أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

جديد وقفةٌ مع المثل ( إنَّ البُغاثَ بِأرضِنا يَسْتَنْسِرُ )



وقفةٌ مع المثل ( إنَّ البُغاثَ بِأرضِنا يَسْتَنْسِرُ )
وقفةٌ مع المثل ( إنَّ البُغاثَ بِأرضِنا يَسْتَنْسِرُ )

---------------------------------------------------------

ان الحمد لله نحمدة ونستعينة ونستغفرة

اما بعد فانة لايخفى على احد اهمية العلم والعلماء في كتاب الله وفي حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم – ولكن حينما نسمع بعض الناس يقولوا ان فلانا عالم من العلماء

وان فلان اعلم اهل الارض .

الحقيقة التي أشعر بـها من قرارة نفسي أنني حينما أسمع مثل هذا الكلام أتذكر الـمثل القـديم المعروف عند الأدباء ، ألا وهو

( إن الـبُغاث بأرضنا يَسْتَنْسِرُ )

( إن الـبُغاث بأرضنا يَسْـتَنْسِرُ )

قد يخفى على بعض الناس المقصود من هذا الكلام أو من هذا المثل ، البُغاث :

هو طائر صغير لا قيمة لـه ، فيصبـح هذا الطـير الصغـير ، نسـراً عند الناس ،

لجهلهـم بقـوة النسر وضخامتـه ،

فصدق هذا المـثل على كثيرٍ ممن يـدْعُونَ بحق وبصواب ، أو بخطأٍ وباطلٍ إلى الإسلام .

لكن الله يعلم أنه خَلَتِ الأرض – الأرض الإسلامية كلها –

إلا من أفرادٍ قليلين جـداً جداً ممن يصح أن يقال فيهم :

فلان عالم ،

كما جاء في الحديث الصحيح الذي أخرجه الإمام البخاري في صحيحه من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( إن الله لا ينـتزع العلم انْتِزاعا من صدور العلماء ولكنه يقبض العلم بقبض العلماء حـتى إذا لم يـبقي عالماً – هذا هو الشاهد - حتى إذا لم يـبقِ عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهَّالاً فَسُئِلوا فأفـتوا بغير علمٍ فضلوا وأضـلوا ) .

إذا أراد الله أن يقبض العلـم ،

لا ينـتزعه انـتزاعاً من صدور العلماء ، بحيث أنه يصبح العالم كما لو كان لم يتعلم بالمرة ، لا ،

ليسـت هذه من سنة الله عز وجل، في عباده ،

وبخاصة عباده الصالحين –

أن يَذْهَبَ من صدورهم بالعلم الذي اكتسبوه ، إرضاءً لوجه الله عز وجل –

فالله عز وجل حكمٌ عدلٌ لا ينـتزع العلم من صدور العلماء حقاً ،

ولكنه جرت سنة الله عز وجل في خلقه ، أن يقبض العلم بقبض العلماء إليه ،

كما فعل بسيد العلماء والأنبياء والرسل محمد صلى الله عليه وآله وسلم ،

حتى إذا لم يُـبْقِِ عالماً ، اتخذ الناس رؤوساً جهالاً ،

فَسُئِلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا،

ليس معنى هذا :


أن الله عز وجل يُخْلي الأرض ، من عالمٍ تقوم به حجة الله على عباده، ولكن معنى هذا :

أنه كلما تأخر الزمن كلما قَلَّ العلم ، وكلما تأخر ازداد قلةً ونقصاناً حتى لا يَـبْقى على وجه الأرض من يقول : الله ، الله .

هذا الحديث وهو حديث صحيح – :

( لا تقوم الساعة وعلى وجه الأرض من يقول الله ، الله )

( من يقول : الله الله )

وكثيراً من أمثال هؤلاء المشار إليهم في آخر الحديث المذكور ، قَبْض الله العلـم بقبض العلماء ، حتى إذا لم يـبقي عـالماً اتخـذ الناس رؤوسا جُهّالاً ، من هـؤلاء الـرّؤوس ، مــن يفـسر القـرآن والـسنـة بِـتَـفـاسـيـر مُخالفــة لما كان عليه العلماء – لا أقول : سلفاً فقط بل وخلفاً أيضاً – .

فإنـهم يـحـتجون بـهـذا الحديث : ( الله ، الله )

على جواز بل على استحباب ذكر الله عز وجل باللفظ المفرد ( الله ، الله ) ... إلى آخره ، لكي لا يغتر مُغْتَر ما أو يـجهل جاهلٌ ما حينما يسمع هذا الحديث بمثل ذلك الـتأويل وهذا التـفسير بـاطلٌ :-


أولاً :

من حيث أنه جاء بيانه في رواية أخرى عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .

وثانياً :

لأن هذا التفسير لو كان صحيحاً لجرى عليه عمل سلفنا الصالح رضي الله عنهم ، فإذْ لم يفعلوا دل إعراضهم عن الفعل بهذا التفسير على بطلان هذا التفسير .

فكيف بكم إذا انضم إلى هذا الرواية الأخرى - وهذا بيت القصيد كما يقال - أن الإمام أحمد رحمه الله روى هذا الحديث في مسنده بالسند الصحيح بلفظ :

( لا تقوم الساعة وعلى وجه الأرض من يقول : لا إله إلا الله )

إذن هذا هو المقصود بلفظة الجلالة المكرر ، المكررة في الرواية الأولى ، الشاهد :

أن الأرض اليوم مع الأسف الشديد خَلَتْ من العلماء الذيـن كانوا يملئون الأرض الرحبة الواسعة بعلمهم وينشرونه بين صفوف أمتــهم فأصبحوا اليوم كما قيل :


وقد كانوا إذا عدوا قليلاً فصاروا اليوم أقل من القليلِ


فنحن نرجو من الله عز وجل أن يـجعلنا من طلاب العلم الذين قال عنهم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : ( من سلك طريقاً يلتمس به علماً سلك الله به طريقاً إلى الجنة )

رواه مسلم

وهذا يفتح باب الكلام على هذا العلم

الذي يُذْكَرُ في القرآن كـثيراً وكـثيراً جـداً ، كَمِثْلِ قوله تعالى :

) هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون (





وقوله عز وجل :

) يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات

( ما هو هذا العلم الذي أثنى الله عز وجل على أهله والمتلبـسين به وعلى من سلك سبيلهم ؟

الجواب

كما قال الإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله تلميذ شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله – :

العلم قـال الله قال رسوله
قال الصحابة ليس بالـتَّمْويه
ما العلم نَصْبَكَ للخلاف سفاهة
بين الـرسول وبين رأي فقيه
كـلاّ ولا جَحْـد الصفات ونفيها .
حذراً من التشبيه والتمثيل


فالعلم إذن نأخذ من هذه الكلمة ومن هذا الشعر الذي نادراً ما نسمعه في كلام الشعراء لأن شعر العلماء هو غير شعر الشعراء ، فهذا رجل عالم ، ويُحْسِنُ الشعر أيضاً ، فهو يقول : العلم :

( قال الله ) ،

في المرتبة الأولى ،

( قال رسول الله )

في المرتبة الثانية ،

( قـال الصحابة )

في المرتبة الثالثة


والحمد لله رب العالمين
منقول للفائدة

وقفةٌ مع المثل ( إنَّ البُغاثَ بِأرضِنا يَسْتَنْسِرُ )




#2

افتراضي رد: وقفةٌ مع المثل ( إنَّ البُغاثَ بِأرضِنا يَسْتَنْسِرُ )

بارك الله فيكِ
تم التعديل نرجو التنسيق
جزاكم الله خيرا
فى انتظار مشاركاتهكم الطيبة

إظهار التوقيع
توقيع : أم أمة الله
#3

افتراضي رد: وقفةٌ مع المثل ( إنَّ البُغاثَ بِأرضِنا يَسْتَنْسِرُ )

رد: وقفةٌ مع المثل ( إنَّ البُغاثَ بِأرضِنا يَسْتَنْسِرُ )

إظهار التوقيع
توقيع : وردة وفولة



الساعة الآن 03:41 AM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل