شخص عنده بيت, فساواه جبصين كله, شيء جميل جداً.
قال لي أخ مهندس, قال لي: وضعنا له اثني طون جبصين في السقوفة, اثني طون, أصبح شيء جميل جداً, حسناً: هذا مات, أخذوه على باب صغير, وضعوه بقبر, أين بقي الجبصين؟ انتهى.
كل شيء تفعله في البيت, إذا يدخل معك في القبر, عينك عليه, ممتاز, وسام شرف, إذا ينتهي عند الموت, يزيدك حسرة, النقلة لأنه من بيت فخم جداً لباب صغير صعب جداً, جداً صعبة, من بيت أربعمئة متر بلاط إيطالي, جبصين لمتر ونصف, لباب صغير فيه جرذان, والله مشكلة, العاقل يعد لهذه الساعة التي لا بد منها, عدة لا بد منها.
أعرف رجل له بيت بأضخم بناية بالمالكي, ابنه صديقي, يعني صعب توصف له بيته, هو رجل تاجر تحف, دار العالم بأكمله, أجملها في العالم في بيته, وتوفي في أحد أيام الشتاء المطيرة, من حوالي عشر سنوات, جاءت أمطار ثمانية أيام وراء بعض, القبر الذي اشتروه, ابنه مهندس, اشتروا قبر, الجنازة وصلت للمقبرة, فتحوا القبر, فلتت فيه سياقات, ماء أسود, صار فيضان, سياقات فلتت, في فتحة ضعيفة خرقت, دخل الماء, ماشية ماء سودة, سألوا ابنه: ماذا نفعل؟ قال لهم: ضعوه, ماذا نفعل؟.
مدير معمله, ويصلي عندي, قال لي: والله يا أستاذ, أسبوعان لم أذق لقمة في البيت, هذا معلمي هنا وضعوه!؟ يأتي بحرامات الموهير بالبريد الجوي, لم يستعمل لحاف بحياته, لحاف ثقيل, حرام موهير, هذا خفيف جداً, ثلاثة فوق بعضهم بلا وزن, يضخون ناراً, عنده أناقة تفوق حد الخيال, نظايفي, موسوس, مزوق, أصبح مصيره بقبر في سياقات.
يقول لي: أنا أسبوعان لم أذق الطعام.
فإذا واحد موضوع القبر دخله بحساباته أخواننا, والله من السعادة, اذهبوا إلى المقابر, اطلعوا جنائز, من العبادة والله, لكن مستحيل واحد منا يقف أمام قبر مفتوح, فتحوا هذا النعش, طالعوا الميت, ملفوف, مرصوص, مشدود, نزلوه.
أنا أعرف شخص, يمكن بقي فرجة, يوجد هكذا مئة سانتي, وضعوا بلاطة, لكن البلاطة قصيرة, جاء الحفار بالمجرفة, جر التراب, يمكن نزل فوقه حوالي خمسة كيلو تراب فوق رأسه, خلص, انتهت ....... ذهبوا إلى البيت, أكلوا الأوزي, والترتيبات .......
قال له: أين ذاهب؟ قال له: ذاهب لأسكر على روح أبي.
((يا أهلي, يا ولدي, لا تلعبن بكم الدنيا كما لعبت بي, جمعت المال مما حل وحرم, فأنفقته في حله وفي غير حله, فالهناء لكم والتبعة علي))
قال لي شخص: والله يا أستاذ, من ثلاثين سنة لم أذهب للاذقية لمرة واحدة, أخذت منها البيجو, وأنا من معملي لبيتي.
قال لي: أعمل مثل الحمير الطرابة, حتى النسوان يسعدون, ويلبسون أحدث اللبس, وأحدث ......
والله عقله صغير, هو يعمل ليلاً نهاراً, بلا كلل ولا ملل, لم ير شيئاً من الدنيا, حتى يعيشوا أهله فسق وفجور, فكروا يا أخوان.
((يا أهلي, يا ولدي, لا تلعبن بكم الدنيا كما لعبت بي, جمعت المال مما حل وحرم, فأنفقته في حله وفي غير حله, فالهناء لكم والتبعة علي))