اكتشف فريق من الباحثين أن الطيور يمكنها قياس الكثافة بالبيئة التي تعيش فيها، مثل الغابات، ويعرفون غريزياً السرعة التي عليهم الطيران بها، وأن هناك حد أدنى للسرعة لدى الطيور يمكّنها من الطيران دون الاصطدام بأي شيء، وإذا زادت السرعة عن ذلك فلن تستطيع تفادي العوائق، وتتحدد السرعة وفقاً لكثافة العوائق الموجودة في مسار التحليق.
وذكر إيمليو فراتزولي، العالم المشارك في البحث، أن نفس النظرية تنطبق على تزلج المنحدرات الجليدية، موضحاً أن الشخص الذي يتزلج ينطلق في مسار يتأكد أنه لن يضطر فيه للوقوف عند مشاهدة أول شجرة في طريقه، حيث يبحث عن المسارات المفتوحة بين الشجر وينطلق في الاتجاه الذي يتأكد من خلوه بعد تخطيه أول عقبة.
ويمكن الاستفادة من تلك النظرية في الطائرات دون طيار، والمبرمجة حالياً على الطيران بسرعة تمكنها من التوقف في حالة استشعارها وجود عائق أمامها، ما يعني إمكانية سفرها بسرعات منخفضة، خاصة في المناطق التي بها عوائق عديدة، إذا تم إمدادها بالمعلومات الضرورية حول كثافة تلك العوائق .
ولاختبار النظرية، قام إيمليو بصنع نماذج رياضية لغابات تختلف فيها كثافة الأشجار، وقام بحساب أقصى سرعة ممكنة للطيور فيها ليتمكن من تحديد السرعة الحرجة التي ستؤدي إلى اصطدام الطيور بشكل أكيد.
وفي حالة نجاح تطبيق النظرية على الطائرات دون طيار، سيعني ذلك أنه سيكون هناك دائماً سرعة قصوى ستلتزم بها الطائرات لضمان عدم تحطمها، وفقاً لما ذكرت صحيفة "الديلي ميل" البريطانية.
ويأمل الفريق البحثي أن تعمل نظريتهم على البشر خلال بضعة أشهر مقبلة، حيث يطور إيمليو لعبة فيديو طيران لاختبار ما إذا كان البشر يمكنهم الطيران عبر الغابات بسرعة محددة.