(وَلا تَتَمَنَّوا ما فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعضَكُم عَلى بَعض)
لا يكن همُك متابعة عطاء الله عزوجل لعبيده ، ولكن
( وَاسأَلُوا اللَّهَ مِن فَضلِهِ)
فهذا أولى وأجمل
(فَإِن أَطَعنَكُم فَلا تَبغوا عَلَيهِنَّ سَبيلًا)
إذا استقامت أحوالُ المرأة بعد اعوجاج ،
فإن أخلاق الكرام تأبى أن تلام على ما سلف
(فَإِن أَطَعنَكُم فَلا تَبغوا عَلَيهِنَّ سَبيلًا)
أى لا تنسى وفائها فى الماضى بجفاءٍ منها عابر
فربما يعود الأمر إلى الجميل
(وَاعبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشرِكوا بِهِ شَيئًا وَبِالوالِدَينِ إِحسانًا)
إذا أحسنتِ صحبة الوالدين وعشرتهما ،
فإنك استدعيت بذلك صحبةَ المولى تبارك وتعالى
(وَالجارِ ذِي القُربى وَالجارِ الجُنُبِ وَالصّاحِبِ بِالجَنبِ)
فالأقربون أولى بالمعروف ، وأجدر بعدم الإيذاء
(الَّذينَ يَبخَلونَ)
قال المحققون بخل الأغنياء بمنع النعمة ، وبخل الفقراء بمنع الهمة
ثلاثة أصنافٍ لا يحبها الله عزوجل
المختال الذى ينظر إلى نفسه
الفخور الذى يرى من نفسه أحوالاً وصفاتٍ وهو فى ذلك مدعٍ ،
المرائي الذى ينفق ماله (رِئَاءَ النّاسِ)
(وَماذا عَلَيهِم لَو آمَنوا بِاللَّهِ وَاليَومِ الآخِرِ وَأَنفَقوا مِمّا رَزَقَهُمُ اللَّهُ)
ليس فى تحقيق الإيمان بالله ولا فى الإنفاق مشقة ؛
وإنما المانع من ذلك قلة الوفاء ودناءة النفوس
(أَلَم تَرَ إِلَى الَّذينَ يُزَكّونَ أَنفُسَهُم)
بإعجابهم بتزكية الناس لهم وسرورهم بها وقناعتهم بذلك ؛
فهذا أعظم حجاب عن تزكية الله ..
يزكيك الله وينشر لك الذكر الحسن بقدر ما تقاوم مدح ذاتك تلميحا أو تصريحا
(بَلِ اللَّهُ يُزَكّي مَن يَشاءُ)
(إِنَّ اللَّهَ يَأمُرُكُم أَن تُؤَدُّوا الأَماناتِ إِلى أَهلِها)
فَردُّ الأمانات إلى أهلها تسليم أموال الناس لهم بعد إئتمانك عليها ،
ويقول أرباب الإشارة إن لله تعالى أمانات وضعها عندك كالجوارح ..
فرد الأمانة إلى أهلها :
تسليم هذه الجوارح إلى الله عزوجل سالمة من خيانتك فيها
(وَإِذا قيلَ لَهُم تَعالَوا إِلى ما أَنزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسولِ رَأَيتَ المُنافِقينَ يَصُدّونَ عَنكَ صُدودًا)
أثقل شئ على المنافقين دعوتهم إلى سماع القرآنِ ، والانقياد له ، وإلى سماع النبى والاحتكام لسنته
(كَأَن لَم تَكُن بَينَكُم وَبَينَهُ مَوَدَّةٌ )
من أقبح صفات المنافقين نسيان أوقات الوداد وساعات الصفاء
(فَقاتِلوا أَولِياءَ الشَّيطانِ)
وإياكــم أن تنطوى قلوبكم على خوف منهم ،
فإن الله متوليكم وكافيكم شأن أعدائكم
(قُل مَتاعُ الدُّنيا قَليلٌ وَالآخِرَةُ خَيرٌ)
وإذا كانت قيمة الدنيا قليلة ؛
فأخسُ من الخسيسِ من رضى بالخسيس بدلاً عن النفيس
(أَينَما تَكونوا يُدرِككُمُ المَوتُ)
والموتُ فرح للمؤمن فإذا استشعر قربه استبشر ؛
لأنه سبب يوصله إلى مولاه ،
ومن أحب لقاء الله أحب الله لقاءه
(أَفَلا يَتَدَبَّرونَ القُرآنَ)
فيغوصون فى ألفاظه ومعانيه بعقولهم ليستخرجوا منه اللآلئ والجواهر ،
فهذا بعيد عنهم
لأن محل اهتمامهم الأول هو الدنيا ذات المتاع القليل
(سَتَجِدونَ آخَرينَ يُريدونَ أَن يَأمَنوكُم وَيَأمَنوا قَومَهُم)
هذا صنفٌ خبيثٌ من المنافقين لا يُعرف لهم موقف ولا تظهر لهم إرادة أو عزيمة ، يريدون الجمع بين المتناقضات
(إِلَّا المُستَضعَفينَ)
وهم الذين أقعدتهم الأعذار عن الجهاد أو الهجرة ، فعسى أن يتفضل الله عزوجل عليهم بالعفو ،
وينبغى أن نقف من هؤلاء نفس هذا الموقف القرآنى العظيم
من أشنع صفات المنافقين أنهم ..
(يَستَخفونَ مِنَ النّاسِ وَلا يَستَخفونَ مِنَ اللَّهِ)
فالغالب على قلوبهم رؤية الخلق ،
والغالب على قلوب المؤمنين رؤية الحق تبارك وتعالى
(إِن يَدعونَ مِن دونِهِ إِلّا إِناثًا)
ما أقبح من يكذب الكذبة ثم يصدقها
(وَالصُّلحُ خَيرٌ)
نعم .. هو خير من تطاولك على أخيك ونصبك العداء له ونفورك الشديد منه
فإن هذا شأن العلاقات بين المنافقين وليس بين المؤمنين
(وَكَفى بِاللَّهِ وَكيلًا)
يُصلح لنا الحال والبال والمال والعيال
(يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا آمِنوا)
يا أيها الذين آمنوا تصديقاً واعتقادا آمنوا تحقيقاً وتخلقاً وعملاً
(وَإِذا قاموا إِلَى الصَّلاةِ قاموا كُسالى)
فعلامة المنافق انبعاث النشاط عند مشاهدته للخلق ،
وفتور العزم والهمة عند غيابهم عن عينه
من الآيات التى توجب حُسن الرجاء وقوة الأمل قوله تعالى
(ما يَفعَلُ اللَّهُ بِعَذابِكُم إِن شَكَرتُم وَآمَنتُم)
لأنه جعل من أسباب الأمان من العقوبات والعذاب أمرين اثنين :
الشكر والإيمان وهما خصلتان يسيرتان فإن الشكر قالة والإيمان حالة ،
وقد هونهما الله تبارك وتعالى على عباده المؤمنين