خفقان القلب الطبيعى والغير طبيعى
خفقان القلب هو مجرد شعور الإنسان بنبضات قلبه. فقد يكون الشعور طبيعياً أو غير طبيعي، والفرق بينهما أن الخفقان غير الطبيعي يحدث فجأة، ويقطع عليك ما كنت مشغولاً به. أما الخفقان الطبيعي فيحدث عندما يركز الإنسان على سماع نبضات قلبه ويرخي لها أذنيه.
وبمعنى آخر فإن خفقان القلب هو شعور بضيق في التنفس، وثقل وبطء في الحركة حتى في مرحلة الشباب، مع التنفس السريع أثناء صعود الدرج، وتستمر لعدة دقائق ثم تختفي، وتزيد مع صعود الدرج أو مع بذل أي مجهود زائد. هذه الأعراض يمكن أن تزيد لدرجة أن تعيق أداء النشاط اليومي، فإذا كنت تشعر بأي من العلامات السابقة فأنت من الذين تُصيبهم حالة خفقان القلب.
من أكثر أنواع خفقان القلب انتشاراً حدوث ضربات القلب السريعة، ثم تأتي فترة يسكن فيها القلب لفترة قصيرة، حيث يشعر الشخص وكأن القلب توقف عن العمل، وبعد هذه الفترة يعود القلب للعمل الطبيعي المعتاد، وفيها يشعر الشخص بإحساس الهبوط من المصعد بسرعة وبصورة مفاجئة.
ماذا يحدث في الجسم عند حدوث خفقان القلب؟
حالة الخفقان يمكن أن تؤدي إلى ما يلي:
• اتساع الشرايين الطرفية
• ارتفاع درجات حرارة الجسم
• انخفاض ضغط الدم
لماذا يحدث خفقان القلب؟
• يحدث خفقان القلب عندما يشعر الشخص بسرعة في نبضات قلبه بصورة غير طبيعية، سواء كان هذا النبض من النوع السريع أو البطيء، لدرجة التوقف أو حتى في حالة النبض غير المنتظم.
• الخفقان ليس بالضرورة دليل على وجود مرض بعينه، ولكن ربما يكون دليلاً على حدوث إجهاد كبير للجسم، أو بعد حدوث توتر وانفعال وتعصب شديد. وأحياناً يكون بسبب التعرض لحالة ترويع وخوف مفاجئة، ولذلك ينصح الأطباء بعدم ترويع الصغار أو الكبار أيضاً، لأن حالات الترويع تسبب خفقاناً شديداً في القلب، يمكن أن يسبب بعض المشاكل للشخص، ويمكن أن يكون الخفقان إشارة إلى بداية أمراض القلب، أو له علاقة بمؤشرات الإصابة ببعض الأمراض الأخرى، التي لا علاقة لها بالقلب.
• يحدث خفقان القلب كذلك نتيجة الإصابة بالتوتر والقلق والخوف والإثارة والإجهاد والترويع، ويمكن أن تكون نوبات الهلع المخيفة سبباً كبيراً لحدوث الخفقان، ولكن دون ضرر على القلب، فهي حالة طارئة تزول بعد زوال الهلع، وكذلك عند الاضطجاع على الجانب الأيسر.
هل يكون السهر ليلًا مسبب لخفقان القلب؟
أثبت بعض الدراسات أن حالة خفقان القلب تزيد إلى الضعف لدى العاملين ليلاً، نتيجة تعرضهم لضغوط العمل في الليل، وعدم راحة الجسم والأعضاء الداخلية في المواعيد الطبيعية لها؛ بل إن دراسات أخرى بيّنت أن الأشخاص الذين يعملون في الليل أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب، بسبب الاضطراب في مواعيد العمل والسهر لفترات طويلة، والتغيرات الطارئة في السلوك.
علاقة الكافيين والطعام بخفقان القلب
من عوامل الإصابة بالخفقان كثرة تناول المشروبات التي تحتوي على مادة الكافيين بكميات كبيرة، مثل الشاي والقهوة ومشروبات الطاقة، والمشروبات الغازية، ونقص المواد الغذائية مثل الحديد والأرجينين والتورين، والتدخين الذي يحدث خللاً في توزيع الأكسجين في الجسم، والخمور والمخدرات مثل الكوكايين، والخلل في معدلات الأملاح داخل الدم، ومنها الصوديوم والبوتاسيوم، والكالسيوم والماغنسيوم، والفوسفات والكلور، والقيام ببعض الأعمال الجسمانية الشاقة، التي تزيد من عمل القلب وسرعته، وكذلك في الحركات المفاجئة مثل الانحناء بسرعة أو الوقوف بسرعة، وفي حالة عدم انتظام عملية ضخ الدم بين حجرتي القلب العليا والسفلى، ويمكن للأطعمة الدسمة أن تسبب حالة الخفقان، والأطعمة الغنية بالبهارات والتوابل الحارقة، ويمكن أن يحدث الخفقان نتيجة التغيرات الهرمونية بسبب الدورة الشهرية، وفي فترات الحمل، وأيضاً عند الوصول إلى سن اليأس، وهذه الحالات طارئة ولا تدعو للقلق.
الأنيميا والغدة والقلب
توجد أسباب أخرى كثيرة للإصابة بحالة خفقان القلب، منها الإصابة بالأنيميا أو فقر الدم الشديد، الناجم عن نقص الحديد في الجسم، وتزول حالة الخفقان وضيق النفس بعد تناول العلاج اللازم للأنيميا، كما أن الإصابة أيضًا بأمراض مثل مرض فرط نشاط الغدة الدرقية، يسبب الخفقان، ومرض القلب التاجي، وأمراض عضلة القلب مثل اعتلال العضلة، ويحدث أيضاً في حالة التأثير على الإشارات الكهربائية المتحكّمة في تنظيم نبضات القلب، مثل الخلل في نسيج القلب الناتج عن عيوب خلقية أو مرض، وبالتالي يؤثر ذلك في نقل الإشارات العصبية الكهربائية، وكذلك مرض اعتلال الكلية. ومرض الربو والانسداد الرئوي المزمن، يسببان نقص الأكسجين في الدم، وحدوث هذا الخفقان. وفي حالات فقدان الدم بسبب الحوادث أو بسبب نقل الدم، أو أي سبب آخر، وحالات الألم الشديد، وأثناء انخفاض نسب السيروتونين في الدماغ، وكذلك انخفاض مستوى السكر بالدم يسبب الخفقان، مثل بعض أنواع انخفاض ضغط الدم، وأيضاً ارتفاع ضغط الدم الذي يسبب ارتفاع الضغط داخل الشرايين، وزيادة تدفق الدم تؤدي إلى زيادة خفقان القلب والإصابة بالجفاف، وارتفاع درجات حرارة الجسم، كما أن بعض الأدوية المنشطة وأدوية الاكتئاب تسبب الخفقان، وأيضاً أقراص علاج الغدة الدرقية وأجهزة الاستنشاق لعلاج الربو.
أعراض خفقان القلب
يمكن أن تحدث بعض حالات خفقان القلب دون أعراض ملحوظة، وتمر على المصاب مرور الكرام، وهناك بعض حالات الخفقان التي تصاحبها بعض الأعراض، مثل:
• ضيق التنفس: فيها يشعر المصاب بانقطاع في التنفس فجأة، فيضطر للتنفّس السريع لتعويض الأكسجين الناقص، على الرغم من عدم بذل أي مجهود يستدعي هذا التنفس السريع.
• ألم في عضلات الصدر: كنوع من نقل ألم عضلة القلب، ويشبه إلى حد بعيد ألم النوبة القلبية.
• الدوخة وفقدان التوازن وعدم السيطرة على الجسم، والإحساس بأن الأرض تدور من حوله، نتيجة توقف القلب فجأة. وبالتالي تتوقف معظم أعضاء الجسم معه، ولا يصل دم كافٍ إلى الدماغ الذي يسيطر على توازن الجسم فتحدث الدوخة.
• تعرق الجسم الغزير
• الصداع وضعف العضلات، ويصل الأمر إلى حدوث حالة الإغماء لدى بعض الحالات، حيث تنخفض درجة الوعي بصورة مؤقتة، بسبب قلة الدم الواصل إلى الدماغ. والإغماء، عموماً، يحدث في الحالات المصابة بمشاكل في القلب.
ما هي المضاعفات المحتملة لخفقان القلب؟
المضاعفات المحتملة في حالة خفقان القلب، يمكن أن تصل إلى حدوث السكتات القلبية والدماغية، بسبب قلة الدم الواصل إلى القلب والدماغ، ويصل الأمر إلى حدوث الموت المفاجئ.
الوقاية من خفقان القلب
• تجنّب تناول المشروبات التي تحتوي على نسب عالية من الكافيين
• مارس بعض التمارين الرياضية مثل رياضة المشي، وارفع اللياقة البدنية للحد من الخفقان
• استرخ عند الشعور بالتعب والإجهاد
• تجنّب العقاقير المنشطة
علاج خفقان القلب
• الراحة والبعد عن المجهود
• معالجة السبب الرئيسي الذي أدى لظهور الخفقان
• مدّ الدم بكفايته من الأكسجين
• عمل توازن في تركيز الأملاح في الجسم
• تناول الخضروات والفواكه
• شرب الكثير من الماء لإزالة السموم والكافيين والأملاح من الجسم
• الجلوس عند الإصابة بالخفقان
• التنفس بهدوء وتجنّب التدخين
• استشارة الطبيب المختص فوراً
خلل الإشارات الكهربائية
تشير الدراسات الحديثة إلى أن حالة خفقان القلب تأتي بشكل مفاجئ، وغالباً لا يعلم الشخص المصاب شيئاً عن حالة قلبه الصحية، وتزيد عدد نبضات القلب من المستوى الطبيعي وهو متوسط 72 نبضة في الدقيقة ويصل في الخفقان إلى 125 إلى 185، بل وتصل إلى 220 نبضة في الدقيقة، وفي بعض الحالات تزيد سرعة التنفس مع النبض، ويصاب الشخص بالتعرق والخوف وحالة من الغثيان، وليس بالضرورة أن يكون ناجماً عن خلل بالقلب، ويمكن أن يكون خفقان القلب مستمراً لدى البعض أو متقطعاً عند آخرين، وأحياناً يكون لمدة متغيرة. ويحدث الخفقان عند الإصابة بخلل في نسب إنتاج الإشارات الكهربائية التي تنظم النبض، ويمكن أن تكون حالة الخفقان عارضة وليس لها ضرر ولا أعراض مؤثرة، وفي بعض الأحيان تؤثر في القلب وتزيد من فرص الإصابة بالجلطات القلبية، والسكتات الدماغية، وهناك أنواع من خفقان القلب، منها خفقان القلب السريع وخفقان القلب البطيء وخفقان قلب بطيني وخفقان قلب أذيني.
يسبب الخفقان قلق وإزعاج المصاب، ولكنه في معظم الحالات غير مضر ولا يشكل مشكلة على القلب، ويجب الذهاب إلى الطبيب المختص لمعرفة الأسباب والاطمئنان على القلب عموماً.