أو

الدخول بواسطة حسابك بمواقع التواصل

#1

افتراضي هل ينقص الثواب على المرض بتعاطي المسكنات؟وما حكم ترك التداوي..

هل ينقص الثواب على المرض بتعاطي المسكنات؟وما حكم ترك التداوي..


هل ينقص الثواب على المرض بتعاطي المسكنات؟وما حكم ترك التداوي..

هل ينقص الثواب على المرض بتعاطي المسكنات؟وما حكم ترك التداوي..


هل ينقص الثواب على المرض بتعاطي المسكنات؟



(1)
لقد تغير حال الناس الآن عما كان عليه من قبل، وتطور العلم، والأسلحة، ويكاد المريض لا يشعر بالألم بسبب المسكنات، والشهيد لا يشعر بالألم من سرعة الرصاص، فهل يثاب الناس كما يثاب من قبلهم، أم تنقص أجورهم؟ وإذا وصلنا إلى مرحلة متقدمة من العلم، تجعل الإنسان بالكاد يشعر بالألم، أو المرض، أو جاهد واستشهد بلا ألم، فهل ينقص أجره؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:
فأما الشهيد فإنه لا ينقص أجره بسبب خفة الموت عليه؛ لأنه أصلًا لا يجد شدة الألم عند موته،

بغض النظر عن الوسيلة التي قُتِلَ بها، ففي حديث أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
مَا يَجِدُ الشَّهِيدُ مِنْ مَسِّ القَتْلِ، إِلَّا كَمَا يَجِدُ أَحَدُكُمْ مِنْ مَسِّ القَرْصَةِ.
رواه الترمذي، وابن ماجه.
قال المناوي:

الشهيد لا يجد ألم القتل، إلا كما يجد أحدكم مس القرصة. بمعنى أنه تعالى يهون عليه الموت،
ويكفيه سكراته، وكربه. اهـ.
_والقول بأن الموت بالرصاص أخف ألمًا، هذا ربما لا يكون صحيحًا؛ فإن الرصاص يقطع من جسم الإنسان وأعضائه الداخلية ما لم تكن تصل إليه الأسلحة في القديم، ومنه ما يدخل وينفجر في جسم المصاب، والحرق الذي تحدثه القنابل والأسلحة الفتاكة في العصر الحديث، أكثر إيلامًا وتمزيقًا للأجساد.
_وأما نقصان الثواب على المرض بتعاطي المسكنات، فقد سبق أن بينا في الفتوى رقم: 259342 أن تعاطي المسكنات داخل في التداوي، وهل يثاب المريض لو تداوي،

والذي يمكن إضافته هنا أمران:
أولهما:

أن الأجر يزداد بزيادة المرض وشدته، كما يدل عليه حديث ابْنِ مَسْعُودٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- في الصحيحين-
قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُوعَكُ، فَمَسِسْتُهُ بِيَدِي، فَقُلْتُ: إِنَّكَ لَتُوعَكُ وَعْكًا شَدِيدًا، قَالَ: «أَجَلْ، كَمَا يُوعَكُ رَجُلاَنِ مِنْكُمْ» قَالَ: لَكَ أَجْرَانِ؟ قَالَ: «نَعَمْ، مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أَذًى، مَرَضٌ فَمَا سِوَاهُ، إِلَّا حَطَّ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِ، كَمَا تَحُطُّ الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا».
قال الحافظ في الفتح في شرح هذا الحديث:

وَالْحَاصِلُ أَنَّهُ أَثْبَتَ أَنَّ الْمَرَضَ إِذَا اشْتَدَّ ضَاعَفَ الْأَجْرَ،

ثُمَّ زَادَ عَلَيْهِ بَعْدَ ذَلِكَ أَنَّ الْمُضَاعَفَةَ تَنْتَهِي إِلَى أَنْ تُحَطَّ السَّيِّئَاتُ كُلُّهَا. أَوِ الْمَعْنَى
قَالَ: نَعَمْ، شِدَّةُ الْمَرَضِ تَرْفَعُ الدَّرَجَاتِ، وَتَحُطُّ الْخَطِيئَاتِ أَيْضًا حَتَّى لَا يَبْقَى مِنْهَا شَيْءٌ .. اهـ.
_والمرض كلما تفرق في البدن أكثر، زاد الأجر عليه؛

ففي سنن البيهقي، ومصنف ابن أبي شيبة -واللفظ له- موقوفًا، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:
مَا مِنْ وَجَعٍ يُصِيبُنِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الْحُمَّى؛ لِأَنَّهَا تَدْخُلُ فِي كُلِّ مَفْصِلٍ مِنِ ابْنِ آدَمَ، وَأَنَّ اللَّهَ لَيُعْطِي
كُلَّ مَفْصِلٍ قِسْطًا مِنَ الْأَجْرِ.
ثانيهما:

أن الشرع دل أيضًا على أن ثواب من ترك التداوي، وعلم من نفسه الصبر، أعظم من ثواب من مرض وتداوى، كما في حديث الْمَرْأَة السَّوْدَاء التي أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَتْ: إِنِّي أُصْرَعُ وَإِنِّي أَتَكَشَّفُ، فَادْعُ اللهَ لِي، قَالَ:
«إِنْ شِئْتِ صَبَرْتِ وَلَكِ الْجَنَّةُ، وَإِنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللهَ أَنْ يُعَافِيَكِ» قَالَتْ: أَصْبِرُ ... إلخ، والحديث في الصحيحين.
قال الحافظ في الفتح:

وَفِي الْحَدِيثِ فَضْلُ مَنْ يُصْرَعُ، وَأَنَّ الصَّبْرَ عَلَى بَلَايَا الدُّنْيَا يُورِثُ الْجَنَّةَ، وَأَنَّ الْأَخْذَ بِالشِّدَّةِ أَفْضَلُ

مِنَ الْأَخْذِ بِالرُّخْصَةِ، لِمَنْ عَلِمَ مِنْ نَفْسِهِ الطَّاقَةَ، وَلَمْ يَضْعُفْ عَنِ الْتِزَامِ الشِّدَّةِ .... اهـ.


وهذا التفاضل في الثواب ليس بين عصرنا وبين أهل العصور السابقة، بل حتى بين أهل عصرنا، فإن من ترك أخذ المسكنات مع صبره وثباته، أعظم أجرًا ممن تداوى بأخذ المسكنات، وغيرها،
وانظر التفصيل في الفتوى رقم: 250723 عن المفاضلة بين التداوي وتركه،

وماهية ترتيب المثوبات على الأسقام والمصائب، والفتوى رقم: 131487عن استعمال الحقنة المسكنة.
والله تعالى أعلم.

هل ينقص الثواب على المرض بتعاطي المسكنات؟وما حكم ترك التداوي..

(2)
المفاضلة بين التداوي وتركه، وماهية ترتيب المثوبات على الأسقام والمصائب

من لديه اضطراب نفسي، والاضطراب يؤثر بشكل مباشر على حياته، وإنتاجه، إذا قرر إيقاف أخذ الدواء بعد فترة قصيرة من أخذه (علماً أن هذا الاضطراب يحتاج إلى علاج طويل، بضع سنوات، أو ربما مدى الحياة) لينال فضيلة الصبر (كما في حديث المرأة السوداء). أولاً: هل إذا قام بعمل أشياء أخرى طبيعية غير العقاقير (ممارسة الرياضة، تناول أنواع طعام أو شراب معينة) لتحسين حالته النفسية - وتحسنت حالته - لا ينال فضيلة الصبر باعتبار أن بعض الأمور قد يقوم مقام الدواء (ثبت بالدراسة مثلاً أن الرياضة المنتظمة وحدها تعطي نفس النتائج الإيجابية للدواء عند المصابين بالاكتئاب)؟ ثانياً: هل إذا كان هذا المصاب بالاضطراب بعينه لديه أمور يمكن أن يخدم بها الدين حقاً (بعض الأفكار، والمشاريع وما شابهها) لكن حالته النفسية دون علاج تعرقل مسيرته بشكل كبير جداً، بل تكاد توقفه عن أداء أهم واجباته الدنيوية في بعض الأحيان. فهل الأولى لهذا المريض أخذ الدواء، والسعي لخدمة الدين أم إن الصبر يقوم مقام تلك الأمور الأخرى، ويسد النقص، ويعوض الأجور التي كان سيأخذها فيما لو تعالج وخدم الدين؟ ثالثاً: ما هي أفضل درجات التوكل على الله تعالى، واليقين؟ وما هو الأعظم أجراً في هاتين الحالتين: أخذ الدواء أم عدم أخذه، الدعاء بالشفاء أم عدم الدعاء؟ رابعاً: إذا عانى المصاب لفترة طويلة من هذا الاضطراب، وكان صابرا بفضل الله تعالى، لا يتذمر، ولكنه لم يكن يعلم أن لديه اضطرابا لكي يحتسب الأجر. فهل ينال الأجر عن السابق في هذه الحالة؟ جزاكم الله تعالى خيراً.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن جميع الأسباب التي يفعلها المريض بقصد رفع المرض هي من التداوي، ومن ذلك: ممارسة الرياضة، أو تناول أنواع طعام أو شراب معينة، فمن فعلها لرفع مرضه، فلا يعد تاركا للتداوي.
فقد جاء تعريف التداوي في معجم لغة الفقهاء:

استعمال ما يكون به شفاء المرض بإذن الله تعالى من عقار، أو رقية، أو علاج طبيعي .اهـ.
_وأما سؤالك: ما هي أفضل درجات التوكل على الله تعالى، واليقين؟ وما هو الأعظم أجراً في هاتين الحالتين: أخذ الدواء أم عدم أخذه، الدعاء بالشفاء أم عدم الدعاء؟
فجوابه ينبني على حكم التداوي، والعلماء مختلفون في ذلك.
جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية:

قد ذهب جمهور العلماء -الحنفية، والمالكية - إلى أن التداوي مباح، غير أن عبارة المالكية: لا بأس بالتداوي. وذهب الشافعية، والقاضي، وابن عقيل، وابن الجوزي من الحنابلة إلى استحبابه؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله أنزل الداء والدواء، وجعل لكل داء دواء، فتداووا، ولا تتداووا بالحرام. وغير ذلك من الأحاديث الواردة، والتي فيها الأمر بالتداوي. قالوا: واحتجام النبي صلى الله عليه وسلم، وتداويه، دليل على مشروعية التداوي. ومحل الاستحباب عند الشافعية عند عدم القطع بإفادته. أما لو قطع بإفادته كعصب محل الفصد، فإنه واجب. ومذهب جمهور الحنابلة: أن تركه أفضل، ونص عليه أحمد، قالوا: لأنه أقرب إلى التوكل. اهـ.
والأدلة محتملة، لكن المختار عندنا:

أن من قوي توكله،
وحسن ظنه بالله،

ووطن نفسه على الرضا بأقدار الله تعالى ـ أيا كانت ـ

فالأفضل في حقه الصبر على الألم وعدم التداوي،
أو الدعاء برفع المرض، ما لم يبلغ به حد الضرر والهلاك.
وأما من ضعفت نفسه، وخشي عليها الجزع أو التسخط، فالأفضل أن يأخذ بالأيسر .
كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 131487. والفتوى رقم: 32179.
وعلى هذا القول: فقد ذهب بعض الأئمة إلى تفضيل الصبر على المرض وإن كان يعيق

عن الأعمال الصالحة الواجبة والمستحبة.
جاء في قوت القلوب:

وقد كان مذهب سهل أن ترك التداوي - وإن أضعف عن الطاعات، وقصر عن الفرائض - أفضل من التداوي لأجل الطاعات، وكانت به علّة، فلم يكن يتداوى منها، وقد كان يداوي الناس منها، وكان إذا رأى العبد يصلّي من قعود، أو لا يستطيع أعمال البرّ من الأمراض، فيتداوى للقيام في الصلاة، والنهوض إلى الطاعة، يعجب من ذلك ويقول: صلاته من قعود مع رضاه بحاله، أفضل له من التداوي للقوة، ويصلّي من قيام. اهـ.
وذهب آخرون إلى أن فضيلة الصبر على المرض مختصة بمن لم يعقه المرض عن نفع المسلمين.
جاء في مرقاة المفاتيح:

(فقال: " إن شئت صبرت ولك الجنة):

فيه إيماء إلى جواز ترك الدواء بالصبر على البلاء، والرضا بالقضاء، بل ظاهره أن إدامة الصبر مع المرض أفضل من العافية، لكن بالنسبة إلى بعض الأفراد ممن لا يعطله المرض عما هو بصدده عن نفع المسلمين، وأن ترك التداوي أفضل، وإن كان يسن التداوي؛ لخبر أبي داود وغيره «قالوا: أنتداوى؟ فقال: " تداووا ; فإن الله لم يضع داء إلا وضع له دواء غير الهرم» " وأنه لا ينافي التوكل إذ فيه مباشرة الأسباب مع شهود خالقها; ولأنه - صلى الله عليه وسلم - فعله، وهو سيد المتوكلين، ومع ذلك ترك التداوي توكلا كما فعله أبو بكر - رضي الله عنه - فضيلة. اهـ.
وبهذين النقلين يتبين جواب الجزئية الثانية من سؤالك.
وأما الجزئية الرابعة:

فإن الأمراض كفارات بذاتها،
_ولا تفتقر إلى صبر ولا نية، لكن الذي يفتقر إلى النية هو الثواب والأجر على عبوديتي الصبر والرضا.
قال القرافي:

كل مؤلم للمؤمن كفارة له؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -
(لا يصيب المؤمن وصب، ولا نصب حتى الشوكة يطؤها إلا كفر الله بها من ذنوبه) والسخط معصية، والصبر قربة، وعمل صالح. فإذا تسخط، حصلت سيئة قدر التي كفر بها المصيبة، أو أقل، وأعظم بحسب كثير السخط وقليله، وعظم المصيبة وصغرها؛ فإن التكفير تابع لذلك، فالتكفير واقع قطعا سخط أو صبر، غير أنه إن صبر اجتمع التكفير والأجر. وإن سخط قد يعود المكفر بما جناه ثانيا بالتسخط أو أقل منه، أو أكثر وعليه يحمل ما في بعض الأحاديث من ترتيب المثوبات على المصائب، أي إذا صبر، وإلا فالمصيبة لا ثواب فيها قطعا من جهة أنها مصيبة؛ لأنها ليست من كسبه، ولا ثواب إلا في مكتسب. والتكفير يكون بغير المكتسب كالعذاب، وسائر العقوبات.

اهـ من الذخيرة.
وقال ابن القيم:

وذكر عن أبي معمر الأزدي قال: كنا اذا سمعنا من ابن مسعود شيئا نكرهه، سكتنا حتى يفسره لنا، فقال لنا ذات يوم: ألا إن السقم لا يكتب له أجر، فساءنا ذلك، وكبر علينا، فقال: ولكن يكفر به الخطيئة، فسرنا ذلك، وأعجبنا. وهذا من كمال علمه، وفقهه ـ رضي الله عنه ـ فإن الأجر إنما يكون على الأعمال الاختيارية ومما تولد منها، كما ذكر الله سبحانه النوعين في آخر سورة التوبة في قوله في المباشر من الإنفاق وقطع الوادي: إلا كتب لهم ـ وفي المتولد من إصاب الظمأ، والنصب، والمخمصة في سبيله، وغيظ الكفار: إلا كتب لهم به عمل صالح ـ فالثواب مرتبط بهذين النوعين. وأما الأسقام والمصائب: فإن ثوابها تكفير الخطايا؛ ولهذا قال تعالى: وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ـ والنبي إنما قال في المصائب: كفر الله بها من خطاياه ـ وحصول الحسنة، إنما هو بصبره الاختياري عليها وهو عمل منه. اهـ.
وعليــــــــــه؛

فالذي لا يعلم بنوع مرضه تكفر به سيئاته، وإن هو صبر على ما يؤذيه أجر على صبره،
وإن كان لا يدري نوع المرض بخصوصه.
والله أعلم

هل ينقص الثواب على المرض بتعاطي المسكنات؟وما حكم ترك التداوي..

(3)
.حكم استعمال الحقنة المسكنة عند الولادة
سؤالي عن ـ پéرودورال ـ وهي الحقنة التي تستعمل أثناء الولادة كي لا تشعر المرأة بآلام الولادة
وكما ورد في دينينا الحنيف: أن المرأة بعد عملية الولادة وما يترتب عليها من آلام وأوجاع المخاض والولادة يغفر لها ما تقدم من ذنب بحيث تصبح كما لو أنها ولدت من جديد مثل مولودها ـ إن صح ذلك والله أعلم ـ فهل بالموافقة على إجراء هذه الحقنة أحرم نفسي من هذه المغفرة والأجر العظيم؟ وإن كان الأمر كذالك، فهل الأفضل الاستغناء عن هذه الحقنة والخضوع إلى كل أوجاع وآلام الولادة؟ وهل أكون بذلك متعمدة للمشقة؟ مع العلم أن ديننا العظيم دين يسر وجاء لرفع المشقة عن العباد واختيار الطريق الأيسر وما هي نصيحتكم لي؟ مع العلم أنني أخذت موعدا لإجراء هذه الحقنة أثناء الولادة ـ إن شاء الله ـ ويمكنني إلغاء هذا الموعد حسب نصيحتكم.
وجزاكم الله ألف خير.


الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا بد هنا من التمييز بين مقامين: مقام الفريضة، ومقام الفضيلة،

ونعني بالأول: الحد الفاصل
بين الحلال والحرام.
ونعني بالثاني: الاجتهاد في التمسك بالأفضل والحرص على مزيد الثواب.
وإذا عرف ذلك، فهذه الحقنة إن كانت مسكنة ـ فقط ـ فلا بأس باستعمالها ما لم تكن مضرة، ومرد الحكم في ذلك وتقدير المصلحة من المفسدة يرجع إلى أهل الطب المأمونين،

قال الشيخ ابن عثيمين في فتاوى نور على الدرب:
إذا كانت المرأة يشق عليها الطلق والولادة وأخذت من الأدوية المباحة ما يعينها على ذلك، فإن هذا لا بأس به وهو من باب التنعم بنعم الله سبحانه وتعالى، والله سبحانه وتعالى ـ من كرمه وجوده وفضله ـ يحب لعباده أن يتنعموا بنعمه التي من بها عليهم، ويحب من عبده أن يرى أثر نعمته عليه، واستعمال هذه المسكنات أو المقويات في الطلق أو ما أشبه ذلك من الأشياء المباحة لا بأس به ولا حرج، لأن الله سبحانه وتعالى يحب اليسر لعباده،
كما قال الله تعالى: يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ {البقرة: 185}. هـ.
هذا ما يخص المقام الأول.


أما المقام الثاني:

فلا شك أن الصبر والاحتساب في ترك استعمال هذه الحقنة أفضل ما لم يؤد ذلك إلى ضرر بالأم أو بالجنين،







قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
التداوي غير واجب، ومن نازع فيه خصمته السنة في المرأة السوداء التي خيرها النبي صلى الله عليه وسلم بين الصبر على البلاء ودخول الجنة، وبين الدعاء بالعافية فاختارت البلاء والجنة.
وخصمه حال أنبياء الله المبتلين الصابرين على البلاء حين لم يتعاطوا الأسباب الدافعة له

مثل: أيوب عليه السلام وغيره.
وخصمه حال السلف الصالح كأبي بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ حين قالوا له:

ألا ندعو لك الطبيب؟ قال: قد رآني، قالوا: فما قال لك؟ قال: إني فعال لما أريد.
ومثل هذا ونحوه يروى عن الربيع بن خثيم وعمر بن عبد العزيز وخلق كثر لا يحصون عددا. هـ.



وذكر ابن حجر في فوائد حديث المرأة السوداء في فتح الباري:
أن الصبر على بلايا الدنيا يورث الجنة

وأن الأخذ بالشدة أفضل من الأخذ بالرخصة لمن علم من نفسه الطاقة ولم يضعف عن التزام الشدة،
وفيه دليل على جواز ترك التداوي،

وفيه أن علاج الأمراض كلها بالدعاء والالتجاء إلى الله أنجع وأنفع من العلاج بالعقاقير،
وأن تأثير ذلك وانفعال البدن عنه أعظم من تأثير الأدوية البدنية، ولكن إنما ينجع بأمرين:
أحدهما: من جهة العليل ـ وهو صدق القصد ـ

والآخر من جهة المداوي وهو قوة توجهه وقوة قلبه بالتقوى والتوكل. هـ.


وبهذا يتبين أن من قوي توكله وحسن ظنه بالله ووطن نفسه على الرضا بأقدار الله تعالى ـ

أيا كانت ـ فالأفضل في حقه الصبر على الألم وعدم التداوي ما لم يبلغ به حد الضرر والهلاك،

وأما من ضعفت نفسه وخشي عليها الجزع أو التسخط،

فالأفضل أن يأخذ بالأيسر ولا يكلف نفسه ما يغلبها،

وهو مع هذا فاعل لما يحب الله تعالى وآخذ برخصته سبحانه،

كما تقدم في كلام العلامة ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ وراجعي للفائدة الفتويين: 30645 ورقم: 43960.
وأما عن ثواب الحمل والوضع: فقد سبق أن ذكرنا طرفا منه في الفتوى رقم: 21797.
ثم إننا ننبه السائلة على أننا لم نقف على حديث يفيد أن المرأة يغفر لها ما تقدم

من ذنبها بسبب آلام وأوجاع المخاض والولادة .
والله أعلم.

هل ينقص الثواب على المرض بتعاطي المسكنات؟وما حكم ترك التداوي..
(4)

حكم ترك التداوي
السلام عليكم ورحمة الله
أفيدوني أهل العلم جزاكم الله خيراً
أنا على وشك الولادة وقد سمعت عن آلام الولادة وأجرها عند الله، سؤالي: هناك من نصحني من النساء بأخد حقنة مسكنة أثناء الولادة لتسكين الآلام وهي تعطى أثناء الولادة وأنا مغتربة في أمريكا والدكاترة هنا يستخدمون هذه الحقنة بكثرة، فهل استعمالى لها ينقص من الأجر أو أجري باق عند الله وهذا تطور فى العلم؟



الإجابــــــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا شك أن المرأة تلاقي صعوبات جمة فترة حملها وأثناء وضعها له كما بين ذلك الله جل وعلا بقوله:

وَوَصَّيْنَا الْأِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً [الاحقاف:15].
وقد يسر الله تعالى بفضله في هذا الزمان من وسائل الطب ما يخفف عن المرأة بعض ما كانت

تجده في السابق من كربات.
وعلى هذا فنقول للسائلة إن كان في تركك لهذه الأدوية ما يسبب ضرراً عليك وعلى حياة الجنين،

فلا يجوز لك ترك استعمالها لما في ذلك من تعريض نفسك للموت وقد قال الله تعالى:

وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُم [النساء:29].
أما إن ثبت عدم وجود ضرر في ترك استعمال تلك الأدوية

فأنت بالخيار بين استعمالها أو تركها، ولا شك أن ترك التداوي في هذه الحالة أفضل لأنه حال الأنبياء والصالحي
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى:
التداوي غير واجب ومن نازع فيه خصمته السنة في المرأة السوداء التي خيرها النبي صلى الله عليه وسلم بين الصبر على البلاء ودخول الجنة وبين الدعاء بالعافية فاختارت البلاء والجنة، إلى أن قال: وخصمه حال أنبياء الله المبتلين الصابرين على البلاء حين لم يتعاطوا الأسباب الدافعة له مثل أيوب عليه السلام وغيره، وخصمه حال السلف الصالح كأبي بكر الصديق رضي الله عنه حين قالوا له ألا ندعو لك الطبيب قال: قد رآني، قالوا فما قال لك، قال: إني فعال لما أريد، ومثل هذا ونحوه يروى عن الربيع بن خثيم وعمر بن عبد العزيز وخلق كثر لا يحصون عددا.

انتهى. والله أعلم.
هل ينقص الثواب على المرض بتعاطي المسكنات؟وما حكم ترك التداوي..
المراجع
اسلام ويب


هل ينقص الثواب على المرض بتعاطي المسكنات؟وما حكم ترك التداوي..



إظهار التوقيع
توقيع : أم أمة الله
#2

افتراضي رد: هل ينقص الثواب على المرض بتعاطي المسكنات؟وما حكم ترك التداوي..

رد: هل ينقص الثواب على المرض بتعاطي المسكنات؟وما حكم ترك التداوي..

إظهار التوقيع
توقيع : مريم 2


قد تكوني مهتمة بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى
أحكام لباس المرأة المسلمة وزينتها - هام هـــدوء فتاوي وفقه المرأة المسلمة
فتاوى في أحكام في تزين المرأة امل عثمان فتاوي وفقه المرأة المسلمة
قتاوي حكم الاختلاط شوشو السكرة فتاوي وفقه المرأة المسلمة
اذا نشرنا السنن ماتت البدع الرزان السنة النبوية الشريفة
الطريق الى الجنه ام عشتار عدلات في رمضان


الساعة الآن 04:20 AM


جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها وليس بالضرورة وجهة نظر الموقع


التسجيل بواسطة حسابك بمواقع التواصل