الحب يجعل القصائد تسير مختالة تتهادى، وكأنها تعطرت بلهفة الشوق، فانتشت وأخرجت معانيها كثمر مبذول، وعلى هذا النسق أتت قصيدة «يا راحلين إلى منى» للشاعر عبد الرحيم بن أحمد البرعي اليماني، لتعبر عن أسمى معاني الشوق، شوق يرتاح فيه البدن وتسمو الروح. سطع نجم البرعي في النصف الثاني من القرن الثامن وأوائل القرن التاسع الهجريين في اليمن، وانتشر وهجه ليشمل أركان العالم الإسلامي، من زمنه وحتى الآن. امتلأ قلبه بحب الله ورسوله، فأحبه الناس، وقد وظف مقدرته على نظم الشعر في ذكر الله، وحب الله ورسوله، وقد انتشر شعره بين الناس لدرجة أنهم صاروا يقرأونه في الزوايا والمناسبات الدينية والمساجد تقرباً لله سبحانه وتعالى، وقد حصل على نصيب كبير من العلم حتى اشتهر وسط المسلمين. ياراحلين إلى منى بقيادي ،،، هيجتمُ يوم الرحيل فؤادي
سرتم وسار دليلكم ياوحشتي ،،، الشوق أقلقني وصوت الحادي حرمتموا جفني المنام ببعدكم ،،، ياساكنين المنحنى والواد ويلوح لي مابين زمزم والصفا ،،، عند المقام سمعت صوت منادي ويقول لي يا نائما جدّ الســـــــــــــرا ،،، عرفات تجدو كل قلب صادي من نال من عرفات نظرة ساعة ،،، نال السرور ونال كل مرادي تالله ماأحلى المبيت على منى ،،، في ليل عيد أبرك الاعيادي ضحوا ضحاياهم وسال دماؤها ،،، وأنا المتيم قد نحرت فؤادي لبسوا ثياب البيض شارات الرضا ،،، وأنا الملوّع قد لبست سوادي يارب أنت وصلتهم صلني بهم ،،، فلحقكم يارب فك قيادي فإذا وصلتم سالمين فبلّغوا ،،، مني السلام ٌأهيل ذاك الواد قولوا لهم : عبد الرحيم متيّم ،،، ومفارق الاحباب والاولاد صلى عليك الله ياعلم الهدى ،،، ماسار ركب أو ترنّم حادي
نشيد عن الحج - يا راحلين الى منى بقيادي -- بصوت الشيخ عبدالعزيز الاحمد