاحبة الهمة والعزيمة، إنها في القرآن .. ألم تقرأي القرآن في القرآن؟!: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}
(1/33)
--------------------------------------------------------------------------------
فالسعادة ليست بالمال والشهرة، والسفر والطرب، إن الحياة الطيبة في الإيمان والعمل الصالح، هكذا أخبر الرحمن في القرآن.
أيتها الأمل:
إن من أعظم أسباب السعادة المحافظة على الصلاة؛ لأنها صلة بين العبد وربه، وحال الفتاة مع الصلاة حال يرثى لها ليس بتركها، فقد أجاب 91% أنهن من المحافظات على الصلاة والحمد الله. ولكن بإهمالها وتأخيرها عن وقتها، ونقرها كنقر الغراب، وعدم الطمأنينة فيها، وهذه كلها من أسباب ردها وعدم قبولها، فقد تقدمين على الله وليس لك منها ركعة. ومتى نشعر بقيمة الصلاة وأهميتها لحياتنا فأنتِ تعلمين أنك ضعيفة وعرضة للأمراض والعاهات، وتحتاجين ولا شك لخالقك أن يحفظك ويشفيك، وأن يوفقك، وأنت تبحثين عن السعادة والراحة النفسية، وتشترينها بمال الدنيا كلها.
(
ولو ألقيت نظرة على العيادات النفسية، وعلى أماكن قراء الرقى الشرعية، لوجدتِ عجباً من حالات الاكتئاب والضيق، والهموم والغموم، النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "الصلاة نور" فهي نور للقلوب، والله تعالى يقول: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} (124) فهل بعد هذا كله نقطع الصلة بصلاتنا، أو نتهاون فيها وهي مصدر سعادتنا في الدنيا والآخرة؟؟.فاسألي نفسك أخيتي كم هي الصلوات التي خشع فيها قلبك لله!! كم دمعت فيها عينيك خوفاً من الله؟! وكم هي اللحظات التي اقشعر فيها جلدك من خشية الله؟! إنها الصلاة مفتاح السعادة من حافظ عليها فهو علىخير مهما وقع منه. آهِ من قسوة قلوبنا، ويا لله ما أشد غفلتنا!! .. وإلا فكم قد سمعنا عن تلك التي اشتعل عليها قبرها نارا، والتي انقلب بياضها سوادا، والتي جَحَضَت عيناها، ونَتِن ريحُها، وثقلت جثتها. وهذه صور كلها لسوء الخاتمة، لمن تهاونت بالصلاة، وأخرتها عن وقتها .. فكيف حال من تركها؟!! نسأل الله العفو والمغفرة.
مفاتيح للشر .. ؟!
أعتذر إليك أيتها العفيفة فما قادني لهذا العنوان، إلا ما نسمعه عن بعض الصديقات مع الزميلة، فهي تدلها كل صباح على كل شر فمرة: خذي هذا الرقم وجربي؟ لا تكوني معقدة ومتخلفة، هي مجرد تسلية. ومرة: انظري لصورة هذا الشاب كم هو جميل، هل تحبين أن تُكلميه، ثم بعد: هل تحبين أن تقابليه ومرة: خذي هذه الهدية شريط غناء أو فلم، أو مجلة ساقطة.
(1/35)
--------------------------------------------------------------------------------