أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي وقفات وتأملات في قصص سورة الكهف



وقفات وتأملات في قصص سورة الكهف




وقفات وتأملات في قصص سورة الكهف
وقفات وتأملات في قصص سورة الكهف


أخواتى فى الله ان سورة الكهف سورة عظيمة مباركة، اشتملت على أربع قصص أساسية، هما : قصة أصحاب الكهف، وقصة صاحب الجنتين، وقصة موسى مع الخضر عليهما السلام، وقصة ذي القرنين.
وكل قصة من هذه القصص تناولت فتنة من الفتن التي تعرض على الإنسان في حياته

وتناولت كيفية النجاة والسلامة من هذه الفتنة.
تعالوا معا نتأمل ونتعلم وفقنا الله واياكم


وقفات وتأملات في قصص سورة الكهف
القصة الأولى

القصة الأولى تحدثت عن ضغط المجتمع المنحرف، وكيفية النجاة من هذا الضغط

بالاعتزال والابتعاد وملازمة الصالحين والبعد عن الأشرار.
وهي قصة أصحاب الكهف فهم فتية آمنوا بالله -سبحانه وتعالى- شباب صغار عرفوا ربهم فأمنوا به (وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَن نَّدْعُوَ مِن دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا) [الكهف:14].

هؤلاء الفتية آمنوا في وسط مجتمع كافر مشرك بالله -عز وجل- فكان هذا المجتمع يعبد غير الله (هَؤُلَاء قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ آلِهَةً لَّوْلَا يَأْتُونَ عَلَيْهِم بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ).

هذا المجتمع الكافر المشرك كان يشكّل ضغطًا على هؤلاء الفتية يريد إخراجهم عن دينهم، يريد إجبارهم على أن يعودوا أو يصيروا إلى ملة الكفر والشرك: (إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَن تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا) [الكهف:20].





فكانت الفتنة هنا هي ضغط هذا المجتمع المنحرف والمجتمع يشكل ضغطًا على الفرد في كل الأحوال، فإذا كان المجتمع منحرفًا فإن ضغطه سيكون في الاتجاه المنحرف يدعو الإنسان إلى الخروج عن صراط الله المستقيم، فماذا يفعل الإنسان حينئذ هل يثبت؟ هل يصبر؟ هل يستطيع أن يتحمل هذا الضغط أم ما هي الحيلة والوسيلة؟

الفتية هنا لجئوا إلى وسيلة رأوا فيها السلامة والنجاة من هذه الفتنة (وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ)، ابتعدوا واعتزلوا هذا المجتمع حين رأوا أنه لن يستجيب لهم لن يستمع لهم لن يؤمن بربهم، فما رأوا حيلة إلا الاعتزال والسلامة بالدين والنفس فلجئوا إلى الكهف فأووا في هذا الكهف فضرب الله -عز وجل- عليهم نومة طويلة فناموا ثلاث مائة عام وازدادوا تسعة فكانت كرامة من الله -عز وجل- آية من الآيات.

ثم في آخر هذه القصة يأتي الإرشاد إلى وسيلة أخرى للسلامة والنجاة

من ضغط هذا المجتمع

وهي ملازمة الصالحين من هذا المجتمع والابتعاد عن الأشرار منهم
(وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا) [الكهف:28].
وقفات وتأملات في قصص سورة الكهف
يتبـــــــــع



إظهار التوقيع
توقيع : أم أمة الله
#2

افتراضي رد: وقفات وتأملات في قصص سورة الكهف

والقصة الثانية

تتحدث عن فتنة الدنيا المال والبنون، وكيفية النجاة من هذه الفتنة بنسبة الفضل إلى -سبحانه وتعالى- والاعتراف له بكل خير، وتذكر الباقيات الصالحات والعمل لها، وتذكر الآخرة وأن هذه الحياة فانية.
أما القصة الثانية أيها الأحباب فهي قصة صاحب الجنتين، وهذه القصة تتناول فتنة من أعظم الفتن وهي فتنة الدنيا وعلى رأسها المال والبنون

(وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا)
[الكهف:34].

اغتر بماله واغتر بأولاده ورأى أن هذا عنوان السعادة والفلاح والنجاح، فأدى هذا به إلى الكبر والتعالي، بل إلى الكفر بالله -سبحانه وتعالى-، وإنكار البعث والجزاء والحساب، قال

(وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا * وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً..)
فجاء العلاج في نصيحة صاحبه وهو يحاوره
(وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاء اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ) [الكهف:39]،

نسبت الفضل إلى الله لا إلى نفسه اعترفت بضعفك وعجزك ونسبت القوة لله -سبحانه وتعالى- لا تتكبر ولا تتعالى مهما أعطاك الله مهما منحك مهما رزقك فلا تتكبر على ربك وانسب الفضل كله إلى الله -سبحانه وتعالى-.

(وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاء اللَّهُ)

أي: هذا ما شاء الله تعالى

(لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ)

لكنه تمادى وأصر على ما هو عليه فكانت العاقبة أن أهلك هذا البستان
(وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا
وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا)
[الكهف:42].

ثم يأتي التذكير بأمر مهم في ختام هذه القصة، وهي أن هذه الحياة ليست هي الأهم والأعظم بل هناك ما هو أفضل، وأفضل عند الله -سبحانه وتعالى-:

(الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) لكن
(وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا)
[الكهف:46].

يأتي التذكير بعد ذلك بأن الدنيا ليست هي الحياة الأخيرة، ليست هي كل شيء بل بعدها حياة وبعدها أيام وبعدها أحوال وأهوال

(وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا)
[الكهف:47].

رد: وقفات وتأملات في قصص سورة الكهف
يتبـــــــــع




إظهار التوقيع
توقيع : أم أمة الله
#3

افتراضي رد: وقفات وتأملات في قصص سورة الكهف

القصة الثالثة

فتنة العلم وكيفية النجاة منها بالتواضع والاعتراف بالجهل، وأن يعلم الإنسان بأن ما خفي عليه اكثر بكثير مما اطلع عليه وعلمه.
انها قصة موسى مع الخضر -عليهما السلام-؛ هذه القصة تتناول فتنة بلي بها كثير من الناس وهي فتنة العلم موسى -عليه السلام- يقف خطيبًا بين بني إسرائيل كما في الصحيح فيسأله بنو إسرائيل من أعلم أهل الأرض؟ هل هناك أحد أعلم منك؟ يقول: أنا أعلم أهل الأرض، فعتب الله -عز وجل- عليه أنه لم يكل الأمر إليه، أي: لم يقل الله أعلم، وقال له:

"بل لي عبد في مجمع البحرين هو أعلم منك".

فقال موسى وكيف لي إليه، كيف أصل إلى هذا العبد الصالح العالم؟ فدله الله -عز وجل- على الطريق وجرت الرحلة والقصة بين موسى والخضر هذه القصة التي نقرأها في سورة الكهف.

وجد موسى -عليه السلام- في هذه الرحلة وهي أول رحلة في طلب العلم وجد أن هناك كثيرًا من العلم كان يخفى عليه وأنه هناك أشياء لا يعلمها بل إنه لم يستطع صبرًا عليها مع أنه وافق الخضر في أول الأمر قال
(قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا * قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا *
وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا * قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا)

[الكهف: 66- 69].


ولكن وقع من الحوادث ما لم يحط به موسى علما فلم يصبر فآل الأمر بينه وبين الخضر إلى الفراق وعدم استمرار هذه الرحلة.


يقف موسى مع الخضر على السفينة فيأتي عصفور فينقر من البحر نقرة أو نقرتين فيقول الخضر لموسى -عليه السلام-: "ما علمي وعلمك في علم الله إلا كنقرة هذا العصفور في البحر".

رد: وقفات وتأملات في قصص سورة الكهف
يتبـــــــــع



إظهار التوقيع
توقيع : أم أمة الله
#4

افتراضي رد: وقفات وتأملات في قصص سورة الكهف

والقصة الرابعة

وفيها فتنة الملك وكيفية النجاة منها بالتواضع لله -عز وجل- والسير في الناس بالسيرة

الصالحة ودرء الفتن بين الناس.

أما القصة الرابعة فهي قصة ذي القرنين تتحدث عن فتنة أيضًا بُلي بها الكثيرون ولم يسلم من شرها إلا القليل وهي فتنة الملك والسلطان، هذه الفتنة التي عرضت على ذي القرنين فسلم من غوائلها، أتاه الله -عز وجل- من كل شيء سببًا، وأعطاه الملك والقوة والسلطان جاب الأرض شرقًا وغربًا، وبلغ إلى أطرافها، ووصل إلى حيث لم يصل أحد قبله من الناس وأعطاه الله -عز وجل- ملكا لم يعطه أحداً إلا النادر من الناس على مر التاريخ.



ولكن هذا كله لم يغره ولم تفتنه هذه القوة ولم يفتنه هذا الملك والسلطان بل كان ملكًا صالحًا، وصار في الناس سيرة حسنة، وكلما ذهب إلى مكان جعل فيه بصمة خير وإصلاح، ودرأ عن الناس الفتن وتمثل هذا في السد الذي بناه بين الناس وبين قوم يأجوج ومأجوج، وهم قوم من البشر مفسدون فجعل سدًّا يحول بينهم وبين الناس، ولا يزال هذا السد قائمًا

وسيظل قائمًا إلى أن يأتي وعد الله

(قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَاء وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاء وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا)

[الكهف:98].

حينئذ يخرج قوم يأجوج ومأجوج في آخر الزمان
(حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ * وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ)
[الأنبياء:96 – 97].



وهكذا الملك الصالح لا يزرع الفتن بل يدفعها، ويسعى إلى أن يحول بين الناس وبينها
ويسير بينهم وفيهم بالسيرة الصالحة الحسنة.
هذه فى القصص والعبر التى فى سورة الكهف

اللهم يا ربنا يا ذا الجلال والإكرام، يا ذا لطول والإنعام، اللهم إنا نعوذ بك من عذاب جهنم
ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال..


رد: وقفات وتأملات في قصص سورة الكهف
المراجع
موقع الخطباء


رد: وقفات وتأملات في قصص سورة الكهف

إظهار التوقيع
توقيع : أم أمة الله
#5

افتراضي رد: وقفات وتأملات في قصص سورة الكهف

بصراحه ما قدرت اكملهم ان شاء الله لي عوده لتكملتهم بارك الله فيكي
واسعدك في الدارين وجعله بميزان حسناتك حبيبتي

إظهار التوقيع
توقيع : جنا حبيبة ماما
#6

افتراضي رد: وقفات وتأملات في قصص سورة الكهف

بارك الله فيكِ اختى وتقبل منك.
تم التثبيت

إظهار التوقيع
توقيع : ام مالك وميرنا


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
ملف كامل عن تفسير الاحلام لابن سرين ♥ احبك ربى ♥ منتدى تفسير الاحلام
فوائد سور القران هبة الرحمان2 المنتدي الاسلامي العام
١٠٠ فائدة من كتاب (تدبر سورة الكهف) للشيخ ناصر العمر امانى يسرى القرآن الكريم
فضائل سور القران الكريم كما حققها العلامة الالباني _رحمه الله _ ام اروي القرآن الكريم
طريقة ختم القرآن الكريم في أسبوع رحيق الفردوس القرآن الكريم


الساعة الآن 10:17 PM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل