على سبيل السعادة... رمضان على الأبواب
يقولُ ابن تيمية رحمه الله: "مَنِ أراد السعادة الأبدية فليلزم عَتَبَة العبودية".
لكل واحد منّا مفهومه عن السعادة وماهية تلك الكلمة الساحرة والتي يبحث عنها بمجرد أن يلج الحياة.
سبيل السعادة... رمضان الأبواب
وتظل الأعمار تفنى لهثًا وراء السعادة بحسب مفهوم كل واحد عنها،
فمنهم من يراها في تحصيل المال ومنهم من يراها في الحُب،
ومنهم من يجدها في العلم أو في قضاء حوائجِ الغير.
سبيل السعادة... رمضان الأبواب
وإن كان في كلِّ ما فات شيءٌ من معناها؛ يظلُّ أصل السعادة ولُب حقيقتها في عبادةِ الله جلّ في عُلاه، سُبحانه ربّ القلوب ومُقلِّبها، ويعلم ما تطيب له النفس وما يُسعدها،
يقول تعالى: {وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى} [النجم:43].
سبيل السعادة... رمضان الأبواب
وعلى سبيلِ السعادة فقد اقترب شهر السعادة..
شهر الرحَمَات والعطاءات الربَّانية؛ شهر رمضان.
الشهر الذي تجدُ الروحُ فيه غايتها وتُدرِكُ معنى السعادة الحقيقية.
سبيل السعادة... رمضان الأبواب
ويتفق الجميع أنّ في لذة العبودية ما لا يُمكن تحصيله بأي لذة أُخرى، تجدُ فيها السعادة المُطلقة وإنّ لم تجد لها أسبابًا ومظاهر واضحة.
بالعبادةِ والدُعاء وتلاوة القرآن يتخلّص الكاهل من الأحمال المُلقاة على عاتقه،
ويتخفف الصدرُ من الهموم الجاثِمة عليه والخانقة له حدّ الحرمان من السعادة،
فتصبح الروح مشرقة والقلب مُستشرف للسعادة مُقبِل عليها يراها في أبسط الأشياء لتجده يبتسم ملء فيه إذا ما ضحِك طفل أمامه إو اذا غرّد طير فوق رأسه!!
سبيل السعادة... رمضان الأبواب
السعادة الحقّة إذن هي في رضا الله على العبد ورضا العبد عن ربِّه،
ولا يكون ذلك إلّا بالعبادة على اختلافها وكل ما يتقرّب العبد به إلى ربِّه،
فتتساقط الذنوب عن الروح وتصير السعادة أقرب إلينا من حبل الوريد.
سبيل السعادة... رمضان الأبواب
أقْبِلوا بقلبٍ طامعٍ في كرمِ مولاه؛ على شهرِ العبادات والبَرَكات وإجابة الدعوات،
تَنَسموا أنفاس السعادة مع كل ذكر وآية وأذان للصلاة،
اجعلوا الروح تعرج إلى ربِّها في رحلة سعادة حقّة هي جنّة الدُنيا ونعيمها وهي الموصلة إلى غاية السعادة ومُنتهاها.. الجنّة !!!
سبيل السعادة... رمضان الأبواب
العيدُ سعادة وللمسلم عيدين، عيدُ الفِطر وعيد الأضحى،
فلا عَجَب إذن أن يُختم شهر العبادات بأيّام عيد.. أيام سعادة !!!
بلّغَنَا الله وإيّاكم شهر رمضان
ورَزَقنا سعادة يرضى بها عنّا ويُرضينا.