فضائل الصيام .. الصيام جنة من النار
أخرج البخاري ومسلم عن أبي سعيد - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه قال:
"مَن صام يومًا في سبيل الله بَعَّد الله وجهه عن النار سبعين خريفًا".
وعند النسائي من حديث عقبة بن عامر - رضي الله عنه - بلفظ:
"مَن صام يومًا في سبيل الله، باعد الله منه جهنم مسيره مائة عام".
وقال القرطبي - رحمه الله -:
في سبيل الله: طاعة الله، فالمراد: مَن صام قاصدًا وجه الله
وقال المناوي - رحمه الله -:
في سبيل الله: أي لله ولوجهه، أو في الغزو، أو الحج.
أخرج الإمام أحمد والنسائي عن عثمان بن أبي العاص - رضي الله عنه -
عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:
"الصوم جُنَّة من عذاب الله".
(صحيح الجامع: 3867).
وعند أحمد والنسائي أيضًا بلفظ:
"الصيام جُنَّة من النار كجُنَّة أحدكم من القتال".
وعند أحمد بإسناد حسن عن جابر - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
"الصيام جُنَّة يستجن بها العبد من النار" (صحيح الجامع: 3868).
وعند أحمد بسند حسن عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
"الصيام جُنَّة وحصن حصين من النار" (صحيح الجامع: 3880).
وأخرج ابن حبان بسند صحيح عن كعب بن عُجْرةَ - رضي الله عنه
- قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
"يا كعب بن عجرة: الناسُ غاديان: ففادٍ في فكاك نفسه فمعتقها، وغاد فموبقها.
يا كعب بن عُجْرةَ: الصلاةُ قربان، والصوم جُنَّة، والصدقة تطفئُ الخطيئة كما يذهبُ الجليدُ على الصفا".
قال المناوي - رحمه الله - في "فيض القدير":
وقاية في الدنيا من المعاصي، بكسر الشهوة، وحفظ الجوارح، وفي الآخرة من النار.
وقال أيضًا:
الصوم جُنَّة من عذاب الله، فليس للنار عليه سبيل، كما لا سبيل لها على مواضع الوضوء؛ لأن الصوم يغمر البدن كله فهو جُنَّة لجميعه برحمة الله من النار.
ولذلك قال ابن عبدالبر - رحمه الله -:
حسبك بهذا فضلًا للصائم.
وأخرج الترمذي من حديث أبي أمامة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
"مَن صام يومًا في سبيل الله جعل الله بينه وبين النار خندقًا كما بين السماء والأرض".
فإذا كان هذا بصيام يوم واحد نفلًا يباعد الله بينه وبين النار خندقًا مسافة خمسمائة عام،
فما ظنّك بصيام شهر رمضان وهو الفريضة؟!.
فمن أراد أن يعتق رقبته من النار فعليه بالصيام:
فقد أخرج الإمام أحمد والطبراني بإسناد حسن عن أبي أمامة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
"لله عند كل فطر عتقاء".
• وفي رواية أخرى:
"إن لله تعالى عند كل فطرٍ عتقاء من النار وذلك في كل ليلة"
(صحيح الجامع: 2170).
فأنعم به من شهر تُعْتَق فيه الرقاب من النار، ويُنَال فيه رحمة العزيز الغفار.
___________________________
الألوكة