يبدو أن أشجار الأرز اللبناني التي يتخذها البلد شعارًا له، وتُعد من أشهر معالمه الحضارية، أصبحت مُهددة بالاختفاء تمامًا، وذلك لن يكون بفعل الحروب أو النزاعات، لكن بسبب التغييرات المناخية.. التي على الأرجح ستُغير كل ما نعرفه عن الطبيعة حولنا قريبًا.
ففي تقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية الجمعة 20 يوليو، قالت إن ارتفاع نسبة الغازات الدفيئة في مناخ لبنان وخاصة في المنطقة الجنوبية أصبح يؤثر على الأماكن المُتعارف عليها لنمو غابات الأرز، فعدد من المحميات الطبيعية ستصبح قريبًا جدًا غير صالحة للزراعة مرة أخرى لاختفاء الطبيعة المناسبة لنمو أشجار الأرز هناك.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أنه بنهاية القرن الحالي، وتحديدًا في 2100 يمكن أن تنتهي زراعة أشجار الأرز في لبنان كما عرفها العالم من قبل.
ووفقا للتقرير فإن زراعة أشجار الأرز في لبنان بفعل التغييرات المناخية التي تحدث تنتقل من الطبيعة العادية إلى المناطق الأكثر ارتفاعًا بالتدريج، وتحديدًا باتجاه المواقع ذات الجبال العالية، وخاصة المتواجدة شمال البلاد لأنها وفقًا لطبيعة وظروف البلد أعلى كثيرا من نظيرتها الجنوبية، ولكن تلك الجبال على الجانب الآخر تعاني من نوع مُختلف من المشكلات، حيث تم القضاء على حوالي 7% من الأشجار المتواجدة هناك بسبب نوع غير معروف من الحشرات المُنتشر منذ عام 1997.
ولفت التقرير إلى أن أخشاب شجر الأرز تم استخدامها في حضارات مختلفة على مر التاريخ، واعتمد عليها الناس في بناء المراكب والمعابد بمصر وفلسطين وحتى في حضارات أخرى.
وسلط التقرير الضوء على أن جبال الأرز اللبنانية التي تتعرض حاليًا لخطر الإزالة والانقراض ليست فقط مجرد مساحات خضراء أعطت لبنان جمال ميزها عن بقية دول العالم، لكن هذه الجبال التي «يصارع المسئولون فيها الزمن» للحفاظ على أشجارهم الشهيرة، لها قيمة حضارية ودينية كبيرة، فعلى سبيل المثال، فإن واحدة من أشهر المناطق في غابات الأرز والمعروفة باسم «أرز الرب» كانت تحاول الحكومة حمايتها بوضع سياج حولها منذ عام 1876، حيث أن تلك المنطقة يُعتقد أن المسيح تجلى فيها لأتباعه، وفقًا للتقرير الأمريكي.
أخبار اليوم