يحيا المسلمون في أنحاء العالم في اليوم العاشر من ذي الحجة
الاحتفال بعيد الأضحى المبارك، حيث يؤدي الملايين منهم صلاة
العيد في الجوامع والساحات، ومن ثمَّ يتقربون الى الله تعالى
في أيام العيد بذبح أضاحيهم وتبادل الزيارات والتهاني.
وعلى الرغم من أنَّ فرحة العيد واحدة بين المسلمين في
شتى بقاع الأرض؛ إلا أنَّ طقوس الاحتفال به تختلف
من دولة لأخرى ومن مكان لآخر .
عيد الأضحى في الجزائر
يقوم الجزائريون بتنظيم مصارعة «الكباش» أو الخرفان
قبل حلول عيد الأضحى مباشرة، حيث يتصارع الكبشان
بالروؤس وسط جموع من المتفرجين ويفوز الكبش الذي
يُجبر الآخر على التراجع بأعلى سعر لأنَّه قوي، وعلى الرغم
من أنَّ السلطات لا تشجع هذه العادة إلا أنَّها ما زالت
موجودة وتعتبر من أقدم العادات في الاحتفال بعيد
الأضحى في الجزائر.
عيد الأضحى في المغرب
تحتفل بعض المدن والقرى في المغرب بعيد الأضحى من خلال
عادة تراثيَّة تسمى «بو جلود»، وهو عبارة عن شخص يختاره أهل
المنطقة لارتداء جلود الأضاحي، حيث يلف نفسه بسبعة منها
حول جسده كله، ثمَّ يطوف على أهالي القبيلة أو القرية
لجمع ما تجود به أياديهم من المال أو من جلود
الأكباش، كل ذلك وسط احتفالات موسيقيَّة غنائيَّة شعبيَّة.
كذلك من عاداتهم الغريبة أن تصر بعض المناطق جنوب البلاد
على عدم إشعال النار في البيت للطهي أو غير ذلك طيلة يوم
النحر اعتقاداً منهم أنَّ إشعالها فأل سيئ لا يجب القيام به
في يوم سعيد مثل عيد الأضحى.
البحرين
ما أن تشرق شمس عيد الأضحى المبارك في البحرين حتى يسرع
الأطفال للاحتفال بطريقتهم الخاصة وهم يرتدون اللباس التقليدي
ليلقوا الـ«حية بيه» في أقرب ساحل أو نبع التي يسميها
البعض «الضحيَّة»، وهي عبارة عن إناء من سعف النخل فيه
رمل وشعير يسقى يومياً ويعلق في فناء المنزل إلى أن ينبت
الشعير. ويردد الأطفال وهم يلقون «الضحيَّة» أهازيج
مثل «يا حيتي حييتك، غذيتك عشيتك، وليلة العيد
قطيتك»، أي رميتك.
ليبيا
يعرف لديهم عيد الأضحى بـ«العيد الكبير» ومن عاداتهم فيه
قبل ذبح الخروف أن تقوم سيدة المنزل بتكحيل عينيه بالقلم
الأسود أو الكحل العربي ثمَّ يشعلون النيران ويبدأ بعدها
التهليل والتكبير، كما يسود عندهم الاعتقاد بأنَّ خروف العيد
هو هديَّة إلى الله تعالى. لذلك يجب أن يكون صحيحاً معافى
لا عيب فيه إطلاقاً.
باكستان
تشتهر باكستان بتزيين البهائم المعروضة للبيع بغرض الضحيَّة
خلال عيد الأضحى، وذلك حتى تتميَّز عن البهائم التي تباع في
الأيام العاديَّة، فنجدهم يقومون برسم نقوش جميلة بالحناء
على فرو الخرفان والأبقار والجمال، بينما يقوم بعضهم الآخر
بربط الحبال الملونة عليها وإلباسها القلائد الجميلة والأجراس.
الصين
ما أن يفرغ مسلمو الصين من أداء
صلاة العيد حتى يبدأوا
في ممارسة لعبة «خطف الخروف»، التي تمثل أحد أهم مظاهر
الاحتفال بالعيد في الصين، وفيها يمتطي رجل جواده وينطلق
بأقصى سرعة صوب الهدف المنشود وهو الخروف ليلتقطه بسرعة
وبراعة من دون أن يسقط من جواده، بعدها يفعل ذلك ثاني
وثالت لتنتهي اللعبة بإعلان فوز من استغرق أقل وقت في
عمليَّة اختطاف الخروف. وبعد الفوز يجتمع الذكور من الأسرة
لقراءة الأدعية والآيات القرانيَّة لمدَّة خمس دقائق، ثمَّ يقوم
إمام المسجد أو كبير الأسرة بذبح الخروف وتقسيمه.