السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على نبينا المصطفى .....
إبنة الإسلام .. مالي اراك تعودين للوراء ... تخاذلت عن العطاء .. تتقدمين خطوة .. وتتأخرين خطوات ..
الهذا الحد وصلت ...
قلبك ينبض بالتضحية في امور الدنيا .. ولسان حاله يقول .. تعبت .,, سئمت ,, وليس لهذه التفاهات خلقت ...
نعم .. قلبك .. كزهرة ... في روضة غناء .. وهي روحك ..
قلبك ... إن لم تسقيه بالماء الطاهر .. وتعرضيه لأشعة الشمس الدافئة .. وتوفري له تربة صالحة للزراعة ..
لماااااات .... قلبك ...
أخيتي ..
قلبك .. هو الزهرة ولا إشكال في ذلك ..
والماء الطاهر .. هو عقلك وتفكيرك وعلمك وأسلوبك في العطاء وحمل هم الدعوة ..
وأشعة الشمس .. هي ما تواجهينه في دعوتك ..
وطريقك إليها .. فإما أن تكون الشمس حارقة وهذا اذى لابد منه ..
فقد تعرض له الحبيب صلى الله عليه وسلم ...
وإما أن تكون دافئة وهو إن تقبل الآخرون دعوتك ...
فقد أعطوك مهارة تتجدد يوما بعد يوم ... ولكن تذكري أنه لابد من التعرض
للشمس الحارقة ولكن لا تلبث ان تمر مرورا فقط ثم تكون دافئة
وستذكرين ما قلت لك في يوم من الأيام .. وتذكري
أن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير
من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على اذاهم ..
وإما أن تحجبي قلبك وزهرتك عن أشعة الشمس وتحرميها الماء .
. فقد حجبت شيئا مهما سيكون له أبلغ الأثر في حياة قلبك ..
فتعتزلي المجتمع بصمتك .. وإنطواءتك ..وحب العزلة .. وبذلك
ستحمل الدعوة همك ... بعد أن كنت تحملي هم الدعوة ...
وأما تربتك .. فهي روحك .. هي روحك التي بين جنبيك ..
روحك التي تسقى باليقين والإخلاص والعطاء ...
روحك الطاهرة من الغفلة وحب الدنيا ...
وحديقتك الغناء .. هم من كنت لهم خير معين لا نتشالهم من مستنقع الغفلة
.. إلى نور الصدق مع الله
فيا ترى .....
هل تملكين هذه الحديقة الغناء .... ؟؟؟
**
أخيتي .. الحياء كله خير ... كم من مجلس كثر فيه اللغط واللهو والغيبة ...
كم كان ذلك المجلس ثقيلا عليك .. تاأففت في أعماق قلبك ..
زفرات تلو زفرات .. لعل الجالسون يغيروا السالفة ..
كم كنت تهمين أن تقطعي حديثهم وتنبيههم للخير .. ولكن .
. قلت سأصمت ولن أشاركهم فأنا لا استطيع مقاطعهتم وربما تسببوا في إحراجي
.. نعم .. هي النفس البشرية جبلت على عدم الرضاء بالأذى ..
ولكن أخرس الشيطان لسانك .. ولم تعلمي أنك تشاركينهم منكرهم
كيف لا يتمعر وجهك من مجلس يذكر فيه منكر ..
كما روي عن العبد الصالح الذي اهلك الله قومه فقال
( فبه فأبدأ فإنه لم يتمعر وجهه في قط ) مع أنه كان صالحا .. ولكن ......
أخيتي .. عذرا أقبح من ذنب ..
أنا لا املك علم كافي في الدعوة إلى الله فهذا يسقط عني هم الدعوة ...
ألم تقرأي او تسمعي لقصة العجوز الذي جاوز الثمانين وأكثر ...
سمع محاضرة لشيخ يقول قال صلى الله عليه وسلم .
. ( كلمتان خفيفتان على اللسان .. ثقيلتان في الميزان ..حبيبتان على الرحمن .
. سبحان الله وبحمده .. سبحان الله العظيم ...)
سمعها العجوز وحافظ عليها .. يقولها في جلوسه وركوبه ودخوله .
. إذا قابل أحدا قال .. قال صلى الله عليه وسلم ... ثم يذكر الحديث ..
نعم .. حمل هم الدعوة .. بلغ آيه ... وربما سن سنة حسنة كان له
أجرها وأجر من عمل بها على يوم القيامة ....
أجريت له عمليه .. فبدأ بالدكتور فقال .. قال صلى الله عليه وسلم .
. وذكر الحديث ..
نعم حتى في أصعب المواقف يحمل هم الدعوة ...
هكذا نريدك .. لا نريد منك أن تصعدي على منبر ..
أو تألفي كتاب في التوحيد والتفسير .. فقط
نريد قلبا يحمل هم الدعوة فيبلغها بأبسط صورة وأيسر طريقة .
..وأفضل اسلوب ..
لا نريد منك أن تكوني كالعالم الذي أفتى الرجل الذي قتل 99 نفسا
فذهب للعالم فقال .. قتلت 99 نفسا فهل لي من توبة يقبلها الله ..
فقال العالم ..
لا يقبل الله توبتك .. فقتله الرجل فأكمل به 100 نفسا .. نعم
***- ***- ***- *
أخيتي لا تتقمصي شخصية لست أهلا لها .. و
لا تخاطري وتضحي من أجل أن يقال فلانة ..
تذكري أن للعلم أهلا .. فإن أشكل عليك امرا ...في الفتوى ..
فتمهلي قليلا .. وتذكري أن من قال لا أدري
فقد افتى
وأن العلماء والسلف
الصالح يتهربون من الفتوى ولو كانت بسيطة لأنها
توقيع عن رب السماء والأرض
فلا تقولي على الله ما ليس لك به علم ..
تعلمي قول لا أدري .
. فإنك إن قلت لا أدري علموك حتى تدرين ...
وإن قلت أدري سألوك حتى لا تدرين ..فانت ابخص بنفسك ..
غاليتي :
الدعوة نور وضياء .. تربي النفس على البذل والعطاء .
. ترد النفس عن الرذيلة .
تذكري أن الدعوة ليس اختراع .. ولا أكتشاف .. إنما هي كلمات ..
او إيماءات .. أو تمعر ...أو حركات.. أو قبول ورضى او رفض و إنكار ...
ولكن أكملي لتعلمي حقيقتها ..
أخيتي .. لانطلب منك جهدا ... ولن نطالبك بالمستحيل .
. فقط نريدك .. داعية ... بالموعظة الحسنة
.. والحكمة ... وحب الخير للغير ...
أخيتي ... إذا لم تملكي جرأة في التحدث للغير ومناصحته ...
فهذا لا يعني الرضى بصمتك .. وتخاذلك عن طريق الدعوة ...
وإنما هو بداية للمشوار الحقيقي للدعوة ..
وإلزام رباني لك .. ببذل ما في وسعك ..
نعم الكل يمتلك شخصية تختلف عن الآخر ..
ولكل شخص موهبة ومهارة منحه الله إياها ليستعين بها في الدعوة ..
لا نطالبك بما لا تستطعين فلكل شخص قدرة وطاقة يمتلكها وكل ميسر لما خلق له ...
فإن كانت فاطمة تمتلك قدرة الخطابة .. فهذا منحة من الله لحكمة هو أعلم بها ..
. فهي قادرة بتوفيق من الله أن تنكر بلسانها باسلوب لطيف .. وموعظة حسنة ..
إن كانت إيمان .. لا تمتلك قدرة على مواجهة الناس بالإنكار بلسانها
فهذا لا يعني ان تتوقف عن الإنكار فلتنظر لنفسها وهي اعلم بالمهارة
التي تمتلكها فلتوظفها في سبيل الدعوة .. يعني إن كانت تمتلك مهارة
جمع المواعظ وتوزيع المطويات والكروت الدعوية
واستبدال اشرطة الغناء بالشريط الاسلامي
فهذا فضل من الله منحها إياه وهو إنكار باليد ...
وقيسي على ذلك الكثير من المهارات الدعوية ..
وإن كانت الام الحنون في بيتها لا تمتلك هذا ولا ذاك ..
فلا تحزن فهناك اسلوب القبول والرضى .. أو الرفض والإنكار ..
***- **
فتستخدم مع ابنها مثلا إن رات منه سلوكا حسنا الابتسامه والثناء عليه
وإن رأت منه سلوكا خاطئ فلتبادر إلى إنكار ذلك بتقطيب حاجبيها او إيماءات برأسها على أنها لا ترضى ذلك
وبذلك يعلم الابن أنه على خطأ فيتوقف عن فعله ..
وبذلك سلكت مسلكا جياشا في الدعوة على الله .. ولم تتوقف مكتوفة الأيدي ..
فاغتنمي مهاراتك التي منحها الله لك .. في الدعوة إليه
ولو كان ذلك
بنقل كلمة مفيدة وكتابتها وإرسالها لمن تحبين ..
او المشاركة بها في المنتديات النسائية ...
فربما كلمة خرجت من قلبك فوصلت لقلب خالطه اليأس والشقاء
.. فتاب وعاد وأناب
فكان لك اليد العظمى في انتشاله من مستنقع الهلاك بتوفيق من الله .
. واحتسبي الأجر ..
وسترين النتيجة ..
حديث الروح على الأرواح يسري وتقبله القلوب بلا عناء
***- ***- ***- *
اخيتي الغالية ... كلنا خطاء وخير الخطاؤون التوابون ... كلنا مقصرون ...
وليست المشكلة في الخطأ ولكن المشكلة الإصرار عليه ..
لاتتوقفي عند هذا الحد .. الموضوع لم ينتهي بعد .. إنزلي للأسفل واكملي ..