السَّلاَمُ عليڪَــــــــــــــــــــم وَرَحْمَــۃُ اللّـہ وَبَرَڪَـــــــــــــــــــاتُـہ
تعريف المنافق وبعض علامات نفاقه
بسم الله الرحمن الرحيم
{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ}
تعريف المنافق وعلامات
هم الذين يبطنون الكفر ويظهرون الإسلام، وإنما يتبين كفرهم بما يترشح من كلماتهم في الغمز في بعض أحكام الشريعة واستهجانها، وزعمهم أنها مخالفة للعقل والذوق! وقد أشار إلى هذه الحقيقة ربنا تبارك وتعالى في قوله:
﴿أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ في قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَن لَّن يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُم ، وَلَوْ نَشَاء لأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ في لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُم
، وأمثال هؤلاء المنافقين كثير في عصرنا، والله المستعان.
2-هل يحكم على أعيان الناس الذين لا يشهدون صلاة الفجر أو العصر في جماعة بالنفاق؟
1-: طبعاً الحديث في ذلك يعني معروف في السنة أن صلاة العشاء وصلاة الفجر هي أشد الصلوات على المنافقين، لكن الحكم على زيد من الناس شخص معين بأنه منافق فلا نراه جائزاً،
إلا إذا ثبت ثبوتاً جازماً بأنه لا عذر له،
وحينئذ فلا تكون المعالجة بإطلاق لفظة المنافق عليه،
وإنما بتذكيره وبنصيحته
المرة بعد المرة والكرة بعد الكرة،
فإذا تبين أنه لا يستجيب لتذكير المذكرين ولنصيحة الناصحين فلا شك والحالة هذه أنه يجوز أن يطلق عليه لفظ المنافق ما دام انتفى أن يكون له عذر شرعي، لأنه يدخل حينذاك في عموم قول الشاعر الفقيه، أو الفقيه الشاعر حيث قال:
طلب الإعانة في إزالة منكر
3- الغناء ينبت النفاق في القلب
]:ومن الآثار السلفية الدالة على حكمة التحريم:أولاً: عن ابن مسعود قال:
«الغناء ينبت النفاق في القلب».
صححة الالبانى
1- (فائدة): قال ابن القيم رحمه الله عقب أثر ابن مسعود المتقدم فهو والخمر رضيعا لبان، ، وسوس العقل، يتغلغل في مكامن القلوب، ويطلع على سرائر الأفئدة، ويدب إلى محل التخيل فيثير ما فيه من الهوى والشهوة، والسخافة والرقاعة، والرعونة والحماقة، فبينا ترى الرجل وعليه سمة الوقار وبهاء العقل وبهجة الإيمان ووقار الإسلام وحلاوة القرآن،
ولقد صدق الخبير به من أهله حيث يقول:
أتذكر ليلة وقد اجتمعنا على
فلم تر فيهم إلا نشاوى سروراً
ولم نملك سوى المهجات شيئاً
: فالغناء يفسد القلب، وإذا فسد القلب هاج في النفاق.
وبالجملة فإذا تأمل البصير حال أهل الغناء وحال أهل الذكر والقرآن تبين لهم حذق الصحابة ومعرفتهم بأدواء القلوب وأدويتها،
وبالله التوفيق.
والحمد لله رب العالمين