السؤال أرجوكم ساعدوني، مهما حاولت أن أتقرب إلى الله، أصلي وأتوب، لكنني لا أشعر بحلاوة الإيمان، وأشعر بالحزن، وتأتيني أفكار أن أنتحر بعد التوبة.
وكلما أستمع إلى الغناء، وأكثر من الذنوب، أشعر بالسعادة، فما الحل؟
ساعدوني.
الإجابـــــــــــــــــــــــة
الأخ الفاضل اعلم -بارك الله فيك- أن السعادة والراحة والطمأنينة في القرب من الله، والرجوع والتوبة من الذنوب والمعاصي، قال سبحانه:
- وما تعاني منه من هم وحزن هو أثر من آثار المعصية والذنب الذي تراكم لديك، وغطى على قلبك، وجعلك لا تشعر بحلاوة الطاعة، قال سبحانه ﴿كَلّا بَل رانَ عَلى قُلوبِهِم ما كانوا يَكسِبونَ﴾.[المطففين: 14]،
أي غطى عليها طبقة من الأدران والأوساخ بسبب معاصيهم وأعمالهم السيئة.
- وأن ما تشعر به من سعادة مؤقتة عند ترك الطاعة وممارسة المعصية، إنما هو من تزيين الشيطان لك العمل السيء، حتى رأيته حسنا ﴿أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشاءُ وَيَهدي مَن يَشاءُ }.
- وهذا يدل على انتكاس الفطرة، حيث أصبحت تكره الطاعة وتحب المعصية، وتحزن إذا أطعت وتسعد إذا عصت، وهذا الانتكاس قد يكون بسبب تسلط الشيطان على الإنسان وتمكنه منه بسبب المعاصي والبعد عن الله، وقد يكون بسبب الإصابة بمس أو سحر أو عين خبيثة، خاصة إذا كانت هذه الأعراض قد حصلت لك فجاءة بعد أن كنت سليما منها.
- لذا ننصحك بعرض نفسك على راق شرعي ثقة يشخص حالتك من خلال الرقية الشرعية، ويعالجك بها إن كنت مصابا، وإن كنت سليما من ذلك فهو من آثار المعاصي التي ارتكبت، فسارع بالتوبة والاستقامة والصبر على ذلك، حتى تعود لك نفسك إلى فطرتها، تحب الطاعة وتكره المعصية، وهذا يحتاج إلى استمرار وإصرار على فعل العمل الصالح، وعدم الاستسلام للشيطان ووساوسه السيئة.
- كما يحتاج إلى الدعاء والتضرع إلى الله بإصلاح النفس وقبول التوبة، والإلحاح على الله بذلك فإن القلوب بيده، _كما يلزمك لإتمام التوبة أن تقطع علاقتك بالرفقة السابقة التي كانت سببا في انحرافك، حتى لا يؤثروا عليك مرة أخرى، والبحث عن رفقة صالحة تساعدك على الخير وتحثك عليه.
واقطع التفكير السلبي والتفكير بالانتحار كلما جاءك؛ لأنه هذا من خواطر الشيطان ليحزنك، فاستعذ بالله منه، وفكر إيجابيا بالحياة، وإن شاء الله تتحسن حالتك وتستقر نفسك.
وفقك الله لما يحب ويرضى.