أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي المرأة المطلقة ومحكمة المجتمع

المرأة المطلقة ومحكمة المجتمع
تواجه المرأة المطلقة في مجتمعاتنا تجارب قاسية، ومحناً أشدَّ من محنة طلاقها، فأطماع الرِّجال حولها ترشُقُها بسهامِها وعيوناً ترميها بنظراتٍ تهزمُها بِلَوْمِها، تُشْعِرها بعارِها وذُلِّها ومهانَتِها، وألسنةً تقذِفُها بشَرارِها، فتَصْليها عباراتُها بكلماتٍٍ كرصاص البَنادِق تخترق قلبها، فتوقِعُها صريعةً تلفظ آخر أنْفاسِها، وآخر ما تبقّى من كرامَتِها، وحرِّيتِها، وجمالِها، وإحساسِها بإنسانيَّتها.



فهي لم تكن تعتقد بأنَّ طلاقها أعظم من خسارة رجل، كانت تحلم بأن تعيش معه حياةً زوجيَّةً سعيدة، وأنَّها ارتكبت جريمة تُعاقِب عليها محكمة المجتمع، وعليها أن تتطهَّر منها ما تبقّى لها من سنوات عمرها، وتضمِّد جِراحٍَها فلا تَفْتَر تنزِفُ حتّى تَنْزِح عروقُها من دمائِها، كما تنزح البئر من مائِها، وتُلَمْلِمُ أوراق ذكرياتِها، فلا تستريحُ نَفْسُها من زََفَراتِِها وأوجاعها وأحزانها .



فهناك من حَكَم عليها بأن تعيش النِّهاية وتَشْهَََد غروبَها، أيّاماً تُداوِلُها كئيبة، تراودها الخواطر كأَّنها كوابيس أحلامٍ مزعجة، تصيبها بالقلق والاكتئاب النَّفسي، فتفقد نشاطَها وحيويَّتَها وطاقَتها، وتفقد ملامِحُها نضارتَها، وتصير شاحبةً كشحوب أوراق الخريف قبل أوان الخريف، تتوهَّم أنَّ دورة حياتِها انقَضَت أيّامُها وساعاتُها، فتظلُّ تلهث بين آمالِها وآلامِها، تصارع لكي تعيش فلا تنسلَّ روحها من ضعفها .



فماذا تقول لمحكمةٍٍ أدانَتْها، وألقت بها في زِنزانة المجتمع لتقاسي أبشع أنواع التَّعذيب النَّفسي والجسدي لأنَّها مطلقة ؟
ماذا تقول ولا تملك في جعبتها أجوبة برائتِها، فتظلُّ حبيسةً على أطراف لسانِها تمتماتٍٍ خرساء من عجزها ؟
ماذا تقول والأصواتُ تعلو صرخاتٍٍ بداخِلها، تثورُ على ظلمِها وجورِها لحقوقِها؟
ماذا تقول وفي كلِّ يومٍ تفقد من ذاتِها، ونفسِها، ودمِها، وروحِها، وجسمها، وهويَّتِها، وتاريخِها، وآمالِها وأحلامها ..؟



إنَّها لا تملك إلاّ أن تعيش معاناتها بمفردها، ولأنَّها المرأة عليها أن لا تشتكي من حياتها، ولأنَّها الزوجة عليها أن تتحمَّل كل أخطاء زوجها وسلبيّاته، وكلَّ سَقَطاتِه وزلاّتِه، وكلَّ تقصيره وجفائه وقسوته، وكلََّ ما تكرهه من عاداتِه وطِباعِه، وكلَّ ما يؤذيها من قهره وظلمه لحقوقها، ولأنَّها الأم المربية عليها واجب التَّربية والرِّعاية لأطفالها، والتَّضحية لأجلهم براحتها وسعادتها، ولأنَّها السَّكن عليها أن تهب لبيتها الدِّفء والحنان والمودّة والرحمة ..



وحتّى وإن حرمت من كلِّ ذلك من زوجها، أو تعبت أو انهارت أو استسلمت لضعفها وانكسارها، عليها أن تصبر وتكافح وتستمر حتى النهاية .
إنَّها بكلِّ حالاتها ليس من حقِّها أن تتخلّى عن واجبها ومسؤوليتها، أو تملَّ من صبرها وكفاحها، وتطلب الطلاق، أو تكون سببًا من أسبابه، وإلاّ سيتَّهمها أهلها وأسرتها والناس بأنَّها ظالمةٌ لزوجِها، وبأنَّها إنسانةٌ سلبيَّة، لا تتحمَّل مسؤوليَّة الزواج وأعبائِه وتبِعاتِه، أو هي لا تدركُ معانيه ومقاصده، أو لا تحسنُ تدبير شؤون بيتها، وإدارة أسرتها وإسعاد زوجها ..



وتكثر حولها الإشاعات التي في أغلبها لا تتعدّى أن تكون احتمالات وتأويلات تخالف الحقيقة، تسعى لتفرض الوصاية على تصرُّفاتها، أو نُدينَها ونتَّهِمَها في أخلاقها، وشرفها، ودينها، لمجرَّد أنَّها أخطأت أو فشلت في زواجها .




مع أن الفشل في الزواج ووقوع الطلاق ليس قرارا صادراً عن فردٍ واحد، إنَّما عن شريكين يتحمَّلان معاًً مسؤولية فشلهما بحياتِهما الزَّوجية، كما يتحمّلان أسباب انهيار علاقتهما معاً ً.
وبكلِّ الحالات فالمرأة المطلقة تظلُّ واحدة منا، هي من بناتنا وأخواتنا وأهلنا، فواجب علينا أن نحميها، ونراعي ظروفها، ونبرِّر أخطائها، وعلينا أن نرشدها ونوجِّهها ونهديها إلى الطريق المستقيم، ونمنحها الأمل لتبدأ حياة جديدة، بأحلامها وطموحاتها وأهدافها، وتعمل على تحقيق رسالتها فتكون عنصرا فعّالا تساهم في تنمية مجتمعها .



وواجب علينا كذلك أن نشعرها بأنها ليست وحدها، وليست غريبةً في أهلها ووطنها ومجتمعها، إنما كلنا بجانبها وحولها، نخدمها ونساندها وندافع عن حقوقها، ونشدُّ أزرها، ونساعدها حتى تتجاوز محنتها، لأننا كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، ولأنَّ من قيمنا الإسلامية أن نتَّحِد وننصر بعضنا في السَّرّاء والضَّرّاء، ونوفِّر مصالح بعضنا، مصداقا لقول الحق سبحانه: (فاستبقوا الخيرات) “البقرة، 148”، وقوله سبحانهً: (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) “المائدة، 2” .
والمرأة المطلقة تحتاج كذلك من كلِّ فرد من أفراد أسرتها وأبناء مجتمعها إلى الرحمة والشفقة مهما أخطأت أو حادت عن جادّة الطريق، تلك الرحمة التي أوصانا بها النبي صلى الله عليه وسلم فقال: << الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء، الرحم شجنة من الرحمن فمن وصلها وصله الله ومن قطعها قطعه الله>>، وقال صلى الله عليه وسلم رحمة بالنساء لغلام يحدو بهن يقال له أنجشة: << رويدك يا أنجشة سوقك بالقوارير>> قال قتادة : يعني ضعفة النساء.



وقبل أن نتهم المرأة المطلقة علينا أن نسأل أنفسنا ماذا قدَّمنا لها لنحميها وندافع عن حقوقها؟ وماذا قدَّمنا لها لتوعيتها وإرشادها؟
ولْتكن غايتنا ليس التَّرويج للطلاق، فهو أبغض الحلال عند الله، ولكنَّه الحلال الذي أحلَّه الله، والحلُّ الذي وضعه الشارع للرجل وللمرأة حين تستحيل العشرة بينهما .
وغايتُنا تحسين صورة المطلقة داخل المجتمع، وصرف الإشاعات والظُّلم عنها، حتى تستطيع أن تحيا حياةً كريمة .



وغايتُنا أن نتحمَّل مسؤولية تقصيرنا في مواجهة مشاكلنا، ونسعى لتصحيح ما نراه من أخطائنا وسلبياتنا بمجتمعاتنا، ونعمل على تغيير نظرتنا ومفاهيمنا الخاطئة، وعاداتنا وتقاليدنا وطباعِنا السَّيِّئة التي لا أصل لها من شريعتنا، ونحاكم أنفسنا قبل أن نحاكم غيرنا، ونعتلي منصة القضاء ونصدر الأحكام من غير أدلة ولا شهود ولا دفاع .



إن المرأة المطلقة ليست إلا حالةً من حالاتٍ كثيرة، ما زالت على الرَّغم من تقدُّمنا تعاني منها المرأة داخل مجتمعاتنا، التي ما زالت تحمل مفاهيم خاطئة، وما زالت تقيِّم الحياة الإنسانية بعقل بشري لا بشمولية الإسلام وعدله، لهذا لا تقدِّر حاجات المرأة وضروراتها الإنسانية، ولا تعترف بكيانها وحريتها وكرامتها واستقلالها ولا بحقوقها التي كفلها الشارع لها .



ولهذا نحتاج لنعيد فهمنا لنظرة الإسلام للمرأة ولمكانتها داخل المنظومة الاجتماعية، وكنواة داخل أسرتها، ولأدوارها ووظائفها، كما نحتاج لتصحيح نظرتنا للطلاق ولماذا أحلّه الله، حتّى نقدر أن نعالج الكثير من قضايا المرأة ومشاكلها، لنؤهِّلها لتكون مربية الأجيال القادمة التي ستبني وتحقق الازدهار والتقدم لأمتنا .



#2

افتراضي رد: المرأة المطلقة ومحكمة المجتمع

نعم ان المجتمع يظلم المرأه المطلقه كثيرا

لكن اكثر من يظلمها هم الرجال ونظرتهم لها
حيث ان الرجال ينظرون للمرأه لمطلقه على انها امرأه رخيصه وممكن ان تمشى بطريق الظلال باسهل الطرق,,واسرعها..دون ان تراعون انها انسانه عندها مشاعر وانها ليست راضيه عن وضعها وان الطلاق كان شئ غصبت عليه بسبب وضع لم تستطع ان تعيشه سواء هى السبب فى الطلاق ام زوجها

وينظرون لها على انها اصلح لتكون اما زوجه ثانيه ترضى باقل معيشه فيكون لك ربح لهم..او ان تكون عشيقه لهم دون اى وعود او مواثيق فهى مطلق..اى لها رغبات مثلها مثل الزوجه..لدىيمنون عليها بتلك الرغبات بالمحرامات بل ان يتزوجها ويستر عليها والعياذ بالله

إظهار التوقيع
توقيع : ريموووو
#3

افتراضي رد: المرأة المطلقة ومحكمة المجتمع

صدق لسانك

نورتى حبيبتى

#4

افتراضي رد: المرأة المطلقة ومحكمة المجتمع

فعلا هى قضية شائعة جدا وتعتبر قضية من قضايا العصر

وفعلا لازملها حل اما من ناحية الدين والشرع

نظر الشريعة الإسلاميةإلى حكم الطلاق من منظورين :

رد: المرأة المطلقة ومحكمة المجتمع

1 –
حكمه من حيث هو تصرف شرعي تنقطعبه الرابطة الزوجية بغض النظر عن حال الزوج وحال الزوجة.

2 -
حكمه من حيثهو تصرف شرعي يقوم به شخص معين

حكمة تشريع الطلاق في الإسلام :

رد: المرأة المطلقة ومحكمة المجتمع

«
لقد شرعالله تعالى الطلاق للحفاظ على الهدف الأسمى الذي شرع لأجله النكاح فإذا عرفنا أنالله شرع النكاح لمقاصد سامية هي تأسيس حياة هنيئة آمنة تكفل إنجاب الذرية وحفظالنسل وتكوين المجتمع المتعاون السعيد فإننا نقول : أن هذه الأهداف لا يمكن تحقيقهاإلا إذا كان الزوجان متفاهمين متقاربين أو يملك كل منهما مادة هذا التفاهم والتقاربفيبذلها في سبيل ذلك فإذا اختلفت أمزجتهما وتنافرت طباعهما وأخلاقها وتعاكستمفاهيمهما عن الحياة أولم يكن أحدهما بالنسبة للآخر بحيث يملك تحقيق مقاصده فيالزواج وساءت عشرتهما أصبح من الخير لهما من ناحية ولفكرة الزواج من حيث المبدأ حلهذه الرابطة القائمة بينهما وإنهاؤها" [ أبو زهرة أحكام الأحوا ل الشخصية

اما فى النهاية انا رأى ان الزوجة ازا كان فى اولاد يجب عليها الصبر وان تحاول تتفهم زوجها ويجلسان ليحلو كل المشاكل من اجل الاولاد واذا تعصب الامر يبقى حكم من اهلة وحكم من اهلها لانالمجتمع الشرقى انا من رأى ظالم شوية من ناحية المراة المطلقة ويضع عليها كل الحق اما الرجل فلا علية عيب فيتزوج واخرى واخرى اما المراة مظلومة .

واتمنى ان هذة القضية تقل نسبتها من اجل الاسر والاطفال

وفى النهاية الموضوع رائع وزو جدل هام

إظهار التوقيع
توقيع : ام روان وعمر
#5

افتراضي رد: المرأة المطلقة ومحكمة المجتمع

نورتى حبيبتى

هلا وغلا بيكى



قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
أحكام لباس المرأة المسلمة وزينتها - هام هـــدوء فتاوي وفقه المرأة المسلمة
60 سؤالا في أحكام الحيض والنفاس للشيخ بن عثيمين رحمه الله شوشو السكرة فتاوي وفقه المرأة المسلمة
أحكام لباس المرأة المسلمة وزينتها وردة وفولة الارشيف والمواضيع المكررة
اامرأة في نظر بعض العلماء و المشاهير ♥ احبك ربى ♥ منوعات x منوعات - مواضيع مختلفة
بين الزوج العقيم وعاطفة الأمومة.. أيهما تختارين؟ ام سيف الحياة الزوجية والاسرية


الساعة الآن 05:15 AM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل