ورد جوري الذي يطلق عليه ايضا مسمى “الوردة الدمشقية” هي عبارة عن ورد زينة شهير تنتشر زراعته في الحدائق حول العالم و سوريا بالأخص حيث يتركز في حقول زراعية هناك, حيث و على مر التاريخ قد إنتقلت زراعته إلي دول أوروبا تدريجيا حتى أصبح من أشهر الورود هناك في ايامنا هذه. تتعدد أنواعه و أصنافه حيث تختلف ما بين شجيرات تميل الي التسلق غزيرة الأوراق و الأزهار تزرع بالحدائق بينما أخرى يتم زراعتها في أحواض حيث تحتاج الي ري بشكل دوري و منتظم, و تتعدد ألوان الورد الجوري مابين اللون الزهري و اللون الأحمر الفاتح بدرجاته و الأبيض المائل قليلا الي الأحمرار و اللون الأبيض المائل للأصفرار و اللون الأصفر. و تعتبر وردة الجوري هي الزهرة الوطنية رسميا في دمشق عاصمة سوريا, حيث أن مظهرها يوحي بالأمل و الأنسجام و الثقة بالنفس في تناغم متناسق يوحي بالتأمل و السكينة, بينما ترمز ايضا الي العواطف الصادقة و الحب و تدل على المشاعر النبيلة.
”
تاريخيا عرفت بهذا الأسم العلمي (Rosa damascena) حيث و كما تلاحظون تنقسم الي كلمتين الكلمة الأولى “Rosa” بمعنى الوردة اما بالنسبة للكلمة الثانية “damascena” فهي تعني الدمشقية, حتى تجدون أن ذلك واضحا في نطق الكلمة و يرجع ذلك الي أصلها حيث تم إكتشافها بموطنها في سوريا حيث العاصمة دمشق و تندرج فصيلة هذا النوع من النباتات تحت تصنيف النباتات الوردية, و بتتبع مسار تنقلها من موطنها عبر الزمن نجد ان تلك الوردة قد تنقلت من سوريا إلى قارة أوروبا خلال الحملات الصليبية في أواسط القرن الثالث عشر ميلادياً. ويعد نبات ورد جوري من أعتق نباتات الزينة ويستخرج منه زيت ذو رائحة عطرية شهير وهو زيت الورد والذي يدخل في صناعة العديد من أنواع العطور ومن أهم مواسم إزهاره المتعارف عليها فصل الخريف و فصل الربيع حيث يفضل العديد زراعة ذلك النوع من الورود في مكان خاص كحديقة الزينة.
ونبات ورد جوري له العديد من الأستخدامات الأقتصادية والطبية، حيث يستغل في صناعة العديد من المواد مثل العطور والزينة وغيرها، وهو مايجعله ذو طلب متزايد في كافة بلدان العالم. وشجرة ورد الجوري هي شجرة متعددة الأصناف والألوان والأنواع حيث نجد منها الشجرة المتساقطة الأوراق ومنها الشجرة المتسلقة لكن جميع الشجيرات تلك تتمتع بورودها الجميلة التي تقدم في الهدايا، والتي تأخذ اللون الوردي الشائع او اللون الأصفر والأبيض والقرمزي ومن أهم مميزاتها أنها تعيش فترة طويلة وهو مايجعلها تستخدم لتزيين البيوت والمكاتب.
جدير بالذكر يتكون ورد جوري من بتلات وسبلات وأسدية بالإضافة للأفرع المشوكة والتي يكون دورها حماية الشجرة من الحيوانات والإيدي العابثة ومساعدتها على النمو السريع. ويوجد نوعان من ورود الجوري ورد يزهر مرة واحدة في السنة وهناك جوري أخر يزهر مرتين، ويتم زراعته بأكثر من طريقة. أما عن طريق البذور، أو عن طريق “التبرعم” أو عن طريق الترقيد الهوائي.
ووردة الجوري هي وردة عطرية تتميز بالرائحة النفاذة وتعد من أبرز ورود الشرق وتدخل في تركيب أشهر وأنفس أنواع العطور الثمينة حيث تتميز رائحتها بالعذوبة والنعومة, و تشتهر منطقة النيرب والتي تقع في شرق مدينة حلب بدولة سوريا بزراعة هذا النوع من الورود ويتم تصديره إلى عدة دول من أهمها فرنسا والتي تستخدمه في صناعة عطور باريس الشهيرة.
ويستحسن زراعة هذا النوع من الورود في الأراضي الرملية وذلك لغناها بالمواد الغذائية ويشترط أن تكون خالية من الأملاح ويمتلك ورد جوري القدرة على تهدئة أعصاب الأنسان خاصة عند أصابته بإضرابات الغضب حيث أن رائحته الجذابة بالإضافة إلى منظره الخلاب يعطي هدوئاً نفسياً مطلوباً وقت الغضب.
إستخدامات و فوائد ورد جوري
وأكتشف عدد من الباحثين الأمريكيين أن أزهار ورد الجوري تمتلك العديد من الخصائص حيث إنها مسكنة للأعصاب ومهدئة ولذلك تستخدم في العلاج العطري الحديث بشكل كبير. حيث أوضحت تلك البحوث في مؤسسة شيكاغو لعلماء الأعصاب أن نبات الجوري يستخدم في علاج الغضب والأعصاب والأنزعاج، فهي تعمل على تهدئة المصاب وينصح الباحثون الشخص المضطرب نفسياً بوضع قطرتين على الأقل من زيت الورد على منديل يقوم بالتنفس من رائحته بعمق حتي تهدأ اعصابه ويزيل الغضب المسيطر عليه.
وينتج من ورد جوري العديد من المنتجات الطبية التي تستخدم في العلاج من الأمراض العصبية مثل زيت الورد وماء الورد والبتلات المجففة، وكان ماء الورد قد تم أستخدامه للمرة الأولى في القرن العاشر الميلادي كنكهة لبعض المأكولات، ومادة لتلطيف البشرة.
أما زيت الورد فهو يتميز برائحته النفاذة ويكون ذات لون أصفر مائل للأخضرار أحياناً، أما بتلات الورد فلها العديد من الأستخدامات الطبية مثل علاج السعال ومعالجة أمراض الفم والحلق ونزيف الرئتين.
ويستخدم منقوع البتلات المجفف الطازج بوضعه في قليل من الماء الساخن وذلك لتصفية السائل الناتج وخلطه مع العسل، حيث تشير بعض الدراسات أن عسل اورد يصنع من خلط العسل المصفى مع المادة المستخلصة من منقوع سائل بتلات الورد، وهو ماله فائدة كبيرة في علاج أمراض اللثة
عملية زراعة الورد الجوري “الدمشقي” من الأمور الممتعة والشيقة، فهو من نباتات الزينة المزهرة المهجنة (متساقطة الأوراق) سهله الزراعة والإعتناء التي تتميز بجمال أزهارها البديع، يصل طولها رأسياً عند زراعتها في الطبيعة حتى 2 متر، سيقانها سميكة، تنتشر عليها أشواك حادة وشعيرات متيبسة، بينما أوراقها شبيهة بالريش مع يتصل بها عادة خمسة وريقات قد تصل في بعض الأحيان حتى سبعة وريقات، الوانها تدرج من الوردي الفاتح حتى الأحمر المعتدل (صور ورد جوري). أزهار الورد الجوري تظل حتى 25 – 30 يوم من إزهارها، صغيرة الحجم نسبياً تنتشر في مجموعات، شجيراتها ذات هيئة غير منتظمة. يمكن زراعة الورد الجوري بالبذور (تكاثر جنسي) أو بالعقل (إحدى أنواع التكاثر الخضري اللاجنسي) أو يمكن الحصول عليها كشتلة من إحدى متاجر النباتات أو المشاتل والعناية بها مباشرة.
خطوات زراعة الورد الجوري بالبذور
عند شرائك أو حصولك على بذور الورد الجوري للزراعة توجد بعض الأمور التي يجب عليك التحقق منها، وتشمل:
التأكد من توافر العوامل اللازمة للورد الجوري أثناء مراحل نموه في مكان الزراعة المخصص.
معرفة خصائص نوعية الورد الجوري التي ستقبل على شرائها والخيارات المتاحة لك (حيث توجد أنواع مختلفة من بذور الورد الجوري).
الحصول على البذور من مصدر موثوق.
التحقق من جودة تلك البذور من خلال فحص عينة منها والتأكد من جدواها وصلاحيتها. (خاصة إذا كنت ستقوم بزراعته على نطاق واسع)
زراعة الورد الجوري بالبذور حتى الإزهار
مظهر ورد جوري وردي أثناء إزهاره
وهكذا بعد التحقق من تلك النقاط، نستعرض عليكم خطوات زراعة الورد الجوري بالبذور كما يلي:
الأدوات المستخدمة
ورق صنفرة (لصنفرة البذور إذا ما لم يتم صنفرتها بالفعل)
بيتموس
مسطح لإنبات البذور (صينية مسطحة مخصصة)
مجرفة
سماد
الخطوات
ضع بذور الورد الجوري على قطعة من ورق الصنفرة (أنشرها على نصف مساحة الورقة)، ثم إطوي النصف الأخر عليها وقم بفركها برفق، حتى يبدأ غلاف البذور بالتشقق قليلاً. هذا الأمر يساعد في وصول الرطوبة للجنين داخل البذور وبالتالي إنباتها.
أنشر طبقة من البيتموس على مسطح الإنبات، مع وضع البذور في ترتيب منتظم بها، ثم قم بري البيتموس بواسطة القليل من الماء حتى يصبح رطباً. أترك البذور فترة ما بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، في درجة حرارة ما بين 26 حتى 32 درجة مئوية.
قم بنقل مسطح الإنبات إلى مكان تدور درجة الحرارة به حول 4 درجات مئوية لمدة أربعة أشهر حتى يحدث الإنبات، مع مراعاة ري البيتموس بالقليل من الماء من حيث لأخر لجعله رطباً. (تستخدم تلك الطريقة لكسر طور السكون في البذور)
بعد ذلك قم بإختيار مكان مناسب في وسط الزراعة (مثل التربة الزراعية) تصله أشعة الشمس مباشرة أو جزئية من أجل نقل البذور المنبتة إليها. وتتم عملية النقل بحرص مع مراعاة عدم تضرر السيقان والجذور من خلال وضعها في حفر على عمق صغير أسفل سطح التربة تقوم بحفرها بواسطة المجرفة ثم تغطية الجذور بالتربة. قم بعد ذلك بالري بوتيرة مرتفعة من أجل الحفاظ على رطوبة التربة، يمكنك وضع مهاد مثل نشارة الخشب حول الجذور لحثها على إمتصاص الرطوبة إذا أردت.
يتم تسميد الورد الجوري كل عام خلال فصل الصيف، من خلال إضافة السماد المراد إلى التربة وحول الساق. ويحدد نوع السماد بناء على العناصر المغذية التي تعد نسبتها منخفضه في التربة (يمكنك إستخدام إحدى أنواع السماد السائل المخفف بالماء أو سماد NPK المتوازن) ويضاف حسب الإرشادات المدونة عليه.
يتم التقليم من خلال قص الأوراق الذابلة والبراعم الميته أو الضعيفة، كما يجب إزالة الأفرع المصابة بالمرض لتحفيز الورد الجوري على النمو.
كيفية زراعة الورد الجوري بالعقل؟
يتم أخذ العقلة من نباتات الورد الجوري التي مر عليها عام واحد على الأقل، ويكون ذلك من بداية فصل الخريف وحتى منتصف فصل الشتاء. يجب أن يكون طول العقلة حوالي 20 سم على الأقل، وسمكها بين .7 إلى 1.5 سم، ليتم وضعها بعد ذلك في إحدى الحاويات “الأصص” وغرس ثلثيها أسفل سطح التربة بينما يظل الثلث الأخر أعلى السطح. تكون العقل جاهزة لإعادة الزراعة النقل بعد مرور عام، ويمكن إستخدام منشطات النمو حال زراعتها لتحفيزها على التجذير.
عوامل زراعة الورد الجوري
عوامل زراعة الورد الجوري الواجب توفيرها
العوامل اللازمة لزراعة الورد الجوري
تتطلب زراعة الورد الجوري على نحو سليم سواء من البذور أو الشتلات توافر عوامل طبيعية، تضمن:
الضوء
يجب زراعة الورد الجوري في مكان يصله أشعة الشمس المباشرة، بعيداً عن وجود أي غطاء نباتي أو عوائق سواء أكان ذلك في المنزل بجوار النافذة أو في الشرفة أو الحديقة والمساحة الزراعية في الخارج.
درجة الحرارة
يفضل زراعته في مناخ ذو درجة حرارة معتدله، تكون درجة الحرارة به قبل 15 يوم من الإزهار تتراوح بين 0 حتى 5 درجات مئوية، حيث يساعد ذلك في الحصول على إزهار جيد وكثيف. بينما تفضل أن تكون درجة الحرارة أثناء مرحلة الإزهار بين 25 إلى 30 درجة مئوية مع درجة رطوبة 60% في الهواء الجوي فما أعلى إذا تراوحت درجة الحرارة بين 15 إلى 20 درجة مئوية في تلك المرحلة.
يمكن زراعة الورد الجوري في المناخات الحارة نسبياً، لكن سيؤثر هذا على أعداد وجودة الإزهار.
التربة
يفضل خلط التربة الطينية مع الرملية للزراعة على أن تكون درجة حموضتها بين 6 إلى 8 درجات. ويجب أن تكون التربة خالية من الحشائش وإزالة الشجيرات البرية والأعشاب المعمرة بها. بالإضافة إلى حفر وتجهيز قنوات لتصريف المياه (في حالة الزراعة في الأرض) بينما يجب التأكد من وجود فتحات لتصريف المياه (بالنسبة للزراعة في الأصص).
الري
يعد من الضروري ري الورد الجوري بإعتدال كل 12 إلى 15 يوم، إستناداً إلى درجة الحرارة وما إذا كانت مرتفعة أو منخفضة. مع مراعاة التصريف الجيد في التربة ويمكن تخفيض وتيرة الري إذا تخطى عمر النبات عامان.
التسميد
تستند نوعية السماد المتطلبة إلى مدى توافر العناصر المغذية في التربة مع أخذ عوامل خصوبة التربة والمواد العضوية بها وقوامها ودرجة الحموضة في الحسبان. يمكن إستخدام سماد NPK بنسب 18
16 من خلال إضافته حول الجذور وساق النبات.
وفي حالة ما إذا تخطى عمر الورد الجوري العامان يتم إستخدام الأسمدة النيتروجينية والفسفورية للتسميد، ويتم التسميد قبل عملية التقليم وبداية فصل الأمطار خلال العام.